منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 17 Dec 2015, 10:15 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي الْمُّذَبْذَبُونَ مَنْهَجِيًّا

بسم الله الرحمن الرحيم

الْمُّذَبْذَبُونَ مَنْهَجِيًّا


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد :

بعض الإخوة هداهم الله كانوا على الفطرة السلفية ، فجاءت فتنة المميعة فاجتالتهم شبهاتها فتوقفوا محايدين لم يردوا أمرهم لكلام العلماء المتين بالحجج والبراهين ، وتوقفوا فيمن تكلم فيه أهل العلم بالعلم والجرح المفسر بحجة ألا نخوض في الفتنة ، فأصبحوا مذبذبين مترددين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، حيارى في أمرهم لا يدرون أين طريق الخلاص والنجاة ، ومع ذلك تجدهم متعاطفين مع هؤلاء المميعة لا يتكلمون فيهم ببنت شفة ، ومع هذا يقولون نحن نحترم هؤلاء ولا نتكلم في هؤلاء !؟ فقلنا لهم ولكن الاحترام يكون بالرجوع إلى أهل العلم والحق ، ألم يقل الله تعالى : { وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ }
يقول ابن السعدي رحمه الله تعالى : .. أولي الأمر منهم، أهل الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة، الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها.
وقال : وفي هذا دليل لقاعدة أدبية وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يولى من هو أهل لذلك ويجعل إلى أهله، ولا يتقدم بين أيديهم، فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ. وفيه النهي عن العجلة والتسرع لنشر الأمور من حين سماعها، والأمر بالتأمل قبل الكلام والنظر فيه، هل هو مصلحة، فيقدم عليه الإنسان؟ أم فيحجم عنه؟ إهـ
فتأمل كلام العلامة ابن السعدي رحمه الله تعالى ، (أولي الأمر أهل الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة) و قوله (ولا يتقدم بين أيديهم، فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ ).إذا هؤلاء لا يتكلمون إلا بعلم ، فإن جاء كلامهم فعلى العين والرأس كما يقال ، فما الفائدة إذا من نصحهم و انت تاخذ فقط كلامهم في التفسير والفقه والحديث وإذا جاء الجرح والتحذير لا تاخذ به وتتوقف وتقول أنا محايد !!بل أنت متذبذب متردد عن كلام اهل الحق مبتعد محايد.
فاحذر أن تكون فيك صفة من صفات المنافقين التي يبغضها الله ورسوله قال تعالى : { مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا } [النساء143].
يقول بن الجوزي في زاد المسير : في قوله تعالى: مذبذبين بين ذلك المذبذب: المتردد بين أمرين ، وأصل التذبذب: التحرك ، والاضطراب ، وهذه صفة المنافق ، لأنه محير في دينه لا يرجع إلى اعتقاد صحيح . قال قتادة: ليسوا بالمشركين المصرحين بالشرك ، ولا بالمؤمنين المخلصين . قال ابن زيد: ومعنى "بين ذلك": بين الإسلام والكفر ، لم يظهروا الكفر فيكونوا إلى الكفار ، ولم يصدقوا الإيمان ، فيكونوا إلى المؤمنين . قال ابن عباس : ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا إلى الهدى . وقد روى ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مثل المنافق: مثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة ، وإلى هذه مرة ولا تدري أيها تتبع" . إهـ
و ( العائرة ) : المترددة الحائرة لا تدري لأيهما تتبع ، ومعنى تعير أي : تردد وتذهب ، وقوله في الرواية الثانية : ( تكر في هذه مرة وفي هذه مرة ) أي : تعطف على هذه وعلى هذه ، وهو نحو ( تعير ) وهو بكسر الكاف . [شرح النووي لصحيح مسلم(9/163)]
وحاشا أن نصف من يبحث عن الحق بالمتذبذب ، وإنما قصدنا الذي يتوقف ويتردد مرة إلى هؤلاء ومرة إلى هؤلاء ويعلم أن الحق مع أهله ولكن لا يريد أن يترك أهل الباطل بسبب العاطفة أو خشية الفتنة ومفارقتهم زعما منه.
وهذا كله بسبب أصحاب المنهج الردي المميعة يستهوونه لهواهم ،بينما اصحابه من أهل الحق يدعونه إلى الهدى والرشاد ، فيبقى في تخبط حيرانا لا يدري من يتبع .
قال تعالى : {كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى } (الآية 71)
يقول ابن السعدي في تفسيره : كالذي استهوته الشياطين في الأرض أي: أضلته وتيهته عن طريقه ومنهجه الموصل إلى مقصده. فبقي حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى والشياطين يدعونه إلى الردى، فبقي بين الداعين حائرا وهذه حال الناس كلهم، إلا من عصمه الله تعالى، فإنهم يجدون فيهم جواذب ودواعي متعارضة، داعي الرسالة والعقل الصحيح، والفطرة المستقيمة يدعونه إلى الهدى والصعود إلى أعلى عليين.
