منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 31 Oct 2013, 05:12 PM
أبو ياسر حمزاوي أبو ياسر حمزاوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
المشاركات: 16
افتراضي كتاب العلم للحافظ ابن رجب (جمع وترتيب) الحلقة الثالثة

العلم النافع يوجب الخشية:

قال رحمه الله تعالى في رسالته تفسير إنما يخشى الله من عباده العلماء ضمن مجموعة الرسائل ج1ص335 ومما يبين ان العلم يوجب الخشية وأن فقده يستلزم فقد الخشية :
أحدهما :أن العلم بالله تعالى وماله من الأسماء والصفات كاكبرياء والعظمة والجبروت والعزة وغير ذلك يوجب خشية وعدم ذلك يستلزم فقد الخشية وبهذا فسر الآية ابن عباس فقال يريد إنما يخافني من علم جبروتي وعزتي وجلالي وسلطاني ويشهد لهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم {إني أعلمكم بالله وأشدكم له خشية...والمقصود أن العلم بالله واسمائه وصفاته وأفعاله من قدره وخلقه والتفكر في عجائب آياته المسموعة المتلوة وآياته المشاهدة المرئية من عجائب مصنوعاته وحكم مبتدعاته ونحو ذلك مما يوجب الخشية لله واجلاله ويمنع من ارتكاب نهيه والتفريط في أمره وهو أصل العلم النافع...
الوجه الثاني:أن العلم بتفاصيل أمر الله ونهيه والتصديق الجازم بذلك وبما يترتب عليه من الوعد والوعيد ...مع تيقن مراقبة الله واطلاعه ومشاهدته ومقته لعاصيه وحضور الكرام الكاتبين كل هذا يوجب الخشية من الله وفعل المأمور وترك المحضور وإنما يمنع الخشية ويوجب ،الوقوع في المحظورات الغفلة عن استحضار هذه الأمور والغفلة من أضداد العلم ،والغفلة والشهوة أصل الشر قال الله تعالى{ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا} والشهوة وحدها لا تستقل بفعل السيئات إلا مع الجهل فإن صاحب الهوى لو استحضر هذه الأمور المذكورة وكانت موجودة في ذكره لأوجبت له الخشية القامعة لهواه ولكن غفلته عنها مما يوجب نقص إيمانه الذي أصله التصديق الجازم المترتب على التصور التام ولهذا كان ذكر الله وتوحيده والثناء عليه يزيد الإيمان والغفلة والإعراض عن ذلك يضعفه وينقصه كما كان يقول من الصحابة {اجلسوا بنا نؤمن ساعة}
الوجه الثالث:أن تصورحقيقة المخوف يوجب الهرب منه وتصور حقيقة المحبوب يوجب طلبه فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دل على أن تصوره لذلك ليس تاما وإن كان قد تصور الخبر عنه وتصور الخبر والتصديقه وحفظ حروفه غير التصور المخبر به فإذا أخبر بما هو محبوب أو مكروه له ولم يكذِّب الخبر بل عرف صدقه ولكن قلبه مشغول بأمور أخرى عن تصور ما أخبر به فهذا لا يتحرك للهرب ولا لطلب وفي الأثر المعروف عن الحسن وروي مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم {العلم علمان فعلم في القلب فذاك العلم النافع وعلم على اللسان فذاك حجة الله على ابن أدم}
الوجه الرابع:أن كثيرا من الذنوب قد يكون سبب وقوعه جهل فاعله بحقيقة قبحه وبغض الله له وتفاصيل الوعيد عليه وإن كان عالما بأصل تحريمه وقبحه لكنه يكون جاهلا بما ورد فيه من التغليظ والتشديد ونهاية القبح ،فجهله بذلك هو الذي جرأه عليه وأوقعه فيه ولو كان عالما بحقيقة قبحه لأوجب ذلك العلم تركه خشية من عقابه .
