منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 27 Feb 2015, 10:49 PM
عبد القادر شكيمة عبد القادر شكيمة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
الدولة: الجزائر ولاية الوادي دائرة المقرن
المشاركات: 315
افتراضي تنبيه الأذكياء إلى مفهوم العقل والعقلاء

مــقــــــدمــــــة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد :
اختلف الناس – وخاصة في هذه الأزمان المتأخرة – في ماهية العاقل, فمن تأثر بالتكنولوجيا والاكتشافات والاختراعات, رأى أن هؤلاء المكتشفين والمخترعين – ولو كانوا غير مسلمين – هم أولوا الأحلام والنهى, ومن تأثر بالفلسفة والمنطق ظن أن الفلاسفة المتقدمين والمتأخرين هم الراشدون الحكماء, ومن تأثر بالدنيا وزخرفها اعتقد أن أرباب الأموال ورجال الأعمال هم العقلاء الأذكياء, ومن تأثر بالرياضة الحديثة صنف الذين يلعبون في أقوى الفرق الأوربية هم أولو العقول العظماء ... لكن من نظر بعين الشرع والدين – وهي الرؤية الحق – وجد الأتقياء الأصفياء هم أولو الألباب العقلاء.
في هذا المقال – بعون الله وتوفيقه – سأتحدث عن تعريف العقل, وأهميته, ومحله من البدن, ومن هو العاقل, وعلاماته, وكيف يكون الإنسان عاقلا, والفرق بين العاقل والذكي والداهية.
تعريف العقل:
1- لغة : العقل في اللغة يعنى المنع والمسك والحبس والفهم .
قال الأصمعي: عقل الظبي يعقل عقولا أي امتنع(1)اهـ. وعقل الدواء بطنه أمسكه, واعتقل الرجل حبس, واعتقل لسانه إذا لم يقدر على الكلام(2). وسمي العقل عقلا لأنه يعقل صاحبه عن التورط في المهالك, أي يحبسه(3). والعقل الحجر والنهى ضد الحمق, والجمع عقول, وعقل الشيء يعقله فهمه(4).
2- اصطلاحا: أحسن ما قيل في العقل ما يلي:
قال صاحب المستصفى: "... إذا قيل ما حد العقل؟ فلا تطمع في أن تحده بحد واحد فإنه هوس؛ لأن اسم العقل مشترك يطلق على عدة معان، إذ يطلق على بعض العلوم الضرورية، ويطلق على الغريزة التي يتهيأ بها الإنسان لدرك العلوم النظرية, ويطلق على العلوم المستفادة من التجربة؛ حتى أن من لم تحنكه التجارب بهذا الاعتبار لا يسمى عاقلا, ويطلق على من له وقار وهيبة وسكينة في جلوسه وكلامه وهو عبارة عن الهدوء؛ فيقال: فلان عاقل؛ أي فيه هدوء, وقد يطلق على من جمع العمل إلى العلم ...(5)"
قال ابن تيمية: هو علم أو عمل بالعلم وغريزة تقتضي ذلك(6).
قال الفيروز آبادي: "العلم بصفات الأَشْياء من حُسْنها وقُبْحها وكمالها ونقصانها, أو العلم بخير الخيرين وشرِّ الشرَّين أو مطلق لأمور أو لقوة بها يكونُ التمييزُ بين القُبح والحُسن ولِمعان مجتمعة في الذِّهن. يكون بمقدمات يستتب بها الأغراض والمصالح ولهيئة محمودة للإنسان في حركاته وكلامه. والحقُّ أنه نورٌ روحاني به تدرك النفس العلوم الضرورية والنظرية. وابتداء وجوده عند اجْتِنان الولد, ثم لا يَزال ينمو إلى أن يكمل عند البلوغ (7).
قال السمعاني: "ويمكن أن يقال: إنه قوة ضرورية بوجودها يصح درك الأشياء, ويتوجه تكليف الشرع. وهو ما يعرفه كل إنسان من نفسه, ولا يستدل عليه بغيره, لأن الاستدلال يفتقر إلى علم ينظر فيه وأصل يعتمد عليه, ولو كان غيره دليلا عليه لكان مكتسبا لا ضروريا ."(8)
أهمية العقل:
للعقل أهمية كبيرة؛ فهو مناط التكليف, وبه يتميز الإنسان من الحيوان. وقد نزلت آيات كثيرة يمدح فيها الله عز وجل العقل والعقلاء, منها قوله سبحانه: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} الروم:24. وقوله عز وجل: { وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} الجاثية:5 , وقوله: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} البقرة:197 , وقوله: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} البقرة:269 وقوله جل جلاله: {كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى} طه:54 , وغيرها كثير .
