منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 Jun 2014, 02:53 PM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي نزهة الفضلاء في المشابهة بين العلم والماء

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم


الحمد لله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبيَّ بعده.

أمَّا بعدُ:

فهذا مقال من ملح العلم طَرق فِكْري فجاذبني قلمي لإخراج ما في خاطري فانقدت له قصد إخراج المكنون، والتنزيه على الإخوان والترويح عني وعنهم، فأحببت المشاركة بما يذهب الملل، ويبعث في النفس النشاط ويدفع عنها الكسل، فجمعت شيئا من المشابهات بين العلم والماء ورد ذكرها في الكتاب والسُّنة أو في أبيات شعريَّة أو قصة مروية وجعلت لكل واحدة منها عنوانا وأتبعتها بكلام أهل العلم لتجلية المراد، وزدت المقال لطافة بإضاءة تساهم في تحسين كتابة مقال الكاتب من شربة ماء إذ يتساهل في ملح العلم ما لا يتساهل في صلبه.

1- تشبيه القلوب الحاملة للعلم بالأودية الحاملة للسَّيل.

قال تعالى: ﴿أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا﴾[الرعد: 17].

قال العلامة ابن القيم –رحمه الله- في كتابه: "الوابل الصيب من الكلم الطّيب":

«شبَّه الوحي الذي أنزله بحياة القلوب بالماء الذي أنزله من السماء، وشبه القلوب الحاملة له بالأودية الحاملة للسَّيل، فقلبٌ كبير يسع علماً عظيماً كوادٍ كبير يسع ماء كثيراً، وقلب صغير كوادٍ صغير يسع علماً قليلاً، فحملت القلوب من هذا العلم بقدرها، كما سالت الأودية بقدرها».

2- طبقات الأرض مع الماء وطبقات الناس مع العلم.

عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلَّم قال: «مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم، كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا، فكان منها نقية، قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب، أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصابت منها طائفة أخرى، إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله، ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به».[البخاري (79) ومسلم (2282)].

قال العلامة ابن القيم –رحمه الله- في كتابه: "الوابل الصيب من الكلم الطيب":

«جعل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الناس بالنسبة إلى الهدي والعلم ثلاث طبقات:

(الطبقة الأولى) ورثة الرسل وخلفاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وهم الذين قاموا بالدين علماً وعملاً ودعوة إلى الله عز وجل ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهؤلاء أتباع الرسل ـ صلوات الله عليهم وسلامه ـ حقاً، وهم بمنزلة الطائفة الطيبة من الأرض التي زكت فقبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، فزكت في نفسها وزكا الناس بها.

فهذه الطبقة كان لها قوة الحفظ والفهم في الدين والبصر بالتأويل، ففجرت من النصوص أنهار العلوم واستنبطت منها كنوزها ورزقت فيها فهماً خاصاً، كما قال أمير المؤمنين على أبن أبي طالب ـ وقد سئل: هل خصكم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشيء دون الناس؟ فقال: ـ لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، إلا فهماً يؤتيه الله عبداً في كتابه.

فهذا الفهم هو بمنزلة الكلأ والعشب الكثير الذي أنبتته الأرض، وهو الذي تميزت به هذه الطبقة عن.

(الطبقة الثانية) فإنها حفظت النصوص وكان همها حفظها وضبطها، فوردها الناس وتلقوها منهم، فاستنبطوا منها واستخرجوا كنوزها واتجروا فيها وبذروها في أرض قابلة للزرع والنبات ووردها كل بحسبه {قد علم كل أناس مشربهم} وهؤلاء هم الذين قال فيهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها، ثم أداها كما سمعها، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه».

وأمَّا (الطائفة الثالثة) ـ وهم أشقى الخلق الذين لم يقبلوا هدي الله ولم يرفعوا به رأساً ـ فلا حفظ ولا فهم ولا رواية ولا دراية ولا رعاية.

(فالطبقة الأولى) أهل رواية ودارية.

(والطبقة الثانية) أهل رواية ورعاية ولهم نصيب من الدراية، بل حظهم من الرواية أوفر.

(والطبقة الثالثة) الأشقياء لا رواية ولا دراية ولا رعاية {إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً}» اهـ بتصرف غير مخل بالمقصود إن شاء الله.

