منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03 Mar 2018, 02:48 PM
أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
الدولة: مدينة تقرت، الجزائر
المشاركات: 320
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق
افتراضي [جديد] تفريغ محاضرة العلامة محمد بن هادي في التعليق على أثر مفضل فِي التحذيرِ من طرقِ أَهلِ البدع / ج1

بسم الله الرحمن الرحيم

فأضع بين أيدي إخوتي وأحبتي في الله تفريغ (الجزء الأول) من محاضرة الشيخ العلامة محمد بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى- والتي ألقاها فضيلته يوم السبت ١٥ صفر ١٤٣٩هـ على إخوانه وأبناءه في مركز أبي بكر الصديق الإسلامي بمدينة هنترامك، ميتشجن بأمريكا الشمالية، وكانت بحضور وتقديم الشيخ عبد الرحمن العميسان -وفقه الله-، والتي هي بعنوان:
(التَّعْلِيقُ عَلَى أثَرِ الإِمَامِ "مُفضَّلٍ بنِ مُهلهلٍ" فِي التَّحِذيرِ مِنْ طُرُقِ أَهْلِ البِّدَع) .
وليعلم القرّاء الكرام أنني قسّمتُ المحاضرة إلى محاور أساسية حسب ما بدى لي من موضوعها وعَنوَنْتُ لكل واحدة منها بما يناسبها -إن شاء الله- ووضعته بين معقوفتين مميزا إياه باللون الأحمر ، وكل هذا تيسيراً للقرّاء. و حان أوان الشروع في المقصود:


************************************************


قال الإمام مفضل بن مهلهل –رحمه الله تعالى- :
(لَوْ كَانَ صَاحِبُ الْبِدْعَةِ إِذَا جَلَسْتَ إِلَيْهِ يُحَدِّثُكَ بِبِدْعَتِهِ؛ حَذِرْتَهُ , وَفَرَرْتَ مِنْهُ , وَلَكِنَّهُ يُحَدِّثُكَ بِأَحَادِيثِ السُّنَّةِ فِي بُدُوِّ مَجْلِسِهِ , ثُمَّ يُدْخِلُ عَلَيْكَ بِدْعَتَهُ ، فَلَعَلَّهَا تَلْزَمُ قَلْبَكَ ، فَمَتَى تَخْرُجُ مِنْ قَلْبِكَ)[الإبانة:( 2/444 )]



[ مقـــــــدمــــــــة]

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين،
أمَّا بعد:
فإنه لمن دواعي السرور أن ألتقي بإخوتي وأبنائي في أمريكا في هذه الليلة؛ ليلة الأحد الموافق لليلة السادس عشر من شهر صفر عام تسعة وثلاثين وأربع مئة وألف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في موضوع مهمٍ جدا، بل هو في هذا الزمان مما ينبغي ويتأَكد التذكيرُ به والتواصي به والتناصُح به بين أهل السنة، ذلكم الموضوع الخطير على الدين، من أهمَلَهُ وأغفَلهُ ولم يتفقَد نفسه فيه، دخل عليه الخَلَلُ في دينه، والنقص في دينه، والانحراف في دينه، بل وربما أدَّى به إلى الرِّدَّة –والعياذ بالله- كما ذكر ذلك السّلف –رحمهم الله تعالى- فإنه قد جاء عن جمعٍ من السلف أن أكثر النّاس وأسرع النّاس ردة عن الإسلام هم أهل الأهواء –عياذا بالله من ذلك-.
ذلكم الموضوع الذي أُشير إليه هو ما سمعتم في مقدّمة أخينا الشيخ الدُّكتور عبد الرحمن العُمَيسان –وفقه الله- الإشارةَ إليه، في أثر مفضّل إبن مهلهل الضّبي السّعدي -رحمه الله تعالى- ، ذلكُم الأثر العظيم الذي امتلئ بالفقه في هذا الجانب، وينبغي مراعاته في هذا الوقت.


