منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 Jun 2016, 07:07 PM
أبو أحمد مراد شابي أبو أحمد مراد شابي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 75
افتراضي الزيادة على احدى عشرة ركعةفي صلاة التراويح ،هو مذهب وفعل السلف........وحكاية الإجماع على ذالك...!

الزيادة على احدى عشرة ركعةفي صلاة التراويح ،هو مذهب وفعل السلف........وحكاية الإجماع على ذالك...!



بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

صلاةُ التراويح في رمضان سنةٌ مؤكدة للرجال والنساء،بإجماع المسلمين ، وقد سنَّها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله وفعله،وصلاها بأصحابه ليالي، وصلاها أصحابه من بعده، واستمر عمل المسلمين على إقامتها جماعة في المساجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد خلفائه،واستمرت الى يوم الناس هذا.

وسميت بذلك لأنهم كانوا يصلون أربع ركعات ثم يستريحون، ثم يصلون أربعاً ثم يستريحون حتى يكملوها، ومعنى يصلون أربعاً، أي : مثنى كل ركعتين بسلام .

قال ابن منظور رحمه الله:

[التَّرويحةُ في شهر رمضان: سميِّت بذلك لاستراحة القوم بعد كل أَربع ركعات؛ وفي الحديث: صلاة التراويح؛ لأَنهم كانوا يستريحون بين كل تسليمتين. والتراويح: جمع تَروِيحة، وهي المرة الواحدة من الراحة، تَفعِيلة منها، مثل تسليمة من السَّلام] اهـ.[لسان العرب (2/462].

ويبدأ وقتها من بعد صلاة العشاء ويستمر الى طلوع الفجر.

قال النووي رحمه الله:

" يدخل وقت التراويح بالفراغ من صلاة العشاء ، ذكره البغوي وغيره ، ويبقى إلى طلوع الفجر " [المجموع" (3/526)].

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

" وقتها – يعني صلاة التراويح – من بعد صلاة العشاء ، إلى طلوع الفجر ".

[مجموع فتاوى ابن عثيمين" (14/210)].

وأما عدد ركعاتها فليس فيه حد محدود، ولذالك اختلف العلماء في عددها.

{.....والنبي صلى الله عليه وسلم كان يرغب في قيام الليل ولم يحدد ركعات معينة، وكان صلى الله عليه وسلم يقوم بإحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة في رمضان وغيره، وكان الصحابةرضي الله عنهم في زمن عمر يقومونه بثلاث وعشرون ركعة في صلاة التراويح، والعلماء منهم من يكثر ومنهم من يقل، والصحيح أن ذلك راجع لنوعية الصلاة فمن كان يطيل الصلاة فإنه يقلل من عدد الركعات كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، ومن كان يخفف الصلاة رفقاً بالمأمومين فإنه يكثر عدد الركعات كما فعل الصحابة رضي الله عنهم}.
(رد شبهات حول "عدد صلاة التراويح والتهجد" للعلامة الفوزان حفظه الله).

فعن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة رضي الله عنها : " كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ؟
فقالت : ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا فقلت يا رسول الله أتنام قبل أن توتر قال يا عائشة إن عينيَّ تنامان ولا ينام قلبي " .
رواه البخاري ( 1909 ) ومسلم ( 738 ) .

فهذا الحديث هو دليل من قال بعدم جواز الزيادة على احدى عشرة ركعة.! وهوفعله صلى الله عليه وسلم واخبار من عائشة بما رات منه صلى الله عليه وسلم ، وليس فيه تحديد لعدد الركعات ولا النهي عن الزيادة على احدى عشرة ركعة.وهذا الذي فهمه العلماء من هذا الحديث.!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" ..ومن ظن أن قيام رمضان فيه عدد موقت عن النبى صلى الله عليه و سلم لا يزاد فيه ولا ينقص منه ، فقد أخطأ...إهـ " .
[مجموع الفتاوى 22/272].

ومن الأدلة الواضحة على أن صلاة الليل ومنها صلاة التراويح غير مقيدة بعدد حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام :
" صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلَّى " .
[رواه البخاري ( 946 ) ومسلم ( 749 ) .]

فهذا الحديث دليل صريح على عدم تحديد عدد ركعات قيام الليل بعدد معين .!