والعقل أحد الضروريات الخمس التي أمر الله بحفظها؛ فحرم الخمر والمخدرات وكل ما من شأنه أن يذهب العقل أو ينقصه. وقد جعل الإسلام الدِّية كاملة لمن ضرب أحدا فأفقده عقله.
قال ابن قدامة المقدسي: وفي ذهاب العقل الدية لا نعلم في هذا خلافا, وقد روي عن عمر وزيد رضي الله عنهما, وإليه ذهب من بلغنا قوله من الفقهاء, وفي كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم:[وفي العقل الدية]. ولأنه أكبر المعاني قدرا, وأعظم الحواس نفعا؛ فإن به يتميز من البهيمة، ويعرف به حقائق المعلومات, ويهتدي إلى مصالحه, ويتقي ما يضره, ويدخل به في التكليف, وهو شرط في ثبوت الولايات وصحة التصرفات وأداء العبادات, فكان بإيجاب الدية أحق من بقية الحواس(9).
محل العقل من البدن:
اختلف الناس قديما وحديثا في محل العقل من البدن؛ فمنهم من قال: إنه في القلب وهو ظاهر القرآن والحديث, ومنهم من قال هو في الدماغ ونقل عن الإمام أحمد, ومنهم من قال محله القلب وله اتصال بالدماغ (10).
ورجح الإمام القرطبي كون العقل في القلب فقال في تفسير قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} الحج:46:"أضاف العقل إلى القلب لأنه محله, كما أن السمع محله الأذن. وقد قيل: إن العقل محله الدماغ، وروي عن أبي حنيفة، وما أراها عنه صحيحة."(11)
وانتصر لهذا القول كذلك العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله فقال: اعلم وفقنا الله وإياك، أن العقل نور روحاني تدرك به النفس العلوم النظرية والضرورية، وإنَّ مَن خَلَقه وأبرزه من العدم إلى الوجود، وزين به العقلاء وأكرمهم به, أعلم بمكانه الذي جعله فيه من جهلة الفلاسفة الكفرة الخالية قلوبهم من نور سماوي وتعليم إلهي، وليس أحد بعد الله أعلم بمكان العقل من النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال في حقه: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} النجم:3-4 وقال تعالى عن نفسه: {قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ} البقرة:140, والآيات القرآنية والأحاديث النبوية في كل منهما التصريح بكثرة أن محل العقل القلب، وكثرة ذلك وتكراره في الوحيين لا يترك احتمالا ولاشك في ذلك ، وكل نظر عقلي صحيح يستحيل أن يخالف الوحي الصريح...إلى أن قال -بعد أن استدل بالآيات والأحاديث- : فتحصل من هذا أن الذي يقول: أن العقل في الدماغ وحده وليس في القلب منه شيء, أن قوله في غاية البطلان؛ لأنه مكذب لآيات وأحاديث كثيرة جدا ¬ كما ذكرنا بعضه. وهذا القول لا يتجرأ عليه مسلم إلا إن كان لا يؤمن بكتاب الله ولا بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, وهو إن كان كذلك فليس بمسلم. ومن قال: إنه في القلب وحده وليس في الدماغ منه شيء, فقوله هو ظاهر كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم يقم دليل جازم قاطع من نقل ولا عقل على خلافه. ومن جمع بين القولين؛ فقوله جائز عقلا، ولا تكذيب فيه للكتاب ولا للسنة، ولكنه يحتاج إلى دليل يجب الرجوع إليه؛ ولا دليل عليه من النقل؛ فإن قام عليه دليل من عقل أو استقراء محتج به فلا مانع من قبوله. والعلم عند الله."(12)
