منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 17 Sep 2017, 08:05 PM
موسى بن أحمد مستوي موسى بن أحمد مستوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2017
المشاركات: 43
افتراضي بعض مسائل التي خالف فيها ابن هشام الأنصاري المدرسة الكوفية - المسألة الرابعة -

﴿ مسألة: هل يجوز العطف على الضمير المخفوض من غير إعادة الخافض ؟﴾
1- مذهب الكوفيين:
ذهب الكوفيون في هذه المسألة إلى جواز العطف على الضمير المخفوض من غير إعادة الخافض بل ذهبوا إلى وجوب عطف الضمير المخفوض نحو: "مررت بك وزيد "
قالوا : والدليل على الجواز أنه قد جاء في التنزيل وكلام العرب ، قال تعالى :﴿ واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ﴾(1) ، بالخفض وهي قراءة أحد القراء السبعة : حمزة الزيات وقراءة إبراهيم النخعي وقتادة ويحيى بن وتاب والأعمش ، ورواية الأصفهاني ، والحلبي عن عبد الوارث ، وقال تعالى :﴿ و يستفتونك في النساء قل الله يستفتيكم فيهن ، وما يتلى عليكم ﴾(2) ، فـ "ما" في موضع خفض لأنه عطف على الضمير المخفوض في" فيهن " قال الله تعالى :﴿ لكن الراسخون في العلم منهم المؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك ، والمقيمين الصلاة﴾ (3) ، فالمقيمين في موضع خفض بالعطف على الكاف "إليك "والتقدير فيه " يؤمنون بما أنزل إليك وإلى المقيمين الصلاة يعني من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام" .
ويجوز أيضا أن يكون عطفا على الكاف في " قبلك " والتقدير فيه " ومن قبل المقيمين الصلاة " يعني من أمتك ، وقال تعالى :﴿ وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام ﴾ (4) فعطف المسجد الحرام على الهاء من" به" .
وأما ما احتجوا به من كلام العرب فقول الشاعر:
فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا فاذهب فما بك والأيام من عجب
فالأيام خفض بالعطف على الكاف في "بك" والتقدير " بك و بالأيام " .
وقال آخر :
اكر على الكتيبة لا أبالي أفيها كان حتفي أم سواها
فعطف سواها بـ : "أم " على الضمير فيها والتقدير" أم في سواها " .


وهذا جملة ما استشهد واحتج به الكوفيون على صحة ما ذهبوا إليه ، وإليك أخي الطالب ما ذهب إليه ابن هشام .
2- مذهب ابن هشام
فابن هشام تابع البصريين في شرح اللمحة البدرية فقال : " وجب إعادة الجر نحو : فقال لها وللأرض "(5) ، ولكنه تابع الكوفيين في شرح الشذور قال: "ومثال العطف على الضمير المخفوض بعد إعادة الخافض قوله تعالى ﴿ فقال لها وللأرض ﴾(6) و﴿ قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ﴾(7) و ﴿ وعليها وعلى الفلك تحملون ﴾ ولا يجب ذلك خلافا لأكثر البصريين ، بدليل قراءة حمزة رحمه الله ﴿واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ﴾(8) بخفض الأرحام وحكاية قطرب " ما فيها غيره وفرسه "
وفي كتابه " أوضح المسالك " تابع الكوفيين أيضا ونصر مذهبهم قال :" ولا يكثر العطف على الضمير المخفوض إلاّ بإعادة الخافض ، حرفا كان أو اسما نحو : ﴿ فقال لها وللأرض ﴾ (9) ﴿قال نعبد إلهك وإله آبائك ﴾(10) وليس بلازم وفقا ليونس و الأخفش و الكوفيين ، بدليل قراءة ابن عباس – رضي الله عنه – والحسن وغيرهما ﴿ تساءلون به والأرحام ﴾(11) وحكاية قطرب " ما فيها غيره وفرسِهِ " قيل ومنه ﴿ وصدٌ عن سبيل الله وكفرٌ به والمسجدِ الحرام ﴾(12) .
إذ ليس العطف على السبيل ، لأنه صلة المصدر وقد عطف عليه " كفر" ولا يعطف على المصدر حتى تكمل معمولاته )(13)
فابن هشام قد تابع ابن مالك ، فهو يتابعه في كثير من المسائل ، وهذه إحدى المسائل وهذا يبرز مدى تأثر ابن هشام بابن مالك


فابن هشام لم يثبت على هذا القول ، ففي مغني اللبيب تابع البصريين فقال : " في قراءة حمزة ﴿ وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام ﴾(14) الصواب أن خفض " المسجد " بباء محذوفة لدلالة ما قبلها عليها ، لا بالعطف ، ومجموع الجار و المجرور عطف على " به " ولا يكون خفض المسجد بالعطف على الهاء ، لأنه لا يعطف على الضمير المخفوض إلاّ بإعادة الخافض ." (15)
________________________________________


1-سورة النساء الآية :1.
2- سورة النساء الآية :127.
3- سورة النساء الآية :162.
4- سورة البقرة الآية 217
5- ابن هشام :شرح اللمحة البدرية ، ص: 306.
6-سورة فصلت الآية 11.
7- سورة الأنعام الآية 64.
8- سورة النساء الآية 01.
9-سورة فصلت الآية 11.
10-سورة البقرة الآية 133.
11- سورة النساء الآية 01.
12-سورة البقرة الآية 217.
13- ابن هشام ، أوضح المسالك ، ص: 348.
14- سورة البقرة الآية 217.
15- ابن هشام ، مغني اللبيب ،ص:596.

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013