ودواعي الشيطان، ومن سلك مسلكه، والنفس الأمارة بالسوء، يدعونه إلى الضلال، والنزول إلى أسفل سافلين، فمن الناس من يكون مع داعي الهدى، في أموره كلها أو أغلبها، ومنهم من بالعكس من ذلك. ومنهم من يتساوى لديه الداعيان، ويتعارض عنده الجاذبان، وفي هذا الموضع، تعرف أهل السعادة من أهل الشقاوة. إهـ
وكما جاء في الحديث أن شر الناس من يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه : عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه). [رواه البخاري:6/2626 , ومسلم: 4/2011].
قال القرطبي رحمه الله تعالى: إنما كان ذو الوجهين شر الناس لأن حاله حال المنافق إذ هو متملق بالباطل وبالكذب مدخل للفساد بين الناس, وقال النووي: هو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها فيظهر لها أنه منها ومخالف لضدها وصنيعه نفاق ومحض كذب وخداع وتحيل على الاطلاع على أسرار الطائفتين وهي مداهنة محرمة" [فتح الباري: 10/475].
ما هو العلاج الصحيح للمتذبذب
هو صدق النية في اتباعه للحق وعدم المداهنة فيه فلا يرى صاحب الباطل ويقره عليه ويقول له أنت على الحق بل ينصحه ولا يتركه يتمادى في غيه .
فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن المداهنة لأهل الباطل فقال : (إن من كان قبلكم كانوا إذا فعلت فيهم الخطيئة، أنكروها ظاهراً، ثم أصبحوا من الغد يجالسون أهلها، ويواكلونهم ويشاربونهم كأن لم يفعلوا شيئا بالأمس) متفق عليه.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: المداراة صفة مدح ، والمداهنة صفة ذم ، والفرق بينهما أن المداراة : تلطف الإنسان بصاحبه حتى يستخرج منه الحق أو يرده عن الباطل ، وأما المداهن: فهو الذي يتلطف مع صاحبه ليقره على ذنب أو يتركه على هواه فالمداراة لأهل الإيمان ، والمداهنة لأهل النفاق ) قال رحمه الله ( وقد ضُرِب لذلك مثل من أروع الأمثلة وذلك كرجل أصابته قرحة في قدمه فجاء الطبيب الرفيق فأخذ يعالج هذه القرحة ويخرج ما فيها ثم إذا به يضع الدواء الذي يُنبت اللحم ثم يتعاهدها ثم يضع عليها المراهم حتى ينشفها ثم يضع عليها خرقة فلا يزال يتابع هذا وهذا حتى نشفت رطوبتها ، وأما المداهن فهو الذي أتى إلى صاحب هذه القرحة وقال لا بأس عليك إنما هي شيء يسير واسترها عن عيون الناس بخرقة وتلهى عنها فلا يزال يزداد شرها وتكثر عفونتها حتى يهلك .( [كتاب الروح ].
ولابد كذلك من الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد لقوله صلى الله عليه وسلم : (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ...) [السلسلة الصحيحة 3228]
قال الشوكاني في تحفة الذاكرين : سأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه الثبات في الأمر وهي صيغة عامة يندرج تحتها كل أمر من الأمور وإذا وقع الثبات في كل أموره أجرها على فلا يخشى من عاقبتها ولا تعود عليه بضرر وسأله عزيمة الرشد وهي الجد في الأمر بحيث ينجز كل ما هو رشد من أموره والرشد بضم الراء المهملة وإسكان الشين المعجمة هو الصلاح والفلاح والصواب.إهـ
ومن هنا نعرف ان معرفة الحق يكون بصدق النية و البحث عليه بجد يسال الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ، لا يبقى متحيرا متذبذبا لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء .
نستخلص من هذا المقال:
1 – الفتنة تغير الفطر السليمة كوقوع بعض الإخوة الذين كانوا على المنهج السلفي في شبهات المميعة.
2 – المتذبذبون تجدهم حيارى في أمرهم لا يدرون أين طريق الخلاص والنجاة.
3 – احترام العلماء يكون بالرجوع إليهم فهم أهل العلم والحق.
4 - أولي الأمر هم أهل الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة، الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها.
5 – ينبغي ألا يتقدم بين أيدي العلماء، فإنهم أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ.
6 – المتذبذب يأخذ من أهل العلم الفقه و الحديث ولا يأخذ منهم الجرح والتعديل !؟
7 – التذبذب في الأمر من صفات المنافقين التي يبغضها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
8 – لا يوصف من يبحث عن الحق بالمتذبذب ، وإنما من يعرف الحق و لا يترك أهل الباطل هو المتذبذب.
9 - شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه.
10 – ذو الوجهين هو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها فيظهر لها أنه منها ومخالف لضدها
11 – العلاج الصحيح للمتذبذب هو صدق النية والثبات على الأمر والعزيمة على الرشد.