وقد جمع شيخ الإسلام ابن تيمية بين الأقوال فقال: "وأما قوله: أين مسكن العقل فيه؟ فالعقل قائم بنفس الإنسان التي تعقل, وأما من البدن فهو متعلق بقلبه كما قال تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} وقيل لابن عباس: بماذا نلت العلم؟ قال: "بلسان سؤول وقلب عقول." لكن لفظ " القلب" قد يراد به المضغة الصنوبرية الشكل التي في الجانب الأيسر من البدن التي جوفها علقة سوداء, كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد, وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد.(13) وقد يراد بالقلب باطن الإنسان مطلقا, فإن قلب الشيء باطنه كقلب الحنطة واللوزة والجوزة ونحو ذلك, ومنه سمي القليب قليبا لأنه أخرج قلبه وهو باطنه, وعلى هذا فإذا أريد بالقلب هذا, فالعقل متعلق بدماغه أيضا, ولهذا قيل: إن العقل في الدماغ , كما يقوله كثير من الأطباء , ونقل ذلك عن الإمام أحمد, ويقول طائفة من أصحابه: إن أصل العقل في القلب فإذا كمل انتهى إلى الدماغ . والتحقيق أن الروح التي هي النفس لها تعلق بهذا وهذا, وما يتصف من العقل به يتعلق بهذا وهذا، لكن مبدأ الفكر والنظر في الدماغ، ومبدأ الإرادة في القلب. والعقل يراد به العلم ويراد به العمل؛ فالعلم والعمل الاختياري أصله الإرادة وأصل الإرادة في القلب، والمريد لا يكون مريدا إلا بعد تصور المراد فلا بد أن يكون القلب متصورا فيكون منه هذا وهذا, ويبتدئ ذلك من الدماغ وآثاره صاعدة إلى الدماغ, فمنه المبتدأ وإليه الانتهاء, وكلا القولين له وجه صحيح ... والله أعلم"(14)
ومال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- إلى الجمع كذلك فقال: وهذا القول هو الذي تطمئن إليه النفس وهو الموافق للواقع وقد أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمة الله - في كتبه، والإمام أحمد أشار إليه إشارة عامة فقال: محل العقل القلب وله اتصال بالدماغ. لكن التفصيل الأول واضح جدا، الذي يقبل الأشياء ويتصورها ويمحصها هو الدماغ, ثم يرسل النتيجة إلى القلب, ثم القلب يأمر إما بالتنفيذ وإما بالمنع؛ لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله. اهـ(15)
وقال: إذًا , فالقلوب هي محل العقل والتدبير للشخص , ولكن لا شك أن لها اتصالا بالدماغ, ولهذا إذا اختل الدماغ فسد التفكير وفسد العقل, فهذا مرتبط بهذا (16).
وهذا القول كذلك قالت به اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في سؤال عن التوفيق بين قول الله عز وجل: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} الحج:46, وبين قوله سبحانه: {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} إبراهيم:52 , باعتبار أن الآية الأولى تدل على أن القلوب هي التي تعقل، وأن الآية الثانية خصت أولي الألباب بالذكرى. فأجابت: لا تنافي بين الآيتين؛ لأن العقل مصدره القلب وله اتصال بالدماغ كما قرر ذلك المحققون من أهل العلم ... (17).
تعريف العاقل:
العاقل هو الذي يُعمِل عقله؛ فيعمل بما ينفعه ويجتنب ما يضره في أمور الدنيا والآخرة.
وإعمال العقل يكون باتباع الدين والاهتداء بنور الوحي, قال ابن تيمية رحمه الله عن العقل: "إنه بمنزلة قوة البصر التي في العين ؛ فإن اتصل به نور الإيمان والقرآن كان كنور العين إذا اتصل به نور الشمس والنار, وإن انفرد بنفسه لم يبصر الأمور التي يعجز وحده عن دركها"(18).
وهذا التشبيه الرائع من ابن تيمية ينطبق على أولئك الذين اعتصموا بالكتاب والسنة، وعلى مخالفيهم الذين اتكلوا على عقولهم، معرضين عن الاهتداء بنور الوحي، فعموا عن الحق، وضلوا عنه، وآل أمرهم إلى التخبط والحيرة(19).
قال سفيان بن عيينة: العاقل ليس الذي يعرف الخير من الشر، ولكن العاقل الذي يعرف الخير فيتبعه، ويعرف الشر فيجتنبه.
وقال عامر بن عبد قيس: "إذا عَقَلك عَقْلك عما لا ينبغي، فأنت عاقل"(21).
وقال يحيى بن معاذ: العقلاء ثلاثة؛ من ترك الدنيا قبل أن تتركه، وبنى قبره قبل أن يدخله, وأرضى خالقه قبل أن يلقاه(22).
العــــــــــــــاقل الفــــــطــن:
