منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 05 Jun 2013, 12:05 AM
ابنة السلف ابنة السلف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 366
افتراضي [تباعدت القلوبُ فِي هذا الزمان]..موعظة مقتطفة

بسم الله الرحمن الرحيم
موعظةٌ هي مرآةٌ للواقعِ! ذكرها الشيخُ: عبد العزيز السلمان -رحمه الله- في بعض كتبه.
،،،

"موعظةٌ!
عباد الله! لقد تباعدت القلوب فِي هذا الزمان تباعدًا ينبغي أن يُبكَى له أشدَّ البكاءِ!!
وأصبحنا بهذا التباعد لا إخاءَ بيننا!
والسبب الوحيد* فِي ذلك أنَّ عشقنا (الدنيا) قضى نهائيًا على كل محبوب، وأصبح الهدف الوحيد هو الحصول عليها من أي طريق كان!
فالقلب واللسان والجوارح مشغولة ليلاً ونهارًا فِي طلب (الدنيا)! فهي المنتهَى والمشتهى؛ على حدِّ قول الشاعر فيها، وهي تُلَقَّبُ: أم دفر، والدَّفر: النّتن!
أَبَى الْقَلْبُ إِلا أُمَّ دَفْرٍ كَمَا أَبَى ... سِوَى أُمَّ عَمْروٍ مُوجَعُ الْقَلْبِ هَائِمُ
هِيَ الْمُنْتَهَى وَالْمَشْتَهَى وَمَعَ السُّهَى ... أَمَانِي مِنْهَا دُونَهُنَّ الْعَظَائِمُ
وَلَمْ تَلْقَنَا إِلا وَفِينَا تَحَاسُدٌ ... عَلَيْهَا وَإِلا فِي الصُّدُورِ سَخَائِمُ!
آخر:
عَجِبْتُ مِنَ الدُّنْيَا وَذَمِّي نَعِيمَهَا ... وَحُبِّي لَهَا فِي مُضْمَرِ الْقَلْبِ بَاطِنُ
وَقَوْلِي أَعِذْنِي رَبِّ مِنْ كُلِّ فِتْنَةٍ ... وَأُكْلَفُ مِنْهَا بِالَّذِي هُوَ فَاتِنُ!
آخر:
أَرَى أَشْقِيَاءَ النَّاسِ لا يَسْأَمُونَهَا ... عَلَى أَنَّهُمْ فِيهَا عُرَاةٌ وَجُوَّعُ
أَرَاهَا وَإِنْ كَانَت تُحَبُّ كَأَنَّهَا ... سَحَابَةُ صَيْفٍ عَنْ قَرِيب تَقَشَّعُ!

آخر:
لِسَانُكَ لِلدُّنْيَا عَدُوٌ مُشَاحِنٌ ... وَقَلْبُكَ فِيهَا لِلّسَانِ مُبَايِنُ!
وَمَا ضَرَّهَا مَا كَانَ مِنْكَ وَقَدْ صَفَا ... لَهَا مِنْكَ وَدٌ فِي فَؤُادِكَ كَامِنُ!

فللدّنيا! يعقُّ الولدُ أباه، ويقاطع أخاه، وهو يعرف تمامًا أنه شقيقه
وللدنيا! المشاغباتُ بين الجيران والمتعاملين
فللدنيا مكانةٌ اليوم أَنْستِ الخلقَ خالقَهم ورازقَهم!
فإن حضروا للصلاةِ؛ فالأبدانُ حاضرة، والقلوب مع الدنيا!
فعلتِ الدنيا بالناس اليوم أفاعيل ما كانت تخطر على البال، ومن أجلِ الدنيا؛ ترى الخلق فِي قلاقلَ وأهوالٍ!
زُر المحاكم وانظر؛ ترى العجبَ العجاب
كلُّ ذلك -وأعظم مِنْه- سببه: حبُّ الدنيا، والانهماك فيها
فأين نحن من سلفنا الصّالح الذين قال اللهُ تعالى فِي وصفهِمْ: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} الفتح: 29
فانظرْ شهادة الله لهم أنهم {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} وهل تقتضي الرحمة إلا عطفًا مِنْهُمْ على إخوانهم وإحسانًا!
وانظرْ إِلَى قوله تعالى:
{يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}الحشر: 9
هكذا يكون المؤمنون!
لذلك كَانَت هيبتهم فِي نفوس أعدائهم ترتعد مِنْهَا فرائصُ الشجعانِ، وكانوا سادة الدنيا يشهدُ بذلك العدوُّ قبل الصديقِ، فإن كنت فِي شكٍّ مما ذكرنا لك، فانظر إلى مَا ذكره المحققون من المؤرخين.
اللهم اجمعْ قلوب المؤمنين على محبتك وطاعتك، وأزلْ عنهم مَا حدث من المنكرات
واغفرْ لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين!
وصلى الله على محمد وعَلَى آله وصحبه أجمعين".
انتهت.
* والسبب الذي ذكره الشيخ، قد ترفده أسبابٌ أخرى، والله أعلم.

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013