مناظرة شنقيطية شعرية أدبية فقهية (في صحة من بطلان ) الصلاة في الطائرة بين الشيخ نافع بن حبيب والعلامة ولد عدود رحمهما الله.

[أبو أحمد مراد شابي]

مناظرة شنقيطية شعرية أدبية فقهية (في صحة من بطلان ) الصلاة في الطائرة بين الشيخ نافع بن حبيب والعلامة ولد عدود رحمهما الله.
حيث مال الأول الى عدم صحة الصلاة في الطائرة ..فكتب قصيدة أدبية راقية ينتصر فيها لمذهبه.!
فرد عليه الشيخ محمد سالم ولد عدود رحمه الله بقصيدة أدبية فقهية راقية.!

اليك القصيدتين:

أيا علمـاء العصر دمتـم جوابـكم
بنـسـبة مـروي إلـى ثـقـة روى
أسائـلكم كيف الصـلاة بطـائـر
بأسرع من لمـح لفيح الهـوى طـوى
فإن قلتـم صح السجـود بسطحـه
فقد قلتـم صح السجود على الهـوى
فغـايـة أمر العـلو مع سفلـه إذا
يكونـان فى حكـم السجود معا سوا
وإن قلتم صح السجود على الهـوى
فما هو ذا الإمـاء يا قـوم مـا هـوا
وهل راكب الطيار كالركـب أم همُ
لديكم كذى فـرْش على فرْشه استوي
فإن قلتـمُ ركب فقد أجمـعوا عـلى
فسـاد صـلاة الراكبيـن علي النوى
و إن قلتمُ كالفـْرش فالأمـر واضح
بتفـصيلهم فيمن على فـرُش ثـوى
تصـح إذا كان الفـراش ملاصقـا
وتبطل مرفوعـا وإن كان محـشـوا
و قد قـال أعـلام الأئمـة قـولة
لـداء اختـلاف الفهم قدما هي الدوا
إذا مـا اختلفتم في الحقـائق حكموا
حدود ذوي التحقيق للمنهج السـوى
حكاه القـرافي في الفـروق وإنـها
بـمبحثـنا ذا ربـع عـزة باللـوى
فـهذى حدود للسجـود تواتـرت
تـبـيـن بيـن الحق منه وماسـوا
حكتـها عنَ اطْباق الأجلاء كتبـهم
فما مـن كتـاب ريء إلا لها حوي
تعيـن مس الارض أو ما بـها يـصي
ولو قـصبا أعنـي مـجوفة خـوي
فلا تـتـعدوها بـنا واقنـعوا بـها
فذو اللب لا يثـنيه عن قصده الهـوي
فإ ن قلتمُ لا فـصل إذجـرم الهـوي
فـأي انـفراج ليس في ضمنه هـوي
وأي انفـصال في الـعوالـم كلـها
فهل ريتم أن لا انفـصال لذي العـوا
إذن فنـصوص الأقدمـين ضلالـة
وإلـزام هـذا لا أري عاقـلا نـوي
فهـذا لعمري في الكـلام تهـافت
وفيـه عن الجدوي نوي أيمـا نـوي
أجيـبوا بتحقـيق المناط وانشـدوا
جــوابا به تنجـوا إلي قولـه فـوا
فـما زالـت الأشياخ توقظ نائـما
وتسمع ذا أذن وترشـد مـن غـوي
وأنتـم بدور في الديـاجي مضيئة
هـداة إذا ما الـحق بالبـاطل التـوي
وهـذا شعـير هلهل النسج ساقـه
إليكـم علي الإنصـاف ذو جؤجؤ هوي
يـريد جـوابا بالصـواب وإنـه
لعمـرك ماغـير الصـواب لـه جـوا
وإياكـم والحــز في غير مفصل
وأقيسـة عن مثلـها تـقـفل الـدوا
وإيـاكم والبحـث والنص قـائم
وإياكـم والرمـي للنـص فىالشـوي
فـهذي نصوص الأقدمين صـريحة
وذو الحق حيث الحـق بان له ارعـوي
إذي الحق لايخفي علي ذي بصـيرة
وإن هـو لم يعـدم وماكان معلــوا
جزي الله عن ديـن النبي مـشائخا
بـحور هدي من يأت ساحتها ارتـوي
هـم نصروا الحق المبـين وسلمـوا
تويـلـيفـنا لـما إلي ظلــهم أوي
لـوازم أخبـار أفدنـاهـمُ بـها
ضـرورية والـحق وا أسـفي تـوي
ونـصرة دين الحق حسبي وحسبهم
ولاحـول إلا بالإلــه ولا قــوي
صـلاة علي الـهادي ومتبعيـه ما
تـردد مـكي إلي جـنب ذي طـوي

