منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 16 Dec 2015, 09:19 PM
أم ياسمين السلفية أم ياسمين السلفية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 159
افتراضي أثر إمام التابعين مسروق رحمه الله مستفاد من درس الشيخ لزهر حفظه الله

أثر إمام التابعين مسروق رحمه الله مستفاد من درس الشيخ لزهر حفظه الله
حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن عاصم عن أبى الضحى قال اجتمع مسروق وشتير بن شكل في المسجد فتقوض إليهما حلق المسجد فقال مسروق لا أرى هؤلاء يجتمعون إلينا إلا ليستمعوا منا خيرا فإما أن تحدث عن عبد الله فأصدقك أنا وإما أن أحدث عن عبد الله فتصدقنى فقال حدث يا أبا عائشة قال هل سمعت عبد الله يقول : العينان يزنيان واليدان يزنيان والرجلان يزنيان والفرج يصدق ذلك أو يكذبه فقال نعم قال وأنا سمعته قال فهل سمعت عبد الله يقول ما في القرآن آية أجمع لحلال وحرام وأمر ونهى من هذه الآية إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى قال نعم قال وأنا قد سمعته قال فهل سمعت عبد الله يقول ما في القرآن آية أسرع فرجا من قوله ومن يتق الله يجعل له مخرجا قال نعم قال وأنا قد سمعته قال فهل سمعت عبد الله يقول ما في القرآن آية أشد تفويضا من قوله يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله قال نعم قال وأنا سمعته

هذا الأثر الذي يرويه أبو الضحى عن إمامين من أئمة التابعين الذين تتلمذوا و أخذوا العلم عن أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم و أنعم بهم من حسن معلمين ناصحين مربيين رضي الله عنهم أجمعين،
أولهما هو مسروق و هذا لقبه عرف به لأنه سرق وهو صغير أي اختطف من أهله ثم رجع فعرف بهذا اللقب و الله تعالى منً عليه بعد ذلك فأصبح إمام من أئمة التابعين و أخذ العلم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى كان من خواص تلاميذ ابن مسعود رضي الله عنه قال عنه الشعبي رحمه الله "ما علمت أحدا كان أطلب للعلم من مسروق".

فتقوض إليهما حلق المسجد أي اجتمع عليهما من كان في المسجد و هذا لعلو شأنهما و قدرهما و هكذا كان سلف هذه الأمة يعرفون قدر العالم و يعرفون لأهل الفضل فضلهم و ينزلون الناس منازلهم مصداقا لقول النبي صلى الله عليه و سلم " ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويجل عالمنا".
فقال مسروق لا أرى هؤلاء يجتمعون إلينا إلا ليستمعوا منا خيرا و هذا من فضل أهل العلم على الأمة أن الناس لا يجتمعون عليهم إلا للخير الذي عندهم لظنهم أنهم على استقامة و دين و على علم وهذا سبب لرفعتهم قال تعالى " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ"
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "يرفع الله بهذا الكتاب أقواما و يضع به أخرين"
و الخير كل الخير ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فإما أن تحدث عن عبد الله فأصدقك أنا وإما أن أحدث عن عبد الله فتصدقنى
اهتدى مسروق رحمه الله إلى طريقة ليحدث عن عبد الله بن مسعود رضي الله أحاديث سمعها عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فعوض أن يحدث مباشرة بالأسانيد بالطريقة المعهودة اختار هذه الطريقة ليشوق السامع فهذا يكون أشد وقعا على السامع من مجرد رواية الحديث والناس إذا اجتمعوا الواجب على أهل العلم و الصلاح أن يشغلوهم بما ينفعهم من العلم حتى لا يخوض الناس فيما لا ينفع خاصة في هذه الأزمنة التي كثر فيها المنكر وقل فيها المعروف
فقال حدث يا أبا عائشة أبو عائشة كنية مسروق رحمه الله.
قال هل سمعت عبد الله يقول كأنه يسأله و ليس المراد منه السؤال ولكن الغرض هو أن يسمع الحضور ويتعلموا كما فعل جبريل عليه السلام " هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ".
العينان يزنيان واليدان يزنيان والرجلان يزنيان والفرج يصدق ذلك أو يكذبه فهذه الجوارح يقع منها الفعل المحرم و الفجور فالعينان تزنيان بالنظر المحرم و اليدان بالمس المحرم و البطش و الرجلان بالمشي إلى الحرام و الفرج يصدق ذلك أو يكذبه أي إما يقع الإنسان في هذه الفاحشة لوجود مقدماتها أو يتجنبها و يتوب إلى الله "إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ"
قال فهل سمعت عبد الله يقول ما في القرآن آية أجمع لحلال وحرام وأمر ونهى من هذه الآية " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"
هذه الأية التي وصفها عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بأنها أجمع أية في كتاب الله للحلال و الحرام وهو أعلم الصحابة بهذا الكتاب بأسباب النزول و المعاني و التفسير.
يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى في باب الحلال و الطاعات
وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ في باب الحرام و النهي
قال فهل سمعت عبد الله يقول ما في القرآن آية أسرع "فرجا من قوله ومن يتق الله يجعل له مخرجا" والتقوى أن يجعل بينه وبين سخط الله وقاية بفعل المأمورات وترك المنهيات يجعل له مخرجا أي أن نتيجة التقوى هي النجاة من كل كرب في الدنيا والأخرة ولهذا من لزم التقوى في السر والعلانية سيرى من آيات ربه الشيء العجيب كيف أن الله يدفع عليه من الشرور ويسهل عليه أموره.
قال فهل سمعت عبد الله يقول ما في القرآن آية أشد تفويضا من قوله "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"
المؤمن يفوض كل أمره إلى الله تبارك و تعالى و الإسراف بمعنى الإفراط وهو مجاوزة الحد وهو منهي عنه في ديننا فالاسلام دين اعتدال ووسطية فهو حسنة بين سيئتين الإفراط و التفريط بين الغلو و الجفاء
لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ فالله تعالى يدعوهم إلى رحمته التي وسعت كل شيء
بعض الفوائد

اهتمام السلف بتوجيه الناس و اغتنام مجامعهم في الخير
أهمية التحديث عن السلف وخاصة الصحابة رضي الله عنهم و أثر ذلك في نفوس الناس
أهمية حسن اختيار المواضيع و المواعظ على حسب ماتقتضيه المناسبة على قاعدة لكل مقام مقال
بيان أجمع أية في كتاب الله
بيان سعة رحمة الله جل و علا و قبوله لتوية عباده
وجوب حسن الظن بالله تبارك و تعالى و التوكل عليه دائما و أبدا

هذا ما تيسر لي كتابته عن الشيخ حفظه الله فإن أصبت فمن الله و إن أخطأت فهو من سوء فهمي و تقصيري والشيخ منه براء جزاه الله عنا خير الجزاء.

التعديل الأخير تم بواسطة أم ياسمين السلفية ; 16 Dec 2015 الساعة 09:24 PM
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013