منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 06 Mar 2018, 11:06 AM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي لِيُقَالَ عَالِمٌ... فَقَدْ قِيلَ !!

بسم الله الرحمن الرحيم


لِيُقَالَ عَالِمٌ... فَقَدْ قِيلَ !!


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا .
أمابعد:
فالبحث عن الشهرة خلل كبير وأمر خطير و عاقبته النار وبيس المصير ، والشهرة يجب ألا تكون هدفًا في ذاتها بل يمكن أن تكون نتيجة للأعمال الصالحة أحيانًا، فعلى من ابتلي بها الصبر والمجاهدة ومدافعتها قدر الإمكان دون الإخلال بوظيفته الصالحة في الحياة
قال المروذي: قال لي أحمد: قل لعبد الوهاب: أخمل ذكرك، فإني أنا قد بليت بالشهرة. [سير الذهبي 11/226.]
ونعيش اليوم هذه البلوى بكثرة إلا من رحم الله ، مع توفر عالم التقنية والتواصل فأصبح مشايخ الفجأة المشاهير يشار لهم بالبنان و تتوجه لهم الوجوه و تصغي لهم الأذان - والله المستعان - قيل هذا عالم نحرير ،وهذا داعية كبير ، و والله لن ينجيه ثناء الجماهير إن لم يخلص فهو عند الله لا يساوي نقيرا ، بل يخشى عليه أن يكون داخلا في حديث أول من يقضى عليه يوم القيامة وتسجر بهم السعير.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال نبينا صلى الله عليه وسلم : (إنَّ أولَ الناسِ يُقضى يومَ القيامَةِ عليه ، رجُلٌ استُشهِد. فأتى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: قاتَلتُ فِيكَ حتى استُشهِدتُ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ قاتَلتَ لِأَنْ يُقالَ جَريءٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه حتى أُلقِيَ في النارِ. ورجُلٌ تعلَّم العِلمَ وعلَّمه وقرَأ القرآنَ. فأُتِي به. فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: تعلَّمتُ العِلمَ وعلَّمتُه وقرَأتُ فيكَ القرآنَ. قال: كذَبتَ ولكنَّكَ تعلَّمتَ العِلمَ لِيُقالَ عالِمٌ. وقرَأتُ القُرآنَ لِيُقالَ هو قارِئٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِبَ على وجهِه حتى أُلقِي في النارِ. ورجُلٌ وسَّع اللهُ عليه وأعطاه مِن أصنافِ المالِ كلِّه. فأتَى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: ما ترَكتُ مِن سبيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنفَقَ فيها إلَّا أنفَقتُ فيها لكَ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ فعَلتَ لِيُقالَ هو جَوَادٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه. ثم أُلقِي في النارِ ) .[ رواه مسلم ].
قال العلامة ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى : ... ولا أهم من بين تلك الأحاديث من حديث أبي هريرة الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عنه رضي الله تعالى قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة :عالم ومجاهد وغنى ، قال عليه السلام : يؤتى بالعالم يوم القيامة فيقال له ماذا عملت فيما علمت ؟ فيقول : يا ربى نشرته فى سبيلك ، فيقال له : كذبت إنما علمت ليقول الناس فلان عالم وقد قيل خذوا به الى النار " والعياذ بالله " ، يؤتى بالمجاهد فيقال له ماذا عملت فيما أنعم الله من قوة ؟ فيقول : يا ربى قاتلت في سبيلك ، فيقال له : كذبت إنما قاتلت ليقول الناس فلان مجاهد ، ... خذوا به إلى النار ، يؤتى بالغنى فيقال له ماذا فعلت فيما أنعم الله عليك من مال ؟ فيقول : يا ربى أنفقته فى سبيلك ، فيقال له : كذبت إنما فعلت ليقول الناس فلان كريم ... ) وفى كلٍ من هؤلاء الثلاثة يقال لكل واحد منهم ( وقد قيل ) ، يقال للعالم أنت نشرت العلم ليقول الناس فلان عالم وقد حصلت على أجرك ، فصار الناس يقولون فلان عالم ما مثله فى العلماء ، ( قد قيل ) أي حصلت أجرك عاجلا فخذ أجرك أجلا ألا وهو النار ، ليته نجا برأس ماله لا له ولا عليه ، لكن كان عاقبة أمره النار ، ذلك لأنه اتخذ العلم وسيلة للدنيا فلم يتق الله فيه ولا قصد به وجه الله ، فألقى به فى النار كذلك يقال للغنى وللمجاهد ، قد قيل للمجاهد إنك قصدت أن يقال فلان بطل ( وقد قيل ) ، كذلك الغنى قصدت أن يقال فلان كريم ( وقد قيل ) فيؤخذ بهم إلى النار جميعا ، فهؤلاء الثلاثة يقول الرسول عليه السلام ( هم أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ) ، مع أن المفروض أن يكون هؤلاء من السابقين الأولين دخولا الجنة ، وبخاصة أهل العلم الذين قال الله عَزّ وجل فيهم(( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين آتوتوا العلم درجات )) ‏فحينما أخلوا بهذا الشرط الثانى وهو الإخلاص فى العبادة لله فى الجهاد فى العلم فى الزكاة انقلبت عبادتهم عليهم وزرا وعذابا ، لذلك فمن شرط العمل الصالح أن يكون أولا: مطابقا للسنة ، وثانيا : خالصا لوجه الله تبارك وتعالى، حينما تعود الأمة الإسلامية هكذا فى علمها وفى عملها فى علمها على الكتاب والسنة حسب التفصيل السابق ، وفى عملها حسب التفصيل السابق ،اقتداء بسنته وإخلاصا لرب الأنام يومئذ تستأنف الحياة الإسلامية مسيرتها ، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله كما قال عليه الصلاة والسلام وبه أختم هذه الكلمة ( بشر هذه الأمة بالسناء والدين والرفعة أو الرفعة بالتمكين في الأرض ، ومن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب ) والحمد لله رب العالمين . [ سلسلة الهدى والنور ، الشريط رقم : 392 ]
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى : أما حديث أبي هريرة الثاني في ذكر أول من يقضي عليه يوم القيامة وهم ثلاثة أصناف: متعلم ومقاتل ومتصدق المتعلم تعلم العلم وعلم القرآن وعلم ثم إن الله سبحانه وتعالى أتي به إليه سبحانه وتعالى يوم القيامة فعرفه الله نعمته فعرفها وأقر واعترف فسأله ماذا صنعت يعني في شكر هذه النعمة، فقال: تعلمت العلم وقرأت القرآن فيك فقال الله له: كذبت، ولكن تعلمت ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: قارئ ليس لله بل لأجل الرياء، ثم أمر به فسحب على وجهه في النار، وهذا دليل على أنه يجب على طالب العلم في طلب العلم أن يخلص نيته لله عز وجل وألا يبالي أقال الناس أنه عالم أو شيخ أو أستاذ أو مجتهد أو ما أشبه ذلك لا يهمه هذا الأمر، لا يهمه إلا رضا الله عز وجل حفظ الشريعة وتعليمها ورفع الجهل عن نفسه ورفع الجهل عن عباد الله حتى يكتب من الشهداء الذين مرتبتهم بعد مرتبة الصديقين .
ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين } وأما من تعلم لغير ذلك، ليقال إنه عالم وإنه مجتهد وإنه علامة وما أشبه لك من الألقاب فهذا عمله حابط والعياذ بالله، وهو أول من يقضى عليه ويسحب على وجهه في النار ويكذب يوم القيامة ويوبخ...إهـ [ شرح رياض الصالحين ].
وقد خاف سلفنا الصالح على أنفسهم من حب الظهور والشهرة في تعليم الناس:
فعن صفوان بن عمر، قال: كان خالد بن معدان إذا عظمت حلقته (أي كثر تلاميذه في حلقة التدريس) قام فانصرف، قيل لصفوان: ولِمَّ كان يقوم؟ قال: كان يكره الشهرة. [ المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 2/395 ].
قال الذهبي معلقًا: ينبغي للعالم أن يتكلم بنية وحسن قصد، فإن أعجبه كلامه فليصمت، فإن أعجبه الصمت فلينطق، ولا يفتر عن محاسبة نفسه، فإنها تحب الظهور والثناء. [سير الذهبي 4/494 ].
و قال بشر بن الحارث: إذا عُرفت في موضعٍ فاهرب منه، وإذا رأيت الرجل إذا اجتمعوا إليه في موضعٍ لزمه، واشتهى ذلك فهو يحب الشهرة. [تاريخ دمشق 10/206 ].
و قال أبو بكر بن عياش: "أدنى نفع السكوت السلامة، وكفى بها عافية، وأدنى ضرر المنطق الشهرة، وكفى بها بلية . [سير الذهبي 8/304].
