منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 06 Nov 2014, 11:43 PM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي [مقال جديد] : نصيحة لأهل السنة الغرباء ، للشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نصيحة لأهل السنة الغرباء
للشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله

الحمد لله الذي هدانا للحق وفضلنا وإياكم على كثير من الخلق وصلوات الله وسلامه على أفضل الخلق قاطبة محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب
بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معاد بن عدنان وهذا متفق عليه في نسبه الشريف -صلى الله عليه وسلم-
وما فوق عدنان مختلف فيه ولا خلاف في أن عدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام

الأشهر من بنيه إسماعيلُ *** إسحاقُ كلٌّ منهما رسولُ

وكان إسماعيل والدَ العربْ *** كما سيأتي عند ذِكرِنا النَّسَبْ

وهْوَ الذبيحُ دونما مجادلهْ *** ومن يقل إسحاقُ لا برهان لهْ

وهْوَ الذي أبوه قد أسكنهُ *** في حرم الله الذي آمنهُ

وقد بنى الكعبة معْ أبيه عن *** أمر الإله ذي الجلال و المِنَنْ

وقد رُويْ بناؤه من قبل ذا *** وذاك عن أهل الكتاب أُخِذَا


فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:

فإن النعمة العظيمة بعد الهداية إلى الإسلام الهداية إلى سلوك طريق السنة، ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّـهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾
أيها الإخوة والأبناء نحن في هذا الزمن نعيش غربة الإسلام من جميع الجوانب، غربة أهل الإسلام الصادقين بين أهل الكفر، فلا ديمقراطية، ولا علمانية، ولا لبرالية، ولا قومية
ولا بعثية، ولا أخوة أديان، إنما ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ فأهل الإسلام غرباء بين أهل الملل، وفي هذا الزمن استحكمت الغربة وأصبح القائمون بالإسلام أقل الناس، والمتمسكون به قليل
والدعاة إلى سنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- والممسكين الناس بها أقل من القليل.

فأهل الإسلام غرباء بين أهل الملل، وأهل السنة غرباء بين أهل الأهواء والبدع، وأهل الأهواء والبدع ثنتان وسبعون فرقة، وأهل السنة والحق والاتباع طائفة واحدة
فالحمد لله الذي جعلنا وإياكم من هذه الطائفة، الطائفة الناجية المنصورة التي تدعو، التي آمنت بالسنة وعظَّمتها وقدَّمتها على كل رأي وقياس، على كل قول قائل وبدعة وهوى
ثم دعت إلى ذلك، فهؤلاء المتمسكون بالسنة والممسكون بها في هذا الزمن أغرب الناس وغربتهم تأتي من ناحيتين أو إن شئت قل من ثلاث:

الطائفة الأولى: هم أهل الكفر بشتى مللهم واختلاف نحلهم، وأنتم تسمعون في هذه الأيام في الإذاعات المسموعة والمطبوعة والمرئية إن كنتم تنظرون إلى المرئية والحمد لله
لا نكاد نراها إلا في السنة حسنة كما يقال، ولكنا نسمع المسموع ونرى ونقرأ في المطبوع، تسمعون جميعا تكالب أهل الكفر على أهل الإسلام، تارة يرمونهم بالأصولية، وتارة يرمونهم بالرجعية
وتارة يرمونهم بالأصولية الوهابية وفي هذا الزمن، العصر الحاضر من قرابة عشر سنوات من سبتمبر وجاي ما تسمعون إلا لفظة الإرهاب، فهذا من أعداء الله الكفرة، وقد عرفوا وهم أهل
دراسة واطلاع واستقراء لأحوال العالم، كما أننا نعرفهم هم أيضا يتعرفون علينا، قد عرفوا أن مصدر الخوف الذي يرعبهم إنما هو الإسلام الحقيقي الصحيح، وقد أدركوا أن المتمسكين به
هم الأعزة والأقوياء بإيمانهم بالله -جل وعلا-واتباعهم لرسوله -صلى الله عليه وسلم-، قبل النظر إلى الماديات والحسيات من أسلحة ونحوها، فأدركوا خطورة أهل الإسلام الصادقين
فأصبحوا جاهدين بكل ما يستطيعون من تشويه سمعتهم وتشكيك الناس في دين الله -تبارك وتعالى- وكلما حدث حادث من أهل الأهواء نسبوه إلى من سمعتم، إلى أهل الإسلام الصادقين
إلى أهل السنة الحقيقين وألصقوا بهم تهمة الإرهاب، هذا جانب ولن يضير أهل الإسلام الصادقين بإذن الله ذلك في شيء.

