03 Apr 2013, 06:01 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2013
الدولة: الجـزائر ـ القبائل الكبرى
المشاركات: 99
|
|
الفائدة(256)
القرآن الكريم تكفَّل الله تعالى بحفظه؛ لأنّه الكتابُ الباقي إلى قيام السّاعة .
الفائدة(257)
الإيمانُ بالكتب الإلهيّة من أركان الإيمان.
الفائدة(258)
الأحوال في ثناء المرء على نفسه أربع:
1ـ أن يريد بذلك التّحدُّث بنعمة الله عليه بما حباه به من الإيمان والثّبات.
2ـ أن يريد بذلك تنشيط أمثاله ونظرائه على مثل ما كان عليه.
وهاتان الحالان محمودتان؛ لما يشتملان عليه من النّيّة الطّيّبة.
3ـ أن يريد بذلك الفخر والتّباهي والإدلال على الله عزّ وجلّ بما هو عليه من الإيمان والثّبات، وهذا غير جائز؛ لما ذكرنا من الآية.
4ـ أن يريد بذلك مجرد الخبر عن نفسه بما هو عليه من الإيمان والثّبات؛ فهذا جائز، والأولى تركُه.
الفائدة(259)
يوم الحساب يوم واحد، ولكنّه يوم مقداره خمسون ألف سنة؛ كما قال الله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ، لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ، مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ، تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج: 1-4.]؛ أي أنّ هذا العذاب يقع للكافرين في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة. وفي "صحيح مسلم" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: (ما من صاحب ذهبٍ ولا فضّة لا يؤدّي منها حقّها؛ إلا كان يوم القيامة؛ صُفِّحت له صفائح من نار، وأُحمي عليها في نار جهنّم، فيُكوى بها جنبُه وجبينُه وظهرُه، كلّما بردت؛ أُعيدت، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يُقضى بين العباد) [رواه مسلم في "صحيحه" (2/680) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ولهذا الحديث بقية.].
وهذا اليوم الطويل هو يوم عسير على الكافرين؛ كما قال تعالى: {وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا} [الفرقان: 26.]، وقال تعالى: {عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ} [المدثر: 10.]، ومفهوم هاتين الآيتين هو أنَّ هذا اليوم يسيرٌ على المؤمنين.
الفائدة(260)
لمّا سُئِلَ الإمام مالك رحمه الله عن قول الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5.]؛ كيف استوى؟ أطرقَ رحمه الله برأسه، حتى علاه الرُّحَضاءُ؛ أي: العرقُ، وصار يتصبَّبُ عرقًا، وذلك لعظم السؤال في نفسه، ثم رفع رأسه، وقال قولَتَه الشهيرة التي كانت ميزانًا لجميع ما وصف الله به نفسه؛ قال رحمه الله: (الاستواءً غيرُ مجهولٍ، والكيفُ غيرُ معقولٍ، والإيمانُ به واجبٌ، والسُّؤالُ عنه بدعةٌ) .
فالسؤال المتعمِّقُ في مثل هذه الأمور بدعةٌ؛ لأنّ الصّحابة رضوان الله عليهم - وهم أشدُّ الناس حرصًا على العلم وعلى الخير - لم يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذه الأسئلة، وكفى بهم قدوة.
الفائدة(261)
إذا دخل الكافر في الإسلام؛ فإنه لا يلزمه تغيير اسمه؛ إلا إذا كان اسمًا مكروهًا؛ مثل: حَزن، أو كان معبدًا لغير الله؛ مثل: عبد المسيح، أو عبد الكعبة، أو غير ذلك من الأسماء المحرَّمة؛ لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم غيّر أسماء أشخاص من هذين النّوعين .
الفائدة(262)
الظُّلم لا يجوز بحال من الأحوال، والله تعالى يقول: (إني حرّمتُ الظُّلم على نفسي، وجعلته بينكم محرَّمًا؛ فلا تظالَموا) [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (4/1994) من حديث أبي ذر رضي الله عنه.]، ويقول صلى الله عليه وسلم لمّا بعثَ معاذًا إلى اليمن؛ قال له: (واتّق دعوةَ المظلوم؛ فإنّه ليس بينها وبينَ الله حجابٌ) [رواه الإمام البخاري في "صحيحه" (3/99) من حديث ابن عباس رضي الله عنه.].
فلا يجوز الظُّلم بحال من الأحوال، لا مع المسلمين، ولا مع الكفّار.
