منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 12 Mar 2014, 08:24 PM
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
الدولة: مدينة رسول الله
المشاركات: 169
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبد الواحد هواري بومدين السعيدي
افتراضي عالم حضر جنازته ألف ألف وثلاث مائة ألف ظلم و سجن و جلد نصرة لسنة و لم يخرج على الحاكم

وفاة الامام أحمد بن حنبل




قال ابنه صالح: كان مرضه في أول شهر ربيع الاول من سنة إحدى وأربعين ومائتين، ودخلت عليه يوم الاربعاء ثاني ربيع الاول وهو محموم يتنفس الصعداء وهو ضعيف، فقلت: يا أبت ما كان غداؤك ؟ فقال: ماء الباقلا.
ثم إن صالحا ذكر كثرة مجئ الناس من الاكابر وعموم الناس لعيادته وكثرة حرج الناس عليه، وكان معه خريقة فيها قطيعات ينفق على نفسه منها، وقد أمر ولده عبد الله أن يطالب سكان ملكه وأن يكفر عنه كفارة يمين، فأخذ شيئا من الاجرة فاشترى تمرا وكفر عن أبيه، وفضل من ذلك ثلاثة دراهم.
وكتب الامام أحمد وصيته: (بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به أحمد بن محمد بن حنبل، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
وأوصى من أطاعه من أهله وقرابته أن يعبدوا الله في العابدين، وأن يحمدوه في الحامدين، وأن ينصحوا لجماعة المسلمين، وأوصي أني قد رضيت الله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا، وأوصي لعبد لله بن محمد المعروف ببوران علي نحوا من خمسين دينارا وهو مصدق فيها فيقضي
ماله علي من غلة الدار إن شاء الله، فإذا استوفى أعطى ولد صالح كل ذكر وأنثى عشرة دراهم
ثم استدعى بالصبيان من ورثته فجعل يدعو لهم، وكان قد ولد له صبي قبل موته بخمسين يوما فسماه سعيدا، وكان له ولد آخر اسمه محمد قد مشى حين مرض فدعاه فالتزمه وقبله ثم قال: ما كنت أصنع بالولد على كبر السن ؟ فقيل له: ذرية تكون بعدك يدعون لك.
قال وذاك إن حصل.
وجعل يحمد الله تعالى.
وقد بلغه في مرضه عن طاوس أنه كان يكره أنين المريض فترك الانين فلم يئن حتى كانت الليلة التي توفي في صبيحتها أن، وكانت ليلة الجمعة الثاني عشر من ربيع الاول من هذه السنة، فأن حين اشتد به الوجع.
وقد روي عن ابنه عبد الله ويروى عن صالح أيضا أنه قال: حين احتضر أبي جعل يكثر أن يقول: لا بعد، لا بعد، فقلت: يا أبة ما هذه اللفظة التي تلهج بها في هذه الساعة ؟ فقال: يا بني إن إبليس واقف في زاوية البيت وهو عاض على إصبعه وهو يقول: فتني يا أحمد ؟ فأقول لا بعد لا بعد - يعني لا يفوته حتى تخرج نفسه من جسده على التوحيد - كما جاء في بعض الاحاديث قال إبليس: يا رب وعزتك وجلالك ما أزال أغويهم ما دامت أرواحهم في أجسادهم.
فقال الله: وعزتي وجلالي ولا أزال أغفر لهم ما استغفروني.
وأحسن ما كان من أمره أنه أشار إلى أهله أن يوضؤه فجعلوا يوضؤنه وهو يشير إليهم أن خللوا أصابعي وهو يذكر الله عز وجل في جميع ذلك، فلما أكملوا وضوءه توفي رحمه الله ورضي عنه.
وقد كانت وفاته يوم الجمعة حين مضى منه نحو من ساعتين ، فاجتمع الناس في الشوارع وبعث محمد بن طاهر حاجبه ومعه غلمان ومعهم مناديل فيها أكفان، وأرسل يقول: هذا نيابة عن الخليفة، فإنه لو كان حاضرا لبعث بهذا.
فأرسل أولاده يقولون: إن أمير المؤمنين كان قد أعفاه في حياته مما يكره وأبوا أن يكفنوه بتلك الاكفان، وأتي بثوب كان قد غزلته جاريته فكفنوه واشتروا معه عوز لفافة وحنوطا، واشتروا له راوية ماء وامتنعوا أن يغسلوه بماء بيوتهم، لانه كان قد هجر بيوتهم فلا يأكل منها ولا يستعير من أمتعتهم شيئا، وكان لا يزال متغضبا عليهم لانهم كانوا يتناولون ما رتب لهم على بيت المال، وهو في كل شهر أربعة آلاف درهم وكان لهم عيال كثيرة وهم فقراء.
وحضر غسله نحو من مائة من بيت الخلافة من بني هاشم، فجعلوا يقبلون بين عينيه ويدعون له ويترحمون عليه رحمه الله.
وخرج الناس بنعشه والخلائق حوله من الرجال والنساء ما لم يعلم عددهم إلا الله، ونائب البلد محمد بن عبد
الله بن طاهر واقف في جملة الناس، ثم تقدم فعزى أولاد الامام أحمد فيه، وكان هو الذي أم الناس في الصلاة عليه، وقد أعاد جماعة الصلاة عليه عند القبر وعلى القبر بعد أن دفن من أجل ذلك، ولم يستقر في قبره رحمه الله إلا بعد صلاة العصر وذلك لكثرة الخلق.
وقد روى البيهقي وغير واحد أن الامير محمد بن طاهر أمر بحزر الناس فوجدوا ألف ألف وثلثمائة ألف، وفي رواية وسبعمائة ألف سوى من كان في السفن.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: بلغني أن المتوكل أمر أن يمسح الموضع الذي وقف الناس فيه حيث صلوا على الامام أحمد بن حنبل فبلغ مقاسه ألفي ألف وخمسمائة ألف.