الجانب الثاني: أهل الأهواء من أمة الإسلام التي وقع فيها الافتراق، فإن الافتراق قد حصل في أمته - صلى الله عليه وسلم- وقد جاء في بعض طرق حديث الافتراق
المروي عن عدد من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ومنهم أبو هريرة -رضي الله عنه- ومنهم معاوية -رضي الله عنه- قال: (( وَأَنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ))
وقوله -صلى الله عليه وسلم- هذه الملة يعني ملة الإسلام، فهذا دليل صريح قاطع على أن الافتراق في أمة الإجابة، لا كما يقول من لا حظ له من العلم بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
من أن الافتراق في أمة الدعوة وعليه فأمة الإجابة أمة الإسلام كلها أمة واحدة، هذه مغالطة في النقليات ومباهتة في الحسيات، مباهتة في الحسيات إنكار للواقع المحسوس
وإنما أراد هؤلاء أن ينفوا الضلالة عنهم إذ فارقوا سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسنة خلفائه الراشدين وطريقة الصحابة الأكرمين -رضي الله عنهم أجمعين- فأراد أن يرمي بالخلاف
هذا بعيدا، فيقول الخلاف في أمة الدعوة، أما أمة الإجابة فلا شيء، لا خلاف حاصل بينهم، والكل أهل إسلام ويعظمون هذا النبي ويتبعونه ولا خلاف، وهذا قاله من قاله ممن لا حظ له
من العلم الموروث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإلا فما معنى الأحاديث الواردة في أهل الأهواء والبدع عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثل قوله:
(( الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الأُمَّةِ، إِنْ مَرِضُوا فَلا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلا تَشْهَدُوهُمْ)) ومثل قوله -صلى الله عليه وسلم- ((يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلاتَكُمْ مَعَ صَلاتِهِمْ ، وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ
وَأَعْمَالَكُمْ مَعَ أَعْمَالِهِمْ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَلا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ)) في الخوارج.

قال فيهم -صلى الله عليه وسلم- ((إِنَّ مِنْكُمْ مَنْ يُقَاتِلُ عَلَى تَأْوِيلِ هَذَا الْقُرْآنِ كَمَا قَاتَلْتُ عَلَى تَنْزِيلِهِ)) وأراد به علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فيما صح خمسة عشر حديثا في
مقدم صحيح مسلم في هذا الباب، في الخوارج والتحذير منهم مع وصفهم بالعبادة والقراءة وكلما وصفهم به -صلى الله عليه وسلم- من العبادات قال فيه للصحابة: "تحقرون كذا إلى فعلهم"
وفي رواية: (( لَيْسَ قِرَاءَتُكُمْ إِلَى قِرَاءَتِهِمْ بِشَيْءٍ وَلَا صَلَاتُكُمْ إِلَى صَلَاتِهِمْ بِشَيْءٍ )) يعني إذا نظرت إليها احتقرتها قليلا، ولكن هذا القليل هو النافع لأنه على الجادة والاتباع
أما الكثرة فلا عبرة بها ما لم تكن على الاتباع، قال -جل وعلا-: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ ﴿٢﴾عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ ﴿٣﴾تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً﴾ فالعبرة بإحسان العمل ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾
وقال فيهم -صلى الله عليه وسلم- ((هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ ))، ((شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ))، (( كِلَابُ النَّارِ))، (( طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ )) هذا في من؟ في الخوارج
والخوارج لم يكفرهم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وهذه عقوبتهم وهذا فيه أبلغ رد وأصرحه بدلالة المنطوق على من يقول إن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يجعل لأهل البدع عقوبة
بعد هذه الأحاديث ما جعل لأهل البدع عقوبة؟ يقول في القدرية: (( الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الأُمَّةِ )) قالوا: القدرية الأولى كفار، طيب! الخوارج؟ ماذا تقولون فيهم؟ قيل لعلي -رضي الله عنه-:
"أكفارٌ هم؟ قال: من الكفر فروا، أمسلمون هم؟ قال: من الإسلام مرقوا" الحديث، كما تعلمون، ويقول فيهم -صلى الله عليه وسلم- هذه المقالة البليغة: ((كِلَابُ النَّارِ))، (( هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ))
(( شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ ))، (( طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ))، ((فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ )) إلى غير ذلك من الألفاظ، فهؤلاء قاله فيهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وإذا نظرت إلى
المرجئة وجدت كلام أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فيهم، وقد روي في ذلك حديث وفيه ما فيه من مقال، إذا نظرت إلى الجهمية وجدت حالهم، المعتزلة وجدت حالهم
هؤلاء من واجههم واجههم علماء السنة والحديث وواجهوهم وما قالوا كفار أصليين، كفروهم لأنهم يدعون الإسلام ولكن حالهم غير ذلك، كفرت الجهمية من ثلاثمائة آية في كتاب الله -تبارك وتعالى-
كما قال السلف -رحمهم الله- وهكذا الأشعرية والكلابية أصلها والماتريدية وعد ما شئت، هؤلاء ممن ينتسبون إلى الإسلام، والخلاف بين أهل السنة وبينهم وهم ليسوا كفار أصليين
فهذا فيه أعظم رد على هؤلاء الذين يقولون المقالة المتقدمة من أن الخلاف في أمة الدعوة، وهؤلاء كلهم حرب على أهل السنة.