3- الماء به حياة الأرض الهامدة والعلم به صلاح القلوب الفاسدة.

قال تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُون (16) اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون (17)﴾[سورة الحديد].

قال ابن كثير –رحمه الله- في "تفسيره":

«وقوله: {اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون} فيه إشارة إلى أنه تعالى، يلين القلوب بعد قسوتها، ويهدي الحيارى بعد ضلتها، ويفرج الكروب بعد شدتها، فكما يحيي الأرض الميتة المجدبة الهامدة بالغيث الهتان الوابل كذلك يهدي القلوب القاسية ببراهين القرآن والدَّلائل، ويولج إليها النُّور بعد ما كانت مقفلة لا يصل إليها الواصل، فسبحان الهادي لمن يشاء بعد الإضلال، والمضل لمن أراد بعد الكمال، الذي هو لما يشاء فعال، وهو الحكم العدل في جميع الفعال، اللطيف الخبير الكبير المتعال».

4- بالماء والعلم تنكشف الحقائق.

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِين (264)﴾[سورة البقرة].

قال السعدي –رحمه الله- في "تفسيره":

«{كمثل صفوان} وهو الحجر الأملس الشديد {عليه تراب فأصابه وابل} أي: مطر غزير {فتركه صلدا} أي: ليس عليه شيء من التراب، فكذلك حال هذا المرائي، قلبه غليظ قاس بمنزلة الصفوان، وصدقته ونحوها من أعماله بمنزلة التراب الذي على الصفوان، إذا رآه الجاهل بحاله ظن أنه أرض زكية قابلة للنبات، فإذا انكشفت حقيقة حاله زال ذلك التراب وتبين أن عمله بمنزلة السراب، وأن قلبه غير صالح لنبات الزرع وزكائه عليه، بل الرياء الذي فيه والإرادات الخبيثة تمنع من انتفاعه بشيء من عمله».

فهذا حال الوابل مع إزالة التراب ليظهر الحجر أملسا منكشفا، وكذلك العلم في كشف الشُّبه ودحضها كما قال السعدي –رحمه الله- في "منظومة القواعد الفقهية":

اعلم هديت أن أفضل المنن ... علم يزيل عنك الشك والدرن
ويكشف الحق لذي القلوب ... ويوصل العبد إلى المطلوب

5- تأثير الماء في الحجر الصَّلب وتأثير العلم في القلب.

عن الفضل بن سعيد بن سلم قال: «كان رجل يطلب العلم فلا يقدر عليه فعزم على تركه فمر بماء ينحدر من رأس جبل على صخرة قد أثر الماء فيها فقال: الماء على لطافته قد أثر في صخرة على كثافتها والله لأطلبن العلم فطلب فأدرك»[الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع(2/179)].

فكما أن الماء يؤثر في الصِّخر مع طول الوقت، فكذلك العلم له تأثير في القلوب.

6- السيل العظيم اجتماع نقط من الماء والعلم الكثير اجتماع فوائد منثورة.

قال ابن النحاس كما في ترجمته في "بغية الوعاة"(1/13):

اليوم شيء وغدا مثله ... من نخب العلم التي تلتقط
يحصل المرء بها حكمة ... وإنما السَّيل اجتماع النقط
7- مطر الماء ومطر العلم.

قال صاحب "عدة الطلب":

والحفظ أولى ما مضى من أسس ... فادأب عليه في الضحى والغلس
إلى أن قال:

وأن تكون حافظا مستحضرًا ... تمطر طلَّاب العلوم الدُّررا
ويجد هذا الشعور كل من جلس في مجالس العلماء والمشايخ فتشعر بوابل من الفوائد ينزل عليك وينهمر عليك، وقد ذكر هذا التعبير قريبا فضيلة الشيخ الوالد عبد الحكيم دهاس –حفظه الله- في الدورة التي أقيمت بوهران تعليقا على محاضرة الشيخ مصطفى قالية –حفظه الله-، ويحرمه من حرمها، والله الموفِّق.

8- تشبيه حامل العلم بتشبيهات لها علاقة بالمياه.