قال البيهقي عن الحاكم سمعت أبا بكر أحمد بن كامل القاضي يقول: سمعت محمد بن يحيى الزنجاني، سمعت عبد الوهاب الوراق يقول: ما بلغنا أن جمعا في الجاهلية ولا في الاسلام اجتمعوا في جنازة أكثر من الجمع الذي اجتمع على جنازة أحمد بن حنبل.
فقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سمعت أبي يقول حدثني محمد بن العباس المكي سمعت الوركاني - جار أحمد بن حنبل - قال: أسلم يوم مات أحمد عشرون ألفا من اليهود والنصارى والمجوس، وفي بعض النسخ أسلم عشرة آلاف بدل عشرين ألفا فالله أعلم.
وقال الدار قطني: سمعت أبا سهل بن زياد سمعت عبد الله بن أحمد يقول: سمعت أبي يقول: قولوا لاهل البدع بيننا وبينكم الجنائز حين تمر.
وقد صدق الله قول أحمد في هذا، فإنه كان إمام السنة في زمانه، وعيون مخالفيه أحمد بن أبي دؤاد وهو قاضي قضاة الدنيا لم يحتفل أحد بموته، ولم يتلفت إليه.
ولما مات ما شيعه إلا قليل من أعوان السلطان.
وكذلك الحارث بن أسد المحاسبي مع زهده وورعه وتنقيره ومحاسبته نفسه في خطراته وحركاته، لم يصل عليه إلا ثلاثة أو أربعة من الناس.
وكذلك بشر بن غياث المريسي لم يصل عليه إلا طائفة يسيرة جدا، فلله الامر من قبل ومن بعد.
وقد روى البيهقي: عن حجاج بن محمد الشاعر أنه قال: ما كنت أحب أن أقتل في سبيل الله ولم أصل على الامام
أحمد.
وروي عن رجل من أهل العلم أنه قال يوم دفن أحمد: دفن اليوم سادس خمسة، وهم أبو بكر، وعمر، وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز وأحمد.
وكان عمره يوم مات سبعا وسبعين سنة وأياما أقل من شهر رحمه الله تعالى.
ذكر ما رئي له من المنامات وقد صح في الحديث: " لم يبق من النبوة إلا المبشرات).
وفي رواية " إلا الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له ".
وروى البيهقي عن الحاكم سمعت علي بن حمشاد سمعت جعفر بن محمد بن الحسين، سمعت سلمة بن شبيب يقول: كنا عند أحمد بن حنبل وجاءه شيخ ومعه عكازة فسلم
وجلس فقال: من منكم أحمد بن حنبل ؟ فقال أحمد: أنا ما حاجتك ؟ فقال ضربت إليك من أربعمائة فرسخ، أريت الخضر في المنام فقال لي: سر إلى أحمد بن حنبل وسل عنه وقل له: إن ساكن العرش والملائكة راضون بما صبرت نفسك لله عز وجل.
وعن أبي عبد الله محمد بن خزيمة الاسكندراني.
قال: لما مات أحمد بن حنبل اغتممت غما شديدا فرأيته في المنام وهو يتبختر في مشيته فقلت له: يا أبا عبد الله أي مشية هذه ؟ فقال: مشية الخدام في دار السلام.
فقلت: ما فعل الله بك ؟ فقال: غفر لي وتوجني وألبسني نعلين من ذهب، وقال لي: يا أحمد هذا بقولك القرآن كلامي، ثم قال لي: يا أحمد ادعني بتلك الدعوات التي بلغتك عن سفيان الثوري وكنت تدعو بهن في دار الدنيا، فقلت: يا رب كل شئ، بقدرتك على كل شئ اغفر لي كل شئ حتى لا تسألني عن شئ.
فقال لي: يا أحمد هذه الجنة قم فادخلها.
فدخلت فإذا أنا بسفيان الثوري وله جناحان أخضران يطير بهما من نخلة إلى نخلة، ومن
شجرة إلى شجرة، وهو يقول (الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الارض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العالمين) [ الزمر: 74 ].
قال فقلت له: ما فعل بشر الحافي ؟ فقال بخ بخ، ومن مثل بشر ؟ تركته بين يدي الجليل وبين يديه مائدة من الطعام والجليل مقبل عليه وهو يقول: كل يا من لم يأكل، واشرب يا من لم يشرب، وانعم يا من لم ينعم، أو كما قال.
وقال أبو محمد بن أبي حاتم، عن محمد بن مسلم بن وارة قال: لما مات أبو زرعة رأيته في المنام فقلت له: ما فعل الله بك ؟ فقال قال الجبار: ألحقوه بأبي عبد الله وأبي عبد الله وأبي عبد الله، مالك والشافعي وأحمد بن حنبل.
وقال أحمد بن خرزاد الانطاكي: رأيت في المنام كأن القيامة قد قامت وقد برز الرب جل جلاله، لفصل القضاء، وكأن مناديا ينادي من تحت العرش: أدخلوا أبا عبد الله وأبا عبد الله وأبا عبد الله وأبا عبد الله الجنة.
قال فقلت لملك إلى جنبي: من هؤلاء ؟ فقال: مالك، والثوري، والشافعي وأحمد بن حنبل.
وروى أبو بكر بن أبي خيثمة عن يحيى بن أيوب المقدسي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم وهو نائم وعليه ثوب مغطى به وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين يذبان عنه.
وقد تقدم في ترجمة أحمد بن أبي دؤاد عن يحيى الجلاء أنه رأى كأن أحمد بن حنبل في حلقة بالمسجد الجامع وأحمد بن أبي دؤاد في حلقة أخرى وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بين الحلقتين وهو يتلو هذه الآية (فإن يكفر بها هؤلاء) [ الانعام: 89 ] ويشير إلى حلقة ابن أبي دؤاد (فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين) [ الانعام: 89 ] ويشير إلى أحمد بن حنبل وأصحابه.






