30 Jun 2010, 04:10 AM
|
موقوف
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: الجزائري مقيم في فرنسا
المشاركات: 608
|
|
ابن تيميّة يعلّم الناس التوحيد في جهاد دفاعي" للشيخ عبد المالك رمضاني "
ابن تيميّة يعلّم الناس التوحيد في جهاد دفاعي
لَمَّا داهمَ التَّتارُ أهلَ الشّام، خرج المسلمون لمواجهتهم، وكانت فيهم شركيَّاتٌ، فجعل ابنُ تيمية ـ رحمه الله ـ يصحِّح عقيدَتَهم ويدعوهم إلى التوحيد، كما قال في ردِّه على البكري المطبوع باسم "تلخيص كتاب الاستغاثة" (2/731 – 738:ت تحقيق عجال): "وكان بعض الأكابر من الشيوخ العارفين من أصحابنا يقول: هذا أعظم ما بيَّنتَه لنا؛ لعلمه بأنَّ هذا أصلُ الدِّين، وكان هذا وأمثالُه في ناحيةٍ أخرى يدعون الأمواتَ، ويسألونهم، ويستجيرون بهم، ويتضرَّعون إليهم، وربَّما كان ما يفعلونه بالأموات أعظم؛ لأنَّهم إنَّما يقصدون الميِّتَ في ضرورةٍ نزلت بهم، فيدْعونه دعاء المضطرّ، راجين قضاءَ حاجتهم بدعائه والدّعاء به أو الدعاء عند قبره، بخلاف عبادتهم اللهَ تعالى ودعائهم إيّـاه، فإنْهم يفعلونه في كثيرٍ من الأوقات على وجه العادة والتكلُّف، حتّى إنَّ العدوَّ الخارج عن شريعة الإسلام لما قدم دمشق خرجوا يستغيثون بالموتى عند القبور التي يرجون عندها كشفَ ضرِّهم، وقال بعض الشعراء:
يا خائفين من التَّتْر لوذوا بقبر أبي عُمَرْ
أو قال:
عوذوا بقبر أبي عُمَرْ يُبْجِيكم من الضَّرَرْ"
قلت: ولعلّ القارئ قد انتبه إلى أنَّ هذا كان في جهاد الدَّفع لا جهاد الطلب، وفي هذا ردٌّ صريحٌ على الذين لا يهتمّون بتصحيح العقيدة عند هذا النوع من الجهاد، ويزعمون أنَّ هذا خاصٌّ بجهاد الطالب، واللهُ الموَفِّق.
نقلاً من كتاب السبيل إلى العز و التمكين " للشيخ عبد المالك رمضاني
|