أحسنت في هذا النقل الطيب أخي الفاضل، و صدقت شيخنا الجليل، و أستاذنا الفاضل المفيد عبد المجيد جمعة، إن مكانة أهل السنة عند الله رفيعة بمحبتهم للسنة، و تمسكهم بها، و لزومهم لها ظاهرًا و باطنًا، و دعوتهم إليها، و ذبِّهم عنها وعن حملتها و أئمتها، و بغضهم لما يخالفها، و أما أعداؤهم و أعداء دعوتهم فإلى السفول و الأفول، و الانحطاط و الضعة و الدون، مهما شوشوا و خربشوا، فإن الباطل لجلج و الحق أبلج، و العبرة بالمآلات و العواقب، أبى الله إلا أن تكون العاقبة للمتقين، فالرفعة بيد الله، و الخير كله بيده، و لله الأمر من قبلُ و من بعد، إن من رفعه الله لا يضعه من وضعه الله، و إن جرح الضعيف مردود لا محل له من الإعراب، أبشر شيخنا بمحبة أهل السنة لك، و معرفتهم لقدرك و منزلتك، و علو كعبك و مكانتك التي شهد لك بها كبار العلماء، و هم شهداء الله في الأرض، و قد وضعنا شهادتهم لك في كِفة، و و ضعنا طعونات أصحاب [الكل]، و غيرهم من الحاقدين الحاسدين في كفة، فطاشت و طارت طعوناتهم و استقرت في زبالة التاريخ .
لقد أتعب هؤلاء أنفسهم في التنقيب عما به يتوصلون إلى انتقاص مشايخنا الأفاضل و الطعن فيهم فلما رأوا أنهم قد ظفروا بشيء من ذلك أرغوا و أزبدوا، و إن سلمنا لهم فيما انتقدوه فهو مما لا يسلم منه كتاب و لا مصنف و لا بشر، على قلته، و لا ينقص من قدر صاحبه إلا على موازين المعتوهين، و كم لشيخهم من مثل هذه الهفوات؟ بل كم له من زلات و كبوات و شطحات، بل سرقات؟، ثم أين قواعدهم التي طالما أزعجوا أسماعنا بها، مثل قاعدة الموازنات التي بها يمنعون من الطعن في الرجل؟ أليس هذا موضعها عندهم؟ و أين قاعدة: كثرة حسنات الرجل مانعة من القدح فيه؟، أليس هذا بابها؟ و أين أصل النصيحة و قاعدة نتناصح و لا نتفاضح؟، و أين..و أين..من قواعدهم التي ظهر لكل ذي عينين أنهم ما قعدوها و تبنوها إلا للمحاماة عن متبوعيهم و رؤوس الضلال، أما أهل السنة فلا حظَّ لهم منها، بل نراهم ينقلبون في معاملتهم إلى حدادية بكلِّ المقاييس، و هكذا تتجارى الأهواء بأصحابها .
فاللهم اكفنا و مشايخنا و إخواننا شرهم و شر كلِّ ذي شر، و رد عنا كيدهم، و انصر يا ربنا من نصر دينك، و سنة نبيك، و اخذل من خذل السنة و أهلها.
|