الأدب مع أهل العلم أمثلة من أقوال السلف

[عمار لوبار]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: لقد رفع الله شأن حسن الخلق حين امتدح خليله محمدا صلى الله عليه وسلم فقال: (وأنك لعلى خلق عضيم) ونوه صلى الله عليه وسلم بقوله: (أنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق) رواه البخاري في الأدب المفرد وقال عليه السلام: (اتقي الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن) رواه الترمذي قال حازم سلمة ابن دينار: (السيؤ الخلق أشقى الناس به نفسه التي بين جمبيه هي منه في بلاء ثم زوجته ثم ولده) أن هذه تذكرة بأخلاق وآداب الصالحين في التعامل مع ورثة نبينا صلى الله عليه وسلم فأنه لم يورث دينارا ولا درهم ولكن ورث العلم فمن أخذه أخذ بحض وافر فعلماء التوحيد والسنة هم أئمة الأنام وحمات الأسلام الذين حفضو على الأمة معاقل الدين ومعاقله وحمو من التبديل والتغير موارده ومناهله هم الذين قال فيهم الامام أحمد رحمه الله: (يدعون من ضل الى الهدى ويصبرون منهم على الأذى ويحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لابليس أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه) وقال ميمون ابن مهران: (العلماء هم ضالتي في كل بلد وهم بُغيتي وجت صلاح قلبي في مجالست العلماء) أنها تذكرة بأفضال أناس أثنى الله عليهم بقوله: (يرفع الله الذين آمنو منكم والذين أوتو العلم درجات) وقال تعالى: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) وقال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم: (فض العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وأن العلماء ورثت الأمبياء وأن الأمبياء لم يورثو دينارً ولا درهمً ولكنهم ورثو العلم فمن أخذهُ أخذ بحض وافر) كان عكرمة يقول: (أياكم أن تؤذو أحدً من العلماء فمن آذى عالمً فقد آذى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم) وقال عبد الله ابن الامام أحمد: (قلت لأبي: أي رجل كان الشافعي فأني سمعتك تكثر من الدعاء له فقال: يا بني كان الشافعي كالشمس للدنيا وكان كالعافية للناس فهل لهاذين من عوض) وقال ابن القيم واصفا العلماء: (هم في الأرض بمنازل النجوم في السماء بهم يهتدي الحيران في الضلماء وحاجت الناس اليهم أعضم من حاجتهم الى الطعام والشراب وطاعتهم أفضل من طاعت الآباء والأمهات بنص الكتاب قال الله جل وعلى: (يا أيها الذين آمنو أطيعو الله وأطعو الرسول وألي الأمر منكم) قال أبو الأسود: (ليس شيؤ أعز من العلم أذ أن الملوك حكام على الناس والعلماء حكام على الملوك) فحرمة العلماء عضيمة وحقوقهم كثيرة فلهم حق المسلم على أخيه المسلم ولهم حقوق الأكابر ولهم حقوق حملت كتاب الله ولهم حقوق العلماء العاملين وأولياء الله الصالحين.ل