منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 26 Jan 2011, 10:40 PM
محمد الهاشمي محمد الهاشمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 101
افتراضي جواب اشكال في باب الصفات - للشيخ صالح آل الشيخ وفقه الله


بسم الله الرحمن الرحيم

السائل: من مذهب السلف في باب الصفات، فهم المعنى وتفويض الكيف،
والسؤال هنا: كيف يُفهم المعنى؟ هل يُفهم بلازم الصفة؟
فمثلا صفة اليد يُفهم معناها من خلال اللازم من كونها يدا وهو أنها تقبض وتبسط وتطوي، ومن صفة القدم أنها يوطأ بها، أم أنه لا يفهم ذلك باللازم؟
فإن لم يُفهم المعنى باللازم فيكف يفهم؟ أبلغة العرب التي قد لا نجد معنىً واضحا في قواميسها، كأن يُقال مثلا في معنى اليد: اليد معروفة، أو تُفسر بما لا يمكن أن يكون معنىً لصفة من صفات الله تبارك وتعالى، كأن يُقال في اليد: هي الجارحة المعروفة.

الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد:
فأرحب بالإخوة من أحبابنا من الإمارات، ولاشك أن التواصل العلمي والدعوي بين المهتمين بالمنهج السلفي أصل من الأصول؛ لأنه يحصل بهذا التواصل من الخيرات الدينية والعلمية ما لا يدخل تحت حصر.

وطالب العلم عموما يحصل له في مسيره العلمي كثير من المشكلات، وفهم المشكل علم كما نص عليه القرافي في الفروق في أحد المسائل التي عرض لها قال فيها: (وحظي منها معرفة الإشكال؛ إذ معرفة الإشكال نوع من العلم). وهذا صحيح لأنهم الذي علم هو الذي يستشكل.
والمقصود به الاستشكالات المهمة، أما استشكالات الطلبة والدارسين، الاستشكالات المعروفة المدرسية، فهذه ليست هي المقصودة، ولكن استشكالات التحرير تحرير المسائل، استشكالات وزن الأقوال، هذا لاشك أنه من العلم.

فهذه المسالة التي ذكرتها هي من هذا القبيل، فإنها مما يُشكل ويستشكله كثير على مذهب السلف، ما المقصود بإثبات الصفة وتفويض الكيفية، والسلف لم يعبروا بإثبات المعنى كما عبّرت في السؤال، وإنما كان مذهبهم الإيمان بظاهر النصوص وأن لا يتجاوزوا القرآن والحديث فيها، وأن يكون هذا الإيمان إيمان في الصفات، إيمان بإثبات الصفة إثباتا مع قطع الطمع في إدراك الكيفية.

فيكون معنى ذلك أن السلف يثبتون الصفات وهذا الإثبات هو إثبات معنى لا إثبات كيفية للصفة.

وإثبات المعنى معناه أن الصفات الذاتية أو الصفات الفعلية للرب جل جلاله وتقدست أسماؤه، هذه الصفات لها معاني مختلفة، فليس معنى صفة الوجه هو معنى صفة اليد أو اليدين لله جل وعلا، وليس معنى صفة النزول هو معنى صفة الاستواء، وليس معنى صفة الاستواء هو معنى صفة الرحمة، وليس معنى صفة الرحمة هو معنى صفة الإرادة، وليس معنى صفة الغضب هو معنى صفةالانتقام، وهكذا... فهذه الصفات التي وصف الله جل وعلا بها نفسه أو وصفه بها رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تختلف، لـمَّا اختلفت ألفاظها اختلف صفات الله جل وعلا بها، بمعنى أنَّ كلَّ صفة تُثبَت كما وردت.

فمن ذلك صفة الوجه لله جل جلاله كما في قوله: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ[الرحمن:27]، وكما في قوله جل وعلا: ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ[البقرة:115]، عند من قال إنها من آيات الصفات، ونحو ذلك مما فيه إثبات هذه الصفة الجليلة. ويدل عليه من السنة قوله عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ «حجابه النور لو كشفه لأحرقت سَبُحَات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه» والأدلة في إثبات هذه الصفات كثيرة معروفة.

فالوجه نقول فيه: إن الوجه معروف في اللغة، أو معروف عند الناس، والمعروف هو المعنى الكلي لا المعنى الإضافي؛ لأن الصفات بعامة -ليس المقصود صفات الله جل وعلا- ما يحصل في الناس أو في الخليقة في اللغات كها ثَم معاني كلية وثَم معاني إضافية، المعاني الكلية هذه ليست موجودة في الواقع؛ لكنها موجودة في اللغة موجودة في الإدراك؛ لكن المعاني الإضافية هذه هي التي تُدرك لأنّها رُئيت أو عُرفت إلى آخره، إذا نظرت مثلا لصفة الوجه بعامة، فإن كل أحد يسمع كلمة وجه، يُدرك المعنى الكلي له أنه صفة شريفة تحصل بها المواجهة، وأنها أشرف ما في الموجود ونحو ذلك، مما يكون بعامة يعني يحصل له معرفة للوجه يتصور الوجه هو شيء معين؛ يعني من حيث المعنى الكلي، إذا جاء غلى المعنى الإضافي، فإنه إذا قيل له وجه لا بد يُحدَّد هل هو وجه إنسان يتصور وجه الإنسان على نحو ما رأى، وجه حمار على وجه ما رأى، وجه عصفور فيتصوره على نحو ما رأى، ووجه كذا وكذا فيتصوره على نحو ما رأى.