[ أهمية هجران أهل البدع، وخطورة مجالستهم ]

فإن مجالسة أهل الأهواء والبدع خطرها في الدين عظيم على المجالِس، والبدعُ قد كثُرت وانتشرت وهي من أعظم الشُّرور التي حدثت في هذه الأمَّة، وبسببها تفاقم أمرُ هذه الأمة، وبسببها حصل الإلتباس على الناس في الدين، هذه البدع المضلة، وأهلها هم المضِلُّون، حصل بسببها لَبْسُ الحقِ بالباطل-عياذا بالله من ذلك-، والمبتدعة بلسان حالهم -وإن لم يقولوا بمقالهم- مستدركون على الله القائل: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾[المائدة:3]،

والمبتدعة بلسان حالهم -وإن لم يقولوه بألسنتهم ومقالهم- مستدرِكون على الرسول صلى الله عليه وسلم الذي ما قبضه الله عز وجل إليه إلى الرفيق الأعلى إلاّ وقد بيّن لنا البيان التام الكامِل ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾[المائدة:3]، وما توفي -عليه الصلاة والسلام- إلا وقد تركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ،

ففي البدع استدراكٌ على الله واتهامٌ للنبي صلى الله عليه وسلم بعدم البلاغ وبعدم إكمال الدين، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام محذراً منها : «فَإِنَّ شَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ» وقد صح الزيادة المشهورة «وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ» عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

فالمبتدعة يأتون إلى الناس بعبادات لم يشرعها الله ولا رسوله ويأتون إلى النّاس بعقائد لم يشرعها الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ويأتون إلى الناس باستحسنات لم يشرعها الله ولا رسوله ، ولذلك صدَق عليهم قوله -عليه الصلاة والسلام- كما في صحيح مسلم في مقدمته: «سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي أُنَاسٌ يُحَدِّثُونَكُمْ مَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ، وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ» [مسلم: 1/12]، والمرادُ بذلك أن هؤلاء المبتدعة هم الذين يأتوننا بما لم نعرفه عن سلفنا الصالح: من آبائنا وأجدادنا وآباء أجدادنا وأجدادهم وهكذا إلى عصر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

فَهُمْ مُحدِثون في دين الله ما ليس منه، ومُلبِّسون على الناس دينهم نسأل الله العافية والسلامة، وإذا كان أمرُهم كذلك وجب هجرُهم ومنابذتهم وعدم الإصغاء إليهم، ولا الاستماع إلى كلامهم، ولا مجالسَتِهم، ولا القُرْب منهم، فهجرهم ومنابذتهم من أعظم أصول الدين التي يحفظ الله عز وجل بها على المسلم دينه، وبها -بعد رحمته- جل وعلا يقيه شرّ الهلاك والارتماء في أحضان أهل البدع والضلالات،

وقد جاء في القرآن ما فيه إشارةٌ إلى هذا الأصل، حيث قال الله -جل وعلا- : ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنعام:68] ، ، فأهل الأهواء والبدع –عياذا بالله-أمرهم عظيم وخطرهم جسيم على هذه الأمة، فلذلك تكاثرت الأثار وتوافرت ، بعضها يؤيد بعضا، وإن اختلفت الألفاظ فالمعنى واحد، جاءت عن السلف متضافرةً متكاثرةً في التحذير منهم، وعدم الركون إليهم، وعدم الجلوس معهم، وعدم ائتمانهم،

