رد مفحم لكل من يقول أن السلفيّين مفرّقة

[طه صدّيق]

نصيحة لمن يقول للذي يرد على أهل البدع: فرّقت الصف

*-*-*-*-*-*-*-*-*[الشيخ محمد بن غالب العمري]*-*-*-*-*-*-*-*
السؤال:
أحسن الله إليكم، سائل يقول في هذا الزمان الذي يرد على أهل البدع يقال له فرقت الصف فما نصيحتكم لهؤلاء؟

الجواب:
مما أذكره في مثل هذا السؤال ما أجاب به الشيخ العلامة صالح الفوزان - حفظه الله - وبارك في عمره وعمله في أن أهل البدع هم الذين فرقوا الصف في الحقيقة الواجب عليهم أن يعودوا إلى السنة وأن يلتزموا جماعة المسلمين لكنهم عندما عارضوا السنة بهذه البدع هم الذين فرقوا وأما أهل السنة فهم باقون على الأصل وهو التمسك بالسنة والحرص عليها والعمل بها الذين فرقوا هم أهل البدع الذين أنشأوا البدع واتّبعوا أهل البدعِ ونشروا هذه البِدع فخالفوا في ذلك الأصل، إذًا يقال إنّ الأصل هو مع أهل السُنّة الذين تمسَّكُوا بالسُنّة فلم يُغيِّروا ولم يبدّلوا وفي تحذيرهم من البِدع هم مُتّبعون في ذلك للأوامر النّبوِيّة كما في قوله - جلّ وعلا - حينما ذكر قول الله - سُبحانه وتعالى: ﴿ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ﴾[ آل عمران:7]،كما في حديثِ عائشة قال النّبيّ - صلّى الله عليه وسلّم -: (( أُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ)) وجاء في الصّحيح من قولِ الملائِكة مُحمّد فرّق بين النّاس، فهل يُقال إنّ هذا على سبيل الذّم؟ نعم فالنّبيُّ - صلّى الله عليه وسلّم - فرَّق بين المؤمن والكافِر فرّق بين الطَّائع والعاصِي، فرّق بين المُسلم والمنافِق، إذا كان النّبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - فرّق بين النّاس وفي ضبطٍ فَرْقٌ بين النّاس فهو يُفرِّق- عليه الصّلاة والسّلام – ولابُدّ أن نُفرّق الله - جلّ وعلا - ذكر في كِتابه الكريم الكُفّار وذكر المُنافِقين بل ذكر الفُرُوق بين أهل الإسلام الظّالم لنفسه والمقتصِد والسّابق بالخَيرات فذكر أنّهم على منازل ومراتِب كيف نحنُ لنا أن نجعل المسلمِين على سبيلٍ واحِد وطريقٍ واحد: ﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ( 35 ) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (٣٦)﴾ [ القلم: ٣٥]، الله - سبحانَه وتعالى- فرّق والنّبيُّ - صلّى الله عليه وسلّم – فرّق، قال: (( الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الأُمَّةِ ، إِنْ مَرِضُوا فَلا تَعُودُوهُمْ ، وَإِنْ مَاتُوا فَلا تَشْهَدُوهُمْ )) هذا تحذيرٌ من النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال: (( الْخَوَارِجُ كِلابُ أَهْلِ النَّارِ )) هذا تفريق من النّبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - وتحذيرٌ وبيانٌ أن الخوارج على ضلال، فيأتي رجل ينتسِب إلى الإسلام ويقول لابد أن نجتمِع جميعًا لا هذا يُخالِف الأوامِر النّبويّة والهدي النّبوي، في الحقيقة هؤلاء هم الذين يُفرِّقون وأهل السُنّة في تحذيرهم من البِدع وفي تحذِيرهم من أهلِ البِدع هم يحضُّون على الاجتماع وعلى الاعتِصام بما أمر الله – جل وعلا – من الاعتصامِ به.

---------
مستفاد من: شرح الأصول الستة - الدرس 01 / الأصل الأول والأصل الثاني | للشيخ: محمد بن غالب العمري
منقول من موقع ميراث الأنبياء

[أبوعبد الله مهدي حميدان السلفي]

جزاك الله خيرا

[طه صدّيق]

آمين و إيّاك أخي