أسأل الله لي ولكم الثبات على الدين حتى الممات .
كتبه وجمعه : أبو عبد السلام جابر البسكري
ليلة الجمعة 7 ربيع الأول, 1437 هجري


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد السلام جابر البسكري ; 18 Dec 2015 الساعة 04:56 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 Dec 2015, 11:12 PM
أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 196
افتراضي

جزاك الله خيرا أبا عبد السلام
وضعتَ يدك على الجرح
ووصفتَ ما به يكون الشفاء بإذنه تعالى
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 Dec 2015, 07:22 AM
أبو الضحى سالم ناسي أبو الضحى سالم ناسي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
الدولة: الشريعة - تبسة - الجزائر
المشاركات: 180
افتراضي

وا محنة السلفيين بهذا الصنف
وفقت أخي أبا عبد السلام جزاك الله خيرا وبارك فيك .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18 Dec 2015, 08:18 AM
شعبان معتوق شعبان معتوق غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
الدولة: تيزي وزو / معاتقة.
المشاركات: 331
افتراضي

بارك الله فيك أخي جابر و جزاك خيرًا على ما تكتب.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 Dec 2015, 01:52 PM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي

جزاك الله خير وفيه فائدة مع أذن أخي جابر مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (143)

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
10726- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو أسامة، عن أبي الأشهب قال: قرأ الحسن:"ولا يذكرون الله إلا قليلا"، قال: إنما قلَّ لأنه كان لغير الله.
10727- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة:"ولا يذكرون الله إلا قليلا"، قال: إنما قلّ ذكر المنافق، لأن الله لم يقبله. وكل ما رَدَّ الله قليل، وكل ما قبلَ الله كثير.
* * *
القول في تأويل قوله: {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلا (143) }
قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله:"مذبذبين"، مردّدين.
* * *
وأصل"التذبذب"، التحرك والاضطراب، كما قال النابغة:
أَلم تَرَ أَنَّ الله أَعْطَاكَ سُورَةً ... تَرَى كُلَّ مَلْكٍ دُونَهَا يَتَذَبْذَبُ (1)
* * *
وإنما عنى الله بذلك: أن المنافقين متحيِّرون في دينهم، لا يرجعون إلى اعتقاد شيء على صحة، فهم لا مع المؤمنين على بصيرة، ولا مع المشركين على جهالة، ولكنهم حيارَى بين ذلك، فمثلهم المثلُ الذي ضرب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي:-
__________
(1) مضى البيت وتخريجه وشرحه، في 1: 105. مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (143)

