13 Nov 2014, 09:32 PM
|
موقوف
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
|
|
هل يصح أن نختبر الناس بأئمة الضلالة كما نختبرهم بأئمة السنة ؟...الشيخ عبيد الجابري حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يصح أن نختبر الناس بأئمة الضلالة كما نختبرهم بأئمة السنة؟
الشيخ: عبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله
السؤال : بارك الله فيكم وأحسن إليكم يقول السَّائل: قد قال بعض العلماء أن الناس يختبرون بأئمة السنة
ولكن هل يصح أن نختبرهم بأئمة الضلالة أيضًا ؟
جزاكم الله خيرًا.
الجواب : يعني السُّؤال عن مسألتين إحداهما في امتحان المرء عن العلماء من أهل السُّنة وهذه صحيحة
وقد كان النَّاسُ يسألون القادمين من الأَقطار عن عُلماء السُّنة فيهم فقال قائلُهم: يسأل أهل الموصل
عن المُعافى بن عمران، وأهل مصر عن اللَّيث، وأهل الشَّام عن الأوزاعي وهكذا، لأنَّ من قدِم من قُطُر
وهو مجهول الحال يُخشى من تلوثه من أهل البدع بمخالطتهم ونشر ذلك في القُطر المقدوم عليه
ولهذا يمتحنونهم، فإذا وجدوا منهم ذِكرًا حسنًا لأشياخ السنة في الأقطار المقدوم منها فإنهم يقربونهم
ويحبُّونهم ويكرمونهم، وإن وجدوا منهم ذكرًا سيئًا وأقوال سيئة في أشياخ السنة من تِلكم الأقطار
أبعدوهم وهذا الامتحان شائع وذائع، كما أنَّه لهُ أصْل من السُّنة وهو في حديث الجارية الصَّحيح، جارية
معاوية بن الحكم - رضي الله عنه- ولها قصَّة خُلاصتها أنه لطمها فتكدر بعد ذلك، تأثر فذهب إلى رسول الله
– صلى الله عليه وسلم – وأخبره الخبر فتغيظ النبي – صلى الله عليه وسلم – رؤي الغضب في وجهه
فقال يا رسول الله : إن علي رقبة، أفأعتقها؟ قال : جئني بها انظر أمومنة هي؟ فجاء بها فسألها النبي
– صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ لَهَا: ((أَيْنَ الله قَالَتْ فِي السَّمَاءِ قَالَ مَنْ أَنَا قَالَتْ أَنْتَ رَسُولُ اللهِ))
هذا يدلُّ على أنَّها مؤمنة بالله وبرسوله – صلى الله عليه وسلم – فقال : ((أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ)).
قَالَ وكان من مضى مِن سلف الأُمة حتى العوام يمرونون الصِّغار فيقولون من ربك؟ فيعلمونه
فيقول : ربي الله ، ما دينك؟ فيعلمونه، فيقول: ديني الإسلام، من نبيك؟ فيعلمونه، فيقول: نبيي محمد
– صلى الله عليه وسلم – ينشأ النَّاشئة على العقيدة الصَّحيحة فإذا تشربت بها عُروقه وخالطت بشاشتها قلبه
قلب النَّاشيء فإنه يسهل عليه ما تفرع عنها من صلاة وصيام وزكاة وحج وبر وصلة وصدقة وغير ذلك
يسهُل عليه لأنَّه حُفِّظ القاعدة، قاعدة الدِّين وأساسه حُفِّظها، نعم، وهكذا كلُّ من يُستراب في أمره، يُسأل
نعم، حتى يظهر حاله، نعم، والنَّاس على هذا فإذا تقدَّم مثلًا شخصٌ للإمامةـ إِمامة مسجد يُختبر
أهو يصلح للإمامة أو لا؟ ومِن ذلك من يختبر في التوحيد يتميز هل هو موحد صحيح، موحد أو لا؟
ويختبر في أبواب أخرى من العقائد كما يختبر في الفِقه وغير ذلك هل يصلح أو لا؟
أما الامتحان في أهل الضلالة الذي يظهر لي أنه تَبَع فمثلًا يُسأل الشخص عما قرأه من الكتب وعرفه
من أهل العلم، هُنا يستبين فإذا ذكر كتب المبتدعة وأنه أخذ عن المبتدعة فهذا لا يُقرَّب، أبدًا بل يُبعد
لكن إن أمكن، إن وُجد أنه مُستعد للنُّصح وتصفية حاله فلا بأس تألفًا لا مانع أن يجرى عليه اختبار آخر
وهو النَّظر هل هو صالح للنُّصح والتوجيه الصحيح أو لا؟ فإن وُجِد صالحًا وظهر ذلك من حاله ظهورًا صحيحًا
قُرِّب نعم، وإنْ وجد غير ذلك أُبعد،نعم.
*- ميراث الأنبياء -*
|