قال الشيخ ابن عثيمين في مجموع الفتاوى (14/ 126) عند ذكره هذا الحديث:

(ولم يحدد له النبي صلى الله عليه وسلم عدداً مع أن الحال تقتضي ذلك؛ لأن الرجل السائل لا يعلم عن صلاة الليل كمية ولا كيفية، فلما بين له النبي صلى الله عليه وسلم الكيفية وسكت عن الكمية علم أن الأمر في العدد واسع).

واتفق علماء المذاهب على ان صلاة،التراويح ليس لها عدد ركعات محدد، وهذا الذي نقل عن السلف من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم :
كأبي بن كعب كان يصلي بالناس في رمضان بالمدينة عشرين ركعة ويوتر بثلاث.
بأمر من عمر رضي الله.
وعطاء بن ابي رباح.
وعبد الرحمن بن أبي بكرة ـ صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وسويد بن غفلة تابعي مخضرم.
وداود بن قيس تابعي.
وابي البختري وهوتابعي جليل.
وابن ابي مليحة.
وابن ابي مليكة وقد رأى ثمانين من الصحابة.
وعلي بن ربيعة وهو من علماء الكوفة وممن رأي عليا رضي الله عنه.
وعبد الرحمن بن الأسود .
وسعيد بن جبير تابعي من تلاميذ ابن عباس.......وغيرهم ممن نقل وروي عنهم انهم كانوا يصلونها ثلاث وعشرين ،وست وثلاثين وتسع وثلاثين....

قال الإمام الترمذي رحمه الله في سننه (3/169) :

" وَأَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى مَا رُوِيَ عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَغَيْرِهِمَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِشْرِينَ رَكْعَةً وَهُوَ قَوْلُ الثَّوْرِيِّ وَابْنِ الْمُبَارَكِ وَالشَّافِعِيِّ _وقَالَ الشَّافِعِيُّ وَهَكَذَا أَدْرَكْتُ بِبَلَدِنَا بِمَكَّةَ يُصَلُّونَ عِشْرِينَ رَكْعَةً .

وقال ابن عبد البر في"الاستذكار" (2/69)

" وروي عشرون ركعة عن علي ، وشتير بن شكل ، وابن أبي مليكة ، والحارث الهمداني ، وأبي البختري ، وهو قول جمهور العلماء ، وبه قال الكوفيون والشافعي وأكثر الفقهاء ، وهو الصحيح عن أبي بن كعب ، من غير خلاف من الصحابة ، وقال عطاء : أدركت الناس وهم يصلون ثلاثا وعشرين ركعة بالوتر " .

قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:

{...كما أن نفس قيام رمضان لم يوقت النبي صلى الله عليه وسلم فيه عددا معينا؛ بل كان هو - صلى الله عليه وسلم - لا يزيد في رمضان ولا غيره على ثلاث عشرة ركعة لكن كان يطيل الركعات فلما جمعهم عمر على أبي بن كعب كان يصلي بهم عشرين ركعة ثم يوتر بثلاث وكان يخف القراءة بقدر ما زاد من الركعات لأن ذلك أخف على المأمومين من تطويل الركعة الواحدة ثم كان طائفة من السلف يقومون بأربعين ركعة ويوترون بثلاث وآخرون قاموا بست وثلاثين وأوتروا بثلاث وهذا كله سائغ فكيفما قام في رمضان من هذه الوجوه فقد أحسن. والأفضل يختلف باختلاف أحوال المصلين فإن كان فيهم احتمال لطول القيام فالقيام بعشر ركعات وثلاث بعدها. كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي لنفسه في رمضان وغيره هو الأفضل وإن كانوا لا يحتملونه فالقيام بعشرين هو الأفضل وهو الذي يعمل به أكثر المسلمين فإنه وسط بين العشر وبين الأربعين وإن قام بأربعين وغيرها جاز ذلك ولا يكره شيء من ذلك. وقد نص على ذلك غير واحد من الأئمة كأحمد وغيره. ومن ظن أن قيام رمضان فيه عدد موقت عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يزاد فيه ولا ينقص منه فقد أخطأ ...اهـ}.
[مجموع الفتاوى (22/ 272)].

وعلى هذا _اي جواز الزيادة على احدى عشرة ركعة في صلاة التراويح ،وأنها لا عدد معين لها _حكى غير واحد من أهل العلم الإجماع على أنها عشرون ركعة سوى الوتر.


قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر رحمه الله:

«قد أجمع العلماء على أن لا حدّ ولا شيء مقدّراً في صلاة الليل، وأنّها نافلة، فمن شاء أطال فيها القيام وقلّت ركعاته، ومن شاء أكثر الركوع والسّجود».