البداية و النهاية الجزء 10


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الواحد هواري بومدين السعيدي ; 13 Mar 2014 الساعة 05:49 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 Mar 2014, 09:21 PM
أبو عبد الرحمان حسام الدين موساوي أبو عبد الرحمان حسام الدين موساوي غير متواجد حالياً
أعانه الله
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
الدولة: الجزائر المسيلة
المشاركات: 369
إرسال رسالة عبر ICQ إلى أبو عبد الرحمان حسام الدين موساوي إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبد الرحمان حسام الدين موساوي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الرحمان حسام الدين موساوي
افتراضي

اقتباس:
وقال الدار قطني: سمعت أبا سهل بن زياد سمعت عبد الله بن أحمد يقول: سمعت أبي يقول: قولوا لاهل البدع بيننا وبينكم الجنائز حين تمر.
وقد صدق الله قول أحمد في هذا، فإنه كان إمام السنة في زمانه، وعيون مخالفيه أحمد بن أبي دؤاد وهو قاضي قضاة الدنيا لم يحتفل أحد بموته، ولم يتلفت إليه.
ولما مات ما شيعه إلا قليل من أعوان السلطان.
وكذلك الحارث بن أسد المحاسبي مع زهده وورعه وتنقيره ومحاسبته نفسه في خطراته وحركاته، لم يصل عليه إلا ثلاثة أو أربعة من الناس.
وكذلك بشر بن غياث المريسي لم يصل عليه إلا طائفة يسيرة جدا، فلله الامر من قبل ومن بعد.


جزاك الله خيرا أبا عبد الواحد و نفع بك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 Mar 2014, 05:48 PM
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
الدولة: مدينة رسول الله
المشاركات: 169
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبد الواحد هواري بومدين السعيدي
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الرحمان حسام الدين موساوي مشاهدة المشاركة

جزاك الله خيرا أبا عبد الواحد و نفع بك
أمين و إياك أخي حسام الدين







رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013