من الأداب التي يجب على المسلم ان يتحلى بها _للعلامة بكر أبو زيد_رحمه الله_
من الأداب التى يجب على المسلم أن يتحلى بها في لباسه
مراعات حسن الهيئة،وتناسب اللباس،وما جرى من الأعراف التي لا تخالف الشرع المطهر وهذا أصل شرعي يفيد أمرين:
الأول:مراعاة المعتاد في اللباس في عرف أهل البلد مما لا يخالف الشرع،ولهذا:(نقل القاضي عياض عن العلماء:أن الإسبال:كل مازاد على المعتاد في اللباس في الطول والسعة).
وقال ابن القيم _رحمه الله تعالى_:وكان هديه صلى الله عليه وسلم في اللباس مما يسره الله في بلده فكان يلبس القميص،والعمامة ،والإزار،والرداء،والجبة،والفروج،ويلبس من القطن،والصوف،وغير ذلك،ويلبس مما يجلب من اليمن وغيرها،فسنته تقتضي أن يلبس الرجل مما يسره الله ببلده،وإن كان نفيسا،لأن النفاسة بالصنعة لا في الجنس،بخلاف الحرير،وهذا أمر مجمع عليه.
وقال ابن عقيل:لا ينبغي الخروج عن عادات الناس إلا في الحرام.
وقال ابن عبد القوي_رحمه الله تعالى_في :منضومة الأداب:
ويكره لبس فيه شهرة لابس
وواصف جلد لا لزوج وسيد
وقد أفاض السفاريني في شرحه في (غذاء الألباب)وكان مما ذكره:
(شهرة لابس:له بمخالفة زي بلده،ونحو ذلك.........ولأن لباس الشهرة ربما يزري بصاحبه،وينقص مرؤته،ثم ذكر عن كتاب(الغنية)للجيلاني،قوله:من اللباس المنزه ععنه كل لبسة يكون بها مشتهرا بين الناس،كالخروج من عادة بلده،وعشيرته،فينبغي أن يلبس مايلبسون،لئلا يشار إليه بالإصابع،ويكون ذلك سببا إلى حملهم على غيبته،فيشركهم في إثم الغيبة له.
وذكر أن الإمام أحمد _رحمه الله تعالى_رأى رجلا لا بسا بردا مخططا:بياضا،وسوادا،فقال:ضع هذا،والبس لباس أهل بلدك،وقال:ليس هو بحرام،ولو كنت بمكة،أو المدينة،لم أعب عليك،قال الناظم:لأنه لباسهم هناك.
الثاني:النهي عن لباس الشهرة،وهو من الإشتهار،وقد ثبت من حديث ابن عمر_رضي الله عنهما_أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(من لبس لباس شهرة،ألبسه الله يوم القيامة ثوب مذلة-وفي رواية-ثوبا مثله-ثم تلهب فيه النار)
وتحصل الشهرة بتميز عن المعتاد:بلون،أو صفة تفصيل للثوب وشكل له،أو هيئة في اللبس،أو مرتفع أو منخفض عن العادة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمي_ةرحمه الله تعالى_:(يحرم لبس الشهرة،وهو ماقصد به الارتفاع،وإظهار الترفع،أو إظهار التواضع والزهد،لكراهة السلف لذلك)انتهى من :الانصاف.
وقال غير واحد من السلف:لباس الشهرة مما يزري بصاحبه،ويسقط مروءته.
وقال المرداوي في:(الإنصاف)فوائد:(منها:يكره لبس مافيه شهرة،أو خلاف زي بلده من الناس،على الصحيح من المذهب).انتهى
وقال معمر :عاتبت أيوب على طول قميصه،فقال:(إن الشهرة فيما مامضى،كانت في طوله،وهي اليوم في تشميره)
ذكره ابن الجوزي في :(تلبيس إبليس)مرتين،معلقا،ثم مسندا في:(ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في لباسهم)
وقال:(وقد روى إسحاق بن إبراهيم بن هانيء،قال:دخلت يوما على أبي عبد الله بن حنبل،وعلي قميص أسفل من الركبة،وفوق الساق،فقال:أي شيئ هذا،وأنكره،وقال:هذا بالمرة لا ينبغي)انتهى .وقف على كلامه(من _ص211_ص232)لعلك ترفق بنفسك،وتتبع السنة بلا شهرة ولا شهوة،ولا إفراط ولا تفريط.
نقلا من رسالة حد الثوب والأزرة و تحريم الإسبال ولباس الشهرة _للعلامة بكر بن عبد الله أبو زيد-رحمه الله تعالى-
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عائشة مراد بن معطي ; 24 Feb 2014 الساعة 10:48 PM
|