فيقال لمن كان ذا علم غزير واسع: متبحِّر، أو هو بحر لسعة علمه تشبيها له بسعة البَحر، وأحيانا يقال بأنه: ريَّان علمًا كأنه نهل من العلم حتى بلغ الرِّيَّ وهو مثل الشِّبع في الطَّعام، وأحيانا يقال لمن بلغ المنتهى في العلم: بلغ قعر العلم أي: وصل إلى أسفل شيء فيه وانتهى إلى قدر لا يدرك، وإن كان القعر يستعمل في الأسفل من كل شيء فكثيرا ما يمثلون بالنهر والبحر ونحوها مما هو من موارد الماء.

فهذه بعض الملامح التي لاحت لي، ولو أعمل الواحد الفكر لاستخرج أشياء أخر؛ ثم في الختام أذكر لطيفة وعدت بها في مقدمة المقال.


إضاءة من شربة ماء في تحسين مقال


لما كنت وإخواني ممن يشارك في هذا المنتدى الطيب، فمن المناسب أن أذكر شيئا ولو يسيرا مما له علاقة بكتابة المقالات، فحاولت الربط بين شربة ماء وبين أشياء تحسن المقال، فكان كالآتي:

شربة الماء لها لذة في أول قطرات تطرق فيك، وانتهاؤها لها وقع وذوق خاص، فعلى هذا يحسن بكاتب المقال أن يجود المقدِّمة كونها أول ما يمر به البصر والخاتمة إذ إنها آخر العهد بالمقال فيعلق في الذِّهن منها أشياء حسنة، وأشار إلى هذا المعنى أحمد الهاشمي في كتابه: "جواهر الأدب"(1/39-40): «وإنما خصت الابتداءات بالاختيار لأنها أول ما يطرق السمع من الكلام، فإذا كان الابتداء لائقا بالمعنى الوارد بعده توفرت الدواعي على استعماله، والختام: أن يكون الكلام مؤذنا بتمامه، بحيث يكون واقعا على آخر المعنى، فلا ينتظر السامع شيئا بعده، فعلى الشاعر والناثر أن يتأنقا فيه غاية التأنق، ويجودا فيه ما استطاعا لأنه آخر ما ينتهي إلى السمع، ويتردد صداه في الأذن، ويعلق بحواشي الذكر فهو كمقطع الشراب يكون آخر ما يمر بالفم ويعرض على الذوق فيشعر منه بما لا يشعر من سواه...».

ثم ما ذكرته إن كانت شربة واحدة على نفس واحد، أما الشُّرب على ثلاثة أنفاس كما هو الوارد في السُّنَّة فيمكن أن يستفيد منه صاحب المقال في تبويب وترتيب مقاله وأن يجعل له فصولا يسترد معها القارئ نَفَسَه كما يفعل الشارب، ثم إن هذه الفصول كالمحطَّات يرتاح فيها القارئ ويستسهل معها طول المقال، يقول ابن حمدان كما في "الدر النضيد"(ص22) فيما يخدم هذا المعنى: «إنما بوبت الكتب ليكون أنشط للطَّالب إذا ختم بابا وشرع في آخر، وأبعث لهمته كالمراحل التي يطلبها المسافر ليرتاح عندها، ولذا كان القرآن سورا...».


هذا ما تيسر جمعه، وأرجو من إخواني الفضلاء ممن كانت له زيادة تخدم الموضوع وتساهم في إنمائه ألا يفوت فرصة ذكرها والإفادة بها، وأرجو أن يكون المقال أفاد ولو شيئا يسيرا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


تتمَّة: بعد الانتهاء من كتابة المقال وصلتني درَّة فأدرجتها فيه وآثرت ذكرها في الختام علَّها تكون آخر ما يعلَق بالأذهان، أفادينها الشَّيخ خالد حمودة -وفَّقه الله- فدونكموها:

«أصل المشابهة بين العلم والماء أنَّ الله جعل كل واحد منهما سببا في الحياة، فقال في الماء: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ المَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾[الأنبياء: 30] وقال في العلم: ﴿أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا﴾[الأنعام: 122]».





