جزاكم الله خيرا أخي الفاضل مهدي على افتتاح الموضوع، وبارك فيك، ولعلي أشارك بما دونه قلمي في مجالس شيخنا الفاضل رضا بوشامة -حفظه الله- بجامعة الخروبة فيما له علاقة بما ذكرته.
1- قال الشيخ -حفظه الله- في أول مجلس للسنة الأولى يوم 29 ذو القعدة 1433ه عند ذكره -حفظه الله- للمصنفات في المصطلح:
«... ثم ظهر علم من أعلام الشافعية أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري، فجمع كتابا صار من أهم كتب هذا الفن، اشتهر بـ"مقدمة ابن الصلاح" أو "علوم الحديث لابن الصلاح" واسمه: "معرفة أنواع علوم الحديث" وطبع عدة طبعات أحسنها بتحقيق: ماهر الفحل».
2- وأورد -حفظه الله- في المجلس نفسه بعد أن ذكر ألفية العراقي -رحمه الله- وألفية السيوطي -رحمه الله- في علوم الحديث سؤالا:
أيهما أفضل؟
ثم أجاب -حفظه الله-:
«الذي يظهر من خلال تتبع كلام العلماء -رحمهم الله- أن لكل واحدة منهما مميزات، تختص بها.
فألفية العراقي -رحمه الله- تمتاز بـ:
1- رسوخ قدم صاحبها في هذا العلم بخلاف السيوطي -رحمه الله-، ومعرفة الخلاف وغيره بدقة أكثر من السيوطي -رحمه الله-.
2- أنه افتتحها بمقدمة بين فيها المصطلحات التي سيستعملها في المنظومة.
3- أنه يذكر اختلاف العلماء في بعض المسائل بخلاف السيوطي -رحمه الله- فإنه يذكر ما ترجح عنده.
4- أنه اعتنى بضرب الأمثلة التي توضح النوع الذي يتحدث عنه، بخلاف السيوطي -رحمه الله- فإنه لم يضرب أمثلة.
أما ألفية السيوطي -رحمه الله- فتمتاز بـ:
1- الزيادات التي زادها على ألفية العراقي -رحمه الله- ومقدمة ابن الصلاح -رحمه الله- ولم يذكراها في كتابيهما.
2- أنه رتبها ترتيبا بديعا بخلاف العراقي -رحمه الله-.
3- أنها موجزة إذ احتوت على مقدمة ابن الصلاح -رحمه الله- وزيادة، وأبياتها تقل عن أبيات العراقي -رحمه الله-».
ثم قال -حفظه الله-: «وإن كان القلب إلى "ألفية العراقي" -رحمه الله- أميل لدقتها، ووجود الشروح عليها».
3- وقال -حفظه الله- في المجلس نفسه عند ذكره لـ"نزهة النظر شرح نخبة الفكر" للحافظ ابن حجر -رحمه الله-:
«مختصره "النخبة"، وهو من أحسن شروحها، وهناك شروح كثيرة لها يطول استقصاؤها».
4- وقال -حفظه الله- في المجلس نفسه بعد أن ذكر الزركشي -رحمه الله- وكتابه "النكت على مقدمة ابن الصلاح":
«وهو من الأصوليين والفقهاء، وهو من أحسنها -أي كتب التنكيت على المقدمة-».
5- وقال -حفظه الله- عند ذكره لشروح "سنن الترمذي" يوم الإثنين 29 ربيع الآخر 1434هـ:
«واعتنى العلماء به، فقد شرحه كثير من العلماء -رحمهم الله-:
"النفح الشذي" لابن سيد الناس -رحمه الله- ولم يكمله، فأتمه العراقي -رحمه الله- ولم يكمله، وجاء بعده ابنه فأتم الشرح ولم يطبع بعد، وشرح العراقي -رحمه الله- أحسنها».
6- وقال -حفظه الله- في معرض كلامه عن المصنفات في "المدلسين" يوم الإثنين 05 جمادى الثانية 1434هـ:
«ومن أحسن ما صنف كتاب ابن حجر -رحمه الله- "طبقات المدلسين"».
7- وقال الشيخ -حفظه الله- في المجلس الثاني مع السنة الثالثة يوم الأحد 05 ذو الحجة 1433هـ عند ذكره -حفظه الله- للمصنفين في معرفة العلل والأحاديث المعلة ومصنفاتهم:
«أبو يوسف البصري يعقوب بن شيبة السدوسي في كتابه "المسند الكبير المعلل" وهو من أحسن الكتب المصنفة في هذا الفن».
هذا ما وقعت عليه عيني، فأسأل الله تعالى أن يجزي شيخنا رضا بوشامة خير الجزاء وأوفره، وأن يبارك له في علمه وعمله وعمره، وأن يحفظه أينما حل وارتحل.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.
التعديل الأخير تم بواسطة فتحي إدريس ; 02 Sep 2013 الساعة 02:15 AM
|