منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 24 Oct 2014, 12:25 PM
مهدي بن صالح البجائي مهدي بن صالح البجائي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 591
افتراضي من أسباب تغيُّر بعض من ينتسب إلى المنهج السلفي

من أسباب تغيُّر بعض من ينتسب إلى المنهج السلفي


الحمد لله وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد: فهذه كلمات* حول أمر هو من الأهمية بمكان؛ ألا وهو ما نشاهده كثيرا وخاصة في هذه الآونة الأخيرة، من تغيُّر بعض من ينتسب إلى المنهج السلفي وتنازلهم عن مبادئ وأصول كانت واضحة مسلمة ولكنها لقيت مسخا وتحريفا، وربما نسخا إلغاء، إذ لا شكَّ أن لهذا البلاء أسبابا ودوافع، وأن له آثارا وثمارا، لكنها مرَّة ووخيمة، وفيما يلي ذكر لما ظهر لي منها، عسى أن تُجتنب وتحذر، ويُسدَّ بذلك ذرائع للفساد، وتغلق أبواب للفتن، لطالما ضرَّت وشوَّهت، فبالله التوفيق:

السبب الأول : فقدان التوفيق من المولى عز وجل، والتوفيق كما عرفه ابن القيم-رحمه الله- هو أن لا يكلك الله إلى نفسك، والخذلان أن يكلك إلى نفسك، فمقاليد الأمور بيد الله جل وعلا، "من يهد الله فهو المهتد، ومن يضلل فلا هادي له"، ولا شك أن فقدان التوفيق له أسباب، وتفصيل بعضها فيما يأتي.

السبب الثاني : الجهل بأصول المنهج السلفي وضعف التأصيل العلمي أو انعدامه، والاكتفاء بالقراءات الفكرية العابرة، وما يسمى بالتذوق العلمي، وترك المنابع الصافية والموارد المتينة التي تشدُّ من عود طلب العلم وتقوِّيه، فحقيق بمن هذه حاله أن يتميَّع ويتنازل عن أصول هو بها جاهل.

السبب الثالث : عدم الصدق، وأعظم أثر هذا في الرياء وإعجاب المرء بنفسه، فكما أن الرياء محبط للعمل وموجب للسخط فكذلك إعجاب المرء بنفسه، فلسان حال المعجب "إنما أوتيت العلم والاستقامة على علم عندي"، والعجب في الحقيقة من أعظم أسباب الخذلان، فبعضهم يحسب نفسه من أعلام المنهج السلفي وأوتاده الذين يقوم عليهم !!ولربما كان يدعو لنفسه، كما قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب :" وكثير من الناس، ولو دعا إلى الحق فهو يدعو إلى نفسه.

السبب الرابع :البداية غير الموفقة والمنحرفة لهؤلاء، فبعضهم كان ينتمي إلى منهج منحرف، كمن كان متلطخا بحزبية أو لوثة تكفيرية، ثم لما أراد التوبة بقيت فيه رواسب من تلك الانحرافات، لم تعالج و كانت كالجرح الذي برئ على دغل لا يأمنه صاحبه، وقد روى الإمام ابن بطة في الإبانة الكبرى عن ابن شوذب قوله: "إن من نعمة الله على الشاب إذا تنسك أن يواخي صاحب سنة يحمله عليها ".

السبب الخامس : عدم الرجوع إلى الأكابر والتعلق بالأصاغر -سنا وعلما-، وهو قريب من سابقه، إذ بعض من يشرع في طريق الاستقامة تجده لا يسمع ولا يقرأ إلا لصغار طلبة العلم، الذين لم ترسخ بعد أقدامهم ، ولربما لم يعرف من هم العلماء الكبار، فضلا عن الرجوع إليهم، ثم ينحرف بعض هؤلاء الطلبة ويتميع فيبقى المسكين متعلقا بهم، وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه : "مَن كانَ مُسْتَنًّا ، فَلْيَسْتَنَّ بمن قد ماتَ ، فإنَّ الحيَّ لا تُؤمَنُ عليه الفِتْنَةُ ".

السبب السادس :الدنيا وفتنة المال والجاه والمناصب، فبعض الناس بعد أن كان مستقيما على الجادة، محبا لأهل العلم راجعا إليهم، لاحت لهم الدنيا بزخارفها ومفاتنها، فآثروها وأخذوا يتنازلون عن أصول شرعية، تارة تساهلا، وتارة تأوُّلا وتحريفا، ومن ثم أصيبوا بداء التخاذل والتخذيل -عياذا بالله-.

السبب السابع :الكبر واحتقار الإخوان الذين قد تقل بضاعتهم في العلم، أو يكون عندهم نوع تحمُّس وحرص على أمور من الدين ولم يأتوها من أبوابها، ومن هؤلاء من يحتقر إخوانه عموما، ومن خفيِّ مرضهم تقصُّدهم مخالفة إخوانهم حتى في اللباس والمسائل الفقهية الفرعية، وهذه لعمري علامةٌ للزيغ والانحراف.

السبب الثامن :الانطواء على دسيسة خفية وسريرة غير نقية،
ولعل بعضهم لم يكن سلفيا يوما من الأيام، وإنما حاله أشبه بحال المنافقين الذين أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر، فهؤلاء أظهروا السلفية واندسوا فيها، وأبطنوا البدعية وانتموا إليها، فلما سنحت لهم الفرصة لهجوا بمخالفاتهم، وشنعوا على أهل السنة، ورموهم عن قوس واحدة، والله المستعان.

السبب التاسع :ردة فعل؛ بعض من ينتسب للمنهج السلفي يأخذ في طريق التميع استجابة لردة فعل، كأن كان متشددا غاليا من قبل فأراد أن يقوِّم اعوجاجه فانتقل إلى الطرف الثاني من التساهل والتمييع، وآخرين رأوا من إخوانهم مواقف لا تليق بالمنهج السلفي من اندفاع وتهوُّر، أو قلة أدب وسوء معاملة، فأثَّرت فيهم تلك المواقف، فأرادوا أن يعالجوها فوقعوا فيما هو مثلها أو أشدَّ، وهذا واقع من قديم فيمن أراد أن يصحح خطأ فوقع في مثله أو أشرَّ، كما وقع للمرجئة مع الوعيدية، وما وقع للجبرية مع القدرية.

السبب العاشر :طلب المنزلة العالية مع عدم استحقاقها، وذلك لضعف التمكُّن في الديانة والعلم والارتقاء في مدارجها، فتجد هؤلاء في آخر المطاف يلمزون العلماء الربانيين والغيورين على دين الله بالغلوِّ بعد أن كانوا بعتبرونهم المرجعية وأصحاب الأهلية، وربما رموهم بأنهم على غير مذهب السلف، لا لشيء إلا لأنهم لم يحصلوا على مكانة ووجاهة، وهم في الحقيقة بعيدون عنها وليست لأمثالهم، وأهل السنة لا يجاملون على حساب الحق، ولا يضعون الرجل في غير موضعه.

هذا ما يسَّر الله عز وجل ذكره ولعله بقيت أسباب خفيت عليَّ فأهيب بإخواني أن يمدونا بها، والحمد لله وحده.

كتبه/ أبو محمد مهدي البجائي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

* هذا المقال كتبته قبل أكثر من سنة، نشرته لمناسبة ظهرت.

التعديل الأخير تم بواسطة مهدي بن صالح البجائي ; 25 Oct 2014 الساعة 09:14 AM
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013