منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 23 Jul 2010, 05:42 PM
أبو الفضل لقمان الجزائري
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي شرح حديث: الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين( الــــــتـرفــاس )

بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) ، ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيراونساءواتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) ، ( يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ) .
أما بعد :

فقد قال الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الطب(باب المن شفاء للعين):

- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ سَمِعْتُ عَمْرُو بْنَ حُرَيْثٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الْكَمْأَةُ مِنْ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شفاء للعينِ" .
قَالَ شُعْبَةُ: وَأَخْبَرَنِي الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ عَنْ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ شُعْبَةُ: لَمَّا حَدَّثَنِي بِهِ الْحَكَمُ لَمْ أُنْكِرْهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ.(*)


قال الحافظ بن حجر في شرح هذا الحديث في فتح الباري(10/ 201):

قوله: "باب المن شفاء للعين" كذا للأكثر. وفي رواية الأصيلي: "شفاء من العين" وعليها شرح ابن بطال، ويأتي توجيهها. وفي هذه الترجمة إشارة إلى ترجيح القول الصائر إلى أن المراد بالمن في حديث الباب الصنف المخصوص من المأكول، لا المصدر الذي بمعني الامتنان، وإنما أطلق على المن شفاء لأن الخبر ورد أن الكمأة منه وفيها شفاء فإذا ثبت الوصف للفرع كان ثبوته للأصل أولى.
....قوله: "الكمأة" بفتح الكاف وسكون الميم بعدها همزة مفتوحة، قال الخطابي: وفي العامة من لا يهمزه، واحدة الكمء بفتح ثم سكون ثم همزة مثل تمرة وتمر، وعكس ابن الأعرابي فقال: الكمأة الجمع والكمء على غير قياس، قال: ولم يقع في كلامهم نظير هذا سوى خبأة وخبء. وقيل: الكمأة قد تطلق على الواحد وعلى الجمع، وقد جمعوها على أكمؤ، قال الشاعر:


"ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا"