فالخوارج يكفرون أهل السنة ويستحلون قتالهم كما استحلوا قتال أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتفصيل مذهبهم ليس هذا مكانه ومجمله أنهم يقولون: صاحب الكبيرة ليس بمسلم
حلال الدم والمال وفي الآخرة خالد مخلد في النار، وجاءت المعتزلة فوافقتهم في حكم الأخروي، وقالوا عن صاحب الكبيرة: إنه خالد مخلد في النار وفي الدنيا لا كافر ولا مسلم، إيش؟
منزلة بين المنزلتين، طيب! إذا كان منزلة بين المنزلتين ما هي هذه المنزلة؟ ما استطاعوا أن يبينوها لنا،

إذًا دعوكم منها، النتيجة في الآخرة ما هو؟ خالد مخلد في النار، إذا هو كافر، وإن لم تسموه الحاصل هؤلاء جميعا انبروا لحرب أهل السنة والحروب فيما بينهم مدونة ومسطورة وتكفير بعضهم
لبعض في الكتب مسبوق، ولكن إذا جاء العدو المشترك وهم أهل السنة والأثر اجتمعوا عليهم، وزادت عليهم في هذه الأعصار التنظيمة الحزبية السياسية الماكرة الفاجرة التي
رفعت مظلة الإسلام كما يقولون: الإسلام وكفى، ما هو هذا الإسلام في القدر المشترك المتفق عليه بين هذه الطوائف جميعا ما يسعهم في أن يتعاونوا لنصرة الإسلام واسترداد
الحرية المسلوبة من المسلمين، فالرافضي والإباضي والصوفي والأشعري والماتريدي والجهمي والمعتزلي كلهم يعملون لاسترداد الإسلام المضيع والحرية المسلوبة من المسلمين
وشعارهم نتعاون فيما اتقفنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه، شعارهم لا أمر بمعروف ولا نهي عن منكر، هذا شعارهم، وإن لم يقولوه بصريح العبارة، لكن معنى العبارة هو هذا
ولهذا كما قال عبد المتعال الجبري تجد دور الإخوان المسلمين تتسع لهؤلاء جميعا، ومسائل الخلاف لا تثار بينهم بحال، الرفض والسنة سواء عندهم والسنة التي يزعمونها السنة ما هي؟
التصوف والتمشعر والماتردية والتجهم، هذه هي السنة في مقابل الرفض، والخوارج كلهم سواء ويتفقون على أهل الإسلام ويرمونهم بمثل ما رماهم به الكفار الأصليون، هذا الطرف الثاني
أو الجانب الثاني وقد هيأ الله -جل وعلا- أئمة السنة من قديم الدهر للرد على هؤلاء وأقامهم في كشف بواطين هؤلاء وفضحها، وإظهار أكاذيبهم وألاعيبهم على الناس وكتب أهل
السنة ولله الحمد في الردود على هذه الطوائف مدونة وموجودة والمكتبة الإسلامية ولله الحمد السلفية عامرة بها.