وكتب
فتحي إدريس
1435هـ/1/9


التعديل الأخير تم بواسطة فتحي إدريس ; 30 Jun 2014 الساعة 12:54 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 Jun 2014, 03:10 PM
عبد الرحمن رحال عبد الرحمن رحال غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
الدولة: الجزائر / بسكرة.
المشاركات: 347
افتراضي

لا أدري ما أقول ... أتحفتنا بهذا المقال يا أخي فتحي أسأل الله يفتح عليك أبواب رحمته.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 Jun 2014, 11:55 PM
ابو عبد الله احمد الوافي ابو عبد الله احمد الوافي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
الدولة: بسكره
المشاركات: 80
إرسال رسالة عبر Skype إلى ابو عبد الله احمد الوافي
افتراضي

مقال ماتع
جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 30 Jun 2014, 12:18 AM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

آمين وجزاكم بالمثل إخواني الفضلاء: أبا أنس، أبا عبد السَّلام، وأبا عبد الله.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 30 Jun 2014, 12:58 AM
أبو عبد الرحمن العكرمي أبو عبد الرحمن العكرمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: ولاية غليزان / الجزائر
المشاركات: 1,352
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبد الرحمن العكرمي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أبو عبد الرحمن العكرمي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الرحمن العكرمي
افتراضي

جزاك الله خيرا أتحفتنا بفوائد و درر , فانهمر السيل من روابي مقالك الوافر ماء غزيرًا سقى الأرض فأنبت و الجوف فأروى , فبورك فيك

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن العكرمي ; 30 Jun 2014 الساعة 06:40 PM
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 30 Jun 2014, 01:14 AM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

حيا الله أخي أبا عبد الرَّحمن؛ قد سررت بمرورك وتعليقك، وفيك بارك الرَّحمن.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 30 Jun 2014, 01:31 AM
أبو عبد الرحمن أسامة أبو عبد الرحمن أسامة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 509
افتراضي

مقالٌ رائعٌ؛

جزاك اللهُ خيرًا أخي فتحي وبارك في قلمكَ ..
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 30 Jun 2014, 02:01 AM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

تسلم أخي الفاضل أسامة، وأنت كذلك سرَّني كثيرًا مرورك!
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 30 Jun 2014, 03:41 PM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

من مسرَّات الفؤاد أن نقف في منتدياتنا الطيِّبة ـ زادها الله عزًّا ـ على مثل هذه المقالة.
قد يكون من أوجه الشبه بين العلم والماء أن الماء يُقذف فيه تمر أو غيره من الفاكهة الطيِّبة فينقلب نبيذًا حلوًا، وكذلك العلم ينفُخ فيه من رذاذات المُلَح فإذا هو أحلى من الشَّهد، كما هو الحال في هذا المقالة الزكيَّة، فيارك الله فؤادًا جاد بها.

التعديل الأخير تم بواسطة أبو البراء ; 30 Jun 2014 الساعة 04:02 PM
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 30 Jun 2014, 04:25 PM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

وفيك يبارك الله شيخ خالد، وجزاك الله خيرا على إضافة وجه آخر من الشَّبه بينهما بإشارة لطيفة.
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 02 Jul 2014, 12:09 AM
مهدي بن صالح البجائي مهدي بن صالح البجائي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 591
افتراضي

أنعم به من مقال، وأكرم به من ذوق، حفظك الله أبا حذيفة وزادك فضلا وتوفيقا.
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 17 Dec 2016, 10:47 PM
أبو أنس حباك عبد الرحمن أبو أنس حباك عبد الرحمن غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2016
المشاركات: 118
افتراضي

روضة العقلاء في تتمة نزهة الفضلاء في المشابهة بين العلم والماء

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أمّا بعد :
فإنّي قد سرّحتُ الطّرْف في مقالةٍ سبك صاحبها مبانيها فأتقن وحبك معانيها فأحسن، جمع فيها إضمامة من اللطائف المُفَوفةِ والمُلح المزخرفةِ في أوجه تشابه العلم بالماء فأجاد فيها وأفاد ،فهي نزهةٌ تبهج الفؤاد كما عنون وأراد ، وكان قد ختمها بإضاءةٍ ألذَّ من الشّهْد هي بحقٍ واسطةُ العِقد فجزاه ربّي جنة الخلد ** .
ثمّ إني بعد التأمل والمعاينة لاحت لي بعض المعاني من ذلك القبيل فنسجتها على منواله وجعلتها ثلاثَ شربات كما أشار هو في مقاله وهي :

