المجموع المنتخب من وصايا الإمام سفيان الثوري لطلبة العلم: العمل بالعلم
الحمد لله رب العالمين،وصلى الله وسلم على نبينا محمد،وعلى آله وصحبه أجمعين،أما بعد:فمما استفدته من شيخنا خالد حمودة-حفظه الله-أن طالب العلم لو وجه التوجيه الصحيح في طلب العلم لكان له الأثر الكبير في تحصيله للعلم،وإن من الضعف الذي يكون عليه طلبة العلم من جهة قلة اعتنائهم بتوجيه الأشيخ والعلماء.
ومن فوائد شيخنا-حفظه الله-أن الإمام الكبير سفيان الثوري من رؤوس السلف الكبار،ومن العلماء الأفذاذ الذين لهم كلام عجيب،ونصح عظيم،ومن ذلك ما يتعلق بتوجيه طلبة العلم والدعاة إلى الله إلى الطريق الصحيح في هذا الباب،فأحببت أن أجمع من كلام هذا الإمام المنتخب الذي يستفاد منه في هذا الباب،وأسأل الله تعالى أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح إنه سميع مجيب.
العمل بالعلم:
أخرج أبو نعيم في الحلية 6/ 361 وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 1/664 والخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 1/94 عن مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيُّ، يَقُولُ: زَيِّنُوا الْعِلْمَ بِأَنْفُسِكُمْ وَلَا تَزَيَّنُوا بِالْعِلْمِ .
وأخرج أبو نعيم في الحلية 6/362 وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 1/663 عن عَبْدَ اللهِ بْنَ دَاوُدَ، يَقُولُ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: إِنَّمَا يُطْلَبُ الْعِلْمُ لِيُتَّقَى اللهَ بِهِ فَمِنْ ثَمَّ فُضِّلَ، فَلَوْلَا ذَلِكَ لَكَانَ كَسَائِرِ الْأَشْيَاءِ.
وأخرج ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 1/665 عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: «إِنَّمَا يُتَعَلَّمُ الْعِلْمُ لِيُتَّقَى اللَّهُ بِهِ وَإِنَّمَا فُضِّلَ الْعِلْمُ عَلَى غَيْرِهِ؛ لِأَنَّهُ يُتَّقَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ»
فهذا توجيه حسن عظيم مبارك بأن يعتني طلبة العلم في تحصيلهم للعلم بالعمل الصالح،إذ المقصود من طلبهم وتحصيلهم هو الوصول إلى مراضي الله وعبادته سبحانه،وتحقيق تقواه،ومن ثم فضل العلم الشرعي لأنه يقود صاحبه لكل خير،وإلا صار حجة على صاحبه ووبالا عليه.