الصنف الثالث أو الجانب الثالث: من زعم أنه من أهل السنة وذهب يحارب السنة وأهلها وهذا أشد الأنواع الثلاثة ضررًا وأعظمهم خطرا، لأنه مندس في صفوف أهل السنة
يقول درس توحيد العبادة ما هو خرافي ولا قبوري، درس توحيد الأسماء والصفات ما هو معطل ولا ممثل ولا مفوض، طيب! وبقية أبواب العقيدة أين ذهبت؟ خروج على الحكام عندهم
وموالاة أهل البدع عندهم ويضاف على ذلك الإنكار على أهل السنة في ردودهم على أهل البدع ومحاربة البدع، فينتصرون لأهل الأهواء والبدع من أهل السنة، هذه هي السنة التي
يقولون إنهم هم أهلها، سنة من؟ سنتهم هم التي ارتضوها لأنفسهم وخطها لهم زعماؤهم وقادتهم، قادة الأحزاب السياسية، فلهذا تجد الواحد منهم لابد وأن ينكشف
فتجده يذم أهل السنة ابتداءً في الخفاء ثم في لحن القول فإذا قوي صرح بذلك، فعاد مع أهل الأهواء الظاهرين، ولكن متى بعد أن يأخذ شريحة من أبناء السنة ويتعلقون به كما حصل
ذلكم عندنا في هذه البلاد، وللأسف يقال أبناؤنا أهل التوحيد، أهل التوحيد، التوحيد ليس بالإرث، فإن الله -جل وعلا- قد أخبرنا عن خليله -صلى الله عليه وسلم- إبراهيم حينما قال:
﴿ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴿٣٥﴾رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾.

فعبادة الأصنام الظاهرة عُصم منها الأنبياء بل من وفقه الله لدين الإسلام فإنه ينكرها من عامة المسلمين، فكيف بهذا الرجل الذي هو أمة، أبو الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام- يقول:
﴿وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾ الشرك الظاهر، فكيف بما دونه؟ ومن اللطائف في الموافقات أن هذا الدعاء لسيد الحنفاء وأبي الأنبياء في عصره إبراهيم –عليه الصلاة والسلام-
ويفسره ويتكلم عليه بكلمة لطيفة موافقةً إبراهيم التيمي، فإبراهيم الداعي وإبراهيم المعلق والمفسر، وهذا من لطائف الموافقات: إبراهيم وإبراهيم، فقال -رحمه الله-: من يأمن البلاء بعد إبراهيم؟
ما كنا نظن أنه سيأتي يوم من الأيام تحمر أنوف أبناء أهل التوحيد والسنة لأهل الأهواء والبدع، ولكن صار البلاء في حين غفلته وغرته من الأشياخ والآباء والأولياء فدب هذا البلاء إلينا
فأصبح الإنتاج محلي بعد أن كان مستوردا، فالإخوان إخواني سعودي وتبليغي سعودي وسروري قطبي سعودي موجود، ما ينكر هذا أحد ومن أنكر هذا فهو كمن يحاول أن يغط الشمس
بخصفة من الحصير وهي في كبد السماء ليس دونها سحاب، من أنكر هذا فهو مباهت في الحسيات، فهؤلاء يقولون الإخوان المسلمون: ها نحن فمن أنتم؟
وهؤلاء يقولون: جماعة التبليغ، جماعة الدعوة والأحباب وتنظيم خمسة وستين، التنظيم القطبي الذي صار في أمره ما صار وشرد أصحابه شذر مذر ذاك اليوم وقتل سيد قطب رأس الضلالة
فتفرق أتباعه في الأمصار اجتمعوا في الآونة المتأخرة، فوجدوا لهم في هذه البلاد للأسف موطأ ومرتعا خصبا حتى تقطبت جباه أبناء كثير من أهل هذه البلاد، إذا ذكرت هؤلاء المبتدعة
وحذرت منهم، يغضبون لهم وذلك لأنهم رضعوا لبنهم في البدعة، فصاروا لهم أبناء من الرضاعة في البدعة، البدعة أمهم تجمعهم، فاستراح أولئك وصار الكلام من الداخل، للأسف هذا الصنف
من الناس الآن يقال ما في سرورية ولا قطبية، من أين جئتم بهذا الكلام؟ ما في جماعة اسمها قطبية ولا سرورية، بعد هذه المواجهات الطاحنة الضارية بين السلفيين وبين القطبيين السروريين
وشهادات السروريين أنفسهم بوجود جماعتهم وأنها قائمة، يقال لنا في هذه الأيام بعد أن فرغ من الأمر ما في قطبية ولا سرورية، من أين هذه الجماعة؟ ما شاء الله! أنت من أين جئت بهذا الكلام؟
والله -جل وعلا- يقول: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ ويقول: ﴿ مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ ، ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى
اللَّـهِ كَذِبًا لِّيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ هذا الآن يصدر ممن ينتسب إلى السنة وللأسف سروري يكتب بخط يده، يقول: وأنا أعمل في جماعة ومخطوطته عندي، عندي بخط يده، وأنا أعمل في
جماعة وهذه الجماعة ليس لها، ليست بواحدة من الجماعات المعروفة على الساحة اليوم.