[الاستذكار" (5/ 244)].

وقال القاضي عياض رحمه الله:

«ولا خلاف أنه ليس في ذلك حدّ لا يزاد عليه ولا ينقص منه، وأنّ صلاة الليل من الفضائل والرّغائب التي كلّما زيد فيها زيد في الأجر والفضل؛ وإنّما الخلاف في فعل النبيّ صلى الله عليه وسلم وما اختاره لنفسه».

[إكمال المعلم" (4/ 48)].

وقال الحافظ العراقي في "طرح التثريب" (3/ 50)
"وقد اتفق العلماء على أنه ليس له حد محصور " يعني قيام الليل".

[ونقل هذا الاجماع عنه النووي في "شرح صحيح مسلم" (6/ 19)،وأبو الحسن بن القطان في كتابه "الإقناع في مسائل الإجماع"(70) ....... مقران به.]

وهو مذهب الائمة الاربعة :

ذهب الحنفية إلى أنها عشرون ركعة،قال السرخسي رحمه الله:"إنها عشرون ركعة سوى الوتر عندنا"اهـ.
[المبسوط" (2/144].

وقال الكاساني:"وأما قدرها فعشرون ركعة في عشر تسليمات، في خمس ترويحات، كل تسليمتين ترويحة، وهذا قول عامة العلماء".

[ بدائع الصنائع" (1/288)].

وابن عابدين في حاشيته (2/46)، قال: (قوله وهي عشرون ركعة) هو قول الجمهور، وعليه عمل الناس شرقًا وغربًا".

وهو المذهب المشهور عند المالكية :
قال العلامة الدردير في "الشرح الصغير" بحاشية العلامة الصاوي (1/ 404-405):

"(والتراويح): برمضان (وهي عشرون ركعة) بعد صلاة العشاء، يسلم من كل ركعتين غير الشفع والوتر. (و) ندب (الختم فيها): أي التراويح، بأن يقرأ كل ليلة جزءًا يفرقه على العشرين ركعة".

وقال العلامة النفراوي في "الفواكه الدواني" (1/318-319).

"......كان السلف الصالح_وهم الصحابة (يقومون فيه) في زمن خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبأمره كما تقدم (في المساجد بعشرين ركعة) وهو اختيار أبي حنيفة والشافعي وأحمد، والعمل عليه الآن في سائر الأمصار.
إلى أن قال:....... "وهذا اختاره مالك في المدونة واستحسنه، وعليه عمل أهل المدينة، ورجح بعض أتباعه الأول الذي جمع عمر بن الخطاب الناس عليها لاستمرار العمل في جميع الأمصار عليه".

وأما الشافعية فيصرحون بأن التراويح عشرون ركعة.

قال النووي رحمه الله:

"مذهبنا أنها عشرون ركعة بعشر تسليمات غير الوتر، وذلك خمس ترويحات، والترويحة أربع ركعات بتسليمتين، هذا مذهبنا، وبه قال أبو حنيفة، وأصحابه، وأحمد، وداود، وغيرهم، ونقله القاضي عِياض عن جمهور العلماء. وحكي أن الأسود بن يزيد كان يقوم بأربعين ركعة ويوتر بسبع. وقال مالك: التراويح تسع ترويحات، وهي ست وثلاثون ركعة غير الوتر. واحتج بأن أهل المدينة يفعلونها هكذا".[المجموع" (3/527)].

وأما الحنابلة فقد صرحوا بأن المختار عند الإمام أحمد عشرون ركعة، قال العلامة ابن قدامة المقدسي رحمه الله:

"والمختار عند أبي عبد الله رحمه الله فيها عشرون ركعة. وبهذا قال الثوري، وأبو حنيفة، والشافعي. وقال مالك: ستة وثلاثون. وزعم أنه الأمر القديم، وتعلق بفعل أهل المدينة، فإن صالحًا مَولى التَّوأَمةِ قال: أدركت الناس يقومون بإحدى وأربعين ركعة، يوترون منها بخمس" اهـ.

[المغني" (1/456)].

وقال العلامة البهوتي في "كشاف القناع" (1/425).
"......وهي عشرون ركعة في رمضان) لما روى مالك عن يزيد بن رُومان قال: كان الناس يقومون في زمن عمر في رمضان بثلاث وعشرين".

