منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 03 Aug 2015, 09:18 AM
محمد ليمان محمد ليمان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
الدولة: الجزائر
المشاركات: 116
افتراضي "أصول وقواعد في المنهج السلفي" سلسلة لقاءات مع فضيلة الشيخ عبيد الجابري حفظه الله 2

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَن أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:


ويزيد هذا وضوحـًا : ما رواه أحمد ومسلم عن عبد الله بن عَمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما : أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال : ((إنه لم يكن نبيٌّ قَبْلي قَط إلاَّ كان حقا عليه أن يَدُلَّ أُمَّتَه على خيرِ ما يَعْلَمُه لهم، وأن يُنذرَهم شَرَّ ما يعلمُه لهم؛ وإن أُمَّتَكُم هذه جُعل عافيتُها في أوَّلِها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تُنكرونها)) وهذا الحديث يا بَنِي مصداقٌ لِمَا رواه أبو عُمر بن عبد البر في ((تمهيده)) بسنده إلى الإمام مالك ـ رحمه الله ـ قال : (كان وهبُ بن كيسان يقعدُ إلينا ولا يقوم حتى يقول لنا : اعلموا أنه لن يُصْلِحَ آخر هذا الأمر إلا ما أصلح أوله) .
[ انتهى الوجه الأول ؛ والنص الآتي من الوجه الثاني من الشريط ] .
… أو يريد التقوى .
وقد تواتر النقلُ عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على ردِّ المخالفة وإن لم تكن بدعيّة؛ وأنا ذاكرٌ بعضَ ما صحَّ عنهم رضي الله عنهم :
فهذا الفاروق رضي الله عنه يقول : (إياكم وأهل الرأي فإنهم أَعْيَتْهُم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحفظوها فقالوا بالرأيِ فضلوا وأضلوا) .
وقال ابن عباس رضي الله عنهما : (والله ما أظنُّ أنَّ أحدًا أحبَّ إلى الشيطان هلاكا مني اليوم)، فقيل : وكيف ؟ قال : (تَحْدُثُ البدعة في المشرق أو المغرب فيحملُها الرجل إليَّ فإذا حملها إليَّ قَمَعْتُها بالسنة فَتُرَدُّ عليه) .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : (اتبعوا ولا تبتدعوا؛ فقد كُفِيتُم) .
وقال الشعبي رحمه الله : (إياكم والمُقَايَسَة) يعني الرأي (فو الذي نفسي بيده لإن أخذتم بالقياس لتُحِلُّنَ الحرام ولَتُحَرِّمُنَّ الحلال؛ فما بلغكم عمَّن حفظ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فخذوه) أو قال : (فخذوا به) .
وقال الأوزاعي رحمه الله : (اصبر نفسك على السنة، وقلُ ما قالوا، وكُفَّ عما كَفَّ القوم عنه، واسْلُك سبيل سلفك الصالح؛ فإنه يَسَعُك ما وسعهم) أو كما قال .
فبانَ بهذا أنَّ أصحاب نبيكم صلى الله عليه وسلم والتابعين ومَن بعدَهم مُتَّفِقُون على ردِّ كل ما يخالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأُسْوتهم في ذلك نبيكم صلى الله عليه وسلم؛ فقد رد المخالَفات رَدَّا قويـًّا وزجرًا شديدًا يجعل مَن سمعَه وكان له قلب وكان ذا بصيرة يَنْزَجِر عن مخالفته .
