منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 29 Nov 2016, 06:55 PM
أبو معاذ طارق الجزائري أبو معاذ طارق الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر, ولاية المسيلة
المشاركات: 37
افتراضي تذكير العائدين إلى بلدانهم بأهمية التواصل مع مشايخهم! ..... مفرغ

تفريغ كلمة لفضيلة شيخنا العلامة الدكتور محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى.

تذكير العائدين إلى بلدانهم بأهمية التواصل مع مشايخهم

يسر موقع ميراث الأنبياء أن يقدم لكم تسجيلا لكلمة بعنوان : تذكير العائدين لبلدانهم ، بأهمية التواصل مع مشايخهم !

ألقاها فضيلة شيخنا العلامة الدكتور محمد بن هادي المدخلي - حفظه الله - بالمدينة النبوية يوم الخميس 10 من شهر شعبان 1436 من الهجرة النبوية !

*نسأل الله تعالى أن ينفع بها الجميع .

الشيخ :*الحمد لله والصلاة ولسلام على رسوله وعلى آله وأصحابه وأتباعه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين وبعد : *

فإننا نحمد الله جل وعلا على ما من الله به علينا وعليكم من هذا اللقاء في هذه الليلة: الجمعة الموافق لِلَيْلَةِ الحادي عشر من شعبان عام ستةٍ وثلاثين وأربع مائة وألف، وندعو الله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يسددنا وإياكم في أقوالنا وأعمالنا،كما أسأله - جل وعلا - أن يرزقنا جميعا العلم النفع والعمل الصالح، إنه جواد كريم .

ونُهَنِّي أبناءنا مُقَدَّمًا الذين يُتَوقَعُ تَخَرُّجَهم ونسأل الله - سبحانه وتعالى لنا ولهم التوفيق، وإن كان من شيء أحب أن أذكِّرَ به نفسي وإياكم، فهو قضية التَّواصل بينكم أيها الأبناء الكرام بعد تخرجكم وعودة كل واحد منكم إلى قُطره وبلده، أو إلى أي قُطر آخر إن لم يعد إلى بلده.

******أوصيكم بأن يبقى التواصل فيما بينكم، وقد جمعتكم مجالس الدرس والعلم على أشياخكم، علماء السنة والأثر، فاجتمعتم بفضل الله - جل وعلا - في الدِّرَاسَةِ على أيديهم واستفدتم، فأوصيكم أن تبقى هذه الأُخوَّة وهذه الأُلفة وهو الرابطة فيما بينكم، فلا يكن آخر العهد من بعضكم لبعض هذه المجالس التي ربما كان هذه آخرها! إياكم وذلك !

فقديما كان طلبة العلم وطلبة الحديث، يتراسلون بالرسائل بينهم والكتب، إذا وجد الواحد منهم من يسافر إلى البلدة التي فيها بعض إخوته، أو بعض زملائه في الطلب، كتب معهم إليهم يسأل عن أحوالهم، ويخبرهم بأحواله، ويخبرهم بما لديه في بلده من الخير والسنة والعلم، أو إن نزلت نازلةً، يخبرهم با نزل بهِ أو ببلده وموقف أهل العلم فيهم وهكذا، فبهذا تبقى الصِّلة وتبقى رابطة الأُخوَّة، ويبقى المرء متصلا بإخوانه.

**********كما أوصيكم أيضا بالإبقاء على رابطة الاتصال مع مشايخكم، مشايخ السنة والأثر، الذين تلقيتم على أيديهم واستفدتم منهم، وذلك إما بزيارتهم إن كتب الله لكم العود، أو بمكاتبتهم، أو بالإرسال إليهم، بأي طريقة من الطرق التي تُوصِلُون بها أخباركم إليهم، وتسألون عنهم وعن أخبارهم، وهكذا تبقون على اتصال بهم في سؤالهم فيما ينزل بكم من النوازل، فتبقى بينكم الألفة، تبقى بينكم الرابطة، تبقى بينكم المودة، ويبقى إخوانكم وأشياخكم على معرفة بأحوالكم، فكل واحد يعرف حال أخيه، ويعرف وضع أخيه، يعرف ما نزل ببلاد أخيه من النوازل، وما حال أخيه فيها ! فلا يزال حينئذ على معرفة بجلية حاله.

