منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 11 Feb 2018, 12:10 PM
أبو محمد حسين أبو محمد حسين غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2017
الدولة: الجزائر
المشاركات: 39
افتراضي وصية أخوية وموعظة تذكيرية بأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيفما شاء

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أمابعد : إخواني ثبتنا الله وإياكم على الحق المبين والصراط المستقيم والنهج القويم .
فهذه وصيه أخوية وموعظة تذكيرية لي أولاً ولعامة المسلمين ثانياً،بأن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيفما شاء ، فهو سبحانه وتعالى يضل من يشاء فيخذله بعدله، ويهدي من يشاء فيوفقه بفضله، بيده الأمر وهو على كل شيىء قدير ، فعلى العبد أن يستشعر هذا فيكثر أن يسأل ربه ثبات قلبه على دينه وأن يصرفه إلى طاعته ومرضاته ، وأن يخاف من زيغ القلب وتحوله ، فما أكثر فتن الشبهات التي تلوث العقائد بشرك ووثنيه حتى تخرج صاحبها عن الملة الحنيفية ، وشبهات البدع والخرافه بل حتى اللّادينية ، ومن فتن الشهوات التي أصبحت تعرض علينا كعرض الحصير عودا عودا في بيوتنا بل حتى في مساجدنا ، بسبب الهواتف التي يقال عنها اليوم ذكية ؟
فلنتأمل أيّها الأحبة ما جاء في أعظم سورة في القرآن وأول سورة فيه التي نكررها في اليوم سبع عشرة مرة لكن قلوبنا عن تدبرها غافلة .
يقول تعالى : ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) سورة الفاتحة
قال السعدي في تفسيره :" {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} أي: دلنا وأرشدنا، ووفقنا للصراط المستقيم، وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله، وإلى جنته، وهو معرفة الحق والعمل به، فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط. فالهداية إلى الصراط: لزوم دين الإسلام، وترك ما سواه من الأديان، والهداية في الصراط، تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما وعملا. فهذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها للعبد ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله به في كل ركعة من صلاته، لضرورته إلى ذلك.
وهذا الصراط المستقيم هو: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. {غَيْرِ} صراط {الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم. وغير صراط {الضَّالِّينَ} الذين تركوا الحق على جهل وضلال، كالنصارى ونحوهم.
فهذه السورة على إيجازها، قد احتوت على ما لم تحتو عليه سورة من سور القرآن، فتضمنت أنواع التوحيد الثلاثة ... " انتهى
ولنتأمل أيها الإخوة الفضلاء ماجاء في حديث أَنَس بن مالك رضي الله عنه قَالَ :
( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ : يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ . فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا ؟ قَالَ : نَعَمْ إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ ) صححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح الترمذي "
أتدري ما التقليب ؟ إنه تقليب من إسلام إلى كفر وطغيان ومن سنة إلى بدعة ومن هدى إلى ضلالة ومن طاعة إلى معصية والعكس صحيح نسأل الله الثبات .
قال المباركفوري رحمه الله في تحفة الأحوذي:" (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ) مِنَ الْإِكْثَارِ (أَنْ يَقُولَ) أَيْ هَذَا الْقَوْلَ (يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ) أَيْ مُصَرِّفَهَا تَارَةً إِلَى الطَّاعَةِ وَتَارَةً إِلَى الْمَعْصِيَةِ وَتَارَةً إِلَى الْحَضْرَةِ وَتَارَةً إِلَى الْغَفْلَةِ (ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ) أَيِ اجْعَلْهُ ثَابِتًا عَلَى دِينِكَ غَيْرَ مَائِلٍ عَنِ الدِّينِ الْقَوِيمِ وَالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ ..." انتهى