***


الأولى: التعليم حال الصغر والسقيا في زمن البذر

تأملت قولهم "العلم في الصغر كالنقش على الحجر" مع ما نحن فيه من مشابهة العلم بالماء فلاح لي أنه كما أن خير الأزمان في الطلب والتعليم هو الصبا،فإن خير الأزمان في معاهدة الزرع والنبات بالسقيا هو وقت البذر ، فهذا إذا عاهدته من حينه بالماء أثمر وأينع وثبت ونبت فإن غفلت عن سقياه يبس أو كاد ،والصبي كذلك إذا تعوهد بالانشغال بالعلم والانكباب على الطلب منذ الصبا فلا يلبث حتى يصير في عداد الحذاق فإن غفلت عنه تبلد أو كاد، وفي هذا يقول الشاعر :

وإن من أدبته في الصبا …. كالعود يسقى الماء في غرسه
حتى تراه مورقا ناضرا … بعد الذي أبصرت من يبسه





الثانية: طغيان العلم وطغيان الماء

لا يزال الكتاب والأدباء يتخذون من الماء مصدرا للإلهام ومضربا للمثل في الخفة واللطافة ، و لكن قد ينقلب في أي لحظة هذا العذب الزلال إلى عذابٍ و موج كالجبال فيكون رِيُّ الأمس مهلكا للنفس و ما حديث الاستسقاء والاستصحاء منكم ببعيد.

ففي الصحيحين عن أنس بن مالك "قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتِ المَوَاشِي، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمُطِرُوا مِنْ جُمُعَةٍ إِلَى جُمُعَةٍ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَهَدَّمَتِ البُيُوتُ وَتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ، وَهَلَكَتِ المَوَاشِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ عَلَى رُءُوسِ الجِبَالِ وَالآكَامِ، وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ» ، فَانْجَابَتْ عَنِ المَدِينَةِ انْجِيَابَ الثَّوْبِ”.

ففي الأولى هلكت المواشي وانقطعت السبل لغياب الماء وفقدانه وفي الأخرى لغزارته وطغيانه فسبحان الله فكل شيءٍ عنده بقدره وميزانه.

وكذلك شأن العلم فأهله هم المثل الأسمى في التقوى والديانة والتروي والصيانة ، بعلمهم سادوا النّاس وبأدبهم كانوا لهم كالنبراس .
و لكن قد ينقلب طالب العلم بسبب طغيان علمه فيهلك ، فتجده ذا نشوة استعلاء على الأنام يسفه الأفهام وينزل الأحكام ويزدري بأقوال الأئمة الأعلام فإذا تُعقِّب قوله غضب ولم يتحمل ، و هل ما يجري اليوم من فوضى في الإفتاء والتجني على مقام الفقهاء إلاّ من آثار هذه الدهياء ؟.



الثالثة: لا يستطاع الماء و العلم براحة الجسم

فإنّ الماء العذب حلو المشرب عزيز المطلب ،كان الناس إلى عهد قريبٍ - خصوصا في الأماكن التي تندر فيها العيون والأبار - يتكلفون عناء التنقل والبحث للظفر بشربةٍ لهم ولدوابهم فمن باحث عن عين مستعذبة ومن حافر لبئر ومنقب في بطون الأرض ، فإذا ظفروا بعينٍ حطّوا الرحال وسكنوا فإذا نضبت عينهم عاودوا الرحلة وهكذا حياتهم.


وكذلك شأن العلم الصحيح فهو بعيد الشأو عزيزٌ ذو بأو وقد أحسن من وصفه بقوله "طلبته فوجدته بعيد المراد ، لا يصاد بالسهام ، ولا يرى في المنام ،ولا يورث عن الآباء والأعمام فتوسلت إليه بافتراش المدارِ ، واستناد الحجر ، وإدمان السهر وكثرة النظر ، وإعمال الفكر ومتابعة السفر ، وركوب الخطر فوجدته شيئاً لا يصلح إلا للغرس ولا يغرس إلا في النفس ، ولا يسقي إلا بالدرس” (عوائق الطلب ص20 للبرجس رحمه الله)
لمّا أدرك السلف هذا المعنى قالوا "لا يستطاع العلم براحة الجسم” (صحيح مسلم برقم 612).

فكان الواحد فيهم لكلفه بالاستفادة و شغفه بالاستزادة يتحمل كل هذه المشقة مع بعد الشقة ولسان حاله "إن العلم لا يحصل إلا لمن اعتضد الدفاتر ، وحمل المحابر ، وقطع القفار ، وواصل في الطلب الليل والنهار” (عوائق الطلب)

ثمّ هاهنا لطيفة حسنةٌ وهي أن أسباب الظفر بالماء والحصول عليه تيسرت و سهلت ، فالواحد في بيته والماء يأتيه متى شاء شرب دون أدنى مشقةٍ.