الجماعات المعروفة التكفير والهجرة والإخوان الخط العام والتبليغ وهو انتهج الخط القطبي، وليس لنا اسم نرتضيه سوى مسمى أهل السنة والجماعة لأننا لا نجد أحسن من هذا الاسم أو قال
أفضل من هذا الاسم، ليش؟ من عاش تلك الأيام معنا فأنا أذكره الآن، السروريون عندنا كانوا يغضبون إذا قلت سلفي، أثري، أهل الحديث، لا لا لا، أهل السنة والجماعة ومن أراد مصداق
ذلك فليرجع إلى الأشرطة المسموعة قبل عشرين عاما، فكان يغضبهم أن تقول إنك سلفي، أو أثري، أو من أهل الحديث، نحن عندنا أهل السنة، والسلفي، وأهل الحديث، وأهل الأثر
أسماء لمسمى واحد، هم لا، لو قالوا أثري انكشفوا، أعمالهم ما أعمال أهل الأثر، لو قال: سلفي انكشف، أعمالهم ما هي أعمال أهل الأثر والسلف الصالح، لو قال: من أهل الحديث انكشف
لأن أعماله ليست هي أعمال أحمد -رحمه الله- ولا البخاري، ولا سفيان، ولا سفيان، ولا حماد، ولا حماد، ولا مالك، ولا الشافعي، ولا إبراهيم، ولا إسحاق، ولا هؤلاء، أعمالهم ما هي
أعمال هؤلاء، ينكشف، إذًا ما في إلا المظلة العامة أهل السنة والجماعة، طيب! الأشاعرة يقولون عن أنفسهم أهل السنة والجماعة، والماتردية يقول عن أنفسهم أهل السنة والجماعة
يقول خليل أحمد السهارنفوري من المتأخرين دعك من الأولين: أما بعد: فإننا مقلدون في أصول الدين لإمامي أهل السنة والجماعة: أبي الحسن الأشعري، وأبي منصور الماتريدي
ما شاء الله! ما شاء الله! هذا هو أهل السنة والجماعة ومتبعون من الطرائق الصوفية لأربع طرائق الطريقة الجشتية والطريقة القادرية والطريقة النقشبندية والطريقة السهروردية، طبعا هو مدح
كل طريقة بوصف الطريقة العلية وكذا والطريق المرضية كذا، ما أحفظها، لكن هي هذه الأربعة الطرائق، ما شاء الله! إذا النبي -صلى الله عليه وسلم- على أي طريق كان؟! انكشف!
فكلمة أهل السنة فضفاضة وهؤلاء استغلوها، والآن تعاد هذه الأسطوانة المشروخة التي قد حطمها بفضل الله دعاة الدعوة السلفية الصادقين، يوم أن واجهوا هؤلاء وانبروا لهم
وهذا المتكلم قابع في بيته، لا يدري شيء عن هذه، والآن يأتي علينا ويحاربها باسم الغلو، ويسمي وصف هؤلاء بأنه غلو وتفريق للأمة وصوته مسجل ومحفوظ ومسموع وموجود في النت
أي إذابة لأهل السنة والجماعة وتمييع لهم بعد هذا في مواقفهم من أهل الأهواء والبدع؟

