مجموع فتاوى العلماء في حكم اقتناء ومشاهدة التّلفاز والدُّش والقنوات الإخبارية والإسلامية –زعموا-
مجموع فتاوى العلماء في حكم اقتناء و مشاهدة التّلفاز و الدُّش و القنوات الإخبارية و الإسلامية –زعموا-
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة و السلام على نبينا محمد و آله و أصحابه أجمعين، أمّا بعد
فإنه لا يخفى على كل ذي عقل سليم و فطرة سويّة ما سبّبه و يسببه الجهاز الخبيث و الشيطان الرجيم القابع في بيوت المسلمين التلفاز – شرّف الله مسامعكم أجمعين - من فساد عريض في مجتمعاتنا المسلمة فأفسد الدين و الأخلاق و لا يزال خطره يتعاظم بدخول الدش عليه و القنوات الفضائية و ممّا يحز في القلب هو انخداع بعض من بدا عليهم الصلاح بهذا الجهاز الخطير موهما نفسه أنه ينفع أولاده بأفلام كرتون هادفة!! و برامج إسلامية!! و زوجته بقناة علمية!! و نفسه بقنوات إخبارية بل و جغرافية!!
فإلى هؤلاء المخدوعين –ممن يبدو عليهم الصلاح- أولا ثم إلا عوامّ المسلمين ثانيا أحاول أن أجمع ما وقعت عليه من الفتاوى الصوتية لعلمائنا الفضلاء رحم الله منهم الأموات و بارك في عمر الأحياء، عسى أن يكون قرصا ينتفع به من يبلغه راجيا من المولى عز وجل التوفيق و السداد ثم من إخواني المساهمة في إتمامه بارك الله في الجميع.
السـؤال:
قد وقع لنا إشكالٌ حول فتواكم برقم: (٣٦٨) «في حكم اقتناءِ هوائيٍّ خاصٍّ بقناة المجد»، فمنَّا من يقول: إنَّ فتوى الشيخ -حفظه الله- عامَّةٌ وأنه يجوز مطلقًا اقتناءُ الهوائيِّ الخاصِّ بقناة المجد، ومنَّا من يقول: إنَّ فتوى الشيخ مقيَّدةٌ بمن ابتُلِيَ بالقنوات الأخرى في بيته، أو لمن هو حديث عهدٍ بالاستقامة، أو لمن يرجو تخفيف الشرِّ في بيته من أجل إخوانه وأخواته، وما شابهه. فنرجو من فضيلتكم التكرُّم ببيان ما أشكلَ علينا، وبارك الله فيكم وجزاكم الله كلَّ خيرٍ. الجـواب: الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فالتلفازُ باعتباره أداةً مرئيةً يختلف حكمُها باختلافِ ما يُعرض فيه من برامجَ؛ لأنَّ «الوَسَائِل لَهَا حُكُمُ المَقَاصِدِ»، ولمَّا كانت غالبُ البرامج التلفزيونية فاسدةَ المحتوى والشكلِ، تقترن بها محاذيرُ شرعيةٌ لها مساسٌ بالعقيدة والأخلاق؛ فإنَّ ترجيح مَمْنُوعِيَّتِهَا أَوْلى؛ لأنَّ مضارَّها أعظمُ من منافعها، و«دَرْء المَفَاسِدِ أَوْلَى مِنْ جَلْبِ المَصَالِحِ»، غير أنَّ من ابْتُلِيَ بمثل هذه المقعَّرات الهوائية بسبب الضعف الإيماني، أو بسبب الضغط العائلي؛ فإنه يسعى لتقليل المفسدة قدر الإمكان باتِّخاذ قناة «مجد» على سبيل المثال كبديلٍ عن القنوات الأخرى.
هذا، ومن أمكنه استعمال جهاز الحاسوب الذي يَسَعُ التحكُّمُ فيه بإدخال الأقراص المفيدة والبرامج العلمية النافعة والاستغناء عن غيره ممَّا لا يسع التحكُّمُ فيه لكان خيرًا وأفيدَ له ولأهله وذويه. والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: ٢٣ من المحرَّم ١٤٢٨م
الموافق ﻟ: ١١ فبراير ٢٠٠٧م المصدر
التعديل الأخير تم بواسطة أبو تراب عبد المصور بن العلمي ; 01 Feb 2017 الساعة 10:06 PM