والعساقل بمهملتين وقاف ولام الشراب، وكأنه أشار إلى أن الأكمؤ محل وجدانها الفلوات. والكمأة:
نبات لا ورق لها ولا ساق، توجد في الأرض من غير أن تزرع. قيل: سميت بذلك لاستتارها، يقال كمأ الشهادة إذا كتمها. ومادة الكمأة من جوهر أرضي بخاري يحتقن نحو سطح الأرض ببرد الشتاء وينميه مطر الربيع فيتولد ويندفع متجسدا، ولذلك كان بعض العرب يسميها جدري الأرض تشبيها لها بالجدري مادة وصورة
(**)، لأن مادته رطوبة دموية تندفع غاليا عند الترعرع وفي ابتداء استيلاء الحرارة ونماء القوة ومشابهتها له في الصورة ظاهر. وأخرج الترمذي من حديث أبي هريرة "أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: الكمأة جدري الأرض، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الكمأة من المن" الحديث. وللطبري من طريق ابن المنكدر عن جابر قال: "كثرت الكمأة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فامتنع قوم من أكلها وقالوا: هي جدري الأرض، فبلغه ذلك
فقال: إن الكمأة ليست من جدري الأرض، ألا إن الكمأة من المن" والعرب تسمي الكمأة أيضا بنات الرعد لأنها تكثر بكثرته ثم تنفطر عنها الأرض. وهي كثيرة بأرض العرب، وتوجد بالشام ومصر، فأجودها ما كانت أرضه رملة قليلة الماء، ومنها صنف قتال يضرب لونه إلى الحمرة. وهي باردة رطبة في الثانية رديئة للمعدة بطيئة الهضم، وإدمان أكلها يورث القولنج والسكتة والفالج وعسر البول، والرطب منها أقل ضررا من اليابس، وإذا دفنت في الطين الرطب ثم سلقت بالماء والملح والسعتر وأكلت بالزيت والتوابل الحارة قل ضررها، ومع ذلك ففيها جوهر مائي لطيف بدليل خفتها، فلذلك كان ماؤها شفاء للعينِ
(***).
قوله: "من المن" قيل في المراد بالمن ثلاثة أقوال:
أحدها: أن المراد أنها من المن الذي أنزل على بني إسرائيل، وهو الطل الذي يسقط على الشجر فيجمع ويؤكل حلوا، ومنه الترنجبين فكأنه شبه به الكمأة بجامع ما بينهما من وجود كل منهما عفوا بغير علاج. قلت: وقد تقدم بيان ذلك واضحا في تفسير سورة البقرة، وذكرت من زاد في متن هذا الحديث: "الكمأة من المن الذي أنزل على بني إسرائيل" .
والثاني: أن المعنى أنها من المن الذي امتن الله به على عباده عفوا بغير علاج، قاله أبو عبيد وجماعة. وقال الخطابي: ليس المراد أنها نوع من المن الذي أنزل على بني إسرائيل، فإن الذي أنزل على بني إسرائيل كان كالترنجبين الذي يسقط على الشجر، وإنما المعنى أن الكمأة شيء ينبت من غير تكلف ببذر ولا سقي، فهو من قبيل المن الذي كان ينزل على بني إسرائيل فيقع على الشجر فيتناولونه.
ثم أشار إلى أنه يحتمل أن يكون الذي أنزل على بني إسرائيل كان أنواعا، منها ما يسقط على الشجر، ومنها ما يخرج من الأرض فتكون الكمأة منه، وهذا هو القول الثالث وبه جزم الموفق عبد اللطيف البغدادي ومن تبعه فقالوا: إن المن الذي أنزل على بني إسرائيل ليس هو ما يسقط على الشجر فقط بل كان أنواعا من الله عليهم بها من النبات الذي يوجد عفوا، ومن الطير التي تسقط عليهم بغير اصطياد، ومن الطل الذي يسقط على الشجر.
والمن مصدر بمعني المفعول أي ممنون به، فلما لم يكن للعبد فيه شائبة كسب كان منا محضا، وإن كانت جميع نعم الله تعالى على عبيده منا منه عليهم، لكن خص هذا باسم المن لكونه لا صنع فيه لأحد، فجعل سبحانه وتعالى قوتهم في التيه الكمأة وهي تقوم مقام الخبز، وأدمهم السلوى وهي تقوم مقام اللحم، وحلواهم الطل الذي ينزل على الشجر، فكمل بذلك عيشهم. ويشير إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "من المن" فأشار إلى أنها فرد من أفراده، فالترنجبين كذلك فرد من أفراد المن، وإن غلب استعمال المن عليه عرفا. اهـ. ولا يعكر على هذا قولهم: {لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ} لأن المراد بالوحدة دوام الأشياء المذكورة من غير تبدل وذلك يصدق على ما إذا كان المطعوم أصنافا لكنها لا تتبدل أعيانها. قوله: "وماؤها شفاء للعين" كذا للأكثر وكذا عند مسلم. وفي رواية المستملي: "من العين" أي شفاء من داء العين، قال الخطابي: إنما اختصت الكمأة بهذه الفضيلة لأنها من الحلال المحض الذي ليس في اكتسابه شبهة، ويستنبط منه أن استعمال الحلال المحض يجلو البصر، والعكس بالعكس.
