منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08 Mar 2011, 07:56 PM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي تنبيه خفيف عن خطإ ليس باللطيف

إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد:

من الملاحظ، أن بعض من هو غارق في المعاصي، إذا أُنكِرَ عليه قال:(الصّح في القلب) و (اللي في القلب في القلب)، فنحن لا ننكر هذا، لكن هذا الإنسان مكذِّب لنفسه بدليل أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث:(...ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب). رواه البخاري ومسلم.

قال ابن رجب - رحمه الله - في شرحه للحديث: فيه إشارة إلى أن صلاح حركات العبد بجوارحه، واجتنابه للمحرمات واتقاءه للشبهات بحسب صلاح حركة قلبه.

فإن كان قلبه سليما، ليس فيه إلا محبة الله ومحبة ما يحبه الله، وخشية الله وخشية الوقوع فيما يكرهه، صلحت حركات الجوارح كلها ، ونشأ عن ذلك اجتناب المحرمات كلها وتوقي الشبهات حذرا من الوقوع في المحرمات.

وإن كان القلب فاسدا، قد استولى عليه اتباع هواه، وطلب ما يحبه، ولو كرهه الله، فسدت حركات الجوارح كلها، وانبعثت إلى كل المعاصي والمشتبهات بحسب اتباع هوى القلب.

ولهذا يقال: القلب ملك الأعضاء، وبقية الأعضاء جنوده، وهم مع هذا جنود طائعون له، منبعثون في طاعته، وتنفيذ أوامره، لا يخالفونه في شيء من ذلك...[1]


وقال ابن عثيمين - رحمه الله - في الحديث: رتب النبي صلى الله عليه وسلم الجزاء على الشرط، فمتى صلح القلب صلح الجسد، وإذا فسد القلب فسد الجسد كله.

وقد مثل بعض العلماء - رحمهم الله - هذا بالملك، إذا صلح صلحت رعيته، وإذا فسد فسدت.

لكن نظر فيه العلماء المحققون - رحمهم الله - وقالوا: هذا المثال لا يستقيم، لأن الملك ربما يأمر ولا يطاع، والقلب إذا أمر الجوارح أطاعته ولا بد، فهو أبلغ من أن يقال: كالملك يأمر الرعية، فإذا صلح القلب فلا بد أن يصلح الجسد، وإذا فسد القلب فلا بد أن يفسد الجسد.[2]

وقال أيضا - رحمه الله -في فوائد حديثٍ قال فيه عليه الصلاة والسلام:(...التقوى هاهنا ويشير إلى صدره ثلاثا...). رواه مسلم. الرد على أولئك المجادلين بالباطل الذين إذا فعلوا معصية بالجوارح ونُهوا عنها قالوا: التقوى هاهنا، فما جوابنا على هذا الجدلي؟

جوابنا أن نقول: لو اتقى الله ما هاهنا لاتقت الجوارح لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب).رواه البخاري ومسلم.[3]

والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدّين، وسلّم تسليمًا.

المصادر والمراجع:
[1]جامع العوم والحكم الجزء1 ص210 مؤسسة الرسالة.
[2]شرح الأربعين النووية ص129.
[3]شرح الأربعين النووية ص383.


التعديل الأخير تم بواسطة فتحي إدريس ; 09 Mar 2011 الساعة 08:44 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08 Mar 2011, 10:18 PM
صبري عادل الجزائري صبري عادل الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: عنابة
المشاركات: 173
إرسال رسالة عبر MSN إلى صبري عادل الجزائري
افتراضي

بارك الله فيك و جزاك الله خير
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08 Mar 2011, 11:07 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتحي بن محمد إدريس مشاهدة المشاركة
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد:

من الملاحظ، أن بعض من هو غارق في المعاصي، إذا أُنكِرَ عليه قال:(الصّح في القلب) و (اللي في القلب في القلب)، فنحن لا ننكر هذا، لكن هذا الإنسان مكذِّب لنفسه بدليل أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث:(...ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب). رواه البخاري ومسلم.

قال ابن رجب في شرحه للحديث: فيه إشارة إلى أن صلاح حركات العبد بجوارحه، واجتنابه للمحرمات واتقاءه للشبهات بحسب صلاح حركة قلبه.

فإن كان قلبه سليما، ليس فيه إلا محبة الله ومحبة ما يحبه الله، وخشية الله وخشية الوقوع فيما يكرهه، صلحت حركات الجوارح كلها ، ونشأ عن ذلك اجتناب المحرمات كلها وتوقي الشبهات حذرا من الوقوع في المحرمات.

وإن كان القلب فاسدا، قد استولى عليه اتباع هواه، وطلب ما يحبه، ولو كرهه الله، فسدت حركات الجوارح كلها، وانبعثت إلى كل المعاصي والمشتبهات بحسب اتباع هوى القلب.

ولهذا يقال: القلب ملك الأعضاء، وبقية الأعضاء جنوده، وهم مع هذا جنود طائعون له، منبعثون في طاعته، وتنفيذ أوامره، لا يخالفونه في شيء من ذلك...[1]


وقال ابن عثيمين في الحديث: رتب النبي صلى الله عليه وسلم الجزاء على الشرط، فمتى صلح القلب صلح الجسد، وإذا فسد القلب فسد الجسد كله.

وقد مثل بعض العلماء هذا بالملك، إذا صلح صلحت رعيته، وإذا فسد فسدت.

لكن نظر فيه العلماء المحققون وقالوا: هذا المثال لا يستقيم، لأن الملك ربما يأمر ولا يطاع، والقلب إذا أمر الجوارح أطاعته ولا بد، فهو أبلغ من أن يقال: كالملك يأمر الرعية، فإذا صلح القلب فلا بد أن يصلح الجسد، وإذا فسد القلب فلا بد أن يفسد الجسد.[2]

وقال أيضا في فوائد حديثٍ قال فيه عليه الصلاة والسلام:(...التقوى هاهنا ويشير إلى صدره ثلاثا...). رواه مسلم. الرد على أولئك المجادلين بالباطل الذين إذا فعلوا معصية بالجوارح ونُهوا عنها قالوا: التقوى هاهنا، فما جوابنا على هذا الجدلي؟

جوابنا أن نقول: لو اتقى الله ما هاهنا لاتقت الجوارح لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب).رواه البخاري ومسلم.[3]

والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدّين، وسلّم تسليمًا.

المصادر والمراجع:
[1]جامع العوم والحكم الجزء1 ص210 مؤسسة الرسالة.
[2]شرح الأربعين النووية ص129.
[3]شرح الأربعين النووية ص383.
بارك الله فيك على الفائدة

ورحم الله أئمتنا و مشايخنا فهم أعلام الأمة و مصابيحها
فلا أقلّ لطالب العلم من الـتأدب معهم و الدعاء لهم
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08 Mar 2011, 11:20 PM
أبو الحارث وليد الجزائري أبو الحارث وليد الجزائري غير متواجد حالياً
وفقه الله وغفر له
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: الجزائر
المشاركات: 473
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحارث وليد الجزائري
افتراضي

جزاكم الله خيرا أخي فتحي
زادك الله علما وتوفيقا
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09 Mar 2011, 08:46 AM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

آمين وإياكم إخوتي.
جزاك الله خيرا الأخ أبا معاذ محمد مرابط على تنبيهك ونصحك، فهذا لم يكن عن عمد ولكن سهوا ونسيانا.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013