معنى الجدال و المراء لغة
قال الراغِبُ : الجِدالُ : هو المُفاوَضَةُ على سَبيلِ المُنازَعة والمُغالَبة ، وأصله : مِن جَدَلْتُ الحَبلَ : إذا أحكَمْتَ فَتْلَه ، فكأنّ المُتجادِلَيْنِ يَفْتِلُ كل واحدٍ الآخَرَ عن رأيِه .
وقِيل : أَصْلُ الجِدالِ : الصِّراعُ وإسقاطُ الإنسان صاحِبَه على الجَدالَة . وكُل مِن الجَدَلِ والجِدالِ والمُجادَلَةِ جاء في القُرآن . وقال ابنُ الكَمال : الجِدالُ : مِراءٌ يَتعلَّقُ بإظهارِ المَذاهبِ وتَقريرِها .
وقال الفَيومِيُّ : هو التَّخاصُمُ بما يَشْغَلُ عن ظُهورِ الحَقّ ووُضُوح الصَّواب ، ثم استُعمِل على لِسانِ حَمَلَةِ الشَّرع في مُقابَلَةِ الأَدِلَّة
قالَ المَناوِي : المراءُ طَعْنٌ في كَلامِ الغَيْرِ لإظْهارِ خَلَلٍ فيه مِن غَيْر أَن يَرْتَبطَ به غَرَضٌ سِوَى تَحْقِيرِ الغَيْر .
وقالَ ابنُ الأثير : المِراءُ الجِدَالُ ، والمُمَارَاةُ المُجادَلَةُ عَلى مَذْهبِ الشَّكِّ والرِّيبةِ ، ويقالُ للمُناظَرَةِ مُمارَاة لأنَّ كلَّ واحِدٍ يَسْتَخْرجُ ما عنْدَ صاحِبِه ويَمْتَرِيه كما يَمْتَرِي الحالِبُ مِن الضَّرْع . {تاج العروس}
قال الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى في شرح لمعة الاعتقاد:
الجِدَال: مصدر جَادَلَ، والجَدَلُ منازعة الخصم للتغلب عليه، وفي القاموس الجَدَلُ: اللَّدَدُ في الخصومة، والخصام: المجادلة فهما بمعنى واحد.
وينقسم الخصام والجدال في الدين إلى قسمين:
الأول: أن يكون الغرض من ذلك إثبات الحق وإبطال الباطل وهذا مأمور به إما وجوباً، أو استحباباً بحسب الحال لقوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}
الثاني: أن يكون الغرض منه التعنيت، أو الانتصار للنفس، أو للباطل فهذا قبيح منهي عنه لقوله تعالى: {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا}
وقوله: {وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ}
وفرق الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى بين المراء والجدال والمناقشة :
فقال رحمه الله تعالى:
فعندنا الآن : مراء وجدال ومناقشة.
المراء: أن يجادل لينتصر لقوله.
الجدال: أن يجادل لانتصار الحق.
المناقشة: قد يكون يناقش مع أستاذ لأجل أن يتبين له العلم
. عن الأوزاعي قال: إذا أراد الله بقوم شراً فتح عليهم الجَدَل ومنعهم العمل.
وعن معروف بن فيروز الكرخي قال: إذا أراد الله بعبد خيراً فتح له باب العمل وأغلق عنه باب الجدل، وإذا أراد الله بعبد شراً فتح له باب الجدل وأغلق عنه باب العمل. {اقتضاء العلم العمل }