الإمام مالك لما كان يقرأ في المسجد يروي أحاديث النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ، وكان عنده يحيى بن يحيى الليثي -راوي الموطأ عنه-، والطلاب حول الإمام مالك.
فصاح صائح: جاء للمدينة فيل عظيم!
لم يكن أهل المدينة رأوا فيلا؛ لأن الفيل ليس موطن هذه البلاد، فهرع الطلبة كلهم ليروا الفيل، وتركوا مالكا!!
إلا يحيى بن يجيى الليثي فقط.
فقال له مالك: لم؟ هل رأيت الفيل قبل ذلك؟
قال: إنما رحلت لأرى مالكا لا لأرى الفيل.
وبهذا أثابه الله جل وعلا بأن الرواية التي تُروى الآن في شرق الأرض وغربها المعتمدة لموطأ الإمام مالك هي رواية يحيى بن يحيى الليثي، مع أنه من صغار طلبته هناك روايات أناس أكبر منه لم يكتب لها القبول، ومسلم في الصحيح يروي من طريق يحيى بن يحيى الليثي.
الاعتصام بالكتاب والسنة للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ[شريط مفرّغ]
جزاكم الله خيرا على الفائدة، لكن ما في آخرها من أن:
اقتباس:
ومسلم في الصحيح يروي من طريق يحيى بن يحيى الليثي.
غير صحيح، لأنَّ مسلما يروي عن أحاديث مالك من طريق يحيى بن يحيى التَّميمي النَّيسابوري، وهو غير اللَّيثي، ولهذا لم يترجم ابن منجويه إلَّا للأول في كتابه "رجال صحيح مسلم" (353)، والله أعلم.
وإتمامًا للفائدة فقد ذكر العلماء أنَّ كل واحد من الأئمة اختار رجلا يروي من طريقه حديث مالك:
فأحمد يروي غالبًا عن ابن مهدي.
وأبو حاتم من طريق معن بن عيسى.
والبخاري من طريق عبد الله بن يوسف التَّنِّيسي.
ومسلم من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري.
وأبو داود من طريق القعنبي.
والنسائي من طريق قتيبة بن سعيد.
وأما رواية الليثي فمع جلالتها وإتقانها إلا أنَّها لم تكن مشهورة بالمشرق في القرن الثَّالث، فلذلك لم يعتمدها أحد من أصحاب الكتب المشهورة، ولذلك أسباب أخرى انظرها إن شئت في مقدِّمة الدكتور بشار لها (1/8)، والله الموفِّق.