لَمَّا خرج إلى ثَقِيف وهَوازِن بعد الفتح مَرَّ صلى الله عليه وسلم بسدرة يَعْكِف المشركون عندها ويَنُوطون أسلحتهم يقال لها : ذات أنواط، فقال الحدثاء : يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ـ اجعل لنا مثلهم ـ، فقال صلى الله عليه وسلم : ((الله أكبر !!، إنها السنن، قلتم ـ والذي نفسي بيده ـ كما قالت بنو إسرائيل لموسى :  اجعل لنا إلها كما لهم آله  . إذا نظرنا إلى محتوى المقولة وزمانها يظهر العجب العجاب، ويشتدُّ ساعد الداعية إلى الله على بصيرة فيمضي إلى ما يدعو إليه من الحق :
فأولا : مِن حيث لفظها : هي مختلفة فأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
قالوا : يا رسول الله وأصحاب موسى قالوا : يا موسى؛ أليس الفئتان مختلفتان باللفظ ؟، أصحاب محمد نادوه باسم الرسالة ـ غاية في التوقير والتأدب
معه ـ، وأصحاب موسى باسمه ـ فيه غاية الجلافة وسوء الأدب ـ، أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قالوا : اجعل لنا ذات أنواط، ما قالوا اجعل لنا إلها ؟، أما أصحاب موسى صرَّحوا وقالوا : اجعل لنا إلها كما لهم آلهه؛ ومع هذا لم يُفَرِّق نبيُّنا صلى الله عليه وسلم بين المقولتين؛ لأن النتيجة واحدة وهي عبادة غير الله تعالى .
أما من حيث الزمان : فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في غزوة، وقائلوا هذه المقولة يشكِّلون نحو ألفين أو أكثر من المعسكر، فلم يمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول مقولته الزاجرة فيهم؛ لأنهم لو كانت منه صلى الله عليه وسلم مجاملة ـ وحاشاه صلى الله عليه وسلم ـ لكن على سبيل الافتراض ما ارتدعوا عن مقولتهم، ولذهبوا مع الغزو وهم في نفوسهم شئ من الشرك، لو ذهبوا وهم يعتقدون ذلك دون ما يقلعه من قلوبهم؛ فإن انتصروا لم يكن انتصارهم انتصار إسلام ـ أعني بالنسبة لهذا العدد، القائلين هذه المقالة لا أعني كلَّ من كان مع النبي صلى الله عليه وسلم ـ ولو مات أحدٌ من أصحاب هذه المقالة مات على الكفر؛ فزجرهم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الزجر الذي سمعتم زجرًا اقتلع راسبة الشرك واجْتَثَّها من قلوبهم فلم يقل هذا، ولم يقل نحن في غزو وفي حرب مع عدو، وهؤلاء يُشَكِّلُون سُدُس المعسكر تقريبا، لا، لا بُدَّ من التربية والتصفية، لا بُدَّ من سياسة، سياسة
التوحيد لابد من قلع جذور الشرك من قلوبهم واجتثاثه منها حتى لا تبقى له راسبة .
والنقل عنه عليه الصلاة والسلام كثير، وكثيرٌ جدا، لكن مقصودنا : البيان بأن الردَّ على المخالف من أصل هذا الدين ومن قواعد الدعوة إلى الله على بصيرة .
هذا ما يسر الله ـ سبحانه وتعالى ـ في هذه الكلمة، ولعلي أطلت عليكم كثيرا، ولعل الأسئلة تكشف شيئا غفلنا عنه أو تُنَبِّه إلى أمرٍ ضروري المقام يحتاج إلى بسطه وقد اختصرناه .
وفَّق الله الجميع لما فيه مرضاته .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم .
[ جزى الله فضيلة شيخنا خير الجزاء على هذه الكلمة التربوية التوجيهية في المنهج السلفي .
والأسئلة جُلُّها قد أجاب عنها الشيخ فجزاه الله خيرا، لم يُبْقِ شُبْه إلا وأَجْلاَها في هذه الكلمة التوجيهية، ولكن لا بُد من أن نعرض على بعض الأسئلة، لأن بعض الأمور تحتاج إلى مزيد من التفصيل :
الأسئلة :

السؤال الأول : ما الجواب على الشبهة التي تقول بأن السلفية تفرق ؟ ]
[ الجواب ] :
أقول هذه المقولة ناشئةٌ عن أحد شيئين : إمَّا سوء القصد، وإما سوء الفهم؛ وسوء الفهم بمعنى الخطأ أمرُه سهل؛ لأنَّ مَن فهم فهمـًا سيِّئا وكان قصدُه الحق إذا استبان له الأمر قَبِل، إذا بُيِّن له الحق بدليلِه يقبل .