وابن تيمية الحنبلي نفسه يؤكد ما ذهب إليه الأئمة، ويقر بأنه السنة عند كثير من العلماء" انظر "الفتاوى الكبرى" (2/250).

ومما سبق نقله نرى أن ما عليه الأئمة والعلماء والمذاهب الفقهية على مر العصور سلفًا وخلفًا، شرقًا وغربًا أن صلاة التراويح ليست محددة باحدى عشرة ركعة .!

وهذا الذي لم يفهمه أهل العلم من سلف هذه الأمة : فقد نقل البيهقي عن الشافعي :
قوله " وليس في شيء من هذا ضيق , ولا حد يُنتهى إليه ؛ لأنه نافلة , فإن أطالوا القيام وأقلوا السجود ؛ فحسن , وهو أحب إلي , وإن أكثروا الركوع والسجود ؛ فحسن"

[المعرفة" (2/305) "الفتح" (4/253) ].

وقال ابن القاسم : " وسألت مالكا عن الرجل يوتر في المسجد ثم يريد أن يتنفل في المسجد ؟
قال : يترك قليلا ثم يقوم فيتنفل ما بدا له ، قلت : فإن أوتر في المسجد ثم انقلب إلى بيته أيركع إن شاء ؟ قال : نعم " .اهـ [المدونة ( 1/437)].

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

".....والتراويح إن صلاها كمذهب أبي حنيفة ، والشافعي ، وأحمد : عشرين ركعة أو : كمذهب مالك ستا وثلاثين ، أو ثلاث عشرة ، أو إحدى عشرة فقد أحسن ، كما نص عليه الإمام أحمد لعدم التوقيف فيكون تكثير الركعات وتقليلها بحسب طول القيام وقصره".

[الاختيارات ص ( 64 )].

وقال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله :

" أكثر ما روي عنه من ركوعه في صلاته بالليل صلى الله عليه وسلم ما روي في هذا الخبر عن ابن عباس من حديث كريب هذا وما كان مثله ، وليس في عدد الركعات من صلاة الليل حد محدود عند أحد من أهل العلم لا يتعدى ، وإنما الصلاة خير موضوع وفعل برّ وقربة ، فمن شاء استكثر ومن شاء استقل ، والله يوفق ويعين من يشاء برحمته لا شريك له ".

[التمهيد(13/214)].

وقال ابن العربي رحمه الله:

" وليس في قدر (ركعاتها) حد محدود ... اهـ . [عارضة الأحوذي" (4/19) ].

وقال الشوكاني رحمه الله:

"قصر الصلاة المسماة بالتراويح على عدد معين وتخصيصها بقراءة مخصوصة لم يرد به سنة".
[نيل الاوطار للشوكاني (3/64)].

وقال الإمام ابن باز رحمه الله _وقد سئل هل الأفضل للمأموم الإتمام مع الإمام ولو زاد على إحدى عشر ركعة ، أم الإقتصار على إحدى عشر ركعة ؟

فأجاب رحمه الله: السُّنَّة الإتمام مع الإمام ولو صلَّى ثلاثاً وعشرين لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال :(من قام مع الإمام حتَّى ينصرف كتب الله له قيام ليلته ) وفي اللفظ الآخر :( بقيَّة ليلته )،فالأفضل للمأموم أن يقوم مع الإمام حتى ينصرف سواء صلى إحدى عشر أو ثلاث عشر أو ثلاثاً وعشرين أو غير ذلك ، هذا هو الأفضل أن يتابع الإمام حتَّى ينصرف ، والثلاث والعشرون فعلها عمر رضي الله عنه والصَّحابة فليس فيها نقص ، وليس فيها إخلال ، بل هي من السُّنن ، سنن الخلفاء الرَّاشدين ودلَّ عليها حديث ابن عمر لأن النَّبي صلى الله عليه وسلَّم لم يحدد فيه عدداً معيَّناً بل قال :(صلاة الليل مثنى ، مثنى )الحديث .

المصدر : الجواب الصَّحيح في أحكام صلاة الليل والتَّراويح للشيخ العلامة عبد العزيز ابن باز رحمه الله (ص : 13 )

وقال العلامة محمد بن عثيمين_رحمه الله وقد سئل عن عدد ركعات التراويح فأجاب:

"القول الراجح في عدد صلاة التراويح أن الأمر فيها واسع وأن الإنسان إذا صلى إحدى عشر ركعة أو ثلاث عشرة ركعة أو سبع عشرة ركعة أو ثلاثاً وعشرين ركعة أو تسعاً وثلاثين ركعة أو دون ذلك أو أكثر فالأمر في هذا كله أمر واسع ولله الحمد ولهذا لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم ما ترى في صلاة الليل قال مثنى, مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى ولم يحد النبي صلى الله عليه وسلم للسائل عدداً معيناً لا يتجاوزه فعلم من ذلك أن الأمر في هذا واسع"

[فتاوى نور على الدرب للعثيمين - (ج / ص 1)].