قال ابن القيم رحمه الله: "اللذة من حيث هي مطلوبة للإنسان بل ولكل حي فلا تذم من جهة كونها لذة , وإنما تذم ويكون تركها خيرا من نيلها وانفع إذا تضمنت فوات لذة أعظم منها وأكمل, أو أعقبت ألما حصوله أعظم من ألم فواتها, فههنا يظهر الفرق بين العاقل الفطن والأحمق الجاهل, فمتى عرف العقل التفاوت بين اللذتين والألمين, وأنه لا نسبة لأحدهما إلى الآخر هان عليه ترك أدنى اللذتين لتحصيل أعلاهما, واحتمال أيسر الألمين لدفع أعلاهما, وإذا تقررت هذه القاعدة فلذة الآخرة أعظم وأدوم, ولذة الدنيا أصغر واقصر, وكذلك ألم الآخرة وألم الدنيا, والمعول في ذلك على الإيمان واليقين, فإذا قوي اليقين وباشر القلب آثر الأعلى على الأدنى في جانب اللذة, واحتمل الألم الأسهل على الأصعب , والله المستعان"(23).
وقال: "وإنما يحمد القوم السرى عند الصباح تعبوا قليلا فاستراحوا طويلا، وتركوا حقيرا، واعتاضوا عظيما. وضعوا اللذة العاجلة والعاقبة الحميدة في ميزان العقل، فظهر لهم التفاوت، فرأوا من أعظم السفه بيع الحياة الطيبة الدائمة في النعيم المقيم بلذة ساعة تذهب شهوتها، وتبقى شقوتها"(24).
ولقد أحسن القائل(25):
إن لله عبــــــــــــــــــادا فــــطـــــنــــا *** طلقوا الدنيا وخافوا الفتنــا
نظـــــروا فيها فلما علمــوا *** أنــــــها ليـــست لحـــي وطــــــنــا
جـــعلـوها لـُجــَّــة واتــخذوا *** صالح الأعمــال فيها سفــنـا
العاقل لا يستطيعه الشيطان:
قال ابن القيم: "وقال وهب بن منبه: قرأت في بعض ما أنزل الله تعالى: إن الشيطان لم يكابد شيئا أشد عليه من مؤمن عاقل, وإنه ليسوق مئة جاهل، فيستجرهم حتى يركب رقابهم، فينقادون له حيث شاء، ويكابد المؤمن العاقل، فيصعب عليه حتى ينال منه شيئا من حاجته، قال :وإزالة الجبل صخرة صخرة أهون على الشيطان من مكابدة المؤمن العاقل، فإذا لم يقدر عليه تحول إلى الجاهل فيستأسره ، ويتمكن من قياده حتى يسلمه إلى الفضائح التي يتعجل بها في الدنيا: الجلد، والرجم، والقطع، والصلب، والفضيحة، وفي الآخرة العار والنار والشنار. وإن الرجلين ليستويان في البر، ويكون بينهما في الفضل كما بين المشرق والمغرب بالعقل، وما عبد الله بشيء أفضل من العقل. "(26)
كيف يكون الإنسان عاقلا ؟
يكون الإنسان عاقلا إذا حقق أربعة أمور , بحيث لو تخلى عن أحدها ما استحق أن يوصف بأنه عاقل:
الأمر الأول: اتباع كتاب الله عز وجل: قال تعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} الأعراف:03. وقال سبحانه: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} الأعراف:155.
الأمر الثاني: اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال تعالى: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} الحشر:07. وقال عز وجل: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} النساء:64. وقال: { مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}النساء:80. وقال سبحانه: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}آل عمران:31.
الأمر الثالث: اتباع منهج السلف الصالح رضي الله عنهم: السلف الصالحون هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتابعوهم بإحسان من أهل القرون الثلاثة الأولى المفضلة, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ.(27)
وفي وجوب اتباع منهج السلف قال تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم}
قال الإمام ابن القيم: "ولهذا فسر السلف الصراط المستقيم وأهله بأبي بكر وعمر وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضى الله عنهم وهو كما فسروه فإنه صراطهم الذي كانوا عليه- وهو عين صراط نبيهم- وهم الذين أنعم الله عليهم وغضب على أعدائهم وحكم لأعدائهم بالضلال"(28)