لهذا، المعنى الكلي هو الذي يثبت في الصفات؛ لأن المعنى الإضافي لا ندركه، المعنى الإضافي لا يدرك، وهذا المعنى الكلي ليس شرطا أن يكون موجدا في اللغة، لماذا؟ لأن كتب اللغة معنية ببيان الاضافيات لا ببيان الكليات، وقليل منها من يذكر أحيانا المعنى الكلي.
ممن يذكر المعاني الكلي ابن فارس في مقاييس اللغة، ويذكرها وتارة يغلب عليه النظر في الإضافي؛ ولكن كثير يذكر المعنى الكلي.

إذا تقرر هذا، فإذن لا نقول إن هذه الصفات إثبات المعنى فيها هو إثبات هو إثبات للازمها، وإنما نقول إثبات الصفة هو إمرارها كما جاءت على ظاهرها ولا نقول إن الوجه معناه كذا أو ينطبع في ذهني أن الوجه معناه كذا، إنما نقول الوجه لله جل وعلا صفة وهو غير صفة اليدين، إذا جاء في النصوص تفسير لآثار الوجه أو لعمل اليدين، مثل ما قلت في اليدين يقبض يبسط، يخفض ويرفع، بيده اليمنى القسط وبيده الأخرى كذا، مثل ما جاء في النصوص نمرها كما جاءت؛ ولكن لا تفسر بلازمها.

وعدم التفسير باللازم لأجل أن لا يفضي إلى محظورين:
المحظور الأول: أن تفسيرها باللازم يُذهب الكلية اللغوية، والكلية اللغوية هي الإمرار كما جاءت، والتفسير باللازم لاشك أنه سيفضي أنك تفسرها باللازم عند البشر، مثل ما قلت في القدم في السؤال هي التي يوطأ بها، القدم سميت بذلك لأنها هي التي تتقدم ما عند الانتقال هي التي تتقدم؛ ولكن هذا أيضا يدخل فيه الحس الإضافي.

ولذلك نقول إن إثبات الصفات إثبات كما جاءت، والمهم فيها كوننا ما نقول أننا نفوض المعنى، إثبات المعنى معناه الإيقان بأن الوجه غير اليدين، واليدين غير القدم، والقدم غير الساق، والعينان غير السمع، والبصر غير السمع وغير الكلام، الرحمة غير الإرادة، الغضب غير الرضا، الغضب غير إرادة الانتقام، وهكذا... كل صفة مستقلة بمعنى من المعاني لا يُفسَّر، الغضب غير الرضا معروف يعني تدركه أنت أنه غضب؛ لكن قد يكون إدراك الإنسان له إدراك بآثاره؛ لكن هو يتصور أن الغضب غير الرضا، لكن هو الغضب على حقيقته في الله جلَّ وعلا لا يتصوره، لكنه يتصور الأثر فيما يعرف، فينطبع في ذهنه شيئان: الأمر الأول أن الغضب صفة غير الرضا لاشك بالمقابل لها تماما. الثاني أن آثار الغضب يحذرها ويخافه.

فإذن إثبات الصفة هنا إثبات وجود وإثبات تمايز وتغاير بينها وبين الصفات الأخرى دون إثبات للوازم إلا إذا وردت النصوص.


السائل: جزاك الله خيرا يا شيخ، الذي منعنا من مسألة الاضافة، الاضافة المعينة، أنها جزء من الحقيقة...
الشيخ: المعنى الاضافي
السائل: المعنى الاضافي، نعلم أنه جزء من الحقيقة
الشيخ: إيش معناه أنه جزء من الحقيقة؟
السائل: أنه يعني نفوض الحقيقة أو الكيف
الشيخ: ما نفوض المعنى؛ لكن نفوض حقيقة الكيفية أما حقيقة اللفظ أو المعنى ما نفوضها.


المصدر
: شريط بعنوان: "جلسة في بيت الشيخ"، "سؤالات العبدان" لفضيلة الشيخ: صالح بن عبد العزيز آل الشيخ -حفظه الله تعالى

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 Jan 2011, 06:16 AM
خلفة أسامة الميلي خلفة أسامة الميلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: فرجيوة_حرسها الله_ شرق الجزائر
المشاركات: 167
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى خلفة أسامة الميلي إرسال رسالة عبر Skype إلى خلفة أسامة الميلي
افتراضي

بارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 Jan 2011, 09:22 PM
أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خير الجزاء أخي محمدا..


والله درة عظيمة النفع..


من أروع ما يقرأ المرء ويتعلم..



ولاشك أن التواصل العلمي والدعوي بين المهتمين بالمنهج السلفي أصل من الأصول؛ لأنه يحصل بهذا التواصل من الخيرات الدينية والعلمية ما لا يدخل تحت حصر
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
آل الشيخ, إشكال في الصفات, توحيد, عقيدة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013