الوجه الخامس :أن كل من علم علما تاما جازما بأن فعل شيء يضره ضررا راجحا ولم يفعله فإن هذا خاصة العاقل فإن نفسه تنصرف عما يعلم رجحان ضرره بالطبع فإن الله جعل في النفس حبا لما ينفعها وبغضا لما يضرها ،فلا يفعل ما يجزم بأنه يضرها ضررا راجحا .فالفاعل للذنب لوجزم بأنه يحصل له به الضرر الراجح لم يفعله لكنه يزين له ما فيه من اللذة التي يظن إنها مصلحة ولايجزم بوقوع عقوبته بل يرجو العفو بحسنات أو توبة أو بعفو الله ونحو ذلك ،وهذا كله من اتباع الظن وما تهوى الانفس ولو كان له علم كامل لعرف به رجحان ضرر السيئة فؤجب له ذلك الخشية المانعة من مواقعتها ونبين هذا
بالوجه السادس:
إن لذات الذنوب لا نسبة لها إلى مافيها من الآلام والمفاسد ألبته فإن لذتها سربعة الإنقضاء وعقوباتها وآلامها أضعاف ذلك ولهذا قيل (إن الصبر على المعاصي أهون من الصبر على عذاب الله}وقيل رب شهوة ساعة أورثت حزنا طويلا ...ومن هاهنا يعلم انه لا يؤثر لذات الذنوب إلا من هو جاهل بحقيقة عواقبها كما لا يؤثر أكل الطعام المسموم للذته إلا من هو جاهل بحاله أو غير عاقل ورجاؤه التخلص من شرها بتوبة او عفو أو غير ذلك كرجاء آكل الطعام المسموم الطيب الخلاص من شره بعلاج أو بغيره وهو في غاية الحمق والجهل فقد لا يتمكن من التخلص منه بالكلية فيقتله سمه وقد يتخلص منه تخلصا تاما فيطول مرضه وكذلك المذنب قد لا يتمكن من التوبة...ولهذا قال الحسن ترك الذنب أيسر من طلب التوبة
العلم الذي لا يوجب الخشية ليس علما :
قال في ورثة الأنبياء ج2ص289" وفي صحيح مسلم [822]عن النبي صلى الله عليه وسلم{إني أعوذ بالله من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع} وهذا يدل على أن العلم الذي لا يوجب الخشوع للقلب فهو علم غير نافع.
العلم النافع يدل على أمرين:
قال رحمه اله تعالى ص70" العلم النافع يدل على أمرين:
أحدهما: على معرفة الله وما يستحقه من الأسماء الحسنى والصفات العلى والأفعال الباهرة
وذلك يستلزم إجلاله وإعظامه وخشيته ومحبته ورجاءه والتوكل عليه والرضى بقضائه والصبر على بلائه
والأمر الثاني: المعرفة بما يحبه ويرضاه وما يكرهه ويسخطه من الإعتقادات والأعمال الظاهرة والباطنة والأقوال فيوجب ذلك لمن علمه المسارعة إلى مافيه محبة الله ورضاه والتباعد عما يكرهه ويسسخطه فإذا أثمر العلم لصاحبه هذا فهو العلم النافع فمتى كان العلم نافعا ووقر في القلب لله فقد خشع القلب لله وانكسر له وذل هيبة وإجلالا وخشية وتعظيما ومتى خشع القلب لله وذل وانكسر له قنعت النفس بيسير الحلال من الدنيا وشبعت به فأوجب لها ذلك القناعة والزهد في الدنيا ...
يطالب العلم تعلم لأجل الآخرة :
قال ج4ص80ولهذا قال بعض السلف لما أريد على القضاء فأباه إنما تعلمت العلم لأحشر به مع الأنبياء لا مع الملوك فإن العلماء يحشرون مع الأنبياء والقضاة يحشرون مع الملوك
العلم مقيد بالكتاب والسنة :
قال ص 67" قال الجنيد (علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة من لم يقرأ القرآن ويكتب الحديث لا يقتدى به في علمنا هذا)
أهميت العلم والإيمان:
قال في أن جميع الرسل مان دينهم الإسلام ج4ص335"الماء والنور حياة الأبدان ولا يعيش حيوان إلا حيث هما موجودان كما أن العلم والإيمان مادة حياة القلب وهما للقلوب كالماء والنور فإذا فقدهما القلب فقد مات
علم الكلام شر محض :
قال في فضل علم السلف على الخلف ج4ص68"فأما الدخول في كلام المتكلمين أو الفلاسفة فشر محض وقل من دخل في سيء من ذلك إلا وتلطخ ببعض أو ضارهم كما قال أحمد لا يخلو من نظر في الكلام إلا تجهم
تعلم علم النجوم :
قال في نفس المصدر ص 52 "فعلم تأثير النجوم باطل محرم والعمل بمقتضاه كالتقرب إلى النجوم وتقريب القرابين لها كفر
وأما علم التسيير فغذا تعلم منه ما يحتاج إليه لإهتداء ومعرفة القبلة والطرق كان جائزا عند الجمهور
العلماء ثلاثة :
قال في سيرة عبد الملك بن عمر بن عبد العزيزج4ص166 "وعلماء السلف كانوا يقسمون العلماء ثلاثة أقسام:
قسم يغرفون الله ويخشونه ...وهم العلماء بالله
وقسم يعرفون أمر الله ونهيه وهم العلماء بأمر الله
وقسم يجمعون بين الأمرين وهم أشرف العلماء حيث جمعوا بين العلم بالله والعلم بأمر الله.