وقال العلامة الفوزان حفظه الله:

".....والنبي صلى الله عليه وسلم كان يرغب في قيام الليل ولم يحدد ركعات معينة، وكان صلى الله عليه وسلم يقوم بإحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة في رمضان وغيره، وكان الصحابةرضي الله عنهم في زمن عمر يقومونه بثلاث وعشرون ركعة في صلاة التراويح، والعلماء منهم من يكثر ومنهم من يقل، والصحيح أن ذلك راجع لنوعية الصلاة فمن كان يطيل الصلاة فإنه يقلل من عدد الركعات كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، ومن كان يخفف الصلاة رفقاً بالمأمومين فإنه يكثر عدد الركعات كما فعل الصحابة رضي الله عنهم....اهـ .
(رد شبهات حول "عدد صلاة التراويح والتهجد" للعلامة الفوزان حفظه الله).

واخيرا لنقرأ هذا التوجيه البديع من العلامة ابن عثيمين رحمه الله حيث يقول :

وهنا نقول : لا ينبغي لنا أن نغلو أو نفرط ، فبعض الناس يغلو من حيث التزام السنة في العدد، فيقول : لا تجوز الزيادة على العدد الذي جاءت به السنَّة ، وينكر أشدَّ النكير على من زاد على ذلك ، ويقول : إنه آثم عاصٍ .

وهذا لا شك أنه خطأ ، وكيف يكون آثماً عاصياً وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل فقال : مثنى مثنى ، ولم يحدد بعدد ، ومن المعلوم أن الذي سأله عن صلاة الليل لا يعلم العدد ؛ لأن من لا يعلم الكيفية فجهله بالعدد من باب أولى ، وهو ليس ممن خدم الرسول صلى الله عليه وسلم حتى نقول إنه يعلم ما يحدث داخل بيته ، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن له كيفية الصلاة دون أن يحدد له بعدد : عُلم أن الأمر في هذا واسع ، وأن للإنسان أن يصلِّيَ مائة ركعة ويوتر بواحدة .

وأما قوله صلى الله عليه وسلم " صلوا كما رأيتموني أصلي " فهذا ليس على عمومه حتى عند هؤلاء ، ولهذا لا يوجبون على الإنسان أن يوتر مرة بخمس ، ومرة بسبع ، ومرة بتسع ، ولو أخذنا بالعموم لقلنا يجب أن توتر مرة بخمس ، ومرة بسبع ، ومرة بتسع سرداً ، وإنما المراد : صلوا كما رأيتموني أصلي في الكيفية ، أما في العدد فلا إلا ما ثبت النص بتحديده .

وعلى كلٍّ ينبغي للإنسان أن لا يشدد على الناس في أمر واسع ، حتى إنا رأينا من الإخوة الذين يشددون في هذا مَن يبدِّعون الأئمة الذين يزيدون على إحدى عشرة ، ويخرجون من المسجد فيفوتهم الأجر الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم " من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة " رواه الترمذي ( 806 ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي ( 646 ) ، وقد يجلسون إذا صلوا عشر ركعات فتنقطع الصفوف بجلوسهم ، وربما يتحدثون أحياناً فيشوشون على المصلين .

ونحن لا نشك بأنهم يريدون الخير ، وأنهم مجتهدون ، لكن ليس كل مجتهدٍ يكون مصيباً .

والطرف الثاني : عكس هؤلاء ، أنكروا على من اقتصر على إحدى عشرة ركعة إنكاراً عظيماً، وقالوا : خرجتَ عن الإجماع قال تعالى : { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً } ، فكل من قبلك لا يعرفون إلا ثلاثاً وعشرين ركعة ، ثم يشدِّدون في النكير ، وهذا أيضاً خطأ .

[ الشرح الممتع " ( 4 / 73 – 75 )].

والله أعلم ....والحمد لله رب العالمين.

اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك...... آمين.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد مراد شابي ; 25 Jun 2016 الساعة 10:03 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013