قال ابن الجوزي: في المراد بكونها شفاء للعين
قولان: أحدهما: أنه ماؤها حقيقة، إلا أن أصحاب هذا القول اتفقوا على أنه لا يستعمل صرفا في العين، لكن اختلفوا كيف يصنع به على رأيين:
أحدهما: أنه يخلط في الأدوية التي يكتحل بها حكاه أبو عبيد، قال: ويصدق هذا الذي حكاه أبو عبيد أن بعض الأطباء قالوا: أكل الكمأة يجلو البصر،
ثانيهما: أن تؤخذ فتشق وتوضع على الجمر حتى يغلي ماؤها، ثم يؤخذ الميل فيجعل في ذلك الشق وهو فاتر فيكتحل بمائها، لأن النار تلطفه وتذهب فضلاته الرديئة ويبقى النافع منه، ولا يجعل الميل في مائها وهي باردة يابسة فلا ينجع، وقد حكى إبراهيم الحربي عن صالح وعبد الله ابني أحمد بن حنبل أنهما اشتكت أعينهما فأخذا كمأة وعصراها واكتحلا بمائها فهاجت أعينهما ورمدا.
قال ابن الجوزي: وحكى شيخنا أبو بكر بن عبد الباقي أن بعض الناس عصر ماء كمأة فاكتحل به فذهبت عينه.
والقول الثاني أن المراد ماؤها الذي تنبت به، فإنه أول مطر يقع في الأرض فتربى به الأكحال حكاه ابن الجوزي عن أبي بكر بن عبد الباقي أيضا، فتكون الإضافة إضافة الكل لا إضافة جزء.
قال ابن القيم: وهذا أضعف الوجوه.
قلت: وفيما ادعاه ابن الجوزي من الاتفاق على أنها لا تستعمل صرفا نظر، فقد حكى عياض عن بعض أهل الطب في التداوي بماء الكمأة تفصيلا، وهو إن كان لتبريد ما يكون بالعين من الحرارة فتستعمل مفردة، وإن كان لغير ذلك فتستعمل مركبة، وبهذا جزم ابن العربي فقال: الصحيح أنه ينفع بصورته في حال، وبإضافته في أخرى، وقد جرب ذلك فوجد صحيحا.
نعم جزم الخطابي بما قال ابن الجوزي فقال: تربى بها التوتياء وغيرها من الأكحال، قال: ولا تستعمل صرفا فإن ذلك يؤذي العين.
وقال الغافقي في "المفردات": ماء الكمأة أصلح الأدوية للعين إذا عجن به الإثمد واكتحل به، فإنه يقوي الجفن، ويزيد الروح الباصر حدة وقوة، ويدفع عنها النوازل.
وقال النووي: الصواب أن ماءها شفاء للعين مطلقا فيعصر ماؤها ويجعل في العين منه،قال: وقد رأيت أنا وغيري في زماننا من كان عمي وذهب بصره حقيقة فكحل عينه بماء الكمأة مجردا فشفي وعاد إليه بصره، وهو الشيخ العدل الأمين الكمال بن عبد الدمشقي صاحب صلاح ورواية في الحديث، وكان استعماله لماء الكمأة اعتقادا في الحديث وتبركا به فنفعه الله به.
قلت: الكمال المذكور هو كمال الدين بن عبد العزيز بن عبد المنعم بن الخضر يعرف بابن عبد بغير إضافة الحارثي الدمشقي من أصحاب أبي طاهر الخشوعي، سمع منه جماعة من شيوخ شيوخنا، عاش ثلاثا وثمانين سنة ومات سنة اثنتين وسبعين وستمائة قبل النووي بأربع سنين. وينبغي تقييد ذلك بمن عرف من نفسه قوة اعتقاد في صحة الحديث والعمل به كما يشير إليه آخر كلامه، وهو ينافي قوله أولا مطلقا، وقد أخرج الترمذي في جامعه بسند صحيح إلى قتادة قال: حدثت أن أبا هريرة قال: أخذت ثلاثة أكمؤ أو خمسا أو سبعا فعصرتهن فجعلت ماءهن في قارورة فكحلت به جارية لي فبرئت.
وقال ابن القيم: اعترف فضلاء الأطباء أن ماء الكمأة يجلو العين، منهم المسبحي وابن سينا وغيرهما. والذي يزيل الإشكال عن هذا الاختلاف أن الكمأة وغيرها من المخلوقات خلقت في الأصل سليمة من المضار، ثم عرضت لها الآفات بأمور أخرى من مجاورة أو امتزاج أو غير ذلك من الأسباب التي أرادها الله تعالى، فالكمأة في الأصل نافعة لما اختصت به من وصفها بأنها من الله، وإنما عرضت لها المضار بالمجاورة، واستعمال كل ما وردت به السنة بصدق ينتفع به من يستعمله، ويدفع الله عنه الضرر بنبته، والعكس بالعكس، والله أعلم. أهـ . (1)