نقول لهذا القائل: أنت ما حضرت الوطيس حين حمي بين أهل الإيمان وعسكر السنة والقرآن وأتباع سيد قطب الذين عاثوا فسادا في تلك المدة، بل لم تنبس ببنت شفة
فأنت أجنبي وليس لك الحق في أن تحكم، لأنك تحكم بجهل ولا تدري

إن كنت لا تدري فتلك مصيبة *** وإن كنت تدري فالمصيبة أعظمُ

تعالَ إلينا نخبرك اطلب الدليل، أما أن تريد الحكم هكذا من غير دليل وتريد الناس تتبعك وتريد أن تمرر عليهم باطلك بعد هذه المدة كلها فلا وألف لا، نحن لك بالمرصاد كما كنا لهم بالمرصاد.

واللهِ بيننا وبينك الميدان وهذه الكتب مكتوبة والماء يكذب السباح الذي يدعي السباحة وهو كاذب يبينه الماء، هذه الكتابة بين أيدينا، إذا نص عالم يقتدى به معتبر لا [...] أن فيه سرورية، طيب!
خط سرور بخط يده بجرة القلم ليس طباعة، لا تدري، لأنك ما عندك استعداد أن تسأل عنه، إذا كنت ما تدري أو يمكن يمنعك الكبر أن تسأل عنه إن كنت لا تدري، ويدريه من درى.

بلغنا أن سهلًا ذم جهلًا *** علوما ليس يدريهن سهل

علوما لو دراها ما قلاها *** ولكن الرضا بالجهل سهل


سهل، الكلام كل واحد يتكلم، لكن الإثبات، أين هو؟ البينة على المدعي، فمثل هذه الترهات معشر الأبناء الآن تشيع بدعوى التعقل، وبدعوى العدل، وبدعوى الإنصاف، وبدعوى الأخلاق
وبدعوى الرأفة بأهل السنة، وبدعوى التأصيل، وخذ من الدعاوى العريضة التي إذا جئت ونظرت إلى حقيقتها وإذا بها سراب، فاحذروا معشر الإخوة والأبناء من هذ الصنف من الناس
فإن الخطر واللهِ منه أشد من الحزبي البارز، ومن الحزبي الظاهر، جهم بن صفوان ما فيه بأس أن تأخذ العلم عمن لم يبدعه، من لم يبدع الجهم بن صفوان لا بأس أن تأخذ عنه العلم
إذا كان هناك عالم صاحب سنة وأنت تستفيد منه وما فيه غيره وما بدع الجهم بن صفوان ما يضرك، خذ عنه العلم، ما شاء الله! عالم يعلم سنة، ما هي السنة التي يعلمها؟
أولا ناقش معنى عالم، ما هو؟ نسأل: من هو هذا العالم؟ العالم هو العالم الشرعي،

العِـلم قال الله قال رسولـه *** قال الصحابة هم أولـوا العرفان

ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فـلان

والعلم أقسام ثلاث ما لها *** من رابع والحق ذو تبيان

علم بأوصاف الإله وفعله *** وكذلك الأسماء للرحمن


فهذا هو العالم، العالم هو وارث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي يدري سنته (( إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ ))
علم النبي -صلى الله عليه وسلم- هو سنته وحديثه، يقول ابن حبان: "من تعرى عن معرفة حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسنته فليس هو من وراثه -صلى الله عليه وسلم-
" هذا هو علم الحديث وعلم السنة وعلم الشريعة المستنبطة منهما من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فإذا كان هذا العالم يعلم السنة ما يعرف البدع التي خالفت
أهل السنة ويعرف أهلها؟ عالم وسني ما مر عليه شيء اسمه الجهمية، لما يدرس عقيدة أهل السنة؟ ما يعرف شيء اسمه جهمية؟ إذا مرت عليه لفظة جهمية ما يعرف هذه
الجهمية إلى من نسبت؟ من هو هذا الرجل الذي نسبت إليه؟ ما يكلف نفسه ويعرف من هو جهم؟ هذا ما هو عالم!