قال العلامة ابن باز رحمه الله تعالى : أما الوعيد الوارد في الحديث فهو لمن قرأ ليقال هو قارئ، وتعلم ليقال عالم، أما من علم الناس يريد ثواب الله ويطلب الأجر منه سبحانه وتعالى فإنه لا يضره ثناء الناس ما دام مخلصا لله سبحانه في عمله والله الموفق. [ موقع ابن باز].
وقال رحمه الله تعالى :.. أما من علم الناس يريد ثواب الله ويطلب الأجر منه - سبحانه وتعالى - فإنه لا يضره كلام الناس ولو مدحوه ولا قالوا إنه جيد، وأنه طيب ما يضره، هذه عاجل بشرى المؤمن، لكن يكره لهم المدح في وجهه ويقول لهم دعو هذا حتى لا يسرفوا في المدح يأمرهم بترك المدح ، ويوصيهم بذلك وينصحهم؛ لأن هذا قد يضره قد يفضي إلى إعجابه بنفسه قد يفضي إلى تكبر قد يفضي إلى شر كبير، فإنه ينصحهم ويقول لهم يا إخواني دعو هذا ، ادعوا لي جزاكم الله خير ، لأن هذا قد يضرني ينصحهم ويكفي، فأنت إذا نصحتهم ووجهتهم إلى الدعاء لك بدل المدح والثناء والإفراط في هذا الشيء فأنت بهذا قد فعلت ما ينبغي ولا يضرك بعد ذلك ما يفعلون من المدح إذا كنت تعلم من نفسك أنك تعلم من نفسك أنك تعمل هذا لوجه الله سبحانه وتعالى. [ فتوى الثناء والمدح عاجل بشرى المؤمن موقع العلامة ابن باز ].
وقال رحمه الله تعالى : في حكم طلب العلم لأجل رضى الوالدين
حيث قال له السائل : في حديث ما معناه: بأن من طلب العلم لغير وجه الله فإنه يتبوأ مقعده من النار. تقول: حيث أنني صممت أن أكمل دراستي الجامعية، وكان ذلك أيضاً رغبة والدي, فكانت الأفكار تراودني في أثناء الدراسة ألا أكمل ذلك, ولكنني عزمت بشدة أن أكمل لأحقق رغبة والدي، وأجلب له الفرح بذلك، فهل ينطبق علي حكم الحديث؟
الجواب : عليك التوبة إلى الله، الواجب طلب العلم لابتغاء وجه الله، هذا هو الواجب ، ولا ينبغي طلب العلم للوظيفة ، أو لإرضاء فلان أو فلان، بل الواجب أن يكون طلب العلم ابتغاء وجه الله، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ثلاثة أول من تسعر بهم النار: رجل تعلم العلم ليقال عالم، وتفقه ليقال فقيه). - نسأل الله العافية-. فالمقصود أن الواجب على المؤمن أن يكون في عباداته كلها ومنها طلب العلم، أن يتعلمه ابتغاء وجه الله أن يعرف دينه، ليتبصر في دينه، أن يعرف ما أوجب الله عليه وما حرم الله عليه، والوظائف تبع، لكن المقصود أن يتعلمها ليتفقه في الدين، ليعرف ما شرع الله له، ليعلم ما أوجب الله عليه وما حرم الله عليه حتى يكون على بصيرة في دينه. إهـ
ونختم بهذه الوصية الجميلة الجليلة : وهي رسالة سفيان إلى عباد بن عباد رحمهما الله تعالى :
فعن حفص بن عمرو - وهو ابن أخي سفيان الثوري - قال : كتب سفيان إلى عباد بن عباد : أما بعد ، فإنك في زمان كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذون أن يدركوه ، ولهم من العلم ما ليس لنا ، ولهم من القدم ما ليس لنا ، فكيف بنا حين أدركناه على قلة علم ، وقلة صبر ، وقلة أعوان على الخير ، وفساد من الناس ، وكدر من الدنيا ؟ فعليك بالأمر الأول والتمسك به ، وعليك بالخمول ، فإن هذا زمن خمول ، وعليك بالعزلة وقلة مخالطة الناس، فقد كان الناس إذا التقوا ينتفع بعضهم ببعض ، فأما اليوم فقد ذهب ذاك ، والنجاة في تركهم فيما نرى ، وإياك والأمراء أن تدنو منهم وتخالطهم في شيء من الأشياء ، وإياك أن تخدع فيقال لك : تشفع وتدرأ عن مظلوم ، أو ترد مظلمة ، فإن ذلك خديعة إبليس ، وإنما اتخذها فجار القراء سلما ، وكان يقال : اتقوا فتنة العابد الجاهل ، والعالم الفاجر ، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون ، وما لقيت من المسألة والفتيا فاغتنم ذلك ، ولا تنافسهم فيه ، وإياك أن تكون كمن يحب أن يعمل بقوله أو ينشر قوله ، أو يسمع من قوله ، فإذا ترك ذاك منه عرف فيه ، وإياك وحب الرياسة ، فإن الرجل تكون الرياسة أحب إليه من الذهب والفضة ، وهو باب غامض ، لا يبصره إلا البصير من العلماء السماسرة ، فتفقد نفسك ، واعمل بنية ، واعلم أنه قد دنا من الناس أمر يشتهي الرجل أن يموت ، والسلام . [حلية الأولياء لأبي نعيم: (6/ 376/377 ]