قال شيخ إبن باز رحمه الله في سؤال وجه إليه عن هذا الحديث هذا محل الشاهد منه " أن الله جل وعلا بيده تصريف الأمور وتقليب القلوب كيف يشاء، هذا يقلب فيرتد عن دينه، وهذا يقلب فيسلم، وهذا يقلب قلبه فيقع المعاصي، فالقلوب بيد الله جل وعلا هو الذي يصرفها كيف يشاء - سبحانه وتعالى -، والمؤمن يسأل ربه: اللهم ثبت قلبي على دينك، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " انتهى من الموقع الرسمي https://www.binbaz.org.sa/noor/3252
ومع سؤال الله الثبات لابد أن نخاف على هذه القلب من الزيغ بعد الثبات كما خاف الصحابة رضوان الله عليهم ومن تبعهم من سلف هذه الأمة .
قال المباركفوري في تمام شرحه للحديث المذكور أعلاه :" (فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ آمَنَّا بِكَ) أَيْ بِنُبُوَّتِكَ وَرِسَالَتِكَ (وَبِمَا جِئْتَ بِهِ) مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ (فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا) يَعْنِي أَنَّ قَوْلَكَ هَذَا لَيْسَ لِنَفْسِكَ لِأَنَّكَ فِي عِصْمَةٍ مِنَ الْخَطَأِ وَالزِّلَّةِ خُصُوصًا مِنْ تَقَلُّبِ الْقَلْبِ عَنِ الدِّينِ وَالْمِلَّةِ وَإِنَّمَا الْمُرَادُ تَعْلِيمُ الْأُمَّةِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا مِنْ زَوَالِ نِعْمَةِ الْإِيمَانِ أَوِ الِانْتِقَالِ مِنَ الْكَمَالِ إِلَى النُّقْصَانِ (قَالَ نَعَمْ) يَعْنِي أَخَافُ عليكم (يقلبها) أي القلوب (كيف شاء)... " انتهى
وهذا هو شأن المؤمنين من عباد الله والراسخين في العلم أنهم يخافون الزيغ بعد الثبات والضياع والهلاك يقولون ( رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8)
قال السعدي في تفسيره :" خبر تعالى عن الراسخين في العلم أنهم يدعون ويقولون {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا} أي: لا تملها عن الحق جهلا وعنادا منا، بل اجعلنا مستقيمين هادين مهتدين، فثبتنا على هدايتك وعافنا مما ابتليت به الزائغين {وهب لنا من لدنك رحمة} أي: عظيمة توفقنا بها للخيرات وتعصمنا بها من المنكرات {إنك أنت الوهاب} أي: واسع العطايا والهبات، كثير الإحسان الذي عم جودك جميع البريات.:" انتهى
وهذا شأن السلف رحمهم الله كما ذكر ذلك ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم في شرحه للحديث الرابع والشاهد منه قول النبي صلى الله عليه وسلم :" فوالذي لا إله غيره إنَّ أحدكُم ليَعْمَلُ بعمَلِ أهلِ الجنَّةِ حتَّى ما يكونَ بينَهُ وبَينها إلاَّ ذِراعٌ، فيَسبِقُ عليهِ الكتابُ فَيعمَلُ بعمَلِ أهل النَّار فيدخُلها، وإنَّ أحدكم ليَعمَلُ بعملِ أهل النَّارِ حتّى ما يكون بينَهُ وبينها إلاَّ ذِراعٌ، فيسبِقُ عليه الكِتابُ، فيعمَلُ بعملِ أهل الجنَّةِ فيدخُلُها)) رَواهُ البُخاريُّ ومُسلمٌ.
قال رحمه الله أعني ابن رجب :" ومن هنا كان الصحابة ومَنْ بعدهم منَ السَّلف الصالح يخافون على أنفسهم النفاق ويشتد قلقهم وجزَعُهم منه، فالمؤمن يخاف على نفسه النفاقَ الأصغرَ، ويخاف أنْ يغلب ذلك عليه عندَ الخاتمة، فيخرجه إلى النفاق الأكبر، كما تقدم أنَّ دسائس السوء الخفية تُوجِبُ سُوءَ الخاتمة، وقد كان النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُكثرُ أنْ يقول في دعائه: ((يا مقلِّب القلوب ثبتْ قلبي على دينكَ)) ..." انتهى
وقال أيضا : "و قد قيل: إنَّ قلوب الأبرار معلقةٌ بالخواتيم، يقولون: بماذا يختم لنا؟ وقلوب المقرَّبين معلقة بالسوابق، يقولون: ماذا سبق لنا " انتهى
فليست العبرة إذا بالبدايات وكيف تكون وإنما العبرة بما يختم لنا ، ولنا معاشر المؤمنين في عبد الله القصيمي عبرة إرتد بعد إسلام وزاغ بعد ثبات ،وإن السعيد لمن وعظ بغيره ولم يتعظ به ولابد للسالك أن يكون بين خوف ورجاء نسأل الله جل وعلى الثبات والرشاد و أن يختم لنا بالصالحات أعمالنا ، اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك ولا تزغها بعد هدايتك .
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

الملف في المرفقات
كتبه أخوكم : أبو محمد حسين
جمادى الأولى 1439 ه فيفري 2018م

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, تزكية, رقائق, وصيةأخوية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013