منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #17  
قديم 07 Aug 2013, 12:42 PM
بلال بريغت بلال بريغت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: قسنطينة / الجزائر.
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر Skype إلى بلال بريغت
افتراضي

تاسعا : أنشودة طلع البدر علينا
و هذه الأنشودة موجودة كذلك في الفيلم و قد كنا ننشدها لما كنا في الدراسة الإبتدائية ، و كانت من المقررات في الكتب المدرسية و الله المستعان ، و هذه القصة كغيرها من القصص التي مضت لا تخلو من عيب فهي كسابقتها ضعيفة و لكن أعداء السنن كعادتهم يدسون الأكاذيب و يعلمونها للصبيان لغاية لا يعلمها إلى الله فإلى الله المشتكى.
و أحداث هذه القصة أو الأغنية بأدق تعبير تجري وقائعها لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة جعل النساء والصبيان يرددون و يقولون :

طلع البدر علينا *** وجب الشكر علينا
أيها المبعوث فينا *** من ثنيات الوداع
ما دعا لله داع *** جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة *** مرحبًا يا خير داع.

درجة الحديث : ضعيف.

أحاديث القصاص لابن تيمية (ص: 63) ت. محمد بن لطفي الصباغ.
و قال محقق الكتاب معلقا في الحاشية و انظر نور اليقين للخضري (ص:86) و قال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء (2/275) : '' حديث إنشاد النساء عند قدوم رسول الله صلى الله عليه و سلم : طلع البدر ... إلى آخر الشعر .رواه البيهقي في دلائل النبوة من حديث عائشة معضلا ،و ليس فيه ذكر للدف و الأحان.'' .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " وهو سند معضل، و لعل ذلك كان في قدومه من غزوة تبوك ''([1]) ، و قد أوردها الشيخ العلامة الألباني في السلسلة الضعيفة : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات ، لكنه معضل ، سقط من إسناده ثلاثة رواة أو أكثر ، فإن ابن عائشة هذا من شيوخ أحمد وقد أرسله ، و بذلك أعله الحافظ العراقي في تخريج الإحياء (2/244) . ثم قال البيهقي كما في تاريخ ابن كثير (5/23) : " هذا يذكره علماؤنا عند مقدمه المدينة من مكة ، لا أنه لما قدم المدينة من ثنية الوداع عند مقدمه من تبوك " و هذا الذي حكاه البيهقي عن العلماء جزم به ابن الجوزي في تلبيس إبليس (ص:251) تحقيق صاحبي الأستاذ خير الدين وانلي ، لكن رده المحقق ابن القيم في الزاد(3/13) : " هو وهم ظاهر ؛ لأن " ثنيات الوادع " إنما هي من ناحية الشام ، لا يراها القادم من مكة إلى المدينة ، ولا يمر بها إلا إذا توجه إلى الشام ".
و مع هذا فلا يزال الناس يرون خلاف هذا التحقيق ، على أن القصة برمتها غير ثابتة كما رأيت !
تنبيه : أورد الغزالي هذه القصة بزيادة الدف : '' بالدف و الألحان '' و لا أصل لها كما أشار لذلك الحافظ العراقي بقوله : ''و ليس فيه ذكر للدف و الألحان '' .
و قد اغتر بهذه الزيادة بعضهم فأورد القصة بها ، مستدلا على جواز الأناشيد النبوية المعروفة اليوم !
فيقال له : '' أثبت العرش ثم انقش '' ! على أنه لو صحت القصة لما كان فيها حجة على ما ذهبوا إليه كما سبقت الإشارة لهذا عند الحديث (579) فأغنى عن الإعادة.'' إنتهى كلامه رحمه الله ([2])
قلت : هذا كلام الشيخ الألباني كاملا حول هذه القصة نقلته حتى لا يقول قائل : لا حرج في إنشاد هذه الأبيات ، والاستئناس بها ، وحفظها ، وتعليمها الأولاد الصغار ، وإن لم تثبت بالأسانيد الصحيحة ، فإن مثل هذه الأحداث تكفي روايتها وشهرتها بين أهل العلم ، و كقول بعضهم : '' أما اشتراط الصحة الحديثية في قبول الأخبار التاريخية التي لا تمس العقيدة والشريعة ففيه تعسف كثير ، والخطر الناجم عنه كبير ؛ لأن الروايات التاريخية التي دونها أسلافنا المؤرخون لم تُعامل معاملة الأحاديث ، بل تم التساهل فيها ، وإذا رفضنا منهجهم فإن الحلقات الفارغة في تاريخنا ستمثل هوّة سحيقة بيننا وبين ماضينا مما يولد الحيرة والضياع والتمزق والانقطاع'' .
نقول : أولا من هم أهل العلم الذين اشتهرت عندهم هذه الرواية ؟ و هل علموها للصبيان كما تدعي ؟ و أين دليلك على ما تقول ؟ و هل تعليم الصبيان للأناشيد من دين الله في شيء؟ و أين ذهب تعليمهم للقرآن و السنة ؟ أما علمت بالأضرار التي أصابت الصبية من هذه الأناشيد؟ أم أن هذه نفثة إخوانية صوفية لها مبرارتها و الله المستعان.
و أما صاحب القول الثاني فنقول له إن القول بأن تضعيف مثل هذه القصص تعسفا كلام سخيف يدل على مدى جهل صاحبه بل يدل على طعنه في علماء الحديث الذين أفنوا حياتهم في خدمة هذا الفن الشريف ، زد على هذا أولم تعلم أن المحتجين بجواز الأناشيد المزعومة يتشدقون بهذه القصة ؟ و إن كانت هذه الأنشودة التي معنا ليس فيها شركيات فمعظم المتشدقين بها ينشدون أناشيد فيها أشياء يشيب منها الرأس ، فهم ينطلقون من مدح خالي من الغلو و بعد التوسع و الشهرة و الظهور على القنوات الفضائية و امتلاء الجيوب بالمال تصبح أناشيد تتغنى بالقرآن الكريم كالذي أدخل في أغنيته الدينية! سورة الزلزلة فإلى الله المشتكى.
و دعاية قبول التواريخ و لو ضعيفة حجة باطلة فقد قال الإمام القحطاني رحمه الله :
لا تقبلن من التوارخ كلما ***جمع الرواة وخط كل بنان.
و قال الشيخ الإمام الألباني - رحمه الله : ''و قد يظن بعضهم أن كل ما يروى في كتب التاريخ و السيرة ، أن ذلك صار جزءا لا يتجزأ من التاريخ الإسلامي، لا يجوز إنكار شيء منه ! و هذا جهل فاضح ، و تنكر بالغ للتاريخ الإسلامي الرائع ، الذي يتميز عن تواريخ الأمم الأخرى بأنه هو وحده الذي يملك الوسيلة العلمية لتمييز ما صح منه مما لم يصح ، و هي نفس الوسيلة التي يميز بها الحديث الصحيح من الضعيف ، ألا و هو الإسناد الذي قال فيه بعض السلف : لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء''([3])
وهناك أمر آخر كيف يقال :