وقال بدر الدين العيني في شرحه:


قوله الكمأة بفتح الكاف وإسكان الميم وفتح الهمزة واحدها كمء وعكسه تمرة وتمر وهو من النوادر وقال ابن سيده :جمع الكمء أكمؤه وكمأة هذا قول أهل اللغة.
وقال سيبويه: ليست الكمأة بجمع كمء لأن فعلة ليس مما يكسر على فعل وإنما هو إسم الجمع.
وقال أبو حنيفة: كمأة واحدة وكمأتان وكماء وعن أبي زيد أن الكمأة تكون واحدة وجمعا وفي (الجامع ) الجمع القليل أكمؤة على أفعل والجمع الكثير كماء .
وقال صاحب ( التلويح ): الصحيح من هذا كله ما حكاه سيبويه وذكر عبد اللطيف بن يوسف البغدادي أن الكمأة جدرى الأرض وتسمى بنات الرعد لأنها تكثر بكثرته وتنفطر عنها الأرض.
وقال أبو حنيفة:أول اجتناثها سقوط الجبهة وهي تتطاول إلى أن يتحرك الحر وكمأة السهل بيضاء رخوة والتي بالآكام سوداء جيدة , وقيل:الكمأة هي التي إلى الغبرة والسواد وفي ( الجامع ) تخرج ببعض الأرض .
وقال ابن خالويه في كتابه: ليس في كلام العرب من أسماء الكمء إلا الذي أعرفك الذعلوق والبرنيق والمغرود والفقع والجب وبنات أوبر والعقل والقعيل بتقديم القاف على العين والجباة يقال كمأت الأرض أخرجت كماءها وأجبأت أخرجت جباءها وهي الكمأة الحمراء والبدأة يقال بدئت الأرض بكسر الدال وعن أبي حنيفة الفردة والفراد وعصاقل وقرحان والخماميس ولم أسمع لها بواحد قاله الفراء وعند القزاز العرجون ضرب من الكمأة قدر شبر أو دون ذلك وهو طيب ما دام غضا والجمع العراجين والفطر.
قال ابن سيدة: هو ضرب من الكمأة قوله من المن ظاهره أن الكمأة من نفس المن وأبو هريرة أخذ بظاهره على ما رواه الترمذي من حديث قتادة قال حدثت أن أبا هريرة قال أخذت ثلاثة أكمؤ أو خمسة أو سبعا فعصرتهن وجعلت ماءهن في قارورة وكحلت به جارية فبرئت وقال ابن خالويه يعصر ماؤها ويخلط به أدوية ثم يكتحل به قال ابن العربي الصحيح أنه ينتفع بصورتها في حال وبإضافتها في أخرى. وفي ( الجامع ) لابن بيطار: هي أصل مستدير لا ورق ولا ساق لها ولونها إلى الحمرة
مائل تؤخذ في الربيع وتؤكل نية ومطبوخة والغذاء المتولد منها أغلظ من المتولد من القرع وليست بردي الكيموس وهي في المعدة الحارة جيدة لأنها باردة رطبة في الدرجة الثانية وأجودها أشدها تلذذا وملاسا وأميلها إلى البياض والمتخلخلة الرخوة رديئة جدا وماؤها يجلو البصر كحلا وهي من أصلح أدوية العين وإذا رتب بها الإثمد واكتحل به قوى الأجفان وزاد في الروح الباصرة قوة وحدة ويدفع عنها نزول الماء.
وذكر ابن الجوزي أن الأطباء يقولون إن أكل الكمأة يجلو البصر وقيل تؤخذ فتشق وتوضع على الجمرة حتى يغلي ماؤها ثم يؤخذ ميل فيصير في ذلك الشق وهو فاتر فيكتحل به ولا يجعل الميل في مائها وهي باردة يابسة وقيل أراد الماء الذي تنبت به وهو أول مطر ينزل إلى الأرض فتربى به الأكحال وقيل إن كان في العين حرارة فماؤها وحده شفاء وإن كان لغير ذلك فيركب مع غيره وقال ابن التين قيل أراد أنها تنفع من تأخذه العين التي هي النظرة وذلك أن في بعض ألفاظ الحديث وماؤها شفاء من العين قال وقيل يريد من داء العين فحذف المضاف.
وقال الخطابي في قوله والكمأة من المن ما ملخصه : أنه لم يرد به أنها من المن الذي أنزل على موسى بني إسرائيل عليه الصلاة والسلام فإن المروي أنه شيء كان يسقط عليهم كالترنجبين وقد ذكرنا هذا في أول الحديث والجواب عنه أيضا وقال النووي قال كثيرون شبهها بالمن الذي أنزل عليهم حقيقة عملا بظاهر اللفظ وقيل معنى قوله الكمأة من المن يعني مما من الله على عباده بها بإنعامه ذلك عليهم
. أهـ كلامه (2)