وكذا كان السلف يجمعون بين العلم بالله ...وبين العلم بأمر الله الذي يقتضي معرفة الحلال والحرام والفتاوى والأحكام...وأما المتأخرين فقل فيهم من جمع بين العلمين الذي كان عليه علماء المسلمين وسلك كلا الطريقين والله الموفق للخير والمعين عليه بمنه وكرمه.
أزهد الناس في العالم :
قال في حديث يتبع الميت ثلاث ج4ص232 "قال الحسن(أزهد الناس في عالم جيرانه وشر الناس لميت أهله يبكون عليه ولا يقضون دينه)
على طالب العلم أن يجمع بين الرواية والدراية :
قال في أن جميع الرسل دينهم الإسلام ج4ص365" قال الحسن: همة السفهاء الرواية وهمة الحكماء الرعاية
والرعاية هي القيام بحقوق الرواية من العمل والتعليم فهي ثمرة الدراية والحكماء هم أهل الحكمة والحكمة هي معرفة الدين والعمل به كما قاله مالك والليث وغيرهما من السلف
الحكماء هم خواص العلماء :
قال في المصدر السابق"الحكماء هم خواص العلماء كما كان الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى يقول :العلماء كثير والحكماء قليل.
وقال له رجل : العلماء ورثة الأنبياء فقال الحكماء ورثة الأنبياء،وإنما قال هذا لأنه صار كثير من الناس يظن ان العلماء الممدوحين في الشريعة يدخل فيهم من له لسان علم وإن لم يكن عنده من حقائق الإيمان ...فبين الفضيل أنه لا يدخل في مدح الله ورسوله للعلماء إلا أهل الحكمة وهم أهل الدراية والرعاية.
العلم ليس بكثرة الرواية :
قال في المجلد 4 ص64"فليس العلم بكثرة الروايق ولا بكثرة المقال ولكنه نور يقذف في القلب يفهم به العبد الحق و يميز به بينه وبين الباطل ويعبر عن ذلك بعبارات وجيزة محصلة للمقاسد وقد كان النبي صلى االه عليه وسلم أوتي جوامع الكلم واختصرا الكلام له اختصارا ولهذا ورد النهي عن كثرة الكلام والتوسع في القيل والقال
الهمة العالية :
قال في لطائف المعارف ص429 صاحب الهمة العالية والنفس الشريفة لا يرضى بالأشياء الدنية الفاتية وإنما همته المسابقة إلى الدرجات الباقية الزاكية التي لا تفنى ولا يرجع عن مطلوبه ولو تلفت نفسه في طلبه ومن كان في الله تلفه كان على الله خلفه قيل لبعض المجتهدين في الطاعات لم تعذب هذا الجسد قال كرامته أريد ...وقيمة كل إنسان ما يطلب فمن كان يطلب الدنيا فلا أدنى منه فإن الدنيا دنية وأدنى منها من يطلبها وهي خسيسة وأخس منها من يخطبها قال بعضهم القلوب جوالة فقلب يجول حول العرش وقلب يجول حول الحش...
من عرف قيمة العلم هان عليه كل شيء :
قال رحمه الله ص497"من عرف مايطاب هان عليه كل ما يبذل
النهي عن الأغاليط :
قال ج4 ص62"وقد ورد النهي عن كثرة المسائل وعن أغلوطات المسائل وعن المسائل قبل وقوعها
النهي عن المراء والجدال :
قال في المصدر السابق المراء والجدال في العلم يذهب بنور العلم وقيل المراء في العلم يقسي القلب ويورث الضعن
الإهتمام بتراجم السلف :
قال رحمه الله تعالى في سيرة عبد الملك ج4ص161 فإن في سماع أخبار الأخيار مقوي العزائم ومعينا على اتباع تلك الآثار وقال بعض العارفين الحكايات جند من جنود الله تقوى بها قلوب المريد ثم تلا قول الله تعالى{وكلا نقص عليك من أنباء الرسل مانثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
تزكية, علم

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013