جئت شرفت المدينة *** مرحبًا يا خير داع.

وإنما سميت المدينة بعد مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها ، واسمها المعروف لديهم ( يثرب) ، و الذي سماها المدينة هو رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى :'' وحدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن يحي بن سعيد قال سمعت أبا الحباب سعيد بن يسار يقول سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمرت بقرية تأكل القرى يقولون يثرب وهي المدينة تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد ''([4]).
قال الحافظ في الفتح : " قَوْله : ( يَقُولُونَ يَثْرِب وَهِيَ الْمَدِينَة ) أَيْ أَنَّ بَعْض الْمُنَافِقِينَ يُسَمِّيهَا يَثْرِب , وَاسْمهَا الَّذِي يَلِيق بِهَا الْمَدِينَة . وَفَهِمَ بَعْض الْعُلَمَاء مِنْ هَذَا كَرَاهَة تَسْمِيَة الْمَدِينَة يَثْرِب وَقَالُوا : مَا وَقَعَ فِي الْقُرْآن إِنَّمَا هُوَ حِكَايَة عَنْ قَوْل غَيْر الْمُؤْمِنِينَ . وَرَوَى أَحْمَد مِنْ حَدِيث الْبَرَاء بْن عَازِب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ سَمَّى الْمَدِينَة يَثْرِب فَلْيَسْتَغْفِرْ اللَّه , هِيَ طَابَة هِيَ طَابَة) .
وَرَوَى عُمَر بْن شَبَّة مِنْ حَدِيث أَبِي أَيُّوب ( أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُقَال لِلْمَدِينَةِ يَثْرِب).
وَلِهَذَا قَالَ عِيسَى بْن دِينَار مِنْ الْمَالِكِيَّة : مَنْ سَمَّى الْمَدِينَة يَثْرِب كُتِبَتْ عَلَيْهِ خَطِيئَة . قَالَ : وَسَبَب هَذِهِ الْكَرَاهَة لِأَنْ يَثْرِب إِمَّا مِنْ التَّثْرِيب الَّذِي هُوَ التَّوْبِيخ وَالْمَلَامَة , أَوْ مِنْ الثَّرْب وَهُوَ الْفَسَاد , وَكِلَاهُمَا مُسْتَقْبَح , وَكَانَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبّ الِاسْم الْحَسَن ، وَيَكْرَه الِاسْم الْقَبِيح . "
هذا ما وصلت إليه فإن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمن نفسي و من الشيطان فنسأل الله تبارك و تعالى أن يغفر لي زلاتي و أن يصحح نيتي و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

- يتبع -
======
[1]: فتح الباري (7/262).
[2]: الضعيفة(2/63) برقم (598).
[3]: الصحيحة (5/331-332).
[4]: مسلم برقم (1382) ، و البخاري برقم (1871).

التعديل الأخير تم بواسطة بلال بريغت ; 07 Aug 2013 الساعة 12:44 PM
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013