منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 Jul 2010, 08:07 AM
رائد علي أبو الكاس رائد علي أبو الكاس غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: فلسطين
المشاركات: 90
افتراضي و الصلحُ خير , فهل مِنْ مُعتبِر

بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلحُ خير , فهل مِنْ مُعتبِر

الحمد لله ربِّ العالمين ,و الصلاة و السلام على نبينا محمد ,و على آله و صحبه أجمعين .
إنَّ مِن أهم مهمات طالب العلم , الصادق مع ربه , أنْ يكون مؤمناً بالله حق الإيمان , وثيق الصلة به , يستمد منه العون مع أخذه بالأسباب , مطيعاً لربه في أمره كله , خاشعاً ,وقافاً عند حدوده , ممتثلاً أمرَه , و لو خالف هواه , منصاعاً لهديه , و لو خالف عادتَه , و قد تغشى نفس الإنسان , أَثارة مِن غفلة , فتزلَّ به القدم , أو يقع في تقصير لا يليق بالمؤمن الصادق , و لكنه سرعان ما يتذكر و يتنبَّه , و ينتفض من غفلته , و ينخلع مِن زلّتِه , و يستغفر من تقصيره , تائباً إلى ربه , منيباً إليه .
قال تعالى :" إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ" (201 سورة الأعراف)

و طالب العلم يبتغي من أقواله و أفعاله كلها وجه الله , همه مرضات ربه , في كل خطوة مِن خطواته , لا مرضاة الناس , لقوله - صلى الله عليه و سلم - :" مَن التمس رضا الله بسخط الناس , كفاه الله مؤنة الناس , و مَن التمس رضا الناس بسخط الله , وكَّله الله إلى الناس " ( رواه الترمذي و الحديث صحيح )

و مِن هنا , على طالب العلم , أن يزن أعماله , بميزان مرضاة الله - عز و جل – و بذلك تستقيم مقاييس المسلم , فلا يقع في متناقضات قبلية , جاهلية , و لا تعصبات حزبية , و لا عواطف مضحكة سخيفة , تتلاعب به هنا و هناك , كالريشة في مهب الريح , تراه يطيع الله في أمر و يعصيه في آخر , أو يُحِلُّ الشيء هنا و يحرِّمه هناك , و يمدح الشخص في وجهه , و يذمه في غيبته , و هذا الازدواج في الشخصية من أخطر ما ابْتُليَ به بعض طلبة العلم في هذا العصر .

و الإسلام يريد من المسلمين أن يكونوا شامة في الناس , متميزين في عقيدتهم , و منهجهم و أقوالهم , و أفعالهم , و أخلاقهم , و سلوكهم , و زيهم , وهيئاتهم , و تصرفاتهم , حتى يكونوا قدوة حسنة , لقوله – صلى الله عليه و سلم – لأصحابه :" إنكم قادمون على إخوانكم , فأصلحوا رحالكم , و أحسنوا لباسكم , حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس , فإنَّ الله لا يحب الفُحش و لا التفحُّش " ( رواه أبو داود و إسناده حسن )

فأنت أيها الطالب ,يا مَن تسلك منهج نبيك في دعوتك , ميَّزك الله بالعلم النافع ,و العمل الصالح عن غيرك مِن أهل الفسوق , و العصيان , فأنت صاحب علم و معرفة , رحَّب بك النبي – صلى الله عليه و سلم - , و حفَّتك الملائكة بأجنحتها .
فهذا صفوان بن عسَّال المرادي – رضي الله عنه –:" جاء إلى النبي – صلى الله عليه و سلم – و هو في المسجد فقال له : يا رسول الله , إني جئت أطلب العلم , فقال : مرحباً بطالب العلم , إنّ طالب العلم تحفه الملائكة بأجنحتها ,ثم يركب بعضهم بعضاً , حتى يبلغوا السماء الدنيا مِن محبتهم لما يطلب " ( رواه الحاكم بإسناد صحيح )

فبعد هذا الترحيب من النبي – صلى الله عليه و سلم , و بعد هذا التكريم من الملائكة , تتراجع القهقرى , فتترك طلب العلم , هذا لا يليق بك , فلا تجعل العواطف تتحكم بك , و لا تنقاد لهواك , فماذا تقول لربك يوم الميعاد , فهل تنفعك العصبية و القبلية ؟ هل ينفعك انتصارك لنفسك و هواك ؟.
و قد كان سلفنا الصالح مهما عظمت منزلتهم العلمية , لا يكفُّون عن الاستزادة من التعلم , و متابعة التحصيل العلمي , حتى آخر العمر , و يرون أن العلم يحيا و ينمو بالمتابعة , و يذبل و يجف بالهجر و الانقطاع .
قال ابن أبي غسان – رحمه الله - :" لا تزال عالماً ما كنت متعلماً , فإذا استغنيت , كنت جاهلاً "
( جامع بيان العلم و فضله 1 / 96 )
و قال الإمام مالك – رحمه الله - :" لا ينبغي لأحد يكون عنده علم أن يترك التعليم " ( المصدر نفسه )
و قيل للإمام عبد الله بن المبارك - رحمه الله - :" إلى متى تطلب العلم ؟ قال : حتى الممات , و لعل الكلمة التي أنتفع بها لم أكتبها بعد " ( المصدر نفسه )
و ما أجمل جواب الإمام ابن عيينة – رحمه الله – حين قيل له :" من أحوج الناس إلى طلب العلم ؟ فقال : أعلمهم , قيل و لماذا ؟قال : لأن الخطأ منه أقبح " ( المصدر نفسه )




فيا طلب العلم : انظر إلى هذه المرتبة العظيمة,فما أحوجنا إلى الاقتداء بهذا السلف العظيم .
فهاهم تلاميذ الشيخ ابن باز , و الشيخ الألباني ,و الشيخ ابن عثيمين, و الشيخ مقبل الوادعي ,- رحمهم الله جميعاً - , أخذوا يطلبون العلم على أيديهم حتى مماتهم , ألا تعتبر بهذه المواقف ؟ , فرفع الله شأنهم و مكانتهم في قلوب العباد , و أعزَّهم بذكرهم بعد مماتهم , فهاهي مؤلفاتهم و كتبهم و أشرطتهم لا تخلوا بلد من البلاد , و لا مكتبة من المكتبات منها ,و هاهم تلاميذهم جابوا البلاد , علماً و تعليماً , و حملوا رسالة الدعوة من بعدهم , فبرّوا مشايخهم , و سدّوا مكانهم العلمي و الدعوي .

فإذا كنتَ كما تزعُم , أنّك على منهجهم السلفي , كان لزاماً عليك أن تنخلع من هواك , و تعود كما كنت , مع إخوانك, طالباً للعلم , فمرحباً بك و عفا الله عما سلف , و إيّاك و أحابيل الشيطان الماكرة , التي تحرص على تفريق الكلمة, و تمزيق الشمل , فنحن معاشر السلفيين , أحوج الناس إلى الوحدة و الائتلاف , أحوج الناس إلى الالتفاف حول العلماء , أحوج الناس إلى وضع العصبية و القبلية تحت أقدامنا , أحوج الناس إلى اختيار الأخلاء و الأصدقاء و البيئات التي لا تزيدنا إلا إيماناً , و صلاحاً و تقوى و تبصرة , و هذا لا يتحقق إلا في بيوت الله , و نحن نتلقى العلم الشرعي .
و نحن أحرص الناس للإعراض عن رفقاء السوء و شياطين الإنس , و عن مجالس الفُحش و المعصية , و الغيبة و النميمة , والقيل و القال ,التي تظلم فيها النفس و يصدأ القلب .

قال تعالى :"وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا" (28سورة الكهف)

فيا طالب العلم : لا تكن سبباً في حجب مغفرة الله عنا , بهجرك لإخوانك , فقد جاء الوعيد الشديد مِن رسول الله – صلى الله عليه و سلم – لأولئك القساة , الغلاظ في قوله :" تُفتح أبواب الجنة يوم الإثنين و الخميس , فيُغفر لكل عبد لا يُشرك بالله شيئا , إلا رجل كانت بينه و بين أخيه شحناء , فيُقال أَنْظِروا هذين حتى يصطلحا , أنظِروا هذين حتى يصطلحا , أنظِروا هذين حتى يصطلحا " ( رواه مسلم )

فيا طالب العلم : الصّلح خير , أين صلح ذات البين ؟ أين كظم الغيظ ؟ أين العفو عن أخيك , و التغاضي عن زلته ؟ أين إقبالك على أخيك صفوحاً , عفُّواً ؟ أين تواضعك لأخيك مبتغياً بذلك العزة و الرفعة التي نبَّه إليها رسول الله – صلى الله عليه و سلم ؟" ما زاد الله عبداَ بعفوٍ إلا عزاً , و ما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله " (رواه مسلم )

إنّ الحقد و الكراهية و الحسد لا مكان لهم في قلب المسلم الواعي لدينه , فكيف بمن يحمل أمانة العلم و الدعوة, و إنّه لحَريٌّ بطالب العلم بعد هذا كله أن يكون , نقي السريرة , صافي القلب , بشُّ الوجه , طلق المُحَيّا , محباً للخير, محباً لإخوانه , ناصحاً لهم , واضعاً يده في أيديهم , لحمل هذا الأمانة العلمية و الدعوية , فهل مِن معتبر .

و آخر دعوانا ,أن الحمد لله ربِّ العالمين

كتبه
سمير المبحوح
2 / شعبان / 1431 هـ




رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
آداب, الزهد, تزكية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013