منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 Jun 2016, 12:50 PM
عز الدين بن سالم أبو زخار عز الدين بن سالم أبو زخار غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
الدولة: ليبيا
المشاركات: 548
افتراضي وقفة تأمليه في تكرار سورة الأعلى في كثير من المواضع والمحافل لتصحيح الاعتقاد.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فالناظر في سورة الأعلى يجد الله عز وجل افتتحها بتنزه نفسه العلية عن النقائص والمعائب، ومن هذه النقائص التي تنزه الله سبحانه وتعالى عنها أن يكون في مواضع النجاسات والقاذورات وفي أماكن الفجور والفسوق.
قال تعالى: { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى } [الأعلى: 1]، فبعد التخلية وهي تنزيه الله سبحانه عن النقائص، جاءت التحلية وهي إثبات العلو لله جل وعلا، فلهذا قالوا: التخلية قبل التحلية.
والأدلة على علو الله عز وجل تنوعت وتكاثرت حتى قاربت ألف دليل.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في ((الصواعق المرسلة)) وهو يثبت علو الله عز وجل بدليل عقلي: ((وهذا الدليل أيضا أقوى من كل شبهة للنفاة يوضحه أن أدلة مباينة الرب لخلقه وعلوه على جميع مخلوقاته أدلة عقلية فطرية توجب العلم الضروري بمدلولها وأما السمعية فتقارب ألف دليل)) اهـ.
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله كما في ((القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى)): ((وقد تضافرت الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة على علو الله تعالى.
أما أدلة الكتاب والسنة فلا تكاد تحصر، مثل قوله تعالى: {فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ}، وقوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ}، وقوله: {أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً}، وقوله: {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ}، وقوله: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ}. إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة.
ومثل قوله صلى الله عليه وسلم: ((ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((والعرش فوق الماء والله فوق العرش))، وقوله: ((ولا يصعد إلى الله إلا الطيب)). ومثل إشارته إلى السماء يوم عرفه يقول: ((اللهم اشهد)) يعني: على الصحابة حين أقروا أنه بلّغ.
ومثل إقراره الجارية حين سألها: ((أين الله؟))، قالت: في السماء. قال: ((أعتقها فإنها مؤمنه)).
إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة.
وأما الإجماع: فقد نقل إجماع السلف على علو الله تعالى غير واحد من أهل العلم.
وأما دلالة العقل على علو الله تعالى: فلأن العلو صفة كمال، والسفول صفة نقص، والله تعالى موصوف بالكمال، منزه عن النقص.
وأما دلالة الفطرة على علو الله تعالى: فإنه ما من داع يدعو ربه إلا وجد من قلبه ضرورة بالاتجاه إلى العلو، من غير دراسة كتاب ولا تعليم معلم)) اهـ.
سورة الأعلى من الأدلة التي يذكرها أهل السنة والجماعة – السلفيون - على علو الله جل وعلا على خلقه، وسورة الأعلى التي يقرئها كل يوم كثير من المسلمين – ولا يتدبروا معناها - يقرونها في الغالب في صلاة الوتر، وكذلك الخطباء في كل أسبوع وفي الأعياد – عيد الفطر وعيد الأضحى – ويقرأها أئمة المساجد المتمسكين بسنة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم في رمضان من كل عام، ويؤم بها أئمة الحرمين – المسجد الحرام والمسجد النبوي – الجموع الغفيرة من المصليين الذين يصلون إلى ثلاث أو أربع مليون ويستمع لهم عبر الأثير الملايين وهؤلاء الأئمة يقرؤون في صلاة الوتر بصوت جميل { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى } [الأعلى: 1].
بعد هذا التذكير والتأكيد في إثبات علو الله عز وجل بذاته وصفاته، عندما تسأل كثير من هذه الجموع، أين الله؟ فيجيلونك في كل مكان، ولا نستثني من هذه الجموع بعض المثقفين بل وبعض المتخصصين في الشريعة والعقيدة من حملة الشهادات العلي – من ماجستير ودكتورة -.
هذا الجواب الذي عرفته الجارية التي صحبة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يعرفه كثير من المتخصصين في الشريعة.
قل لي بربك، أليس تكرار هذه السورة في كل تلك المواضع والمحافل تستوجب منا أن نصحح اعتقادنا؟! { يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ } [يس: 26].
هذه وقفة تأمليه في تكرار سورة الأعلى في كل تلك المواضع فيها رد على ما يعتقده كثير من الناس أن الله في كل مكان أو أن الله حال في مخلوقاته – تعالى الله وتنزه عن ذلك علوا كبيرا - وهو ما يعرف بوحدة الوجود، وفيها أيضا رد على المنكرين لصفة العلو والمؤولة لها، وفيها إثبات أن الله بذاته في العلو.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأربعاء 10 رمضان سنة 1437 هـ
الموافق لـ: 15 يوليو سنة 2016 م

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013