هل يجوز للمرأة أن تَعْرِضَ القرآن بالأحكام تلاوةً على مدرِّسٍ أجنبي عنها، مع العلم أنَّ هذه الأحكامَ مشتملةٌ على الغُـنَّة وغيرها؟
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فصوتُ المرأة عورةٌ عند الرجال الأجانب على الأرجح، لذلك لا ترفع صوتها بالتلبية، ولا بالتسبيح للإمام إذا نابه شيء في الصلوات، وإنما تصفِّق له، وإذا تقرّر حكمُ عدمِ جوازِه فإنَّ ترخيم الصوت وتحسينه بالقراءة أو المخاطبة لا يجوز من بابٍ أولى، لأنَّ الملاطفةَ والملاينةَ وتحسينَ الصوتِ يؤدِّي غالبًا إلى إثارةِ الفتنة وتحريكِ الغريزَة فيُمنعُ سدًّا للذريعة، وإنما يجوز لها مخاطبةُ الرجال للحاجة إن أَمِنَتِ الفتنةَ بخلوّ الصوت من إثارة وانكسار، لقوله تعالى: ﴿فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا﴾ [الأحزاب: 32].
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
الجزائر في: 21 من ذي الحجة 1247ﻫ
الموافق ﻟ: 10 جانفي 2007م