خرج المرودي بإسناده في زوائده على كتاب الورع للإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- تعالى، قال: سئل أبو بكر الوراق -رحمه الله- هذا قد أثنى عليه أحمد وأوصى بأن يستفتى من بعده
ولما قيل له يعني فيه شيء عنده من العلم فيه قلة، قال: جدير بأن يوفقه الله للحق، رجل صالح، سئل المرودي: من لم يكفر جهم أيجلس إليه؟ قال: لا! واللهِ! يكفر جهم، يجلس
إليه مجرد جلوس، لا! واليوم من لم يبدع يعني نزلت الدعوة يبدع جهم؟ وهو سلفي وسني وعنده علم، خذ العلم عنه، من لم يبدع جهم ماذا يستفاد منه؟ هذا الآن يشيع بين الناس
وبين بعض طلبة العلم من بعض المتصدرين للتعليم، واللهِ لا يجوز أن يقال مثل هذا الكلام وأن يبث في صفوف طلبة العلم السلفيين، أهل السنة، لا يجوز أن يقال هذا، لأن فيه غشا
لأهل السنة وإماتة لحاجز الولاء والبراء من أهل الأهواء والبدع،

يا أبا عبد الله الرجل يسأل عنه أحمد -رحمه الله- تعالى، الرجل يُرى مع الرجل من أهل البدع، حذره منهم فإذا رأيته بعد ذلك يماشيه ألحقه به، أهجره؟ لا، حذره، هذه النصيحة بعد ذلك
يماشيه ألحقه به، طيب! هذا العالم إذا قلت له الجهم كيت وكيت وكيت وما بدع الجهم، ما شاء الله! أقل شيء التبديع،

لله زائرة بذيل لم تخف *** عسس الأمر ومرسد السجاني

صارت وكان دليلها في سيرها *** سعد السعود وليس بالدبران

حتى أتت واد العقيق ويممت *** ذات الستور وربط الأركان

إن كنت كاذبة الذي حدثتني *** فعليك إثم الكاذب الفتان

جهم بن صفوان وشيعتهم الأولى *** جحدوا صفات الخالق الديان

بل عطلوا منه السماوات العلا *** والعرش أخلوه من الرحمن


جهم بن صفوان ما يبدع؟ وهو القائل بكل موبقة وهذا الذي لا يبدع يقال عنه عالم سني؟ أنا والله ما أتصور هذا إلا ضرب من الخيال، والمقصود هو الدفاع عمن هو دون ذلك
فنحن نسأل الله السلامة والعافية.

معشر الأبناء إن الواجب على طالب العلم إذا سمع المقالة ينكرها من أي كان أن يسأل أهل العلم العارفين بالأهواء والبدع المضلة والعارفين بالسنة المنجية؟ ولا يجعل دينه غرضا للخصومات
فمن جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل، اليوم شيء وغدا وجه آخر، وبعد غد ثالث، وهذا هو التلون في دين الله -تبارك وتعالى-.

فأنا أحذر أبنائي غاية التحذير من مثل هؤلاء، لأنهم أضر عليهم من المبتدعة الأصليين من ناحية، ما يقال جعلنا أشد من المبتدعة، يقول من ناحية واحدة وهي الضرر، المبتدع الأصلي
إذا رأيته حذرته لم تجلس إليه، أما أمثال هؤلاء فيدخلونك في كثر حاجز الولاء والبراء لأهل البدع والأهواء، فينكسر عليك هذا السور المنيع وأنت لا تدري، وما تمر عليك أيام إلا وأنت تذوب
في صفوف أهل التحزب والبدع، ولا ترى إلا بهذا الرأي، الحكمة والتعقل والعدل والرحمة والتأصيل ونحو ذلك من العبارات البراقة التي ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب
نسأل الله العافية والسلامة.

