البشائر من نصائح علماء السنة لأبناء الجزائر / نصائح الشيخ العلامة عبيد الجابري حفظه الله

[أبو عبد الرحمن التلمساني]

نصائح الشَّيخ العلَّامة عبيد بن عبد الله الجابري -حفظه الله- إلى أهل الجزائر

الحمد لله وحده، وصلَّى الله على نبيِّه محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه وسلَّم، أمَّا بعدُ:

فعن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من سلك طريقا يطلب فيه علما؛ سلك الله به طريقاً من طرق الجنَّة، والملائكة تضع أجنحتها رضًا لطالب العلم، وإنَّ العالم يستغفر له من في السَّموات، ومن في الأرض، والحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، إنَّ العلماء ورثة الأنبياء، إنَّ الأنبياء لم يُورثوا دينارًا ولا درهما، وأورثوا العلم، فمن أخذه؛ أخذ بحظٍّ وافر«.

قال الحافظ أبو حاتم بن حِبَّان -رضي الله عنه-: «في هذا الحديث بيان واضح أنَّ العلماء الذين لهم الفضل الذي ذكرناهم الذين يعلمون علم النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلم دون غيره من سائر العلوم، ألا تراه يقول: «العلماء ورثة الأنبياء»، والأنبياء لم يورثوا إلَّا العلم، وعلم نبينا صلى الله عليه وسلم، سنته، فمن تعرَّى عن معرفتها؛ لم يكن من ورثة الأنبياء« [صحيح ابن حبَّان (289/1) والحديث فيه].

وإنَّ العلماء الرَّبانيِّين هم صمام الأمان، وعلى أهل الإسلام الأخذ بنصائحهم وتوجيهاتهم، ولا سيَّما الكبار منهم الذين أفنوا أعمارهم في العلم والتَّعليم والدَّعوة إلى الله على بصيرة، ومن هؤلاء الشَّيخ العلَّامة عبيد بن عبد الله الجابري -حفظه الله- صاحب الأيادي البيضاء في نصرة السَّنَّة وأهلها والرَّد أهل البدع في القديم والحديث، وقد جاءت كلماته إلى أهل الجزائر في هذه الفتنة بالغةً في الشَّفقة والنُّصح، داعية إلى الائتلاف والاجتماع ونبذ الفرقة والاختلاف.

قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة (رحمه الله): «وهذا الأصل العظيم -وهو الاعتصام بحبل الله جميعًا وألاَّ نتفرق- هو من أعظم أصول الإسلام، وممَّا عظمت وصيَّة الله تعالى به في كتابه، وممَّا عظم ذمُّه لمن ترَكَه من أهل الكتاب وغيرهم، وممَّا عظمت به وصيَّة النَّبيِّ- صلَّى الله عليه وسلَّم - في مواطن عامَّة وخاصَّة» [مجموع الفتاوى (22/ 359)].

وقال كذلك (رحمه الله): «وتعلمون أَنَّ مِن القواعد العظيمة التي هي من جِماع الدِّين؛ تأليف القلوب واجتماع الكلمة وصلاح ذات البَين؛ فإن الله تعالى يقول: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ) [الأنفال: 1]، ويقول:(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواï) [آل عمران: 103]، ويقول:(وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [آل عمران: 105]، وأمثال ذلك من النصوص التي تأمر بالجماعة والائتلاف، وتنهى عن الفُرقة والاختلاف، وأهل هذا الأصل هم أهل الجماعة، كما أَنَّ الخارجين عنه هم أهل الفُرقة» [مجموع الفتاوى (28/ 51)].

وهذه هي كلمات الشَّيخ جزاه الله خير الجزاء وأوفاه:

1- نداء من الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري إلى إخوانه وأبنائه في الجزائر
. للإستماع والتحميل :

2- تأييد فضيلة الشيخ عبيد الجابري لبيان فضيلة الشيخ عزالدين رمضاني
.للإستماع والتحميل :

سجلت هاتان المادتان في 12 ربيع الآخر 1439 هجري .