وأما سوء القصد ـ وهو في الحقيقة الهوى والتعصب والعمى عن كل ما يخالف مشربَه ـ فهذا ـ في الغالب ـ ليس فيه حيلة، وقلَّ من يهتدي من أصحاب هذا المسلك؛ فالقوم إما أصحاب أهواء وأصحاب بدع ورأوا أنَّ المنهج السلفي يكشفُ عوارهم وزيفَهم ويُجِلِّي حقيقة غِشِّهِم وخداعهم للناس في ادعائهم كذبا أنهم دعاة إلى الله ـ وليسوا كذلك ـ .
وإما أنهم يجهلون المنهج السلفي فهؤلاء ندعوهم إلى العلم، كما قال صلى الله عليه وسلم : ((من يرد الله به خيرا يفقه في الدين)) .
[ السؤال الثاني : كيف نرد على طارق السويدان ؟ ]
[ الجواب ]:
أولا : من هو طارق السويدان ؟، وما هو طارق السويدان ؟!؛ فمن هو ؟ .
رجلٌ من أهل الكويت، وكثيرُ الكُتُب وكثيرُ الأشرطة، وليس هو من ذوي العلم الشرعي، تخصصه علم آخر، وآخر ما بلغني أنه مساعد في كلية تكنولوجيّة أو تقنية ـ أستاذ مساعد ـ وهذا ... كافي في عدم الاعتماد عليه وعلى ما يَحْكِيه ويقوله؛ لأنه لكل علم أصول وقواعد يَنْبَني عليها، ولا يَحْذَق أصول ذلكم العلم وقواعده إلا المتخصصون من أهله؛ فالعلم الشرعي له أصوله وقواعده، ولم يكن طارق السويدان حاذقا له .
وأما ما هو ؟، فالرجل إخواني، وينطلقُ من قاعدتهم المشهورة التي وَرِثُوها عن المنار، فهي قاعدة المنار أولاً، ثم هي قاعدة الإخوان ثانيا، قاعدة (المعذرة والتعاون) والتي هي ـ أي : بسطُها ـ : (نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه) . هذه القاعدة دخلت على أهل الإسلام منها بلايا، ورَزَأ الإخوان المسلمين منها برزايا عظيمة؛ أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يوقف من لم يكن منهم مُهْتديا إلى الحق للخصومة يوم القيامة؛ فهي بابٌ مفتوح على أهل الإسلام لكل نحلة تَرْزَأُ الإسلام، سواء كانت هذه النحلة منتسبة إلى الإسلام كالرافضة ـ الذين يسمونهم الشيعة ـ، أو غير إسلامية كاليهود والنصارى .
والسويدان له شريط عندي يتضمن كلمة ـ أو مشاركة ـ في ندوة ألقيت في حُسَيْنِيَّة ـ والحسينيات معاقل الرافضة وأماكن تجمعهم وعباداتهم ـ يظهر من هذا الشريط التَّقريب الصريح بين أهل السنة والرافضة .
فإذًا لا غرابةَ ما دام الرجلُ ينطلق من هذه القاعدة؛ فله سلف ـ وبئس السلف وبئس القدوة ـ .
فأولا : حينما نشئت جماعة الإخوان المسلمين ـ التي أنشئها حسن البنا في مصر، أظن في منتصف القرن العشرين الميلادي، هذا على تاريخهم هم ونحن لا نؤرخ بالميلادي، كيف أظهر حسن البنا هذه القافلة، وأسَّسَ لها، ودعا بها ؟ ـ.
فأولا : أنشأ (دار التقريب بين السنة والشيعة) في مصر، وقال كلمات منها : أن مراكز الإخوان وبيوت الإخوان مفتوحة للشيعة، وكان يستضيف كبار الرافضة مثل نواف صفوي، وكان يَتَّصلُ بهم في الحج ويُدغدغ عواطفهم ويليِّنهم بمقولات منها : (ليس بيننا وبينكم اختلاف، وبيننا وبينكم أمور بسيطة يمكن حلها كالمتعة) . فأين سبُّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، بل أين تكفيرهم ـ إلا ثلاثة أو عشرة أو سبعة ـ ؟، أين قولهم إن القرآن محرّف ؟ . فهم يتعاملون معه حتى يظهر المهدي المنتظر، وأين قولهم على عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين زوج سيد الخلْق صلى الله عليه وسلم بالبهتان ؟؛ هذه كلها من مقولات الرافضة تغافل عنها حسن البنا، ولم يَرَها شيئا؛ لأنه يجمع ويُقَمِّش ويُلَفِّق .