فالأثار عن السلف في هذا كثيرة، وسِيَرهم إذا نظرتم فيها وقرأتموها وجدتموها مليئة بالتحذير من أهل البدع، والحَّث على إذلالهم، والبعد عنهم، والبراءة منهم، وذلك بسبب أنّ مجالَسَتهم ممرضة للقلوب -نعوذ بالله من ذلك- وقد جاء ذلك عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأظنه اإبن عباس رضي الله عنهما الذي قال: (لَا تُجَالِسُوا أَهْلَ الْأَهْوَاءِ ، فَإِنَّ مُجَالَسَتَهُمْ مُمْرِضَةٌ لِلْقُلُوبِ) [الآجري في الشريعة: 1/453، وابن بطة في الإبانة: 376] رضي الله عنه، مجالَسَتهم ممرضة للقلوب، تُمرِضُ الدِّين، فإن الدِّين: "إعتقاد بالجنان، ونطق باللسان، وعملٌ بالجوارح والأركان، يزداد بالطاعة، وينقص بالعصيان" نسأل الله العافية والسلامة،

يجب علينا أيها الأحبة أن نقبل نصح الناصحين وعظة الواعظين وأن نعلم أن هذا العلم دين، فننظر ما نصنع فيه، وننظر عَمَّن نأخذ وننظر أيضا بمن نقتدي، وننظر أيضا إلى من هو الأمين على الدِّين ، فأهل البدع كُلهم مبطلون أفّاكون آثمون لا يرعَوُون ولا ينظرون، وأهل البدع لا يتَّقُون، فالواجب علينا -معشر الأحبة- أن نكون حذِرين منهم، ومجانبين لهم، وأن نمشي على ما مشى عليه علمائنا الأولون وأن لا نجلس إليهم،

ولنعلم أن أصحاب البدع يتظاهرون لنا -معاشِر أهل السنة والمسلمين عموماً- يتظاهرون بحسن الأخلاق ويتظاهرون بالدعوة إلى الدين، ولا يظهرون بدعهم من أول وهلة، لأنهم لو أظهروها حينما نجلس إليهم في هذا الباب، لحذرناهم ، ولكن إذا رَأَوا منا الغفلة في هذا الباب، ورَأوا منا التساهل في هذا الباب، ورَأوا منا التجاهُل في هذا الباب، فإنهم يطمعون، ولا يبدؤوننا بما هم عليه من الضَّلال، لأنهم يعلمون إذا أظهروا ذلك من أول وهلة، وأخرجوهُ للسُّني، فإن السُّني سينفِر منهم من أول ما يسمع ذلك، ولخبثهم ومكرِهم ولشدّة ضررهم وتلونهم لا يبدؤون الإنسان بدَعوته إلى ما هُم عليه من الضَّلال، وإنما إذا تمكَّنوا مِنه، أمكَنُوا فيهِ سُمَّهم –نسأل الله العافية والسلامة-،

وإذا كان الأمرُ كذلك فالواجب على المسلم أن يحذَر من هؤلاء، وأن يعلم أن مجالَسَتَهم شرٌ، وأن يعلم أنه وإن لم يلْقَها من أول وهلة سيجدُها ولو بعد حين، فالسلف –رحمهم الله تعالى- صادقون مجرِّبون، عندهم الخبرة في هذا -رحمهم الله-، ومن تأمَّل الوقائع والحوادث على مَرِّ الزَّمان وجد مصداق مقالهم -رحمهم الله تعالى-، فلا يظنَن إنسانٌ أن هؤلاء الأئمة -رحمهم الله- يبالغون، ولا يظنَنَّ إنسانٌ أن هؤلاء الأئمة -رحمهم الله تعالى- يَغْلُون في هذا البَاب،لا والله ، وإنما هُم مجرِّبُون،

