نصيحةٌ قيِّمة لمن ابتلاهُ الله بِرجُلِ سُوء ؟ من الإمام إبن قيّم الجوزيَة
نصيحةٌ قيِّمة لمن ابتلاهُ الله بِرجُلِ سُوء
قال الإمام إبن قيّم الجوزيَة في كتابه الماتع "الوابِل الصَيّب من الكَلِم الطيّب" :
[وأمّا ميِّت القلبِ فيوحِشُك ما له ثم فاستأنس بغيبته ما أمكنك، فإنك لا يوحشك إلا حضوره عندك، فإذا ابتليت به فأعطه ظاهِرك، وترحل عنه بقلبك، وفارقه بسِرك، ولا تشتغل به عما هو أولى بك.
واعلم أن الحسرة كل الحسرة الاشتغالُ بمن لا يجُرُ عليك الاشتغال به إلا فَوْتُ نصيبك وحظك من الله عز وجل، وانقطاعكَ عنه، وضياع وقتك عليك وشتات قلبك، وضعف عزيمتك، وتفَّرُق همَِّك.
فإذا بُليت بهذا -ولا بد لك منه- فعامِل الله تعالى فيه، واحتسب عليه ما أمكنك، وتقرب إلى الله تعالى بمرضاته فيه، واجعل اجتماعك به متجراً لك لا تجعله خسارة، وكُن معه كرجلٍ سائرٍ في طريقِه عرض له رجل وقفه عن سيره، فاجتهِد أن تأخذه معك وتسير به فتحمله ولا يحملك، فإن أبى ولمََ يكن في سيره مطمع فلا تقف معه بَل اركب الدرب، ودعه ولاتلتفت إليه، فإنه قاطع الطريق ولو كان أي من كان، فانجُ بقلبك، وضن بيومك وليلتك، لا تغرب عليك الشمس قبل وصول المنْزِلة فتؤخذ أو يطلعُ عليك الفجر وأنت في المنزلة، فتسير الرِّفاق فتصبحُ وحدك، وأنى لك بلحاقهم.]
[الوابِل الصَيّب من الكَلِم الطيّب - إبن قيِّم الجَوزيَة/ص: 108/ط: دار الإمام مالك - الجزائر ]
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق ; 20 Jan 2012 الساعة 02:30 PM
|