حياك الله أخي الفاضل أبا عبد الرحمان، ووفقك لما يحبه ويرضاه.
واعلم ـ أخي ـ أن الحرص على الإفادة مطلوب، لكنه مشروط بالتثبت من الفائدة قبل نشرها وبثها، لا سيما في مكان عام كالمنتديات، فإن كثيرا من القراء ـ إن لم نقل الأكثر ـ لا يتحققون من كل ما كتب ونقل.
ومن أمثلة ذلك هذه القصة التي أوردتها، فهي لا تصح سندا ولا متنا.
أما سندا: فإن راويها عن الزهري هو: الوليد بن محمد الموقري، أبو بشر البلقاوي، مولى يزيد بن عبد الملك بن مروان الأموي. وهو ضعيف متروك يروي عن الزهري العجائب بل كذبه بعضهم. كما هو مبثوت في كتب التراجم.
وأما متنا فيكفينا قول الحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ معلقا على هذه القصة بعدما أوردها في السير (5/85): (الحكاية منكرة، والوليد بن محمد: واه، فلعلها تمت للزهري مع أحد أولاد عبد الملك، وأيضا ففيها: من يسود أهل مصر؟
قلت: يزيد بن أبي حبيب، وهو من الموالي.
فيزيد: كان ذاك الوقت شابا لا يعرف بعد.
والضحاك، فلا يدري الزهري من هو في العالم، وكذا مكحول يصغر عن ذاك). والله أعلى وأعلم.
|