منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 Dec 2017, 03:17 PM
أبو عبد الرحمن التلمساني أبو عبد الرحمن التلمساني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 252
افتراضي الواجب على أهل العلم من العلماء الكبار ومَن دونهم ، والطلبة فيما بينهم العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله تعالى

جاءني على الواتساب .... اللهم اجز من ارسلها خيرا

عن الواقع بين طلاب العلم وأهله

ليست بقلمي بل بقلم

العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله تعالى - قال:

"أما الواجب على أهل العلم من العلماء الكبار ومَن دونهم ، والطلبة فيما بينهم :

فعلى كل منهم أن يحب للآخر ما يحب لنفسه ، وهذا واجب عمومي على جميع المسلمين .

لكن أهل العلم عليهم من هذا الحقِّ أعظمُ مما على غيرهم ؛ لما تميَّزوا به ، ولما خصهم الله به .

وعلى كل منهم أن يدين لله ويتقرب إليه بمحبته جميعَ أهل العلم والدين ، فإن هذا الحب من أعظم ما يقرِّب إلى الله ، ومن أكبر الطاعات .

وهذا الحب يتبع ما اتصف به الإنسان من الأمور التي يحبها الله ورسوله ، من العلم والاشتغال به ، والعمل ، فإن نفس الاشتغال بالعلوم الشرعية وتوابعها من أجلِّ الطاعات .

ثم حصول العلم للشخص هو من الأوصاف التي يُحَبُّ لأجلها ، ثم تعليمه للناس وعمله مما يجب أن يُحَب عليه .

فكل هذه الأمور موجودة في أهل العلم ، فلهم من الحق على أهل العلم وعلى غيرهم = أن يميِّزوا بهذا عن غيرهم ؛ لما لهم من المميزات .

وإذا عثر أحدهم وغلط في مسألة علمية؛

تعيَّن ستر ما صدر منه ، ونصيحته بالتي هي أحسن .

ومن أعظم المحرمات ، وأشنع المفاسد : إشاعة عثراتهم ، والقدح فيهم في غلطاتهم ، وأقبح من هذا وأقبح : إهدار محاسنهم عند وجود شيء من ذلك .

وربما يكون - وهو الواقع كثيرًا - أن الغلطات التي صدرت منهم ، لهم فيها تأويل سائغ ، ولهم اجتهادهم فيه ، وهم معذورون ، والقادح فيهم غير معذور .

وبهذا وأشباهه يظهر لك الفرق بين أهل العلم الناصحين ، والمنتسبين للعلم من أهل البغي والحسد والمعتدين .


والذب عن أعراض أهل العلم والدين ، ولا ريب أن هذا من أفضل القربات .

ثم لو فُرض أن ما أخطؤوا فيه أو عثروا ، ليس لهم فيه تأويل ولا عذر؛

لم يكن من الحق والانصاف أن تُهدر المحاسن ، وتمحى الحقوق الواجبة بهذا الشيء اليسير ، كما هو دأب أهل البغي والعدوان ، فإن ضرره كبير ، وفساده مستطير .


أي عالم لم يخطئ ؟! وأي حكيم لم يعثر ؟!

وقد عُلمت نصوص الكتاب والسنة التي فيها الحث على المحبة والائتلاف ، والتحذير من التفرق والاختلاف ، وأعظم من يُوَجَّه إليهم هذا الأمر : أهل العلم والدين .
فمتى لزموا هذه الأوامر الشرعية الحكيمة تبعهم الناس واستقامت الاحوال.

ومتى أخلوا بذلك ، وحل محله البغي والحسد ، والتباغض والتدابر : تبعهم الناس ، وصاروا أحزابًا وشيَعًا ، وصارت الأمور في أطوار التغالب وطلب الانتصار ، ولو بالباطل ، ولم يقفوا على حد محدود ، فتفاقم الشر ، وعظم الخطر ، وصار المتولي لكبرها : من كان يُرجى منهم - قبل ذلك - أن يكونوا أول قامع للشر !

وإذا تأملت الواقع ؛

رأيت أكثر الأمور على هذا الوجه المحزن !

ولكنه مع ذلك يوجد أفراد من أهل العلم والدين ثابتين على الحق ، قائمين بالحقوق الواجبة والمستحبة ، صابرين على ما نالهم في هذا السبيل من قدح القادح ، واعتراض المعترض ، وعدوان المعتدين .

فتجدهم متقربين إلى الله بمحبة أهل العلم والدين ، جاعلين محاسنهم وتعليمهم ونفعهم نصب أعينهم ، قد أحبوهم لما اتصفوا به ، وقاموا به من هذه المنافع العظيمة ، غير مبالين بما جاء منهم إليهم من القدح والاعتراض ، حاملين ذلك على التأويلات المتنوعة ، ومقيمين لهم الأعذار الممكنة .

وما لم يُمكنهم مما نالهم منهم أن يجدوا له محملًا ؛

عاملوا الله فيهم ؛ فعفوا عنهم لله ، راجين أن يكون أجرهم على الله ، وعفوا عنهم لما لهم من الحق الذي هو أكبر شفيع لهم .

فإن عجزوا عن هذه الدرجة العالية ، التي لا يكاد يصل إليها الا الواحد بعد الواحد؛

نزلوا إلى درجة الإنصاف ، وهي اعتبار ما لهم من المحاسن ، ومقابلتها بالإساءة الصادرة منهم إليهم ، ووازنوا بين هذه وهذه .

فلابد أن يجدوا جانب الإحسان أرجح من جانب الإساءة ، أو متساويين ، أو ترجح الإساءة ، وعلى كل حال من هذه الاحتمالات فيعتبرون ما لهم وما عليهم .

وأما من نزل عن درجة الإنصاف ؛ فهو بلا شك ظالم ضار لنفسه ، تارك من الواجبات عليه بمقدار ما تعدى من الظلم .

فهذه المراتب الثلاث : مرتبة الكمال ، ومرتبة الإنصاف ، ومرتبة الظلم = تميِّز كل أحوال أهل العلم ومقاديرهم ودرجاتهم ، ومن هو القائم بالحقوق ، ومن هو التارك .

والله تعالى المعين الموفق"اهـ .

[ الرياض الناضرة (ص٨٩٩٢) . وهو في مجموع مؤلفات ابن سعدي (٢٢/ ١٤٣١٤٥) ]


نشرها الشيخ محمد بازمول على صفحته.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن التلمساني ; 30 Dec 2017 الساعة 03:20 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013