*أما إذا انقطع وغاب عنه سنوات! لا يدري ماهو عليه! وهكذا انقطع هو عن أشياخه سنوات لا يدرون ماهو عليه بعدما كانوا يعرفونه! ثم يعودون إليه بعد مرور مدة طويلة، وربما بعد نزول عدد من الفتن والحوادث والعواصف التي تعصف بأهل السنة، وربما نزلت به هو في نفسه نازلة! فجيء إلى الأشياخ يسألون عنه ، فمثل هذا المشايخ لا يعرفونه! وإن كان قد درس عليهم فترة! لكن طول هذه المدة التي مرت عليه وهو قاطع لهم، لا تواصل بينه وبينهم، يورثهم التوقف! وهذا هو العدل، لأنهم لا يدرون ما الحال! وقد انقطعت أخباره، والعواصف عواصف الفتن تعصف، والحوادث تتجدد، ولم يسمعوا عنه شيئا فالعدل أنهم لا يذمون ولا يزكون، وإنما يتوقفون!

*******وقد سمعنا شيئا من هذا، من بعض أشياخنا، ووجدنا بعض هؤلاء الذين يُسأَلُ عنهم يجدون في أنفسهم على الأشياخ! وهم في الحقيقة مخطؤون.

***************والسبب الذي جعلني أتكلم في هذا، أني اليوم كنت أقرأ في ترجمة الحافظ أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدَّارمي الإمام السَّمرقندي، فوجدت فيه عبارة سبحان الله! توافق ما نحتاج إليه في هذا المجلس، فنقلتها حتى أقرأها عليكم في قصاصة لتَرَوْا هذا المنهج الأصيل! الذي - الآن - يذمه من كان عليه دخيلا، ولو زعم أنه من أهله، بل أصبح يحارب أهله، ويطعن فيهم بمثل هذه المطاعن، ونحن لا يضرنا مثل هؤلاء، إذا نقلنا بحدثنا وأخبرنا فهذا هو العلم وما عداه فهو الجهل، وإذا نقلنا عن الأئمة المقتدى بهم، فلا عبرة بمن دونهم، فهذا في تاريخ بغداد (11/211) يقول : يسوق الخطيب عن إسحاق بن داوود السمرقندي قال : ((قَدِمَ قريب لي من الشَّاشِ)) يعني من بلاد الشاش فقال: *إسمعوا بالله هذه القصة، أَرْعُوهَا أسماعَكم، يقول ((قدِمَ قَرِيبٌ لِي مِنَ الشَّاشِ فقال..)) هذا قريب من ؟ قريب اسحاق بن داوودالسمرقندي، ((فقال : أتيت ابنَ حنبلَ فجعلت أصف له أبا المنذر)) أنا ما عرفت من هو هذا أبو المنذر! ولكن الظاهر كأن أحمد كان يعرفه، لا أدري، ((وجعلت أمدحه فقال ابن حنبل لا أعرف هذا ! قد طالت غيبة إخواننا عنَّا !))*يعني لا أدري ماذا حاله الآن، لَمَّا طالت الغيبة، وانقطعت الأخبار، ما أدري ما حاله، قال ((لا أعرف هذا ! قد طالت غيبة إخواننا عنا ! ولكن أين أنت من عبد الله بن عبد الرحمن؟! -يعني الدارمي- عليك بذاك السيد، عليك بذاك السيد، عليك بذاك السيد، عبد الله بن عبد الرحمن!))

فأنتم ترون أحمد يتوقف هنا في حال هذا الرجل ويتعلل بماذا ؟ بأن المدة طالت بيننا وبين إخواننا، فإذا غاب عنك أخوك ومرت السنون الطوال ليست بينك وبينه وصل، وتمر الحوادث، وتتجدد الأحداث، وتعصف الفتن، ويأتي ويريد أن تزكيه، ماذا تقول؟!

أنت ما تعرف الآن ما حاله! لا تدري ما جد عليه!

فما أمامك إلا أن تقول بمثل ما قال أحمد، نعم أعرفه، ولكن والله هذه المدة الطويلة بيني وبينه ما أدري إيش حاله فيها!.

*فإذا أنت قلت مثل هذا اليوم قامت عليك القيامة! تقوم عليك القيامة! ما سلم منه أحد، حتى الذي لا يستطيع أن يتكلم فيه قال فيه بمثل هذه المقالة، حتى الذي يعرفه ما سلم منه، الآن ترون كلام أحمد صريح أم لا؟!

*يقول ((قد طالت غيبة إخواننا عنا))، يعني ليس بيننا وبينهم تواصل، فما ندري ماهم عاملون، ما ندري ماذا فعلوا، ما ندري ماذا حدث لهم، أتغيروا أم ثبتوا، أحمد أنصف رحمه الله ورضي عنه، ما تكلم لا بقدح ولا بمدح!

