منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 17 Mar 2010, 05:06 PM
رائد علي أبو الكاس رائد علي أبو الكاس غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: فلسطين
المشاركات: 90
افتراضي حكم التحجير في المساجد



بسم الله الرحمن الرحيم


حكم التحجير ( حجز الأماكن ) في المساجد


الحمد لله ربِّ العالمين , و الصلاة و السلام على نبينا محمد , و على آله و صحبه أجمعين.
فضّل الرسول – صلى الله عليه و سلم – الصلاة في الصف الأول و القـرب من الإمام عن باقي الصفـوف , فقال– صلى الله عليه وسلم–:" لو يعلم الناس ما في النداء و الصف الأول,ثم لم يجدوا إلا أنْ يستهموا عليه لاستهموا " ( متفق عليه )
و في روايةٍ أخرى :" لو تعلمون ما في الصف المقدّم لكانت قرعة "
( رواه مسلم )

و عن النعمان بن بشير – رضي الله عنه – قال :" سمـعـتُ رسـول الله – صلى الله عليه و سلم – يـقـول : " إنّ الله و ملائكته يصلّون على الصف الأول , و الصفوف الأولى "
( رواه أحمد و إسناده جيد )

و الصف الأول هو الصف المكتمل , قال سفيان الثوري – رحمه الله - :" بأنّ الصف الأول المتصل بين يدي المنبر , لا المقطوع بالمنبر " ( الثمر المستطاب 1 / 421 )
و عن قرّة بن إياس – رضي الله عنه- قال :" كـنا نُـنـْهَى أنْ نصف بيـن السواري على عـهـد رسـول الله – صـلى الله عليه و سلم – و نُطرَد عنها طرداً "
( رواه ابن ماجه و الحديث حسن صحيح )

و كان ابن مسعود – رضي الله عنه – يقول :" لا تصفّوا بين السواري "
( رواه البيهقي في الكبرى 3 / 104 )

و قال البيهقي – رحمه الله - :" و هذا – و الله أعلم – لأنّ الاسطوانة تحول بينهم و بين وصل الصف "
( المصدر نفسه )

و قال الإمام مالك – رحمه الله - :" لا بأس بالصفوف بين الأساطين إذا ضاق المسجد "
( المدونة الكبرى 1 / 106)

و للأسف الشديد هناك من المنابر ذوات الدرجات الكثيرة في كثير من المساجد المخالفة للسنة ( ثلاث درجات ) تقطع الصـف الأول , و لا خلاف في جواز الصلاة بين السواري عند الضيق , أو لمن يصلي لوحده , أما مع السعة فهي مكروهة .
و الأجر العظيم لمنْ صلىَّ في الصف الأول , لا يتحقق إلا لمن تقدم و سبق بنفسه , أما مَنْ وضع سجادة أو طاولة أو كتاباً و نحوه , وتأخر عن الحضور بنفسه مبكراً , فهذا مخالف للسنة , و لم يدرك فضيلة الصلاة في الصف الأول , و مَنْ اعتقد غير ذلك فقد أخطأ.
أما مَنْ جاء مبكراً للصلاة في الصف الأول , ثم قام للوضوء أو للحركة , أو لغير ذلك من الأمور , ثم رجع إلى مكانه فهو أحق به مِن غيره,لقوله – صلى الله عليه و سلم – إذا قام أحدكم مِن مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به "
( رواه مسلم )

و ليعلم الجميع أنّ المساجد لله , و الناس فيها سواء , و ليس لأحد فيها حق المكان , إلا إذا قدم مبكراً بنفسه , فإذا سبقه غيره فهو أحق منه بالمكان .
و هناك ظاهرة غريبة في بعض البلدان , أنّ هناك مَنْ يرسل خادمه , أو عامله ليحجز له مكاناً من صلاة العصر إلى صلاة التراويح في رمضان .
و مَنْ حجز مكاناً بهذه الصورة , فقد تعدى على حق مِن حقوق مَنْ جاء قبله , و هذا الفعل يوجب لصاحبه الكسل , و التأخر عن الحضور للصلاة مبكراً , لأنّه يعلم أنّ له مكاناً في الصف الأول , مع ما يقع فيه مِن الإثم مِن تخطي رقاب الناس و إيذائهم بالمـرور مِن أمـامـهم ليـقطع عليهم صـلاتهم , مـما يُحـدث الشـحناء و الـغضـاء و العـداوة و الخصـومة بين المصـلين في بيوت الله , قال – صلى الله عليه و سلم - :" لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه , لكان له أن يقف أربعين خيراً له مِن أنْ يمر بين يديه "
( متفق عليه )