نصيحة صريحة إلى من يحب النَّصيحة (إلى إخوانه وأبنائه في الجزائر)

فضيلة الشيخ العلَّامة: عبيد بن عبد الله الجابري -حفظه الله تعالى-
سُجِّلت هذه المادة يوم الخميس 8 جمادى الأولى عام 1439هـ

للإستماع والتحميل:

نداء من الشيخ عبيد الجابري إلى إخوانه وأبنائه في الجزائر.mp3

تأييد فضيلة الشيخ عبيد الجابري لبيان فضيلة الشيخ عز الدين رمضاني.mp3

نصيحة صريحة إلى من يحب النصيحة.mp3

للشيخ العلاّمة عبيد الجابري –حفظه الله-

وقد أجري اللقاء يوم 21 / 08 / 1439 الموافق لـ 07 / 05/ 2018






السائل: أحسن الله إليكم شيخنا السؤال يقول: هذه بعض المظاهر التي انتشرت في أوساط الشباب في خضم هذه الفتنة: أوّلاً.

العلاّمة عبيد: أيّ فتنة؟

السائل: الفتنة الحاصلة الآن –يعني- بسبب الفرقة هذه الأخيرة.

العلامة عبيد: إيه.

السائل: كثر تناقل مصطلح التهميش، والمراد به أن يُجعل السلفي الذي تكلموا فيه وله جهود في الدعوة إلى الله ومن معه من الشباب في الهامش أي لا يُستفاد منهم ولا يُقرأ لهم، فهل هذا مصطلح شرعي يُعامل به السلفي ولو وقع في أخطاء لا تُخرجه من دائرة أهل السنة؟

العلامة عبيد: كلاّ وألفُ كلاّ! نعم، كلاّ وألفُ كلاّ!

هناك قاعدة: من كان ظاهره الإسلام والعدالة فبقاؤه على إسلامه وعدالته حتى يُخرجه الدليل الشرعي، وأظنُّني –إن شاء الله- استوفيتُ هذا في شرحي على القواعد المُثلى لسماحة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله ، نعم، والكتاب اسمه: «فتح العلي الأعلى»، من محبّتي للشيخ شرحت كتابه هذا، فليراجعه من شاء، وأرجو أن يرى فيه ما يروي غليله ويشفي عليله –إن شاء الله تعالى- ولا أدّعي الكمال.

فالتهميش لا عهد له عند السلف، أبداً، وأنا أخشى أنّه من مصطلحات الرافضة، حُرّف إلى تهميش.

لا يُهمَّش أبداً، بل أهل السنة لهم مع العالم السلفي موقفان:

الموقف الأول: حفظ كرامته، وصيانة عرضه.

والثاني: أنّهم لا يتابعونه على زلّته، يردُّون خطأه، ولا يتابعونه على زلّته، نعم، فالصحابة كانوا يرد يعضهم على بعض، وفي شرحي للستّة الأصول العظيمة رسالة للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ذكرت هذا، وكنتُ رددتُ فيها أو في غيرها.
قيل لعبادة بن الصامت رضي الله عنه: يقول أبو محمد: الوتر واجب. قال: كذب أبو محمد، -هذه كذب يعني أخطأ، وليس هو الكذب- قال رسول الله ﷺ: «خمس صلوات كتبهنّ الله على عباده في اليوم والليلة» هذا أخرجه السجستاني، من هو السجستاني؟ صاحب السنن، والطيالسي، ذاك اسمه أبو داود، فهمتم؟ هذا الطيالسي شيخ الإمام أحمد من مشايخ الإمام أحمد، أمّا أبو داود فهو من تلامذته ليس شيخا له، نعم، فليراجع هذا من شاء بارك الله فيكم.