فأجابه الشيخ العلامة محمدسالم ولد محمدعالي ولد عدود حفظه الله :

تبارك ربي ذي الجلال الذي استوي على
العرش واستولى على الملك واحتوى
ملائكة السبع السموات سجد
لسلطانه كل له ذل واقتوى
فمن فضله أن أرسل الرسل للورى
فمن مفلح أوفى ومن خاسرغوى
وقفى على آثارهم بمحمد
ليخرجنا من مقتضى الجهل والهوى
فبان لناسبل السلام ودلنا
على ربنا حتى استوى كل ما التوى
وخلف صحبا واصلوا خط سيرهم
بإذلال من ناوىوإرشاد من غوى
قفت إثرهم من كل قرن عصابة
تنشر ماقد كان طول المدى طوى
فمنهم حبيب وابنه نافع الرضى
وبداه شيخ العصر منهله الروى
أجاب بنثر نافع نظم نافع
بنسبة مروي إلى ثقة روى
وما لى على ذاك المقام تسلط
فإنى من القرمين أخفض مستوى
ولاكنه قديبذل الجهد مقتر
وقد تكرم الأضياف والقد يشتوى
أنافع إنى لم أرد بجوابكم
مناوَأَ ة ماللفتى غير مانوى
فأما الذى استشكلتم من صلا تنا
بطائرة تنساب فى لجج الهوى
وألزمتمونا جعلنا العلو واحدا
مع السفل فى حكم السجود معاسوى
فنقبل ما ألزمتمونا ونلتقى
على موعد للبحث فى موضع سوى
بأي كتاب أم بأية سنة
يخصص بالسفل السجود لذى القوى
ألم يك سكان السموات سجدا
بنص أتى من فالق الحب والنوى
فكم آية جاءت بذاك صريحة
وكم من حديث صح لفظا و محتوى
و ذكركم الإيماء ليس بوارد
فلم ينفذ السهم السراة ولا الشوى
فموطئ ذى الإيماء لم يك سطح
مايباشر بالكفين والوجه إن هوى
وإجماع بطلان الصلاة لراكب
بغير سفين البحر إن لم يخف توى
يجاب على تسليمه أن حكمه
إذا لم تقع منه الصلاة على استوى
فإن حصـلت أركانها وشروطـها
كقبلتها صحت على كل مستوى
وذالكمُ حكم الفراش ففوقه
تصح ولو جافت قوائمه القو ى
إذا كان أرضا للمصلى وأديت
عليه كما تؤتىعلى السهل والصوى
وإن كان من بين اليدين معلقا
فتبطل إذ عن سطحه بان وانزوى
بذاكم نصوص االفقه جاءت صريحة
وبالعزو للحطاب يشفى من الجوى
ولم يك نص الورغمي مسلما
وفيه احتمال فهم صوب إذا انتوى
فيمكن حمل الأرض فيه على الذى
يُقِلُك تُرْبا كان أو ماء أو هوا
إذا ما استحمت أرضه من سمائه
شهيد معيد نضرة الغصن إذْ ذَوى
وعندكم مافى المفاهيم قد أتى
من البحث و الألقاب فيهن كالهوى
ومسلك تنقيح المناط مهذب
يصوغ لنا من جمه العذب مرتوى
فنلغى خصوص الأرض من رسم شيخنا
ونعتبر المعنى الأعم لنا الدوا
ويمكن أيضا حمله حمل غالب
فتلغى كما ألغيت فى الدية الحوى
بخفض أعال وارتفاع أسافل
سجودا ونلغى الغور والنجد واللوى
ونفيكم جرمية للهواء لا
يسوغ وقد سوغتم البيع للهوى
فلا تسقطوا عن مستطيع دعيمة
برسم لشيخ فىمقاصده التوى
خذوها إليكم مثلها فى رويها
عمامتها فوق القصائد كاللوى
فلم تك واوات الحميدي حكرة
عليه كما المندوب محتكر لوا
وعودوا إلى القول المتين ستظفرو
بنشر لما قدلفه الدهر فانطوى
وإنا على ما فى الجواب نهابكم
كهيبة ذى شبلين قد مسه الطوى
فألهمناالمولى المهيمن رشدنا
وأمنـنامن هـول نزاعـة الشـوى
وصلى على الهادى الأمين وآله
وأصحابه ماطاب فى طيبة الثوى