قال أبو النضر – أحد رواة الحديث - : لا أدري أقال: أربعين يوماً أو شهراً أو سنة "
و قال – صلى الله عليه و سلم - :" إذا صلى أحدكم فليصلِّ إلى سترة و ليدنُ منها و لا يَدَعْ أحداً يمر بين يديه , فإن جاء أحد يمر فليقاتله فإنه شيطان "
( متفق عليه )

قال الإمام القرطبي – رحمه الله - :" أي يزيد في دفعه الثاني أشدُّ من الأول , و قال : وأجمعوا على أنه لا يلزمه أنْ يقاتله بالسلاح" (فتح الباري1 / 583 )
و مِن العجب أنّ أكثر مَنْ يقومون بهذا الفعل مِن حجز الأماكن , هم أناس لهم رغبة في الخير , و لا يعلمون أنّ الرغبة في الخير لا تتحقق بهذا , لنهيه – صلى الله عليه و سلم عن هذا الفعل , لحديث عبد الرحمن بن شبل قال :" نهى رسول الله – صـلى الله عليـه و سلم – عن نقرة الغراب و افتراش السبع و أن يوطِن الرجل المكان في المسجد كما يوطِن البعير " (رواه أبو داود و الحديث حسن )
قال ابن الأثير – رحمه الله - : "معناه أن يألف الرجل مكاناً معلوماً من المسجد , مخصوصاً به , يصلي فيه كالبعير , لا يأوي مِن عطن إلا إلى مبرك دمث قد أوطنه و اتخذه مناطاً "
( النهاية 5 / 204 , مادة وطن )

و أحق الناس في الصلاة في الصف الأول هم أولوا الأحلام و النهى مِن العلماء و الحفظة لكتـاب الله , لـقـوله – صلى الله عليـه و سلم - :" ليلني منكم أولوا الأحلام و النُهى , ثم الذين يلونهم و لا تختـلفوا فتختـلف قلوبـكم و إياكم و هيشات الأسواق " ( رواه مسلم )
قال ابن الأثير – رحمه الله - :" هيش , يريد القتيل يُقتل في الفتنة لا يدري مَنْ قتله "
( النهاية 5 / 287 مادة هيَشَ )

و قال الإمام النووي – رحمه الله - :" في هذا الحديث تقديم الأفضل فالأفضل إلى الإمام , لأنـه أولـى بالإكـرام , و لأنه ربما احتاج الإمام إلى استخلاف فيكون هو أولى , و لأنه يتفطن لتنبيه الإمام على السهو لما لا يتفطن له غيره ..." ( شرح النووي 4 / 155 )
و عن قيس بن عباد – رحمه الله – قال :" بينما أنا بالمدينة في المسجد في الصف المقدّم قائماً أصلي , فجذبني رجل مِن خلفي جذبةً , فنحّاني و قام مقامي , و قال : فوالله ما عقلتُ صلاتي , فلما انصرف , فإذا هو أبيُّ بن كعب , فقال: يا فتى لا يسؤك الله , إنّ هذا عهد مِن النبي – صلى الله عليه و سلم – إلينا أنْ نليه , ثم استقبل القبلة , فقال : هلك أهل العقدة , و رب الكعبة ثلاثـاً , ثم قـال : و الله ما عليهم آسـى , و لكن آسـى عـن مَنْ ضلـوا , و قال : قلت : مَنْ تعني بهذا ؟ قال : الأمراء "
( رواه ابن خزيمة و إسناده حسن )

