ماء زمزم لما شرب له/ للشيخ الدكتورمحمد بن عمر بازمول-حفظه الله-

[أبو عائشة مراد بن معطي]

-ماء زمزم لما شرب له:
عن أبي الزبير يقول:سمعت جابر بن عبد الله يقول:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(ماء زمزم لما شرب له)أخرجه ابن ماجه في كتاب المناسك،باب الشرب من زمزم.
قال ابن القيم-رحمه الله-:(وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمورا عجيبة واستشفيت به من عدة أمراض،فبرأت بإذن الله.
وشاهدت من يتغذى به الأيام ذوات العدد قريبا من نصف الشهر أو أ كثر ولا يجد جوعا ويطوف مع الناس كأحدهم وأخبرني أنه ربما بقي عليه أربعين يوما،وكان له قوة يجامع بها أهله ويصوم ويطوف مرارا).-زاد المعاد
وذكر السخاوي عن شيخه ابن حجر قال السخاوي:(حكى لي الشيخ نور الدين ابن اليمن أنه سمعه(يعني:سمع شيخه ابن حجر)في سنة إحدى وخمسين يقول:شربت ماء زمزم لثلاث:
أحدها:أن أنال مرتبة الحافظ الذهبي،فوجدت-بحمد الله-أثر ذلك.
وأن تتيسر لي الكتابة على الفتاوى كشيخنا السراج البلقيني،حيث كان يكتب عليها من رأس القلم،بغير مراجعة غالبا،فيسر الله لي ذلك،بحيث ضبطت المهم من فتاوى شهر فكان في مجلدة،سميتها:(عجب الدهر)
قال:ولم يذكر الثالث،وأحجم الجماعة عن سؤاله عنه.
قلت(السخاوي):وقد شرب ماء زمزم لأمور ثلاثة أيضا الحافظ الخطيب فيما أسنده إليه ابن عساكر،قال:شربت ماء زمزم ثلاث شربات،وسألت الله تعالى ثلاث حاجات،أخذا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ماء زمزم لما شرب له).
الحاجةالأولى:التحديث بتاريخ بغدادبها.
والثانية:الإملاء بجامع المنصور.
والثالثة:الدفن عند بشر الحافي.قال راويها:فقضيت.
بل روي عن إمامنا الشافعي-رحمه الله-،أنه قال:شربت لثلاث:للرمي،فكنت أصيب العشرة من العشرة،والسبعة من السبعة.
وللعلم،فها أنا كما ترون.
ولدخول الجنة وأرجو حصول ذلك.
وكذا شربه ممن أدركته:الشمس بن عمار-أحد الأئمة-لأمور بلغها أو أكثرها.
وشربته أنا لأشياء أرجو أن أنال سائرها).الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر.
قلت:وقد رأيت ابن حجر-رحمه الله-في الجزء الذي صنفه في حديث(ماء زمزم لما شرب له)يقول(واشتهر عن الشافعي الإمام أنه شرب ماء زمزم للرمي،فكان يصيب من كل عشرة تسعة.
وشربه الحاكم أبو عبد الله لحسن التصنيف ولغير ذلك،فصار أحسن أهل عصره تصنيفا.
ولا يحصي كم شربه مت الأئمة لأمور نالوها،وقد ذكر لنا الحافظ زين الدين العراقي أنه شربه لشيئ فحصل له.
وأنا شربته مرة وسألت الله-وأنا حينئذ في بداية طلب الحديث-أن يرزقني حالة الذهبي في حفظ الحديث،ثم حججت بعد مدة تقريب من تقرب من عشرين سنة،وأنا أجد من نفسي المزيد على تلك الرتبة فسألته رتبة أعلى منها،فأرجو الله أن أنال ذلك.
وذكر الحكيم محمد بن علي الترمذي في نوادر الأصول عن والده أنه أخبره:أنه كان يطوف في الليل،فاشتدت عليه الإراقة،وخشي أن يخرج من المسجد إلى مكان يقضي حاجته،فتتلوثت أقدامه بأقذار الناس،وكان ذلك في الموسم،فتوجه إلى زمزم فشرب منها لذلك،فرجع إلى الطواف،قال:فلم أحس بالبول حتى أصبحت).جزء في حديث(ماء زمزم لما شرب له)؛لابن حجر.
نقلا من كتاب مكة في حياة العلم والعلماء-للشيخ الدكتور محمد بن عمر بازمول-حفظه الله-

[أبو محمد سامي لخذاري السلفي]

جزاك الله خيرا

[أبوعبد الله مهدي حميدان السلفي]

جزاك الله خيرا

[ابومارية عباس البسكري]

جزاك الله خيرا

[يوسف بن عومر]

جزاك الله خيرا أخان "مراد" على النقل الطيب،

وهناك رسالتان في هذا الباب الأولى: "إزالةُ الدَّهَشِ والوَلَهِ عن المُتَحَيِّر في صحَّةِ حديث "ماءُ زمزَمَ لما شُرِبَ له" تأليف: محمد إدريس القادري، طبع المكتب الإسلامي، بتخريج الألباني – رحمه الله - كما زعم زهير الشاويش، وقد طغى عليها بتعليقاته، ولم أرى فيها متانة علم الشيخ الألباني – رحمه الله – وبخاصة وقد حمل الشاويش في مقدمتها على الألباني، بحيث يجعل القارئ يرى الألباني – رحمه الله - ذلك الرجل المتعصب الذي لا يعرف الأدب في المناظرة، إلى غير ذلك من الكلام الذي ينبئ عن حقد زهير للألباني – رحمه الله – وكان ذلك بعد أن تكلم فيه الألباني وطعن فيه، وزهير في ميزان الجرح والتعديل: "متَكَلَّم فيه" وانظر مقدمة "صفة الصلاة" للعلامة الألباني – عليه رحمة الله -.
والرسالة الثانية: "الإعلامُ المُلتزَم بفضيلةِ زمزَمَ" لأحمد بن علي الشافعي (ت: 1179هـ) تحقيق: رمزي سعد الدين دمشقية، طبع دار البشائر الإسلامية، وفيها: أسماء ماء زمزم، وأول من أظهرها، وفضلها، وأفضل أنواع الماء مطلقا، وجاء فيها من الشعر:

وأفضلُ الماءِ ماءٌ قد نَبَعْ *** من بينْ أَصَابِعِ النَّبيِّ المُتَّبَعْ
يليه ماءُ زمزَمَ فالكوْثَرِ *** فنِيلُ مِصْرَ ثمَّ بَاقِي الأَنْهُرِ

وباقي الأنهر: الفُراتُ، وسَيْحانُ وجَيْحانُ، وهي من أنهار الجنة.
ونُقِل عن السيوطي أنه سئل أيهما أفضل: ماء زمزم أو ماء الكوثر؟ فأجاب:

ما جاءنا خبرٌ بذلك ثابتٌ *** فالوقفُ عن خَوْضٍ بذلك أجملُ