جزاكم الله خيرا على هذا النقل المفيد الذي فيه تذكير لكل مؤمن بضرورة إمساك لسانه عما لا يعنيه وعن الخوض في أعراض المسلمين، فإننا نرى في بعض المستقيمين الجدد تساهلا واضحا في هذا الجانب، وقد جاء في حديث أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ، وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ، لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعُ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ»، وممّا ذكره بعض أبناء العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله- أنّه كان لا يسمح لأحد أيّا كان بأن يذكر رجلا من المسلمين بسوء أمامه، وممّا أتذكّره في هذا المقام ما أورده الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في كتابه البداية والنهاية (13/121) عن سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ قَالَ: ذَكَرْتُ رَجُلًا بِسُوءٍ عِنْدَ إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَنَظَرَ فِي وَجْهِي وَقَالَ: أَغَزَوْتَ الرُّومَ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَالسِّنْدَ وَالْهِنْدَ وَالتُّرْكَ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: أَفَسَلِمَ مِنْكَ الرُّومُ وَالسِّنْدُ وَالْهِنْدُ وَالتُّرْكُ وَلَمْ يَسْلَمْ مِنْكَ أَخُوكَ الْمُسْلِمُ؟ ! قَالَ: فَلَمْ أَعُدْ بَعْدَهَا" ، فنسأل الله أن يرزقنا الورع والخلق الحسن .
|