منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 Aug 2012, 06:26 AM
عبد العزيز بوفلجة عبد العزيز بوفلجة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 227
افتراضي (لا تجري ماهيته في مقال, ولا تخطر كيفيته ببال)

بسم الله الرحمن الرحيم

معنى مقالة السلف: (لا تجري ماهيته في مقال, ولا تخطر كيفيتة ببال)


الحمد لله العلي الشأن, العظيم القدر, له الأسماء الحسنى, والصفات العلى, ليس كمثله شيء وهو السميع البصير, والصلاة والسلام على أفضل خلقه, وأكرم رسله, محمد بن عبد الله, وعلى آله وصحبه ومن ولاه, أما بعد:

فإن معرفة الرب تعالى بأسمائه وصفاته من أعظم المعارف, وأشرف المطالب؛ إذ شرف العلم تابع لشرف المعلوم, والقاعدة عند أهل العلم: أن لصفات الله تعالى كيفية لا يعلمها أحد من الخلق؛ فعلم الخلق بالكيف محجوب, فلا يتوجه على صفاته كيفية, كما لا يتوجه على أفعاله لِمِيَّة, فلا يقال في صفاته: كيف هي, كما لا يقال في أفعاله الحكمية: لم؟.

ومن هنا جاءت مقالة السلف المشهورة: (لا تجري ماهيته في مقال, ولا تخطر كيفيتة ببال), والمعنى: نفي العلم بالكيفية الآن, مع ثبوت الكيفية له تعالى, على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى, وليس معناه نفي أن تكون للرب تعالى حقيقة وماهية ثابتة في نفس الأمر, فهذا من أقوال أهل البدع, من الجهمية والمعتزلة ومن وافقهم, والذين يقولون: (لا ماهية له فتجري في مقال, ولا كيفية تخطر ببال)
ففرق بين المقالتين ظاهر, لا خفاء فيه, فعبارة السلف فيها إثبات الكيفية لله تعالى على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى, مع نفي العلم والإحاطة بها, وأما عبارة الخلف, ففيها نفي الكيفية والماهية مطلقا, ومآلها إلى التعطيل المحض.

يقول الإمام ابن أبي زيد القيراوني -رحمه الله تعالى: (ليس لأوليته ابتداء, ولا لآخريته انقضاء, ولا يبلغ صفته الواصفون, ولا يحيط بأمره المتفكرون, يعتبر المتفكرون بآياته, ولا يتفكرون في مائية ذاته, ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض, ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم) -مقدمة ابن أبي زيد, ضمن عقيدة السلف-(ص56).

ويقول ابن تيمية -رحمه الله تعالى: (وكذلك سائر الأئمة قولهم مثل قول مالك ينفون علم الخلق بالكيف وعلمهم بالحكمة فلا يقولون في صفاته كيف ولا في أفعاله لم؟؛ لأنهم لا يعلمون كيفية صفاته, ولا لمية أفعاله, وكثير من المتأخرين نفوا ثبوت ذلك في نفس الأمر لم ينفوا علم المخلوق به.
فالأولون يقولون: "لا تجري ماهيته في مقال ولا تخطر كيفيته ببال" ويقولون: "منع الخلق أن يتفكروا في ماهية ذاته" كما يقول مثل ذلك أبو محمد بن أبي زيد, والشريف أبو علي بن أبي موسى, وأبو الفرج المقدسي, وغيرهم وكلام السلف كله موافق لقول هؤلاء كما في كلام عبد العزيز بن الماجشون نظير مالك بالمدينة قال: "أما بعد فقد فهمت ما سألت عنه فيما تتباعت الجهمية ومن خلفها في صفة الرب العظيم الذي فاتت عظمته الوصف والتقدير وكلت الألسن عن تفسير صفته وانحسرت العقول دون معرفة قدره - إلى أن قال-: فأما الذي لا يحول ولا يزول, ولم يزل, وليس له مثل, فإنه لا يعلم كيف هو إلا هو فكيف يعرف" والذين نازعوهم من المتأخرين قالوا لا ماهية فتجري في مقال ولا كيفية له فتخطر ببال) الصفدية (1/289).

وقال في موضع آخر: ( المشهور بين أهل السنة والجماعة أنه لايقال في صفات الله عز وجل كيف ولا في أفعاله لِمَ وقد ذكرنا في غير هذا الموضع أن السلف والأئمة نفوا علمنا الآن بكيفيته كقول مالك رحمه الله الاستواء معلوم والكيف مجهول لم ينفوا أن يكون في نفس الأمر له حقيقة يعلمها هو وتكلمنا على إمكان العلم بها عند رؤيته في الآخرة أو غير ذلك.
لكنْ كثير من الجهمية من المعتزلة وغيرهم ينفون أن يكون له ماهية وحقيقة وراء ماعلموه وكذلك إذا قلنا لايقال في أفعاله لِمَ فإنما نفينا السؤال بـ لِمَ وذلك ينفي علم السؤال بالحكمة الغائية المقصودة بالفعل التي تصلح أن تكون جواب لِمَ وهي المقرونة في قول المجيب لكذا...-إلى أن قال-: والمقصود التنبيه على أن العقول تعجز عن إدراك كنه الغاية المقصودة بالأفعال كما تعجز عن كنه إدراك حقيقة الفاعل ولكن نفي الشيء غير نفي العلم به ونفي هذه الحكمة المقصودة لظن أن ثبوتها يستلزم قيام الحوادث المستلزمة حدوثه به واستكماله بغيره المقتضي حاجته ونحو ذلك هو نظير نفي صفاته الثابتة بالفطرة والشرع والعقل لظن أن ثبوتها يستلزم حدوثه....) بيان تلبيس الجهمية(2/3).

والحمد لله رب العالمين.


التعديل الأخير تم بواسطة عبد العزيز بوفلجة ; 25 Aug 2012 الساعة 11:08 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 Aug 2012, 06:36 AM
عبد الصمد بن أحمد السلمي عبد الصمد بن أحمد السلمي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: في بلد ممتدة أرجاؤه...وطيب هواءه وماؤه
المشاركات: 351
افتراضي

بارك الله فيكم أخي بوفلجة
في فتاوى العقيدة للعلامة ابن عثيمين ضمن رد له على أحد المعاصرين كلام شبيه بهذا
ذلك أنه فهم من قول الإمام مالك (الكيف غير معقول) نفي الكيفية أصلا لا علما بحقيقتها
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 Aug 2012, 07:09 PM
محمد رحيل
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيك أخانا عباس على الفائدةالة بين المثبتين والمعطلين.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 Aug 2012, 07:42 PM
عبد العزيز بوفلجة عبد العزيز بوفلجة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 227
افتراضي

جزانا الله وإياكم: أخي عبد الصمد السلمي, والشيخ محمد رحيل, وبارك الله فيكما.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013