منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 24 Feb 2017, 02:08 AM
أبو عبد الرحمن محمد الجزائري أبو عبد الرحمن محمد الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: May 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 241
افتراضي كلمة حول مقتل الأخ سمير ورجال الجيش رحمهم الله / للشيخ أزهر سنيقرة -حفظه الله- (صويتة وتفريغها)





إن ّ الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله.
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ"١ .
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءۚ وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً" ٢.
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا"٣.
أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى ،و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله و سلم ، و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة .
أولا نبدأ لقاءنا في هذه الليلة٤ المباركة بالترحم على مقتل إخواننا ، سواء الأخ سمير الذي كانت له جهود في محاولة إقناع من زلت بهم أقدامهم ، و ضلوا سبيلهم و غرر بهم . و اعتقدوا هذه العقيدة الباطلة، ونهجوا هذا المنهج المنحرف الذي استباح به أصحابه الدماء المعصومة ، فقتلوا من قتلوا من المسلمين، واستباحوا ما استباحوا من الأموال و الأعراض . نسأل الله جل و علا أن يكفي المسلمين شرهم و أن يردهم إليه ردا جميلا ، و أن يهديهم سواء السبيل هؤلاء الذين قال فيهم نبينا عليه الصلاة و السلام كما جاء في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخذري رضي الله تعالى عنه : ( يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ ) . ووصفهم كذلك كما جاء في الحديث المتفق عليه ، من حديث علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه : أنهم (حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ ) . لأنهم لا يفكرون بالطريقة السوية ، لأنهم لا ينظرون إلى الأمور سواء إلى مآلاتها أو إلى حقيقتها نظرة شرعية ، بنوا منهجهم المنحرف أن كل من خالفهم يستحق القتل ... أن كل من خالفهم حلال الدم و المال و العرض . و هذا في الحقيقة هو فكر الخوارج ، و هي عقيدتهم . نسأل الله جل و علا أن يجير المسلمين من شرهم .
ولما بلغني نبأ مقتل هذا الأخ رحمة الله تبارك و تعالى عليه ، و أسأل الله جل و علا أن يصبر أبناءه و أهله و أن يحتسبوه عند ربهم تبارك و تعالى ، لأنه قتل لأجل عقيدته. قتل في سبيل الله تبارك و تعالى، لا لشيء إلا لأنه قال بلسان حاله و مقاله : يا إخواننا اتقوا الله جل و علا في إخوانكم ، يا إخواننا اتقوا الله جل و علا في دماء إخوانكم . فكان هذا جزاءه . و أنا أتحدث عن موضوعه مع أخي خالد ، قلت يكفيه أن الله جل و علا جعل له سلفا لصحابيين جليلين .. لأمير المؤمنين و ابن عم رسول الله - صلى الله عليه و على آله و سلم - .. عليّ بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ، الذي قتل من قبل أسلاف من قتل هذا الأخ. و له سلف بابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، حبر هذه الأمة و ترجمان القرآن .. عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه ، الذي ذهب إلى الخوارج بعد استئذان أمير المؤمنين و إذنه له بذلك .. وناصحهم وأقام عليهم الحجة و رد الآلاف منهم ، نزلوا بعد أن صاروا مع تلك الرؤوس الضالة المضلة، أنجاهم الله جل و علا بسبب دعوة هذا الصحابي الجليل .