وثانيا : قال مقولة هي كفرية في الحقيقة ـ ولا تنقلوا عنِّي أني أكفر البنا ـ، لكن المقالة كفرية، قال : (ليس بيننا وبين اليهود خصومة دينيّة، وإنما بيننا وبينهم خصومة اقتصادية، واللهُ أمرنا بمودتهم ومصافحتهم)، واستدل بقوله بهذه الآية :  ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ، وهذه رواها عنه محمود عبد الحليم ـ وهو من خواصه ـ في كتابه ((الإخوان أحداث صنعت التاريخ)) .
ثم بعد ذلك كلّ مَن كان على منهج البنّا ومنهج الإخوان المسلمين في الدعوة هو على هذه القاعدة؛ فانطلقت منها الدعوة إلى وحدة الأديان، والحوار بين الأديان؛ فلا تجد إخوانيـًّا جَلْدا إلاَّ وهو على التقريب؛ وأجلد من عرفنا في هذه الدعوة : حسن بن عبد الله الترابي السوداني، ويوسف القرضاوي المصري؛ فيوسف القرضاوي ـ وعندي وثائق على ما أنقله عنه ـ يُسمي هذه القاعدة بالقاعدة الذهبية، ويعلِّلُ بالدعوة إلى وحدة الأديان بأنَّ الحياة تتسع لأكثر من حضارة، وتتَّسع لأكثر من دين، بل الدين الواحد يتسع لأكثر من اتجاه؛ فهي مطَّاطية ـ يعني دين مطّاط يتسع لعدة مشاريع ينشئها القرضاوي ومَن على شاكلته، ليس هو دين الإسلام الذي جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام وهو (الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله) لا، الإسلام مجرد دعوة تجميعية تلفيقية تضم مَن تضم . هكذا عند القرضاوي؛ فالرافضة، والصوفية أصحاب وحدة الوجود، والباطنية، والحلولية، والقبورية هم مسلمون حقـًّا بناء على هذه القاعدة؛ لأنهم مجتمعون مع سائر أهل الإسلام وأهل السنة على قول لا إله إلا الله، ومختلفون فيما عدا ذلك؛ إذًا كلٌّ اجتهد فوصل إلى ما أدَّى به اجتهادُه .
والمقصود : أن طارق السويدان ينطلق من هذه القاعدة؛ هذا في الطابع العام لدعوته .
أما مفردات دعوته، فمنها :
نشر ما شجر بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهذا مُتَّفقٌ على تَرْكِه بالإجماع؛ وأنه محرم لا يجوز نشر ما شجر بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لِمَا يُحْدِثُه في أوساط المسلمين من الفتنة والتحيُّز إلى ما أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منه براء .
كذلك هو يعتمد الأسلوب القَصَصِي، وليس هو الأسلوب القائم على الكتاب والسنة . بل الرجل قال مرة في نفس الشريط الذي ذكرتُه لكم آنفا وهو يدعوا إلى التقريب وهو يدعوا إلى وحدة الصف واحترام المشاعر ما دام دعوتهم واحدة وهدفهم واحد، فقال ـ مثلا ـ : (لا تسب أبا هريرة أمامي، بل سبوه في بيوتكم)؛ فهذا إقرارٌ منه على سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما يستنكر ذلك إذا كان هذا ظاهرا عَلَنا؛ لأنه يجرح المشاعر ويسيء إلى وحدة الصف والهدف . ولعله قال هذا في وقت انتخابات.
هذا في الحقيقة نبذة موجزة عن السويدن من هو ؟، وما هو ؟، وما ينطلق منه؟! فلعلكم عرفتم السبب ـ وقديما قيل : إذا عُرف السبب بطل العجب ـ .
[ السؤال الثالث : ما هو توجيهكم نحو شبه أهل البدع التي لا تكاد تنتهي شبه أهل البدع للشباب حيال هذا الأمر ؟ ] .
[ الجواب : ]
تذكرون الحديث : ((إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية)) . فمن القاصي منا ؟، هو الذي لا يرتبط بأهل العلم والفضل المعروفين بسعة الإطلاع، وسداد
المنهج، وقوة الرأي والبصيرة في الدعوة إلى الله عز وجل؛ هذا لابدَّ أن
تتوارد عليه الشبه .