فعلى العوام و الجهلة مِن المصلين أنْ يتركوا الصلاة خلف الإمام في الصف الأول لأولي الأحلام و النهى , حـتـى لا يوقعوا أنفسهم في الحـرج .
قال العلاّمة محمد جمال القاسمي – رحمه الله -:" في أغلب المساجد الكبيرة جماعة يلازمون منها ما وراء الإمام قبالة المحراب , فيأتون المسجد قبل الصلاة و يأخذون مصافهم و أمكنتهم المعينة لأنّ كل واحد منهم له مكان مِن تلك البقعة معيّن لا يحيد عنه غالباً , فقد يتفق أن يأتي مِن الناس مَن يظن وجود فرجة هناك أو يأمل أن يُفسح له , فإن كان الآتي مِن ذوي الوجاهة في علم أو منصب , اغتُفر له , و إن كان من طبقة غيرها , فمنهم مَنْ يلصق في مكانه و لا يتفسح , و إن كان المكان قابلاً للتفسح , و منهم مَنْ إذا أحس بقدومه يتربع ليأخذ قدر الفراغ المظنون و يضيق عليه , فإذا أُقيمت الصلاة و دخل أحد , فإذا كان المكان فيه اتساع بعد الإقامة تسامحوا في هجومه , و إن لم يكن فيه اتساع كافٍ , إلا أنّه يمكن لهم أن يتفسحوا , فهناك لا تسل عن غرائبهم ,فمنهم مـََنْ يتـرك مـكانـه و يذهب للصف الثاني حرداً و قد مُليء غيظاً و غضباً , و منهم مَنْ يشير له بالرجوع و يـقـول مـا ثـم مكان , و منهم مَنْ يلغـط و يتأفف و يحوقل و يخاصم همساً و قد يكمل لغطه بعد الصلاة إذ يكون قدّر في نفسه و هو في الصلاة ما يقرِّعه به و يوبخه على فعله , و قد يتفق أن يأتي أحد يلازم معهم جديداً فقد يسبق أحدهم إلى مـكانـه و يجلس فيه , فإذا قدم هذا الملازم القديم و رأى مكانه أُُخِذ فتراه يحرد إلى آخر الصف و يلحظ مكانه بطرف خفي متأسفاً و متغيظاً على هذا الذي اغتصب مكانه و قد لا يسعه الصبر فتراه يجاهر و يقول له : يا أخي لسنا أولاد البارحة و اليوم في هذا الجامع , نحن من أربعين سنة نصلي في هذا المكان , فأين الذوق؟ " فتأمل ما يأتي به هؤلاء الجهلة ,و تأمل عبادتهم المحشوة رياءً و عُجْباً و كِبراً , و هل مثل هؤلاء للخشية في قلوبهم أثر أو لثمرة الصلاة فيهم وجود ؟ كلا , فما أحوجنا إلى مُربٍّ و مؤدبٍ و المستعان بالله "
( اصلاح المساجد ص 241 )

فالمؤمن الحريص على دينه إذا علم أنَّ فعله هذا مخالف لشرع الله , و ما فيه مِن المفاسد و المضار , فإنّه لا يُقْدِم عليه و لا يفعله , و يستغفر الله مما صدر منه , و يعزم على أنْ لا يعود إليه مرة أخرى.
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

كتبه


سمير المبحوح


2 / ربيع الآخر / 1431 هـ

رد مع اقتباس


التعديل الأخير تم بواسطة رائد علي أبو الكاس ; 17 Mar 2010 الساعة 05:08 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 Mar 2010, 07:06 PM
أبو زيد محمد شروف أبو زيد محمد شروف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجزائر/قالمة
المشاركات: 12
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو زيد محمد شروف
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 Mar 2010, 08:18 PM
رائد علي أبو الكاس رائد علي أبو الكاس غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: فلسطين
المشاركات: 90
افتراضي

ولكم بالمثل
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أضاحي, حجزالأماكن, صلاة, فقه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013