وثبت في الحديث الصحيح عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ, حَتَّى إِنْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ أَتَى أُمَّهُ عَلاَنِيَةً لَكَانَ فِي أُمَّتِي مَنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ, وَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً, وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً,كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلاَّ مِلَّةً وَاحِدَةً, قَالُوا وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي. (29)
فالذي لا يسلك منهج السلف, وهو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم -كتابا وسنة- والصحابة الكرام رضي الله عنهم- فهما واتباعا- متوعد بدخول النار , وهناك في النار -أعاذنا الله منها- سيقول هو ومن معه: {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك:10]. أي لو كنا نسمع ما قال الله عز وجل وما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم, وما قال العلماء الربانيون سماع طالب للحق, أو نعقل عقل متأمل له, في وجوب اتباع المنهج الصحيح ما دخلنا النار.
الأمر الرابع: تحقيق التوبة النصوح: فما من أحد منا إلا وهو معرض للذنوب, ولا يمحو هذه الذنوب إلا التوبة النصوح, وإتباع السيئة الحسنة, قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} التحريم:08.
وعَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ. (30)
الفرق بين العاقل والذكي والداهية:
قد يكون المرء ذكيا داهية ولا يكون عاقلا, وأوضح مثال على ذلك طبيب يدخن, قد توصل بذكائه ودهائه وعلمه إلى معرفة مكونات الدخان وأضرار التدخين, ولكنه لم يُعمل عقله في تجنب هذا الخبيث لأنه يضره, فهذا الطبيب ذكي ولكنه ليس بعاقل في هذا المجال. كذلك المستشرقون ومن درسوا القرآن والسنة وحفظوهما ولكنهم عنها معرضون. وأيضا من تعلموا العلم والقرآن ولم يخلصوا في ذلك لله عز وجل.
جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجلٌ اسْتشْهِدَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا, قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ. قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لأَنْ يُقَالَ جَرِيءٌ. فَقَدْ قِيلَ. ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ. وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ, وَقَرَأَ الْقُرْآنَ, فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا, قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ. قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ, وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ. فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ... (31).
فهذا الذي تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن, استطاع بذكائه أن يصل إلى ما هو عليه من العلم والتعليم وحفظ القرآن الكريم, ولكنه لَمّا لم يُعمل عقله؛ فلم يخلص لله عز وجل, استحق دخول النار, وهناك سيقول هو ومن معه: {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك:10].
وهكذا المكتشفون والمخترعون وما وصلوا إليه من اكتشافات واختراعات عجيبة , ولكنهم لم يهتدوا إلى الإسلام, قال عنهم الشيخ الألباني رحمه الله: "حتى اليوم الكثير من الأمم المتحضرة –زعمت-، لكنها في الحضيض من سلامة العقل، حتى الأروبيين والأمركيين وغيرهم؛ لأن هؤلاء بشهادة القرآن -لا تغفلوا عن القرآن- لا عقول لهم، أنتم بتظنوا [تظنون] أنهم عقلاء، ويجب أن نفرق: هم أذكياء وليسوا عقلاء، هم أذكياء لذلك صعدوا إلى السماء إلى القمر إلى إلى النجوم هذه الأخرى- والحبل جرار كما يقال-، هؤلاء أذكياء ولكنهم ليسوا عقلاء: {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك:10]"(32)،
*قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} البقرة:171: "لما بين تعالى عدم انقيادهم لما جاءت به الرسل، وردهم لذلك بالتقليد، علم من ذلك أنهم غير قابلين للحق، ولا مستجيبين له، بل كان معلوما لكل أحد أنهم لن يزولوا عن عنادهم، أخبر تعالى أن مثلهم عند دعاء الداعي لهم إلى الإيمان كمثل البهائم التي ينعق لها راعيها، وليس لها علم بما يقول راعيها ومناديها، فهم يسمعون مجرد الصوت، الذي تقوم به عليهم الحجة، ولكنهم لا يفقهونه فقها ينفعهم، فلهذا كانوا صما لا يسمعون الحق سماع فهم وقبول، عميا لا ينظرون نظر اعتبار، بكما فلا ينطقون بما فيه خير لهم. والسبب الموجب لذلك كله، أنه ليس لهم عقل صحيح، بل هم أسفه السفهاء، وأجهل الجهلاء.
فهل يستريب العاقل، أن من دعي إلى الرشاد، وذيد عن الفساد، ونهي عن اقتحام العذاب، وأمر بما فيه صلاحه وفلاحه، وفوزه ونعيمه, فعصى الناصح، وتولى عن أمر ربه، واقتحم النار على بصيرة، واتبع الباطل، ونبذ الحق, أن هذا ليس له مسكة من عقل، وأنه لو اتصف بالمكر والخديعة والدهاء، فإنه من أسفه السفهاء."(33)
وقال صاحب المستصفى: "... وقد يطلق على من جمع العمل إلى العلم, حتى أن المفسد وإن كان في غاية من الكياسة يمنع عن تسميته عاقلا, فلا يقال للحجاج عاقل, بل داه, ولا يقال للكافر عاقل -وإن كان محيطا بجملة العلوم الطبية والهندسية- بل إما فاضل وإما داه وإما كيس..."(34)
ومنه فالعاقل حقا -الذي يحبه الله- هو من اتقى الله وأرضى خالقه -سبحانه وتعالى- ولو كان غير ذكي, والجاهل والسفيه من عصى الله عز وجل وكفر بخالقه, ولو كان يشار إليه بالبنان في الذكاء والدهاء والفطنة.
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
(1) تهذيب اللغة للأزهري (1/160).
(2) مختار الصحاح لمحمد بن أبي بكر الرازي ص 187.
(3) لسان العرب لابن منظور (11/458).
(4) المصدر نفسه (11/458).
(5) المستصفى من علم الأصول لأبي حامد الغزالي (1/70).
(6) درء تعارض العقل والنقل (10/302).
(7) القاموس المحيط ص 1033.
(8) قواطع الأدلة في أصول الفقه (1/29) .
(9) المغني (9/634).
(10) إزالة الستار عن الجواب المختار لابن عثيمين ص: 66.
(11) تفسير القرطبي (12/57).
(12) الفتاوى ص 24 .
(13) أخرجه البخاري برقم (52) , ومسلم برقم (1599).
(14) مجموع الفتاوى (9/304).
(15) مجموع فتاوى ورسائل الشيخ العثيمين (7/300).
(16) شرح رياض الصالحين (1/156).
(17) فتاوى اللجنة الدائمة (3 /174).
(18) مجموع الفتاوى (3/339).
(19)مجلة البحوث الإسلامية, العدد 79 ,ص 349 .
(20) العقل وفضله لابن أبي الدنيا ص 59.
(21) المصدر نفسه ص 49.
(22)مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار لعبد العزيز بن محمد السلمان (1/136).
(23) الفوائد ص 378.
(24) روضة المحبين ونزهة المشتاقين ص 10.
(25) ديوان الإمام الشافعي: 145 – 146.
(26)روضة المحبين ونزهة المشتاقين ص 14 – 15.
(27) البخاري برقم ( 2652) ومسلم برقم ( 2533).
(28) مدارج السالكين (1/72).
(29) الترمذي (2641) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5343).
(30) رواه الترمذي (1987) وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح (5083)
(31) مسلم برقم (1905).
(32) شريط سمعي بعنوان: الطريق الصحيح لإقامة دولة إسلامية – حكم العمليات الاستشهادية. سلسلة الهدى والنور برقم 489 الدقيقة رقم 25.
(33) تفسير السعدي ص 81.
(34) المستصفى من علم الأصول (1/70).