انتهى.

نقلا من منتدى الشبكة الفقهية.
___________________________

وقال الشيخ حمدا ولد التاه في ابيات يصور فيها مسألة الصلاة في الطائرة.

قال:

وقد غدت من الأمور السائرة
بينهمُ صلاتنا في الطائرة
وبعضهم مالَ إلى الجوازِ
وبعضهمْ قد كان ذا اشمئزازِ
وهل رأوا ما جاء في كنونِ
وما حكى الدسوقيْ والرهوني
يرى الدسوقيْ وهْو من نقدمُهْ
أرض المصلي حيث كان قدمُهْ
وصاحباه كل ذا مدارُهُ
شرعاً ثبوت الجسم واستقرارُهُ
أما الذي حدّ به ابن عرفه
فالعدوي يجعله أعلى صفة
وحد زروق بما يقومُ
مقامها نقل لهم معلومُ.

_______________________________

وقال كذالك محمد عالي ولد عبد الودود المباركي الشنقيطي في مسألة الصلاة في الطائرة.

قال:

أرى صلاة الفرض فوق الطائر
صحيحة ليس بها من ضائر
لأنه في غاية الإمكان
توفر الشروط والأركانِ
فخلّ ما سمعته وشاهدِ
فليس من سمع مثل الشاهدِ
ولفظ الارض في الحدود مدرجا
ليس بتقييد ولكن خرجا
لغالب كالوصف للربائب
في كونهن في الحجور الغالب
فكان عندي قائما ما كانا
مقام من يقوم أين كانا
فذاك عندي ظاهر النصوص
على العموم وعلى الخصوص

_____________________________

وفي مباحث _مَحَـــنْــضْ بابَه بن اعْبَيْدْ الدَّيْماني_ت1277هـ.



وفي صلاة الناس في الطائرةِ
جرى الخلاف عندما ظهرتِ
واليوم صحة الصلاة فيها
لست أظن عالماً ينفيها
وذكرهم للأرض والسجودِ
جارٍ على غالبه المعهودِ
كذكرهم في دلك الأعضا لليدِ
فلا تكن باللفظ ذا تقيّدِ
وصل في القطار والباخرةِ
وشاحنات البر والطائرةِ
فأنت في الكل ترى إمكانا
إتقانك الشروط والأركانا
انتهى.