وقال السندي في حاشيته على سنن ابن ماجة( 6/404):


الْكَمْأَة مَعْلُومَة وَقَوْله مِنْ الْمَنّ أَيْ مِنْ الْمَنّ الَّذِي أَنْزَلَهُ اللَّه عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ الْقَاضِي فَأَفَادَ أَنَّ الْمَنّ لَمْ يَكُنْ طَعَامًا وَاحِدًا كَمَا يَقُولهُ الْمُفَسِّرُونَ وَإِنَّمَا كَانَ أَنْوَاعًا وَمِنْهُ الْكَمْأَة .أهـ (3)


قال السيوطي في شرح صحيح مسلم( 5/95):


الكمأة بفتح الكاف وسكون الميم ثم همزة مفتوحة من المن الذي أنزل الله على بني إسرائيل.
قيل :هو على ظاهره حقيقة وقيل شبهها به لأنه كان يحصل لهم بلا كلفة ولا علاج والكمأة كذلك لا تزرع ولا تسقى ولا تعالج وماوها شفاء للعين.
قيل :هو نفس الماء مجردا وقيل إنه يخلط بدواء يعالج به العين
قيل :إن كان الرمد حارا فوحده وإلا فمركبا مع غيره.
قال النووي: والصحيح بل الصواب أن ماءها مجردا شفاء للعين مطلقا فيعصر ماؤها ويجعل منه في العين قال وقد رأيت أنا في زمننا من كان عمي وذهب بصره حقيقة فكحل عينيه بماء
الكمأة فشفي وعاد إليه بصره وهو الشيخ الكمال بن عبيد الدمشقي صاحب صلاح ورواية للحديث وكان استعماله لمائها اعتقادا في الحديث وتبركا به . أهـ (4)



وقال العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين :



الكمأة هي التي تعرف عند الناس بالفجع تنبت من كثرة الأمطار ولاسيما الأمطار الموسمية وهي معروفة لذيذة الطعم تنبت على الأرض وإذا كبرت يأخذها الناس بدون كلفة وبدون مشقة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم إنها من المن أي مما من الله به على عباده بيسر وسهولة وماؤها شفاء للعين يعني أن الماء الذي يستخرج منها إذا مرضت العين بسبب الرطوبة فإن هذه تشفيه بإذن الله عز وجل لأن ماءها ناشف وإن كان سائلا ينشف العين ويزيل عنها الرطوبات ولهذا قال وماؤها شفاء للعين يعني ليس من كل مرض بل من الأمراض التي أسبابها الرطوبة فإنها تشفى بإذن الله عز وجل ولكن كيف يستخرج ماؤها قيل إنها تصهر على النار ثم تعصر لأنها إذا صهرت على النار لانت ثم تعصر وقيل إنها تقطع قطعا صغيرة ثم تعصر عصرا شديدا فيخرج منها الماء ولكنه قليل . أهـ (5)


