جزاكم الله خيرا اخواتي ...اسمحن لي أن اضيف شي بارك الله فيكم
بدون أن ننسى الهواتف الذكية في هذا الزمان ، إنا نتعجب برؤية طفل لم يتجاوز سنه عامين يلعب بالهاتف ، و هذا راجع الى اهمال الاباء هدانا الله و اياهم .... و الكثير من الاطفال نجدهم يغضبون بسرعة الى غير ذلك من التصرفات و هذا يعود الى غفلة الاباء و الامهات عن ركيزة الرفق و الرحمة و المعاملة بالاحسان و الحذر و البعد عن الغلظة و الشدة و الجفاء ، أخرج مسلم في صحيحه الحديث رقم ( 2594) : " الرفقَ لا يكون في شيئٍ إلا زانه ، و لا يُنزع من شيئ إلا شانه".
قال ابن القيم رحمه الله : "فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه و تركه سدى فقد اساء اليه غاية الاساءة و اكثر الاولاد انما جاء فسادهم من قبل الاباء و اهمالهم لهم ، و ترك تعليمهم فرائض الدين و سننه"،اخرجه البخاري في صحيحه رقم ( 5534) و مسلم في صحيحه رقم (2628) .
لذلك يجب على الآباء و الأمهات ان يتعاملوا مع الاولاد منذ صغرهم و نعومة أظافرهم بالرحمة و الرفق فانها سبب لقرب الابناء من آبائهم. و مع وجود هذا القرب و هذه المحبة يسهل توجيه الابناء للخير و تتيسر النصيحة لهم و كذا استجابتهم و قبولهم لها . جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه و سلم قبّل الحسن بن علي رضي الله عنهما و الأقرع بن حابس رضي الله عنه جالس عنده فقال : "إن لي عشرةً من الولد ما قبَّلتُ منهم أحدا" ، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال :" من لا يَرحَم لا يُرحم " أخرجه البخاري في صحيحه رقم ( 5997) و مسلم في صحيحه رقم ( 2594) .
و على الاباء ان يداوموا على النصح و التوجيه بدءا بتعليم العقائد الدينية و مكارم الاخلاق ، فليستحضر الاباء كيف كان الانبياء و الرسل عليهم الصلاة و السلام و سلفنا الصالح رحمهم الله يتعاملون مع أبنائهم كانوا لا يبخلون عليهم بالنصح و ما اعظم وصية لقمان الحكيم حينما وعظ ابنه ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم و ثناء الله على نبيه اسماعيل عليه السلام لانه كان يامر اهله بالصلاة و الزكاة
و اذكر نصيحة اب لابنه كثيرا ما نسمعها قال له :
يا بني لكي تكون ملكا مهابا بين الناس..فأحذر أن تتكلم في الأشياء إلا بعد أن تتأكد من صحة المصدر..وإذا جاءك أحد بنبأ فتبين قبل أن تتهور..وإياك والشائعات..لا تصدق كل ما يقال ولا نصف ما تبصر..وإذا ابتلاك الله بعدو .. قاومه بالإحسان إليه .. ادفع بالتي هي أحسن..فإن العداوة تنقلب حباً..إذا أردت أن تكتشف صديقاً .. سافر معه .. ففي السفر ينكشف الإنسان..يذوب المظهر .. وينكشف المخبر ! ولماذا سمي السفر سفراً ؟؟؟إلا لأنه عن الأخلاق والطبائع يسفر!
وإذا هاجمك الناس وأنت على حق .. أو قذعوك بالنقد.. فافرح..إنهم يقولون لك .. أنت ناجح ومؤثر .. فالكلب الميت.. لا يُركل!
ولا يُرمى إلا الشجر المثمر!
و الامثلة في هذا كثيرة ...
فليحرص الاباء أن يكونوا قدوة حسنة لابنائهم، قال الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله في كتابه *ركائز في تربية الابناء* صفحة (22) : "" و من الركائز العظيمة أن يكون الوالد قدوة لابنائه فان أمرهم بالخير حرص ان يكون هو المبادر اليه و ان نهاهم عن الشر كان هو أبعدهم عنه ؛ فلا يكون لسان حالع في واد و فعله في واد آخر، فينشئ عند الأبناء تناقضا و تباينا و اضطرابا عظيما ،مما يؤول بالابناء لترك و تجاهل التوجيه و التأديب من الآباء ،و لنستحضر قول الله عز وجل في توبيخه لبني إسرائيل:" أتأمرون الناس بالير و تنسون أنفسكم و أنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون". و قول نبي الله شعيب عليه السلام لقومه :" و ما أريد أن أخالفكم الى ما أنهاكم عنه". و قال تعالى أيضا :" يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون (2) كبُر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون ". و قد ذكر العلماء أن الاقتداء بلسان الحال أبلغ من الاقتداء بلسان المقال."" انتهى
أسال الله أن يعين الأباء على تربية أولادهم و توجيههم و أن يصلحهم و يعيذهم من اافتن ما ظهر منها و ما بطن و أن يجعلهم هداة مهتدين غير ضالين و لا مضلين إنه سميع مجيب.
و أستغفر الله و أتوب اليه
التعديل الأخير تم بواسطة أم عائشة البجائية ; 28 Aug 2017 الساعة 08:37 AM
|