ولهذا سمعتم هذا الأثر العظيم أثر مفضّل بن ملهل -رحمه الله- الذي قال فيه: (لَوْ كَانَ صَاحِبُ الْبِدْعَةِ إِذَا جَلَسْتَ إِلَيْهِ يُحَدِّثُكَ بِبِدْعَتِهِ) يعني من أول ما تجلس، (حَذِرْتَهُ), يعني تحذره وتهرب منه وتتركه، (وَفَرَرْتَ مِنْهُ), إذن كيف يلبّس عليك ؟!، يلبّس عليك أن يبدأ معك بالحديث عن السنة وبأحاديث السُّنة حتى تطمئن إليه، فإذا اطمأننت إليه، حينئذ يمكِّن شوكته في جسمك ويغرزها فيه، فيُرسِل السُّموم -نسأل الله العافية والسلامة-، يُدخِل عليك بدعته بعد ذلك، فإذا أدخل عليك البدعة مع ما تراءى لك به، وتظاهر لك به، وتزيَّن لك به في بدو الأمر من دعوته إلى السنة وإظهار السنة تعلَّقت به، فحينئذ إذا تعلقت به، أرسل إليك هذا البلاء وهذا السُّم الزُّعاف فلعله لا يخرج من قلبك، يلزَمه فلا يخرُج منه، ولا تستطيعُ إخراجه،

فحينئذ يصبح الصاحِبُ ساحِب فيَسحَبُك إليه، ويصبح المجاَلَس -إسم مفعول: هذا المبتدع الذي جالستهُ- يصبح مجاَنَس تجانسُهُ أنت فتصير على طريقته –نعوذ بالله من الضلالة والغواية بعد الهداية فنسأل الله العافية والسلامة، فهؤلاء المبتدعة الواجب عليك أيها الأخ المسلم السُّني أن تبتعد عنهم، وأن تقرأ أقوال السَّلف فيهم ومن ذلك أثر عَمْرو ابْن قَيْس الملائي المشهور، يقول : (لَا تُجَالِسْ صَاحِبَ زَيْغٍ , فَيُزِيغَ قَلْبَكَ) [ابن بطة في الإبانة:371،395]،

فصاحب البدعة إذا جالسته لا يكشف لك عن حاله وعن إعتقاده وعن طريقه السيئة من أول ما تجلس إليه ومن أول ما تسمع منه، وَلَكِنَّهُ بعدما يلبِّس عليك، ويستوثِق منك بما أظهره وما ظهر به من السنة ، يصب فيك سُمَّه نسأل الله العافية والسلامة ، والمرء على دين خليله نسأل الله العافية والسلامة، فالواجب علينا أن ننظُر من نخالِل، لأن أصحاب الأهواء مُداخلَتُهم بلاء، ومجالَسَتُهم شقاء، والسَّماع منهم انحرافٌ وضلالٌ عن دين الله -جلّ وعلا- في آخرته، فنعوذ بالله من ذلك.

واعلم أيها الأخ السُّني أنه ليس لصاحب بدعة هَمٌ ولا قَصدٌ إلاَّ أن يحرِف الناس عن دين الله تبارك وتعالى، وإذا كان الأمرُ كذلك فيجب علينا معشر الأحبة أن نحذَر من هؤلاء، لأن مجالسَتهم شرٌ على من يجالِسُهم في الدين والدنيا نسأل الله العافية والسلامة، والواجب علينا أن نكون كما قال أئمة الهُدى، أن نبتعد عن هؤلاء، وأن نحذَرهم غاية الحذر، لأن في الجلوس معهم نسأل الله العافية والسلامة الهلاك، وفي الجلوس معهم الضلال، وفي الجلوس معهم الإنحراف عن دين الله جل وعلا. وليعلم الإنسان أن هؤلاء لا يمكن أن يتفقوا معه مادام على غير طريقهم، ولكنهم لا ييئسوا منه، ويحاولون بكل الطرائق أن يضِّلوه فإذا تمكَّنُوا منه فهذا مرادُهم، وإذا لم يتمكنوا منه فإنهم حينئذٍ سيتركونَه ويلفظونه.

فرّغها واعتنى
أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق
الخميس 15 جمادى الآخرة 1439 هـ
الموافق لـ 03 مارس 2018 م
تقرت/ الجزائر




.... يتبع قريباً -بإذن الله-

[/size]
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, أثرالمفضل, محمدالمدخلي, مسائل, الجزءالأول

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013