10728- حدثنا به محمد بن المثنى قال، حدثنا عبد الوهاب قال، حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَثَلُ المنافق كمثل الشَّاة العائرة بين الغنمين، تَعِير إلى هذه مرة، وإلى هذه مرة، لا تدري أيَّهُما تَتْبع!
10729- وحدثنا به محمد بن المثنى مرة أخرى، عن عبد الوهاب، فَوقفه على ابن عمر، ولم يرفعه قال، حدثنا عبد الوهاب مرتين كذلك. (1)
10730- حدثني عمران بن بكار قال، حدثنا أبو روح قال، حدثنا ابن عياش قال، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله. (2)
* * *
__________
(1) الأثران: 10728، 10729 - إسناده صحيح.
"عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي" ثقة. مضى مرارًا كثيرة.
"عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم" ثقة، مضى مرارًا.
وهذا الأثر رواه مسلم 17: 128، من طريق محمد بن المثنى، عن عبد الوهاب الثقفي، بلفظه، إلا أنه لم يذكر فيه: "لا تدري أيهما تتبع".
ورواه أيضًا من طريق محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه، عن عبيد الله.
ومن طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة، عن عبد الله.
ورواه أحمد في المسند: 5079، من طريق إسحاق بن يوسف، عن عبيد الله، مع اختلاف يسير في لفظه.
ورواه أيضًا في المسند: 5790، من طريق محمد بن عبيد، عن عبيد الله، بمثل لفظ أبي جعفر.
ورواه بمعناه في المسند، الآثار رقم: 472، 5359، 5546، 5610.
واستوفى تخريجه أخي السيد أحمد في شرح المسند، وزاد في تخريجه الحافظ ابن كثير في تفسيره 2: 611، فراجعه هناك.
وكان في المطبوعة: "لا تدري أيتهما تتبع"، وأثبت ما في المخطوطة، وهو مطابق لرواية أحمد في المسند.
"الشاة العائرة": هي المترددة بين قطيعين لا تدري أيهما تتبع. من قولهم: "عار الفرس والكلب وغيرهما يعير عيارًا"، ذهب كأنه منفلت من صاحبه، فهو يتردد هنا وهنا.
وقوله: "تعير إلى هذه مرة"، أي: تذهب في ترددها إلى هذه مرة، وإلى هذه مرة.
(2) الأثر: 10730 - مكرر الأثرين السالفين."عمران بن بكار الكلاعي" شيخ الطبري، ثقة، مضى برقم: 2071، وروى عنه الطبري في مواضع كثيرة سالفة.
و"أبو روح" هو: "الربيع بن روح الحمصي"، أبو روح الحضرمي ثقة. مضى برقم: 8164.
و"ابن عياش": هو: "إسماعيل بن عياش الحمصي"، مضى برقم 5445، 8164. وكان في المطبوعة والمخطوطة: "ابن عباس"، وهو خطأ.
وطريق ابن عياش، عن عبيد الله، مرفوعًا، أشار إليها الحافظ ابن كثير في تفسيره 2: 611.وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
10731- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي:"مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء"، يقول: ليسوا بمشركين فيظهروا الشرك، وليسوا بمؤمنين.
10732- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة:"مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء"، يقول: ليسوا بمؤمنين مخلصين، ولا مشركين مصرِّحين بالشرك. قال: وذُكر لنا أن نبيّ الله عليه السلام كان يضرب مَثَلا للمؤمن والمنافق والكافر، كمثل رَهْط ثلاثة دَفعوا إلى نهر، فوقع المؤمن فقَطع، ثم وقع المنافق حتى إذا كاد يصل إلى المؤمن ناداه الكافر: أن هلم إليَّ، فإنيّ أخشى عليك! وناداه المؤمن: أن هلم إليّ، فإن عندي وعندي! يحصي له ما عنده. فما زال المنافق يتردَّد بينهما حتى أتى عليه آذيٌّ فغرَّقه. (1) وإن المنافق لم يزل في شك وشبهة، حتى أتى عليه الموت وهو كذلك. قال: وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: مثل المنافق كمثل ثاغِيَة بين غنمين، (2) رأت غَنمًا على نَشَزٍ
__________
(1) في المطبوعة: "حتى أتى عليه الماء فغرقه"، وفي المخطوطة: "حتى أتى عليه أذى يغرقه"، وصواب ذلك كله ما أثبت.
"الآذى": الموج الشديد. وقال ابن شميل: "آذى الماء"، الأطباق التي تراها ترفعها من متنه الريح، دون الموج.فأتتها فلم تعرف، (1) ثم رأت غنمًا على نَشَزٍ فأتتها وشامَّتها فلم تعرف. (2)
10733- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله:"مذبذبين"، قال: المنافقون.
10734- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:"مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء"، يقول: لا إلى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ولا إلى هؤلاء اليهود.
10735- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قوله:"مذبذبين بين ذلك"، قال: لم يخلصوا الإيمان فيكونوا مع المؤمنين، وليسوا مع أهل الشرك.
10736- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:"مذبذبين بين ذلك"، بين الإسلام والكفر="لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء".
* * *
وأما قوله:"ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا"، فإنه يعني: من يخذُله الله عن طريق الرشاد، وذلك هو الإسلام الذي دعا الله إليه عباده. يقول: من يخذله الله عنه فلم يوفقه له="فلن تجد له"، يا محمد="سبيلا"، يعني: طريقًا يسلُكه إلى الحق غيره. وأيّ سبيل يكون له إلى الحق غير الإسلام؟ وقد أخبر الله جل ثناؤه: أنه من يبتغ غيره دينًا فلن يُقبل منه، ومن أضله الله عنه فقد غَوَى فلا هادي له غيره. (3)
* * *
__________
(1) "النشز": المتن المرتفع من الأرض أو الوادي، كأنه رابية.
(2) "شامتها": دنت إليها وشمتها لتعرف أهي أخواتها أم غيرها. ومنه قيل"شاممت فلانًا" إذا قاربته، ابتغاء أن تعرف ما عنده بالاختبار والكشف. وهو"مفاعلة" من"الشم".
(3) انظر تفسير: "الضلال"، و"السبيل" فيما سلف من فهارس اللغة. تفسيرإبن جرير
(2) "الثاغية": الشاة."ثغت الشاة تثغو ثغاء": صاحت.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 Dec 2015, 02:47 PM
محمد طه محدة السوفي محمد طه محدة السوفي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 180
افتراضي