إخوتي وأبنائي: ليس كل من تكلم سُمع له، والعاقل يعرض ما يسمع ولا يحفظ إلا أحسن ما يسمع، وإذا تكلم، تكلم بأحسن ما حفظ وأجمل ما حفظ، فالواجب على الإنسان
أن ينظر ويتأنى في هذا العصر خاصة، فإن الحملة شرسة وشعواء، فسبحان الله العظيم ما أشبه الليلة بالبارحة، فالسنة معشر الأبناء أبواب مترابطة، فلئن وافقنا هذا في الإنكار على
الخوارج وخالفنا في الإرجاء ما هو سني، ولئن وافقنا في الإرجاء وذهب يدافع عن الخوارج ما هو سني،ولئن وافقنا في السمع والطاعة للأئمة المسلمين وجاء يخالفك في مثل
هذه المسائل في الولاء والبراء لأهل البدع ما هو سني، ولئن وافقنا في هذه كلها ويغضب لأهل الأهواء والبدع ما هو سني، والاحتجاج إنما يصح بما لا ينقض، وهو كلام المعصوم
-صلى الله عليه وسلم- وكلام ربنا قبل ذلك -تبارك وتعالى- وأما الناس فكل واحد منهم يؤخذ ويترك، يؤخذ من قوله ما وافق الحق ويرد عليه الباطل الذي أخطأ فيه، وليعلم أن باب الولاء والبراء باقٍ
ولله الحمد ومجانبة أهل الأهواء والبدع وبغضهم باق ولله الحمد ولو كانوا من أبنائنا، وبيان الحق فيهم والقيام بأمر الله -جل وعلا- باق ولو كانوا من أبنائنا، فبهذا نصر دين الله -تبارك وتعالى-.

فإن كنت تريد الله والدار الآخرة فعليك بالقيام بأمر الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.

وإن كنت تريد كثرة الأتباع فلا يغنوا عنك من الله شيئا، فإن النبي يأتي يوم القيامة ومعه الرهط والنبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد، فهل هذا
دليل على أنهم ما يحسنون الدعوة؟ لا واللهِ، هذا دليل على فساد المدعوين، إذا كنت تدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وما وجدت من يستجيب إنما عليك البلاغ
والله قد قال لرسوله: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ ﴾ قال -جل وعلا-: ﴿وَمَا أَنْتَ بِهَادِي العُمْيِ عَنْ ضَلاَلَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِئَايَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ﴾ والرزية والبلية كما قلت أول الكلام
كل البلية أن تعرف ما كنت تنكر وأن تنكر ما كنت تعرف، فالذي بالأمس تراه صوابا وسنة، أصبحت اليوم تراه اليوم منكرا؟ اتهم نفسك واتق ربك وعليك بمراجعة إخوانك أهل الحق والهدى
وما كنت تراه بالأمس باطلا اليوم تراه صوابا؟ هذه مشكلة عظيمة، نسأل الله العافية والسلامة والثبات عزيز عياذا بالله من ذلك، ولا أبغض من التلون ولا أخبث منه، إذا جلس بين أهل السنة
قال قولا، وإذا بعد عنهم قال قولا آخر، يذهب إلى إندونيسيا ولاّ ماليزيا ولاّ أمريكا ولاّ، يقول بمثل هذه المقالات وبين ظهرانيهم لا يقول بهذه المقالات، لأنه يسمع ويعلم ويرى أن أمامه من سينقل
وسيبلغ أهل السنة وسيتصايحون به من أطرافها، ليش؟! إذا خرج بره يقول: ما في سرورية، وإذا جاء داخل يسكت، صرح بها! صرح بها حتى تنكشف وتُعرف وكن وجه واحد! فمثل هؤلاء أنا
أحذركم منهم معشر الأبناء غاية التحذير، فلا تقلدوهم ولا تجلسوا لهم، فإنهم واللهِ أضر عليكم، ما تشعرون بعد مدة إلا وقد انكسر عندكم جانب الولاء والبراء.

فأسأل الله -سبحانه وتعالى- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يثبتنا وإياكم على السنة كما هدانا لها، وأن يميتنا عليها، كما هدانا لها، وأن يحشرنا في زمرة صاحبها -صلى الله عليه وسلم-
كما هدانا لها، وأن يهون علينا مشقة التمسك بها إذا ما حوربنا فيها، وأن يؤنس قلوبنا بها وبقراءة أحوال أهلها الذين سبقوا ولم يبدلوا تبديلا -رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم- كما أسأله -جل وعلا-
أن يرزقنا وإياكم البصيرة في الدين والفقه فيه والثبات على الحق إنه جواد كريم.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وعلى آله وصحبه أجمعين.

المصدر
كلمة للشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله
ضمن اللقاءات السلفية في المدينة النبوية
اللقاء الثاني
*- ميراث الانبياء -*

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, محمدالمدخلي, مسائل, غربة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013