منقول من كتاب: "الفوائد المهمة في المسائل الملمة" لعبد الله ولد إبراهيم ولد عبدات.
__________________________

ومن أدبيات الشيخ عدود في الطائرة أنه كان في رحلة جوية مع أحد علماء موريتانيا وهو الفقيه الأديب حمدًا بن التاه ،وكانت مضيفة الطائرة متبرجة وجميلة ،فرأى الفقيه حمدًا بن التاه أنَّ المسافرين ينظرون إليها نظر إعجاب، فكتب أبياتا يقول في شأنها:

وقفت بين سائح وسياسي
ترشد الناس في خفيف اللباس
ورمتها العيون وهْي تناجي
في هدوء مجموعة الأجراس
وأشارت أنَّ المقاعد تحوي سُترةً
للنجاة عند الإياس
فوجمنا وقد بدت كلمات لا
تدخن واربط حزام الكراسي
وصعدنا وفي النفوس رجاء
والتجاء لخالق الأجناس
واستوينا في الجو ثم شربنا
فترى القوم بين عار وكاسي
أتحفتنا بالحُلْويات جميعا
وبأكل يأتيك في أكياس
ونزلنا فشيَّعتها عيون
قطع الله وصلها بالمواسي.

ثم عرض هذه الأبيات على الشيخ عدُّود فقال له ضف البيت الأخير من عندي :

ليت هذي الفتاة كانت تُراعي
حُرمة الشرع أو شعور الناس.!.

_________________________.

ومما يحسن ذكره هنا لطيفة تذكر عن الشيخ ولد عدود عند ركوبه الطائرة لاول مرة انه انشد قصيدة يصور فيها هذه الرحلة على متن هذا الجسم الضخم المحلق في السماء..!

في 1-1-1961م ركب الشيخ العالم محمد سالم ولد عدود - رحمه الله - الطائرة لأول مرة، متوجها من مدينة (داكار) إلى مدينة أوربية، فجادت قريحته بقصيدة يصور فيها الجسم العظيم المحلِّق في جو السماء، راق لي، فأحببت نشرها.

قال - رحمه الله -:

راحَت تعثَّر بالسَّحابِ كأنَّها
ضجَرًا بما تلقَّاه بهِ تتأَفَّف

فكأَنَّ دُورَ داكَارَ لمَّا حلَّقت
لَبِنٌ بأيدي العامِلين مصفَّفُ

وكأَنَّ غاباتِ الشَّوارع بينَها
حبٌّ حصيدُ في الجَرين مجفَّفُ

وترَى السَّحابَ كأنَّه مِن تحتها
قُطنٌ يُنفَّش تارةً ويُلفَّفُ

وكأَنَّ صوتَ هَزِيزها في جوِّها
صَنْجٌ يُثقَّل تارةً ويخفَّفُ

وكأن كِنَّةَ "طارقٍ" مِن تحتها
شيخٌ كبيرٌ في البِجاد ملفَّفُ

يمشي مُدِير الكأسِ بينَ رِفاقها
بالرِّفق مِشيةَ سائلٍ يتكفَّفُ

فترَى الَّذي عُرِضت عليه كؤُوسُها
طَورًا ينالُ وتارةً يتعفَّفُ.

___________________________

غريبها:

(تعثر بالسحاب): تختلط به.

(دور داكار): أي مساكنها، وهي عاصمة السنغال. (لبن بأيدي العاملين) هذا مظهر البنايات من فوق.

(الجرين): مكان يوضع فيه التمر والطعام ليجفف، ويسمى أيضا "البَيدَر"، و"الأندَر"، هذا الأخير لعله منه قيل بالعامية: "النادر"، وهو مجمع عَلف الدواب.

(الصَّنج): آلة موسيقية، تتخذ من نحاس يضرب بأحدها على الآخر، وهي التي يحملها من يعرف بالعاصمة بـ (بابا سالم)، وهم طائفة من الصوفية تتجول بين أزقة العاصمة تتسول وتزعم توزيع بركة الولي!

(كنة طارق): يصف جبل طارق من الفوق، و"كنة" ستر، قال تعالى: "وجعل لكم من الجبال أكنانا".

(البجاد): الكساء.

(يمشي مدير الكأس): يصف النَّادِل، وهو مضيف الطائرة.

(طورًا ينال): إذا كانت كأس ماء أو عصير.

(وتارة يتعفف): إذا كانت كأس ويسكي (كذا قال الشيخ في شرحها).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

منقولة من حساب الشيخ حسن بوقليل حفظه الله.