وعصر هذا اليوم اتصل بي شخص يقول أنه طالب علم وكذا وكذا ودرس على بعض هيئة كبار العلماء إلى آخر ما قال، فقال : أنه إذا قرأ آيات الوعيد يتأثّر ويقول هذا عذاب مؤلم وكيف يكون عذابهم ـ معنى كلامه ـ .
هذه شبه ألقاها الشيطان في قلبه؛ فالذي يبدِّدُ عنكم الشبه ـ عافانا الله وإياكم في الدنيا والآخرة ـ ويقوِّي عزيمتكم، ويرسخُ أقدامَكم، ويملأ قلوبكم يقينا بمنهجكم وثباتا عليه : التفقُّه في دين الله؛ وسبيل ذلك : الارتباط بأهل العلم والفضل، ممن عُرفوا بصحة المعتقد وسداد المنهج .
وثانيا : أَكِبُّو على طلب العلم، لا تشبعوا من العلم، تَزَوَّدُوا .
وثالثا : لا تُعَرِّضُوا أنفسكم لأهل الشبه، لا تحاول أن تُعَرِّض نفسك وتقول أنا أنظر إلى ما عند هؤلاء ، لا، لا، لا؛ كَثِّر سواد أهل السنة واعتصم بالله ثم بهم، انضم إليهم، كن معهم، دَع عنك هؤلاء ما أنت مسؤول، ولا تفكر في يوم من الأيام أنك تَحْرِف الإخوانيين أو التبلغيين أو الصوفيين إلى السنة؛ هذا فيما يظهر لنا مما جرت به السُّنَّة في قدرة البشر مستحيل، هذه السنة الكونية؛ لكن نُصْح أفراد يمكن، ونفع الله بنصح أفراد؛ فابتعدوا عن مجالس هؤلاء فإنها وخيمة، والساحة النظيفة التي هي أفضل من سبائك الذهب : ساحة أهل السنة والجماعة، ليس فيها كدر، ليس فيها إلا السنة : قال الله وقال رسوله قال الصحابة .
ثم ـ أيضـًا ـ إذا عرضت لهؤلاء شبه بُلِيت بها فَرُدَّها فورا، وإن لم تستطع فاسأل أهل العلم، قال تعالى :  فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون  اسأل أهل العلم .
فالحقيقة نحن نعاني من صِنْفَين ـ أو ثلاثة ـ من شباب السلفية، ومِن خلالهم جاء التفكك والضعف :
الصنف الأول : صنف لا يَسْتَقِر؛ فتجده كل يوم في جهة؛ فهو أشبه بحامل الكشكول ـ يعني : الكرّاسة العامة ـ ما يتحرَّز عن أي مجلس إخواني تبليغي صوفي؛ والنتيجة بلبلة الأفكار، بل وبعضهم انسلخ وانحرف عن السنة وتَمَيَّع، وبعضهم ـ والعياذ بالله ـ أصابته حَيْرة لا يدري ماذا يصنع وانتابته الوساوس والقلق والتشويش الفكري .
الصنف الثاني : صنف متعجل، قرأ شيئا من الكتب فتصدّر؛ يعني ما ارتبط بأهل العلم حتى ينبت فكره ويشتدَّ ساعده ويعرف أصول العلم الذي درسه والمنهج الذي ينتهجه . وهذا كثيرًا ما سبَّب النُّفرة بين الشباب؛ لأنه يُصدرُ أحكاما لا يعرف كيف يُصدرها . الإمام مالك ـ رحمه الله ـ رُوي عنه أنه قال : (ما أفتيت حتى أذن لي سبعون من مشائخي)، قيل : ولو لم يأذنوا لك ؟، قال : (ما أفتيت) . أما شبابنا بعضهم لا يعلم عنه شيخه أين يجلس، وكانوا قديما لا يجرؤ التلميذ على التعليم والفتوى حتى يستأذن مشايخه ـ يأذن منهم إذنـًا ـ، بل ويُحدِّدُون له المكان الذي يجلس فيه؛ هذا توقيرٌ عظيم جدا، تَرَبَّى السلف على هذا، تربى منهم اللاحق والسابق، أخذ هذا اللاحق عن السابق، تربّوا على
هذا . وقديما قالوا : (امتحنوا أهل مصر بالليث، وأهل الشام بالأوزاعي، وأهل الموصل بالمعافى بن عمران …) وغير ذلك .