السائل: أحسن الله إليكم شيخنا، الإشكال الثاني: مما ابتُلي به كثير من الشباب أنه إذا قيل: إنّ فلانا من المشايخ تكلّم في فلان المعروف بسلفيته بغير دليل، يستعظم ذلك ويرفضه ولا يقبله، بحجّة أن هذا الشيخ المعظم عنده لا يُتصور أن يتكلم بغير دليل، وأنّ رد كلام هذا الشيخ طعن فيه، فما توجيهكم في هذا بارك الله فيكم؟

العلامة عبيد: هذا خطأ، هذا خطأ فاحش، ليس بصحيح، نعم.
وتذكرون ما قلته آنفاً الآن، نعم أهل السنة يتزاورون وهم مختلفون، نعم، ويردّ بعضهم على بعض، المخالفة تُرد، نعم، لا عصمة إلاّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، هي المعصومة، أما أقوال البشر فليست بمعصومة، وهذا من التحيّز إلى الأشخاص، لا إلى الكتاب والسنة، فيجب على المسلم أن لا ينحاز إلى الشخص، أهل السنة لا يعلمون شيئا هو تحيّز إلى الشخص، لا! إلى الكتاب والسنة، إلى الكتاب والسنة، فمن تحيّز إلى الأشخاص ضاع، يصبح آلة، كل يوم وهو في يد شخص يُطَوِّح به ذات اليمين وذات الشمال، فهمتم هذا بارك الله فيكم؟

السائل: يقول بعضهم في مشايخ الإصلاح: لا تنفعهم تزكية من زكّاهم، بل قال أحدهم: ولو زكاهم أعلم أهل الأرض، ويعلّلون ذلك بأنّ بلديَّ الرجل أعلم به من غيره، فما تعليق فضيلتكم على هذا، وهل الاستدلال بهذه القاعدة على إطلاقه؟

العلامة عبيد: أنا سمعت هذا عن الرافضة، بمعناه، كنا نلتقي بهم لما كنتُ بمركز الدعوة، لأنّي بُليت بالإدارة سنوات، مدير المركز إمّا مجاز أو منتدب خارج المملكة، فكانت الأنظار مسلطة عليّ، فكان الرافضة يقولون: أهل البيت أعلم بمن فيه، هذا ليس بصحيح أبداً، سئل عليّ رضي الله عنه رابعُ الخلفاء الراشدين: هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: «لا، وإنَّما في هذا القِراب» وأخرج صحيفة من قراب سيفه، يعني الغمد، غمد السيف، وإذا فيه الأنصباء، وفيه العقل، يعني الديّة، فهذا المعنى الذي ذكرتموه بمعنى ما نُقل عن الرافضة، نعم.

السائل: أحسن الله إليكم، وهذا سؤال آخر، أمر بعضهم بحرق كتب مَن اختلف معهم، وهم من السلفيين، وحرم قراءتها، كمجلّة الإصلاح، التي أمروا بوضعها في الأرشيف، وأنّها بزعمهم لم تعد للإصلاح، فما قول فضيلتكم؟

العلامة عبيد: وهذا خطأ فاحش، المعروف عندنا عن هذه المجلة والقائمين عليها على خير ولله الحمد، وقد زكّيناهم ونعرفهم تماماً قبل أن تنشأ ناشئة الفرقة، نسأل الله أن يكفينا وإيّاكم المُشغّبةَ بما شاء إنه على ذلك قدير.

السائل: والفتوى بإحراق كتب سلفيين –يا شيخ- هل هذا من منهج الحدادية؟

العلامة عبيد: الظاهر أنّ هذا من منهج الحدادية، يُحرقون، حتى أنّه قال صاحبهم هو محمود بن محمد الحداد، هذا مصري، ولمّا أتى إلى المملكة، وقيل له لِمَ لم تحضر درس المُسنَد؟ لم لم تحضر دروس الشيخ عبد العزيز بن باز؟ قال: لا أريد أن أضيّع وقتي، هذا معنى ما يسعى عليه المفرقون لكلمة الإصلاح وأهله في الجزائر – نسأل الله أن يكفيكم إياهم بما شاء -.
بالنسبة لفتح الباري وفيه – ولله الحمد - من العلم ما فيه، والكمال لله سبحانه وتعالى، والعصمة للسنة، لرُسُله عليهم الصلاة والسلام، لأنّهم يقولون: فتح الباري نوقد عليه النار في الدعيثة، نستدفئ به من البرد، فهمِتم؟ فهذا منهج حدادي الذي ورد عليكم وفرق بينكم، منهج حدادي، محمود بن محمَّد الحداد.

رابط الصوتية :

https://goo.gl/VFDtmT