فأخونا رحمة الله تبارك وتعالى عليه ، كما أخبرني من يعرفه أنه كان سببا في توبة ونزول الكثير من الشباب الذين غرر بهم . ويكفيه فضلا عند الله تبارك وتعالى أن حديث رسول الله - صلى الله عليه و على آله و سلم- ينطبق عليه و أن النبي -عليه الصلاة و السلام - أخبر أن خير قتلى قتلوا تحت أديم السماء ، الذين قتلهم هؤلاء. كما جاء في حديث أبي غالب ، الذي رواه الإمام أحمد في مسنده و غيره بسند صححه الشيخ الألباني ، و الذي ذكره الأجري في كتاب الشريعة : باب ذكر ثواب من قاتل الخوارج فقتلهم أو قتلوه . وهذا رحمة الله تبارك و تعالى عليه قتلوه من غير أن يقاتلهم .. بل قاتلهم بالحجة والبيان ولم يقاتل بالسيف والسنان، فكان هذا جزاءه .
قال أبو غالب في هذا الحديث لما أوتي برؤوس الأزارقة فنصبت على درج دمشق أي على مدخلها والأزارقة من الخوارج ، جاء أبو أمامة الباهلي الصحابي الجليل رضي الله تعالى عنه فلما رآهم دمعت عيناه .. دمعت عيناه لأنهم كانوا معنا ومنا .. لأنهم كانوا من إخواننا ، إلا أنهم كما قال أمير المؤمنين ٥ : بغوا علينا و خالفونا واستباحوا دماءنا . قال ( فقال : كلاب النار ثلاث مرات. هؤلاء شر قتلى قتلوا تحت أديم السماء ، و خير قتلى قتلوا تحت أديم السماء الذين قتلهم هؤلاء. قال فقلت – أي أبو غالب - : فما شأنك دمعت عيناك !؟ .قال: رحمة لهم. إنهم كانوا من أهل الإسلام . قال ، قلنا : أبرأيك قلت هؤلاء كلاب النار ، أو شيء سمعته من رسول الله – صلى الله عليه و سلم - !؟ . قال : إني أجرأ بل سمعت [ يعني لو قلت هذا من رأيي ] بل سمعته من رسول الله - صلى الله عليه و سلم – غير مرة و لا اثنتين و لا ثلاث . قال : فعد مرارا ) . وزاد في رواية الترمذي ( لما رأى أبو أمامة رؤسا منصوبة على درج مسجد دمشق ، قال : كلاب النار شر قتلى تحت أديم السماء ، خير قتلى من قتلوه .ثم قرأ قول الله تبارك و تعالى : " يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ " الآية. قلت لأبي أمامة : أنت سمعته من رسول الله – صلى الله عليه وسلم - . قال : لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين أو ثلاث أو أربع حتى عدّ سبعا ما حدثتكموه [ يعني سمع هذا من رسول الله – صلى الله عليه و على آله وسلم - ] ).
فنسأل الله تبارك و تعالى أن يتقبل قتلانا ، سواء أخونا سمير أو غيره ممن قتل بأيدي هؤلاء من إخواننا من رجال الجيش و إن كنا لا نعرف أسماءهم . فنسأل الله تبارك و تعالى أن يتقبلهم الله جل و علا عنده . و أن يكون .. لا شك و لا ريب أن الله جل و علا عرفهم ، وجعل مقتلهم هذا كفارة لجميع ذنوبهم و سيآتهم.
كما نسأل الله تبارك و تعالى أن يهدي هؤلاء إلى سواء السبيل، وهذا أبو أمامة الصحابي الجليل لما رأى قتلاهم وسمع رسول الله - صلى الله عليه و سلم- يقول فيهم شر قتلى تحت أديم السماء ، دمعت عيناه رحمة بهم ، لأنهم كانوا معنا .. و لأنهم في الأصل منا، إلا أنهم خالفونا وانحرفوا عن هدي نبينا، وتركوا سبيل الرشاد إلى سبيل الغي و الظلم و الضلال .
نسأل الله جل و علا أن يجيرنا من شرهم و أن يوفقنا لما يحبه و يرضاه . و الله تبارك وتعالى أعلم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١- آل عمران/ ٢ ؛
٢- النساء/ ١ ؛
٣- الأحزاب/ ۷٠،۷١ ؛
٤- ليلة الجمعة ٢٦ جمادى الأولى ۱٤٣٨ هـ ؛
٥- علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه .


فرغه ليلة : الجمعة ٢٦ جمادى الأولى ۱٤٣٨ هـ
أبو عبد الرحمن محمد الجزائري غفر الله له ولوالديه

الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	16976292_1582247188469270_242240982_n.jpg‏
المشاهدات:	6048
الحجـــم:	101.8 كيلوبايت
الرقم:	3547  

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن محمد الجزائري ; 24 Feb 2017 الساعة 12:31 PM
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, لزهرسنيقرة, مسائل, الخوارج


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013