محبكم/ لقمان أبو الفضل الجزائري

غفر الله له



بالله يا ناظرا فيه ومنتفعا ** منه سل الله توفيقا لـجامعـــه
وقل أنِلهً إله الخلق مغفرة ** واقبل دعاه وجنب عن موانعه


__________________________________________________ _________
(*) صحيح البخاري (5381 ) دار ابن كثير ، اليمامة - بيروت الطبعة الثالثة ، 1407 - 1987 طبعة البغا.

(**) قال ابن الأثير في النهاية(1/703): وفيه [ الكَمْأة جُدَريُّ الأرض ] شبَّهها بالجُدَرِي وهو الحَبُّ الذي يظهر في جسد الصَّبي لظُهورها من بطن الأرض كما يظهر الجُدَرِي من باطن الجِلْد وأراد به ذَمَّها.أهـ

(***) وانظر زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم رحمه الله (4/359) طبعة الرسالة.

( 1) الفتح _ الطبعة السلفية _ .

(2) عمدة القاري شرح صحيح البخاري لبدر الدين العيني الحنفي.

(4) الديباج شرح صحيح مسلم بن الحجاج لعبدالرحمن ابن أبي بكر أبو الفضل السيوطي.

(5) شرح الشيخ رحمه الله على رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله.
د


التعديل الأخير تم بواسطة أبو الفضل لقمان الجزائري ; 23 Jul 2010 الساعة 06:32 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23 Jul 2010, 05:51 PM
أبو الفضل لقمان الجزائري
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

وللفائدة:
فإن الكمأة تسمى في لغة العرب قديما بنت الرعد و أيضا جدري الأرض.
أمافي عرف الجزائريين تسمى: الترفاس
كما يسمى في المشرق العربي: الفقع.

وكما يذكر الطب الحديث فإن فوائد ثمرة الكمأة تتلخص في ما يلي:
محتوياته :