وكذلك العلم فإن أسباب طلبه و سماغه قد تيسرت، فبضغطة زرٍّ تسمع درس العالم في البلاد البعيدة على المباشر كأنك جاث بركبتيك في حلقته.

و مع ذلك فلا يُستغنى عن ماء الآبار اللذيذة والعيون العذبة إذ هي الأصل فلو استطاع الواحد ألا يشرب إلا منها لفعل.

وكذلك العلم فلا يستغني الطالب بالأشرطة و الإذاعات عن الأخذ مشافهة من أفواه الأشياخ إذ هي الأصل في الطلب.


موافقة عجيبة (لا تكاد تصدق)


بعد أن أتممت نظم تلك المعاني في قالبها ترددت قليلا في نشرها ، لكن حدثت معي الجمعة الماضية موافقتان عجيبتان بينهما سويعة من الزمن ،كانتا السبب في إغرائي أن أمضي في نشر هذه المقالة.

أولاهن أني أتيت متأخرا إلى مسجد القدس لحضور الجمعة فقصدت قاعة الصلاة السفلية، فإذ هي مكتظة عن آخرها فلمّا صعد الشيخ أزهر المنبر وندب النّاسَ للتقدم، اندفعتُ مع جمهرة من الواقفين في الباب لعلي أظفر بمكان لكني لم أجد فبقيت واقفا وسط المسجد،والشيخ قد أتى على خطبة الحاجة فلم يبق لي إلا أن أجلس في تلك السنتمترات القليلة، فأحرجتُ مَنْ كانا قدامي وخلفي أن ضايقتهما في جلستهما، ولكم أن تتصوروا من الذي كان أمامي وقد لزقت بظهره :
إنه كاتب نزهة الفضلاء ولعله يعذرني بتتمتي على مقالته !! هذه الأولى.

وأختها الأعجب منها أنّي لمّا قضيت الصلاة دخلت مكتبة العلم الصافي (الصحيح) و قلبت بعض الأقراص على غير عادتي ،فوقعت عيناي على قرصٍ عنوانه روضة العقلاء ونزهة الفضلاء … فسبحان ربّ الأرض والسماء.

وهنا انتهى القصد والأَمَم فارتفع سنّ القلم والحمد لله أولا وآخراً.

وكتبه أبو أنس ليلة 18 ربيع الأول 1438
من الجزائر المحروسة
_________________________________
** : المقال المقصود هو نزهة الفضلاء في المشابهة بين العلم والماء للعضو فتحي إدريس حفظه الله وبارك فيه ، تجده في هذا الرابط http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=13469
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 18 Dec 2016, 07:59 AM
أبوعبيد الله عبد الله مسعود أبوعبيد الله عبد الله مسعود غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2016
المشاركات: 76
افتراضي

جزاكما الله خيرا على هذا الطرح المميز ولعلي أضيف على عجل ثلاثة وجوه :

الوجه الأول : أن الماء يُحفظ من أن يختلط به ما يلوثه من مخلفات زراعية ومواد كيميائية ...
كذلك العلم يُحفظ من أن تدخله شبه المبطلين وبدع المبتدعين و نظريات الفلاسفة والمتكلمين .
الوجه الثاني: من دخل الماء وهو لايحسن السباحة ولا يكون معه من يعلمه ويحرسه سيغرق
كذلك العلم من دخله ولم يأتي البيوت من أبوابها ولم يأخذه على شيخ مفيد ناصح فإنه سيغرق.
الوجه الثالث:من عنده علم ولم يعمل به ولم ينفعه علمه مع الحاجة إليه كان ذلك العلم حجة على صاحبه وكلا عليه
كذلك من عنده ماء ولم يشرب منه ولم ينتفع به كان
كالعيس في البيداء يقتلها الظما ........والماء فوق ظهورها محمول

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبيد الله عبد الله مسعود ; 18 Dec 2016 الساعة 08:01 AM
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 03 Jan 2017, 08:49 PM
أبو عبد الله حيدوش أبو عبد الله حيدوش غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: الجزائر ( ولاية بومرداس ) حرسها الله
المشاركات: 759
افتراضي

جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013