أسأل الله لي ولكم النجاة يوم لا ينفع إلا ما كان لله خالصا ليس لغيره فيه مطمع.

جمعه وكتبه : أبو عبد السلام جابر البسكري
الثلاثاء 18 جمادى الآخرة 1439هـجري.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد السلام جابر البسكري ; 06 Mar 2018 الساعة 12:05 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06 Mar 2018, 06:51 PM
عبد الله سنيقرة عبد الله سنيقرة غير متواجد حالياً
عفا الله عنه
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 268
افتراضي

جزاك الله خيرا وبارك فيك يا أخي، نسأل الله تعالى أن يعصمنا من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا، و أن يجنبنا ما يقصم الظهور و يجلب الشرور، فوالله لقد فشى هذا الداء وعظم به البلاء فاللهم رحماك وسترك وعافيتك.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07 Mar 2018, 08:28 AM
أبو عبد الرحمن محمد ربوزي أبو عبد الرحمن محمد ربوزي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
الدولة: الجزائر
المشاركات: 57
افتراضي

جزاك اللّه خيرا على هذا الجمع الطيب
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07 Mar 2018, 11:05 AM
يوسف عمر يوسف عمر غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2017
المشاركات: 91
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي جابر، أسأل الله العظيم أن ينفع به.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, تزكية, رقائق, فقدقيل

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013