كذلك يحتوي على الفسفور و الصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم وفتامين (ب1) و (ب2 ) وكذلك على بعض الأحماض المساعدة للجهاز الهضمي .
أنواعه :
الزبيدي ..ولونه أبيض وبحجم التفاح العادي .
الخلاسي .. ولونه يميل للحمرة وهو أطيب من الزبيدي عند البعض .
الجبي .. ويميل إلى السواد وصغير الحجم .
ا
لهوبر .. ولونه أسود وهو يسبق بقية الأنواع في الظهور وغير مطلوب ويأكله القليلون .
الفوائد :
9% بروتين - 13% سكاكر - 1% دهون - وكذلك يحتوي على نفس المعادن التي يحويها جسم الإنسان
- مطهر للعين .. وعلاج لها .. وقد أجريت التجارب على مصابين بالتراخوما وثبت مفعولها .. ويشفي بإذن الله .. كما ذكر الرسول الكريم
-قشرة الكمأة يقال أنها مفيدة لإزالة الحروق وذلك بعد تجفيف القشرة لمدة عشرة أيام في الشمس ومن ثم وضعها على الحرق يوميا ..
-علاج مقوٍ للأظافر ومنع سرعة التكسرها أو تقصفها وعلاج لتشقق الشفتين واضطراب الرؤية.
- مقوٍ للجنس وذلك بعد التجفيف والسحق ( طحن) وقبل ذلك غسلها جيدا وتنظيفها .
أما ما توصل إليه الطب الحديث بشأن الكمأة فقد أجريت دراسة إكلينيكية على مرضى مصابين بالتراخوما في مراحلها المختلفة مستخدمين ماء الكمأة في نصف المرضى والمضادات الحيوية في النصف الآخر. وقد تبين أن ماء الكمأة أدى إلى نقص شديد في الخلايا اللمفاوية وندرة في تكوين الألياف بعكس الحالات الأخرى التي استخدمت فيها المضادات الحيوية.
وقد استنتج أن ماء الكمأة يمنع حدوث التليف في مرض التراخوما وذلك عن طريق التدخل إلى حد كبير في تكوين الخلايا المكونة للألياف، وفي نفس الوقت أدى إلى منع النمو غير الطبيعي للخلايا الطلائية للملتحمة ويزيد من التغذية لهذه الخلايا عن طريق توسيع الشعيرات الدموية بالملتحمة . ولما كان معظم مضاعفات الرمد الحبيبي نتيجة عملية التليف كما أسلفنا، فإن ماء الكمأة يمنع من حدوث مضاعفات التراخوما أو الرمد الحبيبي.
كما أن هناك استعمالات داخلية وأخرى خارجية و من اهم الاستعمالات الداخلية فهي تستخدم لعلاج هشاشة الأظافر وسرعة تكسرها أو تقصفها، وتشقق الشفتين واضطراب الرؤية ، كما تستعمل كغذاء جيد حيث تبلغ قيتمتها الغذائية أكثر من 20% من وزنها حيث تحتوي على كمية كبيرة من البروتين، ويصنع من الكمأة الحساء الجيد وتزين بها موائد الأكل . ويجب أن تطبخ جيداً ولا تؤكل نيئة حيث تسبب عسر الهضم ، و تستعمل الكمأة بعد غسلها جيداً وتجفيفها وسحقها لتقوية الباءة وذلك بعمل مغلي منها بشرط ألا يقل زمن الغلي عن نصف ساعة.
أما الاستعمالات الخارجية فنجد أن عصير الكمأة يستخدم لجلاء البصر ، و إذا حك الأثمد مع الكمأة واكتحل به فإنه يصلح البصر ويقويه ويقوي أجفان العين ويدفع عن العين نزول الماء كما أنه ثبت أن ماء الكمأة يمنع حدوث التليف في مرض التراخوما وذلك عن طريق التدخل إلى حد كبير في تكوين الخلايا المكونة للألياف وعليه فإن الكمأة تستعمل على نطاق واسع في علاج التراخوما في مراحلها المختلفة.
وبالرغم من هذه الفوائد كلها ، ينصح بعدم أكل الكمأة للمصابين بأمراض في معداتهم أو أمعائهم كما يجب عدم أكلها من قبل المصابين بالحساسية والأمراض الجلدية. وينصج كذلك بتجنب أكل الكمأة نيئة وعدم شرب الماء البارد عليها إذا كانت بعد الطبخ لما في ذلك من ضرر على المعدة، ويقال انها لو لدغت حية أو أفعى شخصاً وفي بطنه الكمأة فإنه يموت مباشرة . و يجب تنظيف الكمأة من التراب الموجود في التشققات الموجودة بها. أ هــ المقصود


وهذا طبق لمن اشتهاها:( ابتسامة)

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 Jul 2010, 05:53 PM
أبو العباس أحمد الجزائري أبو العباس أحمد الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 218
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو العباس أحمد الجزائري
افتراضي

بارك الله فيك

اقتباس:
وهذا طبق لمن اشتهاها:( ابتسامة)
ذكرتنا بها....لم أذقها منذ سنوات .

التعديل الأخير تم بواسطة أبو العباس أحمد الجزائري ; 23 Jul 2010 الساعة 05:55 PM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 Jul 2010, 11:07 AM
أبو الفضل لقمان الجزائري
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

فيكم بارك.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24 Jul 2010, 06:44 PM
محمد وليد محمد وليد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: الجزائر ( الدار البيضاء )
المشاركات: 110
افتراضي

جزاك الله خيرا و أحسن الله إليك .
بحث واف كاف أتيت فيه بأقوال أهل العلم و ذيلته بأقوال أهل الطب الحديث .
فبارك الله فيك و أحسن الله إليك .
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 Aug 2010, 10:57 PM
أبو الفضل لقمان الجزائري
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

فيكم بارك الله
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الترفاس

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013