✿•قال الله تعالى •✿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ✿•(البقرة186)
ღ• تأمل في قوله: {عبادي} فكم في هذا اللفظ من الرأفة بالعباد، حيث أضافهم إلى نفسه العليّة سبحانه وبحمده، فأين الداعون؟ وأين الطارقون لأبواب فضله؟!
ღ• فإني قريب: ففيها إثبات قربه من عباده جل وعلا من داعيه بالإجابة، وهو قرب خاص بمن يعبده ويدعوه، وهو ـ والله ـ من أعظم ما يدفع المؤمن للنشاط في دعاء مولاه.
ღ• في قوله: {أجيب} ما يدل على قدرة الله وكمال سمعه سبحانه، وهذا ما لا يقدر عليه أي أحد إلا هو سبحانه!
ღ• تأمل كلام الله عز وجل في كتابه العظيم :
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ
يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ
يسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ
يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ
يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ
وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ
كل اﻵيات يأتي بعد السؤال كلمة ( قل ) ..
ما عدا آية واحدة وهي ، قوله تعالى :
"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي
ليس هنالك واسطة بين العبد وربه في أمر الدعاء ..
ارفع يدك الآن و ادع ربك باخﻼص ..
فإنه أقرب إليك من حبل الوريد ..
•فالإخلاص المطلوب المشروط في الدعاء، أن يدعو العبد ربه وحده، لا يدعو معه غيره، مهما ارتفع مقام ذلك الغير، فالدعاء حق الله، ولا يجوز صرفه لغير الله.(1)
•الوسيلة في القرآن والسنة فمعناها: الطاعة والعبادة، وليست اتخاذ الأشخاص وسائط، وإنما هي الطاعة والعبادة لله عزّ وجلّ، والله تعالى قريب مجيب، يعلم كل شيء، ليس بحاجة بأن تجعل بينك وبينه وسائط، بل ارفع حوائجك إليه، مباشرة، وصلِّ له، وانحر له، وانذر له، واعبده، وهو سبحانه وتعالى قريب مجيب: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} ، ما الداعي إلى إنك تجعل بينك وبين الله وسائط وهو قريب يسمعك ويراك سبحانه وتعالى ويجيب؟، {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} ، باب الله مفتوح في الليل والنهار، وهو قريب من عباده سبحانه وتعالى،لا يغيب، ولا يخفى عليه شيء، ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: "هل من سائل فأعطيه؟، هل من داع فأستجيب له؟، هل من مستغفر فأغفر له؟، هل من تائب فأتوب عليه؟ ".
فالله سبحانه وتعالى ليس بحاجة إلى أنك تتخذ بينك وبينه وسائط من الأشخاص؛ من الأنبياء والصالحين والملائكة، بل ادعُهُ مباشرة، وتقرّب إليه مباشرة. وخواص عباده من الملائكة والأنبياء يبتغون إليه الوسيلة، ويرجون رحمته، ويخافون عذابه: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً} ، يخاف منه أولياء الله سبحانه وتعالى العارفون به.
فهذه الآية فيها أن من معنى لا إله إلاَّ الله: أن لا يُدعى إلاَّ الله، وأنها لا تتخذ الوسائط بين العباد وبين الله من الخلق، فمن اتخذ بينه وبين الله واسطة فقد أخلّ بمعنى: لا إله إلاَّ الله. (2)
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) : ما يجب أن يعرفه المسلم عن دينه, أبو عبد الرحمن عبد الله بن عبد الغني بن محمد خياط رحمه الله.
(2):إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد ,صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان حفظه الله