*الرجل جعل يمدح له الإنسان هذا - أبا المنذر – ويزكيه! أحمد ما في! قال (قد طالت غيبته عنا)*فإذا كان أخوك أو تلميذك يمر عليك عشر سنين! ما تدري عنه، وتأتي الفتن هذه تعصف أو تعصف في قُطره مثلا، وأنت لا تسمع عنه شيئا، ولا مواصلة بينكم، ماذا تقول؟! ما أمامك أن تقول إلا بمثل ما قال أحمد! (قد طالت غَيْبَة إخواننا عنا، أين أنت من ذاك السيد؟!)

من هو ؟

عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي الإمام رحمه الله تعالى!

فأنت إنما تزكي من تتصل به ويتصل بك، فتعرف أخباره على السنة، ويعلم أخبارك على السنة، ويعلم مواقفك في نصرة السنة، وحينما تحدث الفتن والعواصف، تبلغه أخبارك السارة الجميلة، التي تقوم فيها بنصرة السنة، وقمع البدعة وبيان حال المخالفين ، هكذا كان عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي -رحمه الله-كان إماما، وهو أحد الأربعة الذين أخرجتهم بلاد المشرق الحُفَّاظ ! -رحمه الله- فأحمد أرشد إليه.

*فأنت إذا سئلت في بلد عن تلميذ من تلاميذك، ولوكان من قدامى تلاميذك! لكن انقطعت أخباره عنك، وليست بينك وبينه صلة، وعندك الأخبار عن الآخر! تحيل عن الآخر، وأما هذا فتتوقف فيه!

فلأجل هذا - معشر الأحبة - لابد أن تبقى الرابطة فيما بينكم وبين إخوانكم، بَعْضُكُمُ البَعْضَ، وفيما بينكم وبين مشايخكم، حتى يعرفوكم في بلدانكم وبعد انقلابكم إليها، ويعرفوا مواقفكم، وتثبت عندهم مواقفكم النبيلة، وأعمالكم في تطبيقكم لهذه السنة التي أخذتموها عنهم، والقيام في نصرتها والرد على من خالفها، فإذا قمتم بذلك وتناقل هذا إخوانكم فيما بينهم، وأوصلتموه لمشايخكم عن بعض إخوانكم، فإن هذا يكون معلوما عندهم، فإذا جاء السؤال عن ذلك التلميذ، أو عن ذلك الأخ الذي تفارقت معه! تبقى أخباره عندك وأنت على علم بديانته ومواقفه وصلابته في السنة وذبه عنها، ودعوته إليها وتعليم الناس لها، فهذا الذي تطمئن -أنت- إليه.

*أما الذي يغيب عنك هكذا ولا صلة بينك وبينه، بعد أن كنت أخاه المقرب المحبَّب، أو كنت شيخه وهو اللصيق بك، فتنقطع الأخبار تماما، وتعصف الفتن ولا يأتيك عنه أي خبر، فمثل هذا يوجب التوقف، ولذلك يقول أحمد -رحمه الله-*قد طالت غيبة إخواننا عنا !

والذي حملني على هذا، أن بعضهم يطعن في أهل السنة اليوم ويقول: (يبغانا مرابطين عنده دائما نُحضِّر عنده، حتى يعلم ماذا نعمل!)

لا ، معاذ الله!، ما أراد منكم هذا، ولا أراد إخوانك منك هذا، وإنما أرادوا معرفة أخبارك الطيبة الجميلة، أما أن تعود وأنت طالب علم فتموت! وتنقطع أخبارك ولا صلة بينك وبين أشياخك وزملائك! فهذا يثير الريبة، لا شك ولا ريب، وأحسن الأحوال حال الإمام أحمد -رحمه الله- أن يقول عنك مشايخك: (قد طالت غيبة إخواننا عنا)*ثم يرشدون إلى المشهور، القائم بالدعوة، القائم بالتعليم، القائم بالتدريس، القائم بالحث على السنة، القائم بالدفاع عنها، هذا الذي يحيلون إليه، فحينئذ؛ يَجنِي هذا! ويَجنِي هذا! لكن ماذا جنى المواصل المتواصل مع إخوانه وأشياخه؟! وماذا جنى الثاني؟!
نسأل الله -سبحانه وتعالى- ألاَّ يجعل هذا العهد هو آخر عهدنا ببعض!
وأن يجعل صلتنا فيه -سبحانه وتعالى -*وأسأله -جل وعز- أن يصرف عنا وعنكم وعن جميع إخواننا ومن نُحبُّ – الفتنَ ماظهر منها وما بطن.

وأن يثبتنا وإياكم على الحق والهدى حتى نلقاه إنه جواد كريم.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين .

*

وفرغه : أبو معاذ طارق الجزائري

الثلاثاء 29 صفر 1438 هـ

الموافق لــ 29 نوفمبر 2016 م

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مشايخهم, التواصل, العائدين

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013