بارك الله فيك اخي سالم
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 Dec 2015, 02:56 PM
أبو أنس محمد عيسى أبو أنس محمد عيسى غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 415
افتراضي

أحسن الله إليك أخي الفاضل أبو عبد السلام
مقال نافع ومفيد في وقتنا الحالي مع كثرة هؤلاء.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 Dec 2015, 09:10 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي

بارك الله فيكم جميعا على التعليق والمرور ومن عنده فائدة أو نصيحة فلا يبخل علينا ، فما أحوجنا في هذا العصر للتذكير والتناصح .
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19 Dec 2015, 10:34 AM
أبو ميمونة منور عشيش أبو ميمونة منور عشيش غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: أم البواقي / الجزائر
المشاركات: 582
افتراضي

جزاك الله خير الجزاء أخي جابر، على مقالك النّافع المسدّد على اختصاره، أسأل الله تعالى لي ولك ولسائر إخواننا الثّبات على المنهج السّلفيّ الحقّ حتّى نلقاه، آمين..
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 19 Dec 2015, 09:16 PM
أبوعبد الله مهدي حميدان السلفي أبوعبد الله مهدي حميدان السلفي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الدولة: الجزائر /باتنة /قيقبة
المشاركات: 590
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي جابر
مقال ماتع نافع
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 20 Dec 2015, 09:56 PM
أبو عبد الرحمن العكرمي أبو عبد الرحمن العكرمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: ولاية غليزان / الجزائر
المشاركات: 1,352
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبد الرحمن العكرمي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أبو عبد الرحمن العكرمي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الرحمن العكرمي
افتراضي

بوركت أبا عبد السلام
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, مسائل

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013