الصبر والشكر للشيخ الوالد أبي عبد المعز محمد علي فركوس -حفظه الله-

[عمار لوبار]

أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيآت أعملنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضل فلا هادي له وأشهد ألا الاه ألا الله وأشهد أن محمد رسول الله : (يا أيها الذين آمنو اتقو الله حق تقاته ولا تموتن ألا وأنتم مسلمين) (يا أيها الناس اتقو الله الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقو الله الذي تساءلون به والأرحام أن الله كان عليكم رقيبا) (يا أيها الذين آمنو اتقو الله وقولو قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عضيما) أما بعد: فأن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وبعد: فأن الانسان معرض في حياته للمصائب والكوارث ذالك بأن الحياة بطبيعتها سلسلة متصلة الحلقات من الأفراح والأقراح والمحاب والمكاره والعسر واليسر والأمن والخوف والمؤمن العارف بدينه يقابل النعم بالشكر والمصائب بالصبر فذاك مكمن الخير في فضيلتي الشكر والصبر يقول المولى عز وجل: (أن الانسان خلق هلوعا اذا مسه الخير منوعا واذا مسه الشر جزوعا ألا المصلين) والمؤمن التقي يعلم أن الصراء والضراء وسيلتان الى نوعين من العبادة وهما الصبر والشكر فأن أنعم الله عليه شكر واهب النعم وأن أخذ ما أعطا صبر من غير جزع ولا هلع فهي أمانة استردها صاحبها فلا يزيد أن يقول أنا لله وأنا لله راجعون والشكر اضهار النعمة وهي سبيل لمعرفة المنعم ومن عرف المنعم أحبه وجد في السعي اليه فكان معنا الشكر استعمال النعمة لاتمام الحكمة المطلوبة شرعا ألا وهي طاعة الله تعالى وهي سبيل الخير ذالك بأن معرفة المنعم يستلزم محبته ومحبته تستلزم شكره وهذ الأمة الأسلامية تختص بهذه الدرجة عن بقيت الأمم والملل حيث تستعين بنعم المنعم على طاعته ومرضاته فلا تجعل ما أنعم الله عليها سبيلا لمعصيته فالشكر أعلى من الرضى لكون العبد يشهد المصيبة نعمة فيشكر المبلي عليها فيستوي عنده المكروه والمحبوب في شكر المنعم ومقام الرضى يستدعي كضم الغيض الذي نزل به وستر الشكوى ذالك أن جاهل النعمة لا يتصور منه الشكر ألا بعد معرفتها فالجهل بالنعمة والغفلة عنها مانع للخلق عن الشكر وهو سبيل غير سبيل أهل العلم لأن العلم والأدب يأمران بشكر الله تعالى في الصراء والضراء في المحاب والمكاره فشكره بقلبه ولسانه وجوارحه من الرضى بقضائه فيتذكر بقلبه أن ما أصابته منحسنة فمن الله وما أعطي شيء فمن فضل ربه ليبلوه كما جاء على لسان سليمان عليه السلام حال استقرار عرش بلقيس عنده قبل أن يرتد اليه طرفه قال: (هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فأنما يشكر لنفسه ومن كفر فأن ربي غني كريم) كذالك يبتلي الله عباده بالغنا والفقر فينضر من هو المجاهد الصابر على ما ابتلاه به كما يبتلي عباده بالمصائب والأسقام تطهيرا لهم من الذنوب والآثام يقول تعالى (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم) ويضهر الرضى بلسانه بالثناء على الله أما الشكر بالجوارح فيكون باستعمال ما آتاه الله تعالى من فضله عليه في المواضع المأمور بها شرعا محقق ومتمم الحكمة الشرعية وهي طاعة الله تعالى وبذالك يتم شكره وهو خير له في الدنيا وال\ىخرة يقول تعالى (ولأن شكرتم لأزيدنكم) وقوله (ولأجر ال\آخرة أكبر) والشكر مفتاح أهل الجنة كما يقول تعالى (وقالو الحمد لله الذي صدقنا وعده) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

[أبو إكرام وليد فتحون]

لله الحمد والشكر على نعمة الاسلام
موفق بإذن الله أخي عمار
جزاك الله خيرا وتقبل منك هذا النقل و نفع به
و أعاننا الله جميعا على ذكره و شكره و حسن عبادته
و حفظ الله الشيخ فركوس بما يحفظ به عباده لصالحين
و أطال في عمره وبارك فيه