الفائدة(263)
الظُّلم يوجب العقوبة؛ قال صلى الله عليه وسلم: (دعوة المظلوم يرفعُها الله فوقَ الغَمامِ، ويقول الله: وعزَّتي وجلالي؛ لأنتصرنَّ لكِ، ولو بعد حين) [رواه ابن حبان في "صحيحه" كما في "الإحسان" (ج3 ص158) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.]، والله تعالى يقول: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ} [إبراهيم: 42.]؛ فالظَّالم نادم، ويقول سبحانه: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} [الشعراء: 227.].
الفائدة(264)
الأنداد يُرادُ بهم الشُركاءُ؛ كالأصنام والأضرحة التي تُعبدُ من دون الله، هؤلاء هم الأنداد، النِّدُّ هو العديل والشَّبيهُ والنَّظيرُ، فجعلوا هذه المعبودات مساوية لله ومعادلة له:
كما قال الله تعالى عنهم أنهم يوم القيامة يقولون: {تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ، إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: 98.]؛ يقول المشركون لأصنامهم يوم القيامة ومعبوديهم إذا دخلوا في النار: {تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} ؛ يعني: في الدُّنيا، {إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ}.
ويقول تعالى: {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ} [الأنعام: 1.]؛ يعني: يعدلون به غيره من الأشباه والأنداد والشُّركاء، والله جلَّ وعلا واحدٌ أحد، فرد صمدٌ، لا ندَّ له، ولا شبيه له، ولا شريك له، سبحانه وتعالى.
الفائدة(265)
تعليق الأدعية على الأبواب وغيرها ليس معروفًا عن السّلف، ثم إننا مأمورون بالذّكر والدّعاء بألسنتنا وقلوبنا لا بالكتاب والتعليق، وإنما هذه عادة جرت، مع ما قد يترتّب على هذا العمل من ابتذال تلك الأدعية وتعريضها للإهانة وفيها أسماء الله تعالى أو آيات من القرآن أو أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الشريفة؛ فينبغي ترك هذا العمل وتجنُّبُه.
الفائدة(266)
لا يجوز دخول الخلاء بشيء فيه ذكر الله عز وجل من كتاب أو جريدة أو غير ذلك؛ لما في ذلك من الامتهان لذكر الله عز وجل.
الفائدة(267)
إذا ذكر الإسلام وحده أو الإيمان وحده فإنه يدخل أحدهما في الآخر، إذا ذكر الإسلام وحده أو الإيمان وحده فإن أحدهما داخل في الآخر. إذا ذكر الإسلام فقط دخل فيه الإيمان.. وإذا ذكر الإيمان فقط دخل فيه الإسلام.
لهذا يقول أهل العلم: إنهما إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا.. فالإيمان عند أهل السنة والجماعة: هو عمل بالأركان وقول باللسان وتصديق بالجنان.. ويدخل فيه الإسلام، يكون قولاً باللسان وعملاً بالأركان وتصديقًا بالجنان.. إذا ذكر وحده، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين....
الفائدة(268)
هناك أعمال تخرج من الملة كترك الصلاة تكاسلاً وكالسحر تعلمه وتعليمه، ومن نطق بكلمة الكفر مختارًا، وكل عمل لابد أن يصاحبه قصد، فلا يعتد بعمل الناسي والنائم والصغير والمجنون والمكره لعدم القصد.
الفائدة(269)
الإيمان ليس في القلب فقط، بل الإيمان كما عرفه أهل السنة والجماعة: قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح.
قال الإمام الحسن البصري رحمه الله: ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال.
الفائدة(270)
عمل المعاصي وترك الطاعات دليل على أنه ليس في القلب إيمان أو فيه إيمان ناقص. والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا} [سورة آل عمران: آية130]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ} [سورة المائدة: آية35]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ} [سورة المائدة: آية95]، {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ} [سورة البقرة: آية 277]، { مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا} [سورة البقرة: آية 62]، فالإيمان لا يسمى إيمانًا كاملاً إلا مع العمل الصالح وترك المعاصي.
الفائدة(271)
لا يكفي الإيمان بالقلب دون نطق باللسان وعمل بالجوارح؛ لأن هذا مذهب المرجئة من الجهمية وغيرهم، وهو مذهب باطل بل لابد من الإيمان بالقلب والقول باللسان والعمل بالجوارح، وفعل المعاصي دليل على ضعف الإيمان الذي في القلب ونقصه، لأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
يتبــــع إن شاء الله
|