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc تنبيه الأذكياء إلى مفهوم العقل والعقلاء.doc‏ (118.5 كيلوبايت, المشاهدات 1157)

التعديل الأخير تم بواسطة عبد القادر شكيمة ; 16 Aug 2015 الساعة 11:37 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 Feb 2015, 10:59 PM
لزهر سنيقرة لزهر سنيقرة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 343
افتراضي

مرحباً بالأستاذ عبدالقادر وبأهل الوادي ومشايخها، وجزاك الله خيرًا على هذا المقال النافع الذي يظهر فيه نفس الباحث الجاد، وفقك الله وسدد على الحق خُطاك، ننتظر مزيداً من المقالات والقصائد والتعليقات.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 Feb 2015, 11:40 PM
أبو يحيى صهيب أبو يحيى صهيب غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 271
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أبو يحيى صهيب
افتراضي

حيهلا بالأستاذ الشاعر عبد القادر شكيمة بين إخوانه ومشايخه مفيدا و مستفيدا،،

يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا:::نحن الضيوف وأنت رب المنزل،،

مقال مسدد واختيار موفق لموضوع جدير بأن ينشر،،

مزيدا من المقالات النافعة والبحوث الماتعة،،
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 Feb 2015, 09:19 PM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرًا أستاذ عبد القادر وبارك فيك، ومرحبا بك بين إخوانك مفيدًا مستفيدًا.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 Mar 2015, 05:55 PM
عبد القادر شكيمة عبد القادر شكيمة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
الدولة: الجزائر ولاية الوادي دائرة المقرن
المشاركات: 315
افتراضي شكر

بارك الله في شيخنا الشيخ الأزهر والأخوين صهيب وفتحي على تشجيعهم وترحيبهم وأسأل الله أن أكون عند حسن ظنكم وجزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02 Apr 2015, 12:30 PM
عبد القادر شكيمة عبد القادر شكيمة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
الدولة: الجزائر ولاية الوادي دائرة المقرن
المشاركات: 315
افتراضي تعديل مهم

لقد كتبت المقال كله هنا حتى يسهل الوصول إليه مباشرة وزدت بعض الزيادات المهمة.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 06 Apr 2015, 08:01 PM
أبو أنس دحماني عبد الله أبو أنس دحماني عبد الله غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 214
افتراضي

جزى الله خيرا الاستاذ عبد القادر على ما يتحفنا به من مقالات و منظومات هادفة مميزة ووفقه لكل خير
على المرفقات المقال منسف في ملف pdf ليسهل تحميلة الإطلاع عليه
الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf تنبيه الاذكياء إلى مفهوم العقل و العقلاء..pdf‏ (328.4 كيلوبايت, المشاهدات 1091)
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 06 Apr 2015, 10:35 PM
عبد القادر شكيمة عبد القادر شكيمة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
الدولة: الجزائر ولاية الوادي دائرة المقرن
المشاركات: 315
افتراضي شكر

بارك الله فيك أخي أبا أنس وجزاك الله خير الجزاء على ماقمت به وأسأل الله جل وعلا أن يوفقك لكل خير.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 26 Apr 2015, 10:46 AM
فؤاد عطاء الله فؤاد عطاء الله غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 74
افتراضي

جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 28 Apr 2015, 11:39 PM
عبد القادر شكيمة عبد القادر شكيمة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
الدولة: الجزائر ولاية الوادي دائرة المقرن
المشاركات: 315
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فؤاد عطاء الله مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا
آمين وإياك أخي فؤاد

التعديل الأخير تم بواسطة عبد القادر شكيمة ; 29 Apr 2015 الساعة 05:24 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, أخلاق, تزكية, عقل

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013