الصنف الثالث : صنفٌ ـ في الحقيقة ـ ما عندهم فرقان، ما يستطيع أن يستوعب، عندهم نية طيبة فقط؛ فيمكن أن يَرِد عليه عدة مشارب في اليوم الواحد؛ هو من حيث معتقده طيب ومن حيث محبته للسلفية طيبة، لكنه ليس عنده فرقان حتى يعرف من يُوالي ومن يُعادي ومن يستنكر له ومن يُوسِّع له صدره؛ وهذا ـ أيضا ـ بَلِيَّة على السلفيين، قد يقوى به المبتدعة من حيث لا يشعر، يَقُوون به؛ فلا بد من الفرقان، النصيحة مقبولة ولا بد منها ، لكن ـ يا أبنائي ـ النصيحة لها حد محدود؛ فالشخص المبتدع إذا رأيت أنَّ قربك يؤثر فيه ويكسرُ حِدّته في البدعة ويقرِّبُه إلى السلفية فعليك به، كن معه، لكن إذا لم يكن نُصحك نافعا له ولا مُفيدا فانفُضْ يديك منه، ثم بعد ذلك عامله بما يستحق : قد يُهجر، وقد لا يُهجر، ولكنه يُحْذَر من أفكاره؛ هذا أمر راجع إلى قاعدة النظر في المفاسد والمصالح المترتبة على ذلك؛ المهم أنه لا بد أن يكون عند السلفي فرقان يعرف من يوالي، ويعرف من يعادي، ويعرف من يُقِوِّي شوكته من الناس ومن يُكَثِّر سوادَهم .
بل يمكن أن يكون هناك صنف رابع : يوجد من الشباب من يُحِبُّ المنهج السلفي ولكن لا يسلكه في دعوته، هو ينتسب للسلفية هكذا ويحب السلفيين، لكنه قد يقع في بعض المخالفات البدعية، بحجة أنه يريد أن يقرِّب هؤلاء . أبدًا ما كان السلف على هذا ـ بارك الله فيكم ـ، السلف يَصْدَعُون بالمنهج السلفي، ولا يرون كرامةَ عين لمن تَنَكَّر له .
[ السؤال الرابع : هذا سائل يدعي أنه عامي ويشتكي من كثرة توافد جماعة التبليغ على بابه ولا يدري ماذا يفعل معهم ؟ ]
[ الجواب : ]
أولا : عليك بأهل العلم ـ كما قدمنا ـ الذين عُرفوا بسداد المنهج وصحة المعتقد، خذ عنهم تعلَّم .
وثانيا : اطردهم، قل لهم: لا أريدكم، ولا تأتون أبدا، ما أنا منكم ولستم مني، اذهبوا عني لا أريدكم؛ فجماعة التبليغ جماعةٌ بدعية ضالة مضلة، وهي صوفية مُقَنَّعة، ينتهي الأمر ـ يعني أمر من ينخرط فيها ـ إلى المبايعة على أربع طرق صوفية : وهي الجشثية، والقادرية، والنقشبندية، والسهروندية؛ واقرأ ـ بارك الله فيك ـ ما كتبه الشيخ سعد الحصين ـ حفظه الله ـ، وما كتبه الأخ نزار الجربوعي، وما كتبه الشيخ حمود التويجري ـ رحمه الله ـ، كذلك من كتب قبل الشيخ محمد أسلم ـ رحمه الله ـ، وشرح كتاب الشيخ محمد أسلم ـ أظن : ((جماعة التبليغ ما لها وما عليها)) أو كذا، لكن الشيخ تقي الدين سراج ـ رحمه الله ـ عمل شرحا سماه ((السراج المنير)) .
[ وختاما نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يثيب الشيخ على هذه الكلمة العظيمة، وأن يجعل هذه الكلمة في ميزان حسناته، وأن يُبِيَّض وجهَ شيخنا يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، وأن يجعله في عِلِّين .
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه ]

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مسائل, الجابري

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013