منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » مــــنـــتــدى الـــلـــغـــة الــعــربـــيـــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #8  
قديم 14 Jan 2015, 05:32 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قال تعالى: " فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)"
1- كرَّرَ لفظ: " ظَلَمُوا " ولم يُضمِره تعظيمًا للأمر، والتَّكرير يكون على ضربين:
أحدهما: استعماله بعد تمام الكلام كما في هذه الآية، وقوله: "فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ" ، ثم قال بعد: "فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ"، ولم يقل: مِمَّا كتبوا، وكرَّر الويلَ تغليظًا لفعلهم، ومنه قول الخنساء: من المتقارب

تَعَرَّقَني الدَهرُ نَهساً وَحَزّاً *** وَأَوجَعَني الدَهرُ قَرعاً وَغَمزا

أرادت: أنَّ الدَّهر أوجعها بكُبْرَيات نوائبه وصُغْرَيَاتها.

والضرب الثاني: مجيء تكرير الظَّاهر في موضع المُضمَر قبل أن يتمَّ الكلام، كقوله تعالى: "الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2)" و "الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2)" ، كان القياس لولا ما أريد به من التَّعظيم والتفخيم: الحاقَّة ما هي؟ والقارعة ما هي؟ ومن هذا الضَّرْب قول الشَّاعر وهو جرير: من الكامل

لَيتَ الغُرابَ غَداةَ يَنعَبُ بِالنَوى *** كانَ الغُرابُ مُقَطَّعَ الأَوداجِ

ويُروى: ينعب دائبا، ويُروى: دائما.

وقد جمع عدِيُّ بن زيد المعنَيَيْن ويُنسب لابنه: سَواد، وقيل لأميَّة بن أبي الصّلت، فقال: من الخفيف

لا أَرى المَوتَ يَسبِقُ المَوتَ شَيءٌ *** نَغَّصَ المَوتُ ذا الغِنَى وَالفَقيرا

فكرَّر لفظ: الموت ثلاثا، وهو من الضَّرْب الأوَّل، ومنه قول الحطيئة: من الطويل

أَلا حَبَّذا هِندٌ وَأَرضٌ بِها هِندُ *** وَهِندٌ أَتى مِن دونِها النَأيُ وَالبُعدُ

فكرَّر ذكر محبوبته ثلاثا تفخيما لها، والنَّأي: البُعْدُ، كرَّره التَّأكيد وتقدَّم الكلام فيه.

فائدة:

قال أبو عبد الله القرطبي - رحمه الله تعالى - في قوله تعالى: " فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ" قال: "أنَّ الزِّيادة في الدِّين والابتداعَ في الشَّريعة عظيمةُ الخَطَر، شديدةُ الضَّرَر، هذا في تغيير كلِمةٍ هي عبارةٌ عن التَّوبة، أوجبت كلَّ ذلك من العذاب، فما ظنُّك بتغيير ما هو من صفات المعبود؟! هذا والقولُ أنقصُ من العمل، فكيف بالتَّبديل والتَّغيير في الفعل؟!".

وقال - رحمه الله - عندما تكلَّم عن قوله تعالى: "رِجْزًا" - قال: "والرَّجَزُ - بفتح الرَّاء والجيم -: نوعٌ من الشِّعْر، وأنكر الخليلُ أن يكون شِعرًا، وهو مشتَقٌّ مِن: الرَّجَز، وهو داءٌ يصيب الإِبل في أعجازها، فإذا ثارَتْ، ارتعشَتْ أفخاذُها" اهـ.

قلتُ: ويقال لمَن مهَر به رجَّاز، ولا يُقال له شاعِرٌ، ويُستَعمَل تامًّا، كقول الشَّاعر وهو الحطيئة جَروَل بن أوس (ت:45هـ):

قَالَتْ -وَفِيهَا حَيْدَةٌ وَذُعْرُ-:*** عَــــوْذٌ بِرَبِّي مِنْكُمُ وَحُجـْـــرُ

ويُستَعمل مجزوءا، كقول عمرَ بنِ أبي ربيعةَ المخزوميّ (ت: 93هـ):

قَدَ هَاجَ قَلْبِي مَحْضَرُ *** أَقْوَى وَرَبْعٌ مُقْفِرُ

وبَيْتُهُ العَرُوضِي:

في أَبْحُر الأرجازِ بحرٌ يسهُل *** مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ

******
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013