منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 Feb 2018, 08:47 AM
أبو عبدالله عمر أبو عبدالله عمر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2015
الدولة: الجزائر (بسكرة)
المشاركات: 74
افتراضي مَا يَنبَغِي لِمَن عَلَّمَهُ الله القَرآنَ وَفَضَّلَهُ عَلَى غَيرِه ، مِمَن لَم يَحمِلهُ

بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمدلله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أمّا بعد :

ما ينبغي لمن علمه الله القرآن وفضله على غيره ، ممن لم يحمله
للإمام الحافظ أبي بَكْرٍ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، الآجُرِّيُّ الْبَغْدَادِيُّ -رحمه الله-
المتوفى سنة (360هـ)
" ينبغي لمن علمه الله القرآن وفضله على غيره ، ممن لم يحمله ، وأحب أن يكون من أهل القرآن وأهل الله وخاصته أن يجعل القرآن ربيعا لقلبه يعمر به ما خرب من قلبه ، يتأدب بآداب القرآن ، ويتخلق بأخلاق شريفة تبين به عن سائر الناس ، ممن لا يقرأ القرآن :
فأول ما ينبغي له أن يستعمل تقوى الله في السر والعلانية ، باستعمال الورع في مطعمه ومشربه وملبسه ومسكنه ، بصيرا بزمانه وفساد أهله ، فهو يحذرهم على دينه ، مقبلا على شأنه ، مهموما بإصلاح ما فسد من أمره ، حافظا للسانه ، مميزا لكلامه ، إن تكلم تكلم بعلم إذا رأى الكلام صوابا ، وإن سكت سكت بعلم إذا كان السكوت صوابا ، قليل الخوض فيما لا يعنيه ، يخاف من لسانه أشد مما يخاف عدوه ، قليل الضحك مما يضحك منه الناس لسوء عاقبة الضحك ، باسط الوجه ، طيب الكلام ، لا يغتاب أحدا ، ولا يحقر أحدا ، ولا يسب أحدا ، ولا يشمت بمصيبة ، ولا يبغي على أحد ، ولا يحسده ، وقد جعل القرآن والسنة والفقه دليله إلى كل خلق حسن جميل ، حافظا لجميع جوارحه عما نهي عنه ، إذا قيل له الحق قبله من صغير أو كبير ، يطلب الرفعة من الله ، لا من المخلوقين ، ماقتا للكبر ، خائفا على نفسه منه ، لا يتآكل بالقرآن ولا يحب أن يقضي به الحوائج ، ولا يسعى به إلى أبناء الملوك ، ولا يجالس به الأغنياء ليكرموه ، يقنع بالقليل فيكفيه ، ويحذر على نفسه من الدنيا ما يطغيه ، يتبع واجبات القرآن والسنة ، يأكل الطعام بعلم ، ويشرب بعلم ، ويلبس بعلم ، وينام بعلم ، ويجامع أهله بعلم ، ويصطحب الإخوان بعلم ، ويزورهم بعلم ، يلزم نفسه بر والديه ، وإن استعانا به على طاعة أعانهما ، وإن استعانا به على معصية لم يعنهما عليها ، ورفق بهما في معصيته إياهما بحسن الأدب ؛ ليرجعا عن قبيح ما أرادا مما لا يحسن بهما فعله ، يصل الرحم ، ويكره القطيعة ، من قطعه لم يقطعه ، ومن عصى الله فيه أطاع الله فيه ، رفيق في أموره ، صبور على تعليم الخير ، يأنس به المتعلم ، ويفرح به المجالس ، مجالسته تفيد خيرا ، قد جعل العلم والفقه دليله إلى كل خير ، إذا درس القرآن فبحضور فهم وعقل ، همته إيقاع الفهم لما ألزمه الله : من اتباع ما أمر ، والانتهاء عما نهى ، ليس همته متى أختم السورة ؟ همته متى أستغني بالله عن غيره ؟ متى أكون من المتقين ؟ متى أكون من المحسنين ؟ متى أكون من المتوكلين ؟ متى أكون من الخاشعين ؟ متى أكون من الصابرين ؟ متى أعقل عن الله الخطاب ؟ متى أفقه ما أتلو ؟ متى أغلب نفسي على ما تهوى ؟ متى أجاهد في الله حق الجهاد ؟ متى أكون بزجر القرآن متعظا ؟ متى أكون بذكره عن ذكر غيره مشتغلا ؟ .
فمن كانت هذه صفته ، أو ما قارب هذه الصفة ، فقد تلاه حق تلاوته ، ورعاه حق رعايته ، وكان له القرآن شاهدا وشفيعا وأنيسا وحرزا ، ومن كان هذا وصفه ، نفع نفسه ونفع أهله ، وعاد على والديه ، وعلى ولده كل خير في الدنيا وفي الآخرة "



"أخلاق حملة القرآن" (ص 27) .


التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر ; 17 Feb 2018 الساعة 08:34 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 Feb 2018, 11:50 AM
يوسف عمر يوسف عمر غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2